إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / المباريات الحربية





تنظيم المباريات الحربية
أسلوب المباريات PEGASUS
أسلوب إدارة المباريات FIRST BATTLE
أسلوب تنظيم المباريات الحربية
أسلوب إدارة المباريات EAGLE WAR
تنظيم المباريات BATTLE
تنظيم المباريات CATTS
تنظيم المباريات CAMMS
أسس حساب نتائج الاشتباكات
أسلوب الإدارة والسيطرة
شبكة المعلومات للنظام
هيئة السيطرة علي المباريات
أسلوب إدارة المباريات السياسية
أسلوب إدارة المباراة الحربية

الموقف الأساسي



المبحث الثاني

المبحث الثاني

الطرق المختلفة لتنظيم المباريات الحربية وإدارتها

يتم استخدام المباريات الحربية في معظم جيوش دول العالم، أسلوباً أساسياً لتدريب القادة وهيئات الأركان، علي نطاق واسع، كذلك يتم استخدامها وسيلة لاختبار مستوي التدريب لجميع المستويات بدءاً من المستويات الصغرى الطاقم/ الفصيلة، وكذلك لاختبار خطط العمليات للمستويات الكبرى التعبوي/ الإستراتيجي، ولقد ركزت القوات الأمريكية على استخدام المباريات الحربية نظراً لما تمتاز به من يسر الاستخدام، وانخفاض التكاليف، ومناسبتها لجميع المستويات، ولذلك تم إنشاء إدارة خاصة بالمباريات الحربية المشتركة، بمهمة إعداد المباريات الحربية التي تهدف إلى رفع كفاءة القادة والقيادات والقوات وتطويرها، وبالرغم من التطور الهائل في صناعة الحواسب واستخدامها فإن الجيش الأمريكي مازال حتى الآن يستخدم المباريات الحربية اليدوية، وتعددت المشكلات التي يتم التعامل معها بأسلوب المباريات الحربية في الجيش الأمريكي، إذ شملت تقييم خطط العمليات واختبارها، ودراسة متطلبات تطور القوات الأمريكية، وكذلك تم الاعتماد علي أسلوب المباريات الحربية في تطوير الفكر والعقيدة القتالية للقوات الأمريكية، كما يتم تنفيذ العديد من المباريات السياسية/العسكرية؛ التي يطلق عليها مباريات الحرب الباردة بغرض المساعدة في تحليل الأهداف الوطنية، والسياسيات والخطط الخاصة بالأزمات وحالات الطوارئ المحتملة.

تمثل الاهتمام الفرنسي بأسلوب المباريات الحربية في تأسيس قسم بحوث العمليات الذي توصل إلى إنتاج النظام مارس للمحاكاة، وهو يُعد حالياً من أهم نظم التحكيم والإدارة لجميع المشروعات التدريبية للقادة وهيئات الأركان، ولقد تطورت أشكاله وأساليب استخدامه بغرض تحقيق الواقعية في التدريب. أيضاً، كان هناك اهتمام واضح بتنفيذ أسلوب المباريات الحربية في الجيش الألماني؛ لتدريب القادة وهيئات الأركان المختلفة، واختبار خطط العمليات قبل تنفيذها، إلا أن الحظر الذي تم فرضه بواسطة الحلفاء على المنظمة العسكرية الألمانية بعد الحرب العالمية الأولى أدى إلى الاعتماد كلياً على أسلوب المباريات الحربية.

تنظيم المباريات الحربية وإدارتها في القوات الأمريكية

بالرغم من التطور الكبير في نظم الحواسب الآلية واستخداماتها، إلا أن الجيش الأمريكي يقوم بتنفيذ بعض المباريات الحربية إما يدوياً، أو بأعداد محدودة من الحواسب لتدريب قواته على مختلف المستويات من مستوى الطاقم حتى مستوى الفيلق، وأيضاً، عند تنفيذ المباريات الحربية السياسية/ العسكرية. كذلك تم الاهتمام بتنفيذ برامج التدريب والعقيدة للقادةTRADOC COMMAND [1] ومحاكاة الأركان SIMULATIONS STAFF، كما أُنشئ قسم لأعمال تطوير التدريب في مركز الأسلحة المشتركةCATRAD [2]، بهدف تطوير برامج التدريب، وتحديد أسلوب تقييم المستويات المختلفة والمتعددة لكل من الفرقة واللواءات والكتائب، وكذا تم الاهتمام بتطوير محاكاة المعارك BATTLE SIMULATIONS، وخُصِّص مركز الأسلحة المشتركة (قاعدة ليفنوورث) بهدف تطوير وسائل المحاكاة على الوحدات والتشكيلات وتقييمها وإنتاجها وتوزيعها؛ لاستكمال مهامها التدريبية، ولتحقيق هذه المهمة التدريبية تم إنتاج العديد من المباريات الحربية التي تهدف إلى رفع كفاءة القادة والقيادات على التصرف في المواقف المختلفة بدءاً من مستوى الجماعة/ الطاقم وحتى مستوى الفيلق.

أولاً. المباريات الحربية التكتيكية في الجيش الأمريكي

1. المباراة الحربية لمستوى الجماعة/ الفصيلة:FIRE FIGHT  وهذه المباراة تستخدم في الجيش الأمريكي منذ عام 1975م، وطُوّرت بالتعاون مع SIMULATION PUBLICATION INCORPORATED - SPI وهي مؤسسة لنشر وسائل المحاكاة، وتم اختبارها عملياً بواسطة TCATA ARMES TEST ACTIVITY TRADOC COMBINED

أ. وهذه المباراة حرة، لمستوى الفصيلة المدعمة الأمريكية، تكلف بمهمة الدفاع، وصد هجوم معادٍ بقوة سرية مدعمة للعدو، وهدف المباراة التدريب على المواقف المختلفة التي يمكن أن تواجهها الفصيلة في مسرح العمليات الأوربي، وطبقاً لتنوع طبيعة الأرض، ويتم تركيز التدريب لقادة الفصائل، على أسلوب استخدام الأسلحة الحديثة والاستخدام الأمثل للأرض، ومتطلبات معركة الأسلحة المشتركة الحديثة، إضافة إلى الاستخدام الأمثل للإخفاء بالدخان، وكذلك للتدريب علي أسلوب تنفيذ التحركات التكتيكية في ميادين القتال المختلفة.

ب. يكون عدد المتبارين اثنين وتنفذ المباراة خلال 1ـ 3 ساعات لكل موقف، وتنفذ هذه المباراة من خلال ثلاثة مستويات كالآتي:

(1) المستوى الأول FIRE FIGHT I: وهذا المستوى يتم فيه التدريب على الحركة واستخدام النيران بجميع صورها (المباشرة وغير المباشرة).

(2) المستوى الثاني FIRE FIGHT II: وفي إطار هذا المستوى يتم إضافة الكثير من الواقعية للتدريب بإضافة بعض المواقف المعقدة للمباراة.

(3) المستوى الثالث FIRE FIGHT III: ويتم هذا المستوى بغرض تدريب وتعريف قادة الفصائل على خواص الأسلحة الحديثة التي سيتم إدخالها في تسليح وحداتهم، وكذا الاستخدام الأمثل لها.

2. المباراة الحربية لمستوى السرية

أ. هذه المباراة تكون حرة على مستوى السرية المدعمة، التي تدافع في مواجهة هجوم كتيبة دبابات مدرعة للعدو، في مسرح العمليات الأوربي، وتهدف إلى تدريب قادة السرايا على التكتيكات الصغرى، والأساليب المختلفة للمناورة والاستخدام الجيد للأرض والأسلحة العضوية وعناصر المعاونة، ووسائل الإخفاء بالدخان.

ب. ويصل عدد المتبارين في هذه المباراة إلى ثمانية أفراد على الأقل، ويتطلب تدريبهم حوالي 2ـ 4 ساعات، وتدار المباراة بمحكم واحد ومساعد. (اُنظر شكل تنظيم المباريات الحربية).

ج. يمكن للمباراة الحربية DUNN KEMPF المساعدة في التدريب على المهام والأعمال المختلفة التي يتم تخصيصها للوحدة الفرعية:

(1) مستوى سرية الدبابات

(أ) التحرك للاشتباك

(ب) العمل ضد دبابات العدو والكمائن

(ج) العمل دورية استطلاع.

(2) مستوى فصيلة الدبابات

· إدارة المعركة طبقاً للمراحل المختلفة.

(3) مستوى السرية والفصيلة المشاة الميكانيكية

(أ) التحرك للاشتباك.

(ب) الهجوم المدبر ـ الهجوم من الحركة.

(ج) الدفاع الإيجابي والنشيط ـ تجهيز وإعداد النقط القوية.

(د) المعركة التعطيلية ـ التخلص والارتداد تحت ضغط العدو المستمر.

د. تُعد المباراة الحربية DUNN KEMPF وسيلة تدريب أساسية يتم استخدامها للتدريب على فنون القتال، والتكتيكات الصغرى؛ لتنفيذ مهمة لوحدة فرعية صغرى، ويتم تنفيذها على خرائط مجسمة لمنطقة الأرض التي ستجرى عليها المباراة بمقياس رسم كبير (كل 2 سم = 50 متراً).

3. المباراة الحربية PEGASUS

أ. هي عبارة عن مشروع مراكز قيادة يدار بطريقة المباراة الحرة، وهي تدار على مستوى الكتيبة المدعمة الأمريكية التي تدافع في مواجهة هجوم لواء مشاة ميكانيكي مدعم معادٍ، وأيضاً، تدار على مستوى اللواء الميكانيكي المدعم في مواجهة اللواء الميكانيكي المدعم المعادي، وذلك بهدف التدريب على تنظيم المعارك الدفاعية والهجومية وإدارتها، والهدف من المباراة هو تدريب قائد وقيادة الكتيبة/ اللواء على تنظيم معركة أسلحة مشتركة حديثة وإدارتها، سواء في الدفاع أو الهجوم. (اُنظر شكل أسلوب المباريات PEGASUS).

ب. يكون عدد المتبارين طبقاً للمستوى المنفذ من 14 ـ 17 فرداً، ويتطلب ذلك النوع من المباريات 4 – 6 محكم، ويتوقف زمن تنفيذ المباراة على المستوى المنفذ، ونوع المعركة التي يتم التدريب عليها.

4. المباراة الحربية FIRST- BATTLE

هي مباراة حربية حرة لمستوى الفرقة المدرعة الأمريكية في الدفاع في مواجهة جيش مدرع معادٍ في مسرح العمليات الأوربي، والغرض من هذه المباراة تدريب قادة وقيادات وهيئات أركان الفرقة على تنظيم عمليات الأسلحة المشتركة وإدارتها في ظروف تماثل الظروف الحقيقية للعمليات، ويمكن خلال هذه المباريات إشراك قادة اللواءات والكتائب، (اُنظر شكل أسلوب إدارة المباريات FIRST BATTL) وينفذ هذا النمط من المباريات خلال اثنتي عشرة ساعة، ويديرها محكم واحد، ويساعده أكثر من اثني عشر محكماً فرعياً للسيطرة على أعمال الوحدات المختلفة تحت التدريب.

5. المباراة الحربية EAGLE WAR

مباراة حربية على مستوى الفيلق والفرقة الأمريكية التي تدافع في مواجهة هجوم قوات معادية، يقدر حجمها بأكثر من جيش من جيوش الأعداء، على أنواع متعددة من الأرض، (اُنظر شكل أسلوب تنظيم المباريات الحربية) وفي جميع صور المعركة، والغرض من المباراة تدريب قادة وهيئات قيادة الفيالق، والفرق الأمريكية على تحضير معارك الأسلحة المشتركة الحديثة وإدارتها، واختبار أعمال هيئة الأركان، والتدريب على إصدار الأوامر والتعليمات، وبلاغات القتال، والتدريب على استخدام الخرائط أثناء إدارة العملية، وتنفذ هذه المباراة في جميع الفرق العاملة والاحتياط في جيش الولايات المتحدة الأمريكية، وتنفذ خلال اثنتي عشرة ساعة، وبأسلوب المباراة الحربية نفسه FIRST BATTLE وقواعدها، (اُنظر شكل أسلوب إدارة المباريات EAGLE WAR).

6. المباراة الحربية BATTLE[3]

أ. وهذا النمط من المباريات الحربية يتم إدارته على مستوى الكتيبة أساساً، كما يمكن أن يشترك فيها أكثر من كتيبة، وتستخدم فيها الحواسب الالكترونية لتقييم نتائج الاشتباكات الفردية لأسلحة الرمي المباشر. يتم تشكيل القوات تحت التدريب من مجموعة قتال لمستوى الكتيبة على مسرح العمليات الأوربي، عند اتخاذها الدفاع ضد لواء مدعم من الأعداء، ويتم التدريب للقائد وقيادة الكتيبة وقادة السرايا على إجراء المناورة أثناء إدارة المعركة الدفاعية، والاستخدام الجيد للأرض، والاستخدام الأمثل لأسلحة الرمي المباشر.

ب. يتكون النظام من خريطة مجسمة 10 أقدام × 10 أقدام، ونماذج لتشكيل القتال وحاسب آلي. (اُنظر شكل تنظيم المباريات BATTLE).

ج. يكون عدد المتبارين أكثر من ثمانية، ويقوم بالتحكيم والتقييم حوالي ستة محكمين يخصص أحدهم للعمل على الحاسب الآلي.

7. المباراة الحربية CATTS[4]

أ. وهي مباراة حربية للكتيبة الأمريكية المدعمة في الدفاع ضد قوة حتى لواء مدعم من الأعداء على مسرح عمليات الشرق الأوسط، أو مسرح العمليات الأوربي أو مشابه له، وتهدف هذه المباراة إلى تدريب القائد وقيادة الكتيبة على أسلوب تنظيم المعركة وإدارتها، وتم تطوير النظام المستخدم في هذا النوع من المباريات ليشمل جميع أنواع الكتائب المقاتلة، سواء كانت دبابات أو إبراراً جوياً، أو اقتحاماً جوياً، أو فرسان جو، كما استخدم النظام في المعاهد والكليات العسكرية وداخل الوحدات العسكرية، أيضاً. (اًنظر شكل تنظيم المباريات CATTS).

ب. يعمل على هذا النظام ضباط متخصصون في الحواسب لتقييم نتائج الاشتباك، وكذلك ما لا يقل عن أربعة ضباط من الوحدات التي يتم تدريبها للقيام بدور الوحدات الفرعية الصغرى تحت التدريب، ويستغرق تنفيذ هذه المباراة للكتائب العاملة ثلاثة أيام، أما كتائب الاحتياط فيتم تدريبها خلال يومين فقط.

8. المباراة الحربية CAMMS'[5]

أ. مباراة حربية لمستوى لواء/ مدعم أمريكي بجميع أنواع الأسلحة، يدافع في مواجهة فرقة مدعمة معادية، ويتم تقييم هذه المباراة بحواسب معدة لتقييم جميع المعاونات النيرانية الممكنة في المعركة التقليدية، إضافة إلى تقييم أعمال الاستطلاع والمخابرات والمعاونات الإدارية والفنية، ويمكن استخدام هذه البرامج من مستوى الطاقم/ الجماعة حتى مستوى اللواء.

ب. تهدف هذه المباراة لتقييم أعمال القتال على جميع أنواع الأراضي، وتحت جميع الظروف، بغرض تدريب قادة وهيئات الأركان لجميع المستويات على تحضير المعارك بأنواعها المختلفة وإدارتها، ويستخدم للتحكيم على مستوى الكتيبة ستة محكمين، إضافة إلى أربعة من المتخصصين للعمل على الحواسب، وأفراد يصل عددهم إلى اثني عشر لتمثيل قيادات الوحدات الفرعية الصغرى تحت التدريب وأسلحة الدعم، (اُنظر شكل تنظيم المباريات CAMMS) أما اللواء فيتطلب حوالي أحد عشر محكماً، وستة وثلاثين فرداً لتمثيل قيادة الوحدات الفرعية الصغرى تحت التدريب، إضافة إلى أربعة من المتخصصين للعمل على الحواسب، وتنفذ هذه المباراة في ثماني ساعات على الأقل، ولا يحدد توقيت لانتهائها، إذ يتوقف ذلك على المهمة التدريبية المطلوب تنفيذها.

9. إضافة للمباريات الحربية التكتيكية السابقة تم إعداد أنواع أخرى، استخدمت حالياً في الجيش الأمريكي على المستويين التكتيكي والتعبوي، اعتماداً على النظام CAMMS، إذ يتم استخدام المباراة الحربية LANCER على مستوى الفيلق الأمريكي، وتستخدم فيها الحواسب، وأيضاً، توجد المباراة الحربية BROADS WORD وتستخدم على مستوى الفرقة، ويتم تقييمها بالحواسب، وأيضاً، المباراة الحربية MODULE ADMINISTRATION ويتم استخدامها لتدريب رؤساء الأفراد، بهدف تدريبهم على أساليب عمل حسابات الخسائر وأعمال الاستعواض اللازمة وتنفيذ المهام المخصصة لهم أثناء القتال، ويمكن لهذه المباراة أن تدار منفصلة للتدريب التخصصي لرؤساء الأفراد أو ضمن المباريات الأخرى السابق الإشارة إليها، كذلك توجد مباراة تخصصية إدارية لتدريب رؤساء الشئون الإدارية على مهامهم أثناء العمليات الحربية THE LOGISTICS MODULE، ويتم خلالها التدريب على حسابات الاستهلاك والإمداد بالاحتياجات المختلفة، وطرق النقل ووسائله، كما توجد أيضاً، أساليب مختلفة للمباريات الحربية التخصصية لتدريب وحدات القوات البحرية، ومشاة الأسطول والقوات الجوية بدءاً من الاشتباكات الفردية للطائرة، أو قطعة من الأسطول البحري، وحتى العمليات المشتركة للأسطول بالكامل بالتعاون مع وحدات القوات الجوية الإستراتيجية.

ثانياً: المباريات الحربية على المستوى التعبوي/ الإستراتيجي للجيش الأمريكي

في تطور منطقي أسست وزارة الدفاع إدارة المباريات الحربية المشتركة، لتضم مجموعات تنفيذ المباريات الحربية التخصصية، وهي مجموعة المباريات الحربية للقوات الجوية ـ مجموعة المباريات الحربية للقوات البحرية ـ مجموعة المباريات الحربية للجيش الأمريكي ـ مجموعة المباريات الحربية لمشاة الأسطول، وشكلت هذه الإدارة بهدف إمداد هيئة رؤساء الأركان المشتركة بإمكانية تطبيق المباريات الحربية؛ لمعالجة المشكلات التي تواجهها هيئة الأركان المشتركة، وكذلك التخطيط والسيطرة والإشراف على المباريات الحربية التي تعد لهيئة رؤساء الأركان المشتركة، مع ملاحظة أن الولايات المتحدة الأمريكية تشارك، أيضاً، في المباريات المختلطة مع الدول الأخرى ـ دول حلف شمال الأطلنطي ـ والعديد من دول الشرق الأوسط، تستخدم المباريات الحربية في مستوى هيئة رؤساء الأركان المشتركة، جزءاً من دراسات موسعة لتحليل المواقف الافتراضية؛ التي يمكن أن تواجهها، كذلك قد تعنى بفحص الخطط الفعلية. ويشارك في هذه المباريات القائد العام لقوات المحيط الهندي، والقائد العام للقوات الضاربة، وقائد قوات الشرق الأوسط، ومدير تخطيط الأهداف الإستراتيجية، والقائد العام لقوات الدفاع الجوي، والقائد العام لأسطول المحيط الأطلنطي.

1. مراحل تأسيس إدارة المباريات الحربية المشتركة

أ. المرحلة الأولى

خلال هذه المرحلة تم التركيز على إعداد التنظيم المناسب للإدارة، وتشكيل مجموعة السيطرة على المباريات الحربية المشتركة، لتحليل أساليب المباريات الحربية القائمة، وعمل الدراسات اللازمة للمباريات الحربية التي تم إعدادها وتقديمها إلى هيئة رؤساء الأركان المشتركة، كذلك الاشتراك المستمر في المباريات الحربية الإستراتيجية السياسية/العسكرية.

ب. المرحلة الثانية

قامت المجموعة خلال هذه المرحلة بالتخطيط والإشراف والسيطرة على المباريات الحربية التي تغطي متطلبات هيئة رؤساء الأركان المشتركة، والتي تمثلت في الإشراف على إعداد برنامج لتقييم الخطط الإستراتيجية القائمة لدراسة بعض المشكلات التي طرحتها هيئة رؤساء الأركان المشتركة، كذلك قامت المجموعة بإجراء تصميم وتطوير برنامج ونماذج لتحليل المشكلات التي تنشأ في مجالات الحرب المحدودة، وتم تنظيم الوكالة في ثلاث شعب للتعامل مع المشكلات التي تواجه هيئة رؤساء الأركان المشتركة، وكانت هذه الشعب تتمثل في شعبة الحرب الباردة، شعبة الحرب المحدودة، شعبة الحرب العامة، وفي نهاية هذه المرحلة قامت المجموعة بتجهيز جميع البرامج اللازمة لبدء تنفيذ المباريات الحربية على نطاق واسع، وأدخلت جميع البيانات إلى أجهزة الحواسب المستخدمة.

2. المشكلات التي يتم التعامل معها بأسلوب المباريات الحربية في الجيش الأمريكي هي:

أ. تقييم خطط العمليات

(1) في هذه الحالة تكون خطة الحرب قد وضعت، وقد تكون خطة طوارئ محدودة أو خطة حرب عالمية نووية، وبصفة عامة تكون خطة تتعامل مع القوات والمواقف الحالية، ويتم بحث المشكلات في الخطة بأسلوب المباريات الحربية عند تقييمها، ويتم بحث المشكلات المتعلقة، سواء كانت من الحروب العامة أو معركة نووية عالمية، خلال ثلاث مراحل رئيسية كالآتي:

(أ) المرحلة الأولى

تبحث فيها المشكلات بأسلوب المباريات الحربية في إدارة تخطيط الأهداف الإستراتيجية عن طريق اختبار الخطة، واستخدام القوات في ظل عدد من الظروف المفترضة للإنذار والاستعداد، وبناء على تقييم الخطة بأسلوب المباريات، يتم تحديد أنسب الأساليب لاستخدام القوات لمواجهة التهديد المحدود، وبالتالي إجراء التعديلات اللازمة في الخطة.

(ب) المرحلة الثانية

يتم فيها إتباع أسلوب المباريات الحربية الاختيارية للخطط، ويقوم القادة وهيئة الأركان بتنفيذ الخطة من خلال إجراء المباريات الحربية على المهام التي تخصهم من خطة الحرب العامة.

(ج) المرحلة الثالثة

وخلالها يتم تحليل خطة الحرب بصورة دقيقة بواسطة إدارة المباريات الحربية المشتركة باستغلال نتائج المباريات التي نفذت مسبقاً، على أن يتم تنفيذ المباراة الحربية سنوياً، توضح نتائج تنفيذ الخطة في ظل الظروف المتغيرة والمتنوعة التي تهم هيئة رؤساء الأركان المشتركة.

(2) في إطار تعدد مجموعات تحليل خطة الحرب العامة يتم الفحص الدقيق السنوي، مما يوفر مصدراً متكاملاً للنتائج المتوقعة عند تنفيذ الخطة، وأيضاً، إيجاد رؤية دقيقة واضحة لبناء الخطط الجديدة والمكملة، ويُعد الجهاز المسئول عن تقييم الخطط في إدارة المباريات الحربية المشتركة في الجيش الأمريكي هو شعبة الحرب العامة، ويخصص لها جميع الإمكانات المتاحة في مجموعة المباريات الحربية للجيش الأمريكي في واشنطن، وبالتنسيق مع هيئة أركان التخطيط للأهداف الإستراتيجية، يتم تنفيذ مباراة حربية سنوية على مستوى هيئة الأركان المشتركة تتعلق بخطط الحرب العامة الحالية للولايات المتحدة الأمريكية، بغرض توفير بعض الدلالات لنتائج تنفيذ خطة الحرب العامة، مع إيجاد الأسس لتطوير خطط الحرب العامة المستقبلية.

(3) يوجد مجلس تخطيط للجانب المعادي ترأسه إدارة المباريات الحربية المشتركة، وعضوية ممثلين عن القوات المسلحة، وبالتعاون والتنسيق الكاملين والدائمين مع إدارة المخابرات العسكرية لتخطيط أعمال الجانب المعادي لإدارة هذه المباريات باستخدام الأهداف الوطنية المفترضة، وكذا لمتابعة تطوير عقيدة وأساليب قتال القوات المعادية.

(4) تدار هذه المباريات باستخدام الحواسب الإلكترونية، وسيلة مساعدة لتقييم نتائج الاشتباك وحفظ المعلومات اللازمة.

ب. دراسة المشكلات الخاصة بمتطلبات القوات المسلحة

تتعدد المشكلات التي يتم بحثها ودراستها في إدارة الحرب المشتركة باستخدام أسلوب المباريات الحربية لصالح هيئة الأركان المشتركة، فقد تتعلق بدراسة المشكلات التي تواجه متطلبات القوات الأمريكية، وقد تكون الدراسة معنية بحجم القوة وتكوينها وتسليحها، وفي هذا الإطار يكون تشكيل قوة الانتشار السريع الأمريكية، أو قوات التدخل في أي منطقة من مناطق الصراع في العالم يتم بعد إجراء العديد من المباريات الحربية، مما يؤدي في النهاية للوصول إلى التنظيم الأمثل لهذه القوات، والأسلحة اللازمة لها بما يكفل تحقيقها لمهامها بأقل تكلفة ممكنة، وأقل خسائر محتملة في القوى البشرية والأسلحة.

ج. تطوير الفكر والعقيدة العسكرية الأمريكية

ولتحقيق هذا الهدف تجرى المباريات الحربية التي تدعم الدراسات التي تجرى لكل من الحرب العامة والحرب المحدودة، وبرامج استخدام قوات الردع الإستراتيجية، والقوات الجوية الضاربة، والصواريخ الدفاعية، ومنظومة الدفاع الجوي، ومنظومة الدفاع المدني، والقوات المنقولة جوّاً وبحرّاً، وقوات الحرس الوطني بما يمكن وزير الدفاع من تقييم البدائل المطروحة أمامه بموضوعية وشمولية أكثر، ولذلك يمكن لهيئة الأركان المشتركة إجراء التعديلات والتطويرات اللازمة وصولاً لفكر وعقيدة خاصة بالقوات الأمريكية.

ثالثاً: المباريات السياسية/ العسكرية المشتركة الأمريكية

هي مباريات خاصة بإدارة الأزمات السياسية التي يمكن أن تواجه الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تتطلب استخدام القوة العسكرية أو التهديد باستخدامها، ويطلق على هذه المباريات في إدارة المباريات الحربية المشتركة مباريات الحرب الباردة، وهي امتداد طبيعي ومنطقي للمباريات الحربية، والتي تمارسها هيئات الأركان العسكرية على المستويات المختلفة، والمعاهد والكليات العسكرية، كما تستخدم المباريات السياسية/ العسكرية في إدارة المباريات الحربية المشتركة بغرض المساعدة في تحليل الأهداف الوطنية، والسياسات والخطط، والبرامج، والتنظيمات بإلقاء الضوء على حالات الطوارئ المحتملة مستقبلاً، لا يُعد الهدف من تحضير هذا النمط من المباريات وإدارته هو التنبؤ بأحداث وأزمات المستقبل الحقيقية، ولكنها تساعد في إلقاء الضوء على الأحداث بما يحقق الاستعداد لمعالجة المشكلات المستقبلة، فهي تتجاوز دراسات هيئات الأركان وتحليلاتها من خلال اشتراك المختصين بالتعامل مع الأزمة الحقيقية في المباريات، وذلك يحقق لهم التعامل مع مواقف وأزمات يتنافسون فيها تحت ضغط مناسب هو ضغط المباراة بهدف اتخاذ القرارات المناسبة لهذه المواقف في التوقيت المناسب كل ذلك في إطار من الواقعية.

وتُعد المباريات السياسية/ العسكرية وسيلة تعليمية فعالة لمساعدة الجهاز الحكومي على مستوى الدولة في تحليل القوى الشاملة للدولة، وتحدياتها بأسلوب خارج نطاق القوة العسكرية المجردة بإتباع مجالات المساومة الدولية، إذ يتغلغل هذا النمط من المباريات في مواقف يبدو فيها التهديد باستخدام القوة العسكرية هو الأكثر أهمية ونفعاً من مختلف عناصر القوي الفاعلة الأخرى، وتبدأ الفكرة الأساسية لموضوع المباراة بطلب تحدده السلطة العليا في الدولة، وبالتالي فإن المتخصصين في إدارة المباريات الحربية بشعبة الحرب الباردة يبدأون في جمع المعلومات اللازمة عن هذا الموضوع من هيئة الأركان المشتركة والمخابرات والوزارات المختلفة بالدولة، وتجري عدة لقاءات مشتركة بين مندوبي جميع هذه الجهات لوضع التصور للمباراة حتى تظهر المعالم الرئيسة للمباراة، وبالتالي يتم تخزين المعلومات الخاصة بها.

تم الحصول على المعلومات اللازمة لتحضير وتنظيم المباريات السياسية/ العسكرية من الدراسات المتوافرة الخاصة بوزارة الدفاع وجميع أجهزة الدولة، والجامعات والبحوث الخاصة التي تتعامل مع مثل هذه المشكلات، مع موظفي البيت الأبيض والدولة، ووزارة الدفاع وهيئة رؤساء الأركان المشتركة، والجيش والبحرية، والقوات الجوية وإدارة المخابرات الحربية وإدارة مخابرات الجيش، ووكالة المخابرات الأمريكية.

يشترك في هذه المباريات السياسيون والعسكريون، والمراكز البحثية في الجامعات، والمحللون، والخبراء العسكريون، والاقتصاديون والنفسيون، كما يمكن إشراك تخصصات أخرى مختلفة ترى إدارة المباريات أهمية إشراكهم، سواء من داخل الدولة أو خارجها، خاصة من حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في أوربا، وبعض القوى الدولية والإقليمية، أو قادة القوات الموجودة خارج الولايات المتحدة الأمريكية يقومون بالاشتراك في هذه المباريات من خلال الحواسب.

يُعد مبنى وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، المكان الذي تدار فيه المباريات السياسية/العسكرية المشتركة، ويستغرق إدارتها من أربعة ـ ستة أيام تمثل خلالها جوانب المباراة بواسطة هيئة السيطرة، كما يحضر الجهاز الحكومي في الدولة في نهاية عمل كل مرحلة يومياً لمناقشة قرارات الجانبين وإعطائها الصورة النهائية لها.

بنهاية المباراة توزع البيانات التي تم تجميعها للمباراة، وفكرة المباراة، والمواقف المتبادلة، وأسلوب التعامل معها، وكذا تحليل المباراة، والتقييم النهائي لها على جميع الإدارات والأجهزة؛ على أن تكون قاعدة بيانات تتوافر لديهم بصفة مستمرة لاستخدامها طبقاً لمختلف الظروف والمواقف.

تُعد إدارة المباريات السياسية/ العسكرية إحدى الوسائل المهمة لتنمية قدرات مسئولي الدولة على اتخاذ القرارات السليمة في الوقت المناسب، إلا أن ذلك يتوقف على درجة كفاءة المنفذين للمباراة، وحجم المعلومات اللازمة للتخطيط لإيجاد المواقف الهادفة، ولذلك فإن عملية التحضير وإدارة المباريات السياسية/ العسكرية المشتركة في الجيش الأمريكي تحتاج إلى الكثير من الجهد والوقت، وأعلى درجات التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات في الدولة.

رابعاً: المباريات الحربية في الجيوش المختلفة وأسلوب تنفيذها

1. المباريات الحربية في الجيش الألماني

نشأت فكرة المباريات الحربية في ألمانيا منذ عام 1880م، وتطورت لتصبح تمارين عسكرية تدريبية وتخطيطية مفصلة، ذات فائدة كبيرة للقادة وهيئات الأركان، وتنوعت المباريات الحربية الألمانية، واشتملت على جميع المستويات بدءاً من السياسة الوطنية للدولة إلى مباريات التحركات للقوات سواء المترجلة أو الراكبة، وأصبحت المباريات الحربية هي الوسيلة الرئيسة لاختبار خطط الحرب الحقيقية، وتطويرها، وتدريب القادة وهيئات الأركان، كما تم إدخال تفاصيل متعددة ودقيقة، وإدخال أسلوب الحسابات بهدف تحقيق الواقعية.  وفي البداية كانت المباريات الحربية تدار على ما يسمى بالخرائط المثالية، وهي خرائط تدريب مبنية على الخيال أكثر منها خرائط حقيقية، وبعد تطور تجهيز وإعداد الخرائط وتوافرها بكثرة تم استخدامها، وقبل الحرب العالمية الأولى كانت المباريات الحربية تدار في ألمانيا على جميع المستويات بدءاً من مستوى الدورية وحتى الفوج، وكان يطلق عليها في ذاك الوقت Rey i-mental war games، وكان يتم التدريب عليها أول كل شهر على الأقل لكل مستوى، وهذه التسمية كانت طبقاً لمكان الإدارة وليس لمستوى المنفذين، أما المباريات التي كانت تدار لتدريب قادة الفيالق والفرق والأفواج فكان يطلق عليها Great War Games، وعلى مستوى الأركان العامة الألمانية كانت تدار المباريات الحربية الإستراتيجية Strategic War Games بواسطة ضباط الأركان العامة لدراسة أماكن فتح القوات الألمانية وأسلوبها، واستخدام الجيوش الألمانية أثناء إدارة المعارك، وأسلوب التقييم المستخدم خلال هذه المباريات كان يتفاوت بين الأسلوب الحر والمقيد والمختلط، إلا أن الأسلوب المقيد كان يستخدم أساساً في المباريات التي تدار حتى مستوى السرية والكتيبة، وخلال العمليات الفعلية؛ التي أدارها الجيش الألماني في الحرب العالمية الأولى أديرت مباراة حربية على خطة دفاعية لأحد الفيالق، وأثناء إدارة المباراة طغت على الموقف التعبوي العمليات الفعلية، بحيث أصدر المشاركون في المباراة الأوامر الحقيقية للقوات لصد الهجوم.

نتيجة للحظر الذي فرضه الحلفاء على المنظمة العسكرية الألمانية بعد الحرب العالمية الأولى، تزايد استخدام المباريات الحربية في ألمانيا لجميع الأغراض، وعلى جميع المستويات، بالرغم من عدم استنباط وسائل جديدة لتقييم نتائج الاشتباكات للمباريات، إلا أن خبرة كبيرة قد توافرت، مع الاقتناع التام للقادة والضباط بأهمية المباريات الحربية بوصفها وسيلة من وسائل تحليل الخطط واختبارها، وكذلك بوصفها إحدى الوسائل الرئيسة للتدريب على هذه الخطط، حتى أثناء وجودهم في ميدان المعركة. وخلال هذه المرحلة كان يتم استخدام العديد من المباريات الحربية على المستويات كافة، إذ أديرت المباريات الحربية التكتيكية بغرض توفير الخبرة للقادة والضباط على المستويات الصغرى، وتدريبهم على اتخاذ القرار، وإصدار الأوامر اللازمة للتنفيذ، وكان بعض هذه المباريات ذا جانب واحد والبعض الآخر ذا جانبين، وتقوم مجموعة السيطرة والمحكمين خلال المباراة بتحريك أوضاع الجانبين، والسيطرة عليهم وتقييم نتائج الاشتباكات.

أما المباريات الإستراتيجية فكانت تدار بواسطة القادة على المستويات العليا، وخاصة في كلية الحرب وفي هيئة الأركان العامة، كما تم خلال تلك الفترة إدارة المباريات العسكرية/ السياسية، وكان يشترك فيها السياسيون ورجال الأعمال وممثلون عن الإنتاج الحربي ووزارة الإعلام فضلاً عن جميع أفرع القوات المسلحة وهيئة الأركان، وكانت المباريات الحربية تدار بهدف اختبار مبادئ الحرب. وكان ممثلو الجوانب المعادية يستخدمون إستراتيجيات وتكتيكات الدول المنتظرة أن تكون في الجانب المعادي، أما قادة القوات الصديقة والحليفة، فكان يتم تغييرهم عدة مرات بغرض الوصول لقرارات مختلفة يتم تحليلها وتقييمها؛ حتى يمكن تحديد فاعلية مبادئ الحرب التي يتم تنفيذها.

استخدمت المباريات الحربية خلال فترة الإعداد للحرب العالمية الثانية في ألمانيا بغرض تحليل الخطط المستقبلية واختبارها، وكانت الحملات العسكرية ضد كل من فرنسا والاتحاد السوفييتي قد سبقتها ممارسات متكاملة للعمليات المنتظرة بأسلوب المباريات الحربية، إذ تم اختبار الخطة والتدريب عليها من مستوى هيئة الأركان المشتركة حتى مستوى قادة الفصائل، وأصبح كل منهم ملماً بمهامه بصورة تامة، وبالصعوبات التي يمكن أن يقابلها، وكذا بالقوات المعادية في مواجهته، وأسلوب عملها. وأنسب أسلوب للتغلب عليها، الأسلوب المتبع في التنفيذ كالآتي:

أ. إدارة مباراة حربية على مستوى الأركان العامة، وخلالها تم اختبار الخطة وإجراء التعديلات اللازمة عليها، وأُصدر التلقين اللازم بالمهام إلى قائد مجموعة الجيوش الميدانية؛ الذي قام بإصدار أوامره وتعليماته إلى هيئة أركانه، وإلى قادة الفيالق.

ب. بالأسلوب السابق نفسه وخلال مباراة حربية قام قادة الجيوش والفيالق بتلقين قادة الفيالق والفرق مهامهم، وهكذا استمر تلقين جميع المستويات حتى مستوى قادة السرايا والفصائل مع الحفاظ على سرية العملية، إذ أنها دارت كلها على أنها مباراة حربية وذلك خلال عام كامل قبل بدء الهجوم.

نتج من إتباع هذا الأسلوب العديد من وجهات النظر على جميع المستويات خضعت كلها للمناقشات والتحليلات، وبالتالي تم إعادة النظر في تعليمات القتال وأوامره؛ لتتوافق مع التعديلات اللازمة في الخطة الفعلية للعملية، وبإتباع هذا الأسلوب حققت القوات الألمانية أهدافها خلال حملتها تجاه فرنسا، ولقد استخدم الألمان، أيضاً، المباريات الحربية التخصصية المختلفة، وكان منها المباريات الإدارية التي كانت بهدف اختبار الإمكانات الإدارية، ومشكلات النقل على المستويات الإستراتيجية والتعبوية والتكتيكية، وكذلك كان يجري تنفيذ المباريات الحربية الخاصة بالقوات الجوية والبحرية، وكانت هذه المباريات تنفذ خلال فترة السكون وسط المعارك الحربية بهدف اختيار البدائل المتاحة أمام القادة، وأيضاً، للتدريب على تنفيذ المواقف.

في نوفمبر عام 1944م قام الجيش الخامس بانزر المدرع بتنفيذ مباراة حربية تحت إشراف قائد مجموعة الجيوش الألمانية، بغرض التدريب على إدارة معركة دفاعية لصد هجوم أمريكي محتمل، وخلال تنفيذ المباراة بدأ فعلاً الهجوم الأمريكي، وصدرت الأوامر إلى القادة المشتركين الذين لم تتأثر قواتهم بالهجوم بالاستمرار في تنفيذ المباراة، واتخاذ القرارات بناءً على قاعدة البيانات التي تتوافر من جبهة القتال، وعندما ازداد الموقف صعوبة تلقى قائد الفرقة المدرعة (احتياطي الجيش) المشترك في المباراة أوامره من هيئة إدارة المباراة، وبدلاً من إصدار أوامره في المباراة أصدر أوامر فعلية لفرقته التي كانت منذرة بالتحرك للقيام بالضربة المضادة.

نظراً لما تميزت به المباريات الحربية من استخدام موسع في الجيش الألماني قبل الحرب العالمية الثانية وأثناءها، واقتناع الضباط الألمان بفائدة استخدام المباريات الحربية أسلوباً مناسباً لتدريب القادة وهيئة الأركان، استمر إتباع هذا الأسلوب حالياً في كليات الحرب الألمانية، إلا أن إدارتها تتم على أساس تاريخي لتحليل المعارك السابقة، ودراستها والخروج منها بالدروس المستفادة لتطوير التكتيكات والعقائد القتالية، كما يتم تنفيذ المباريات الحربية التخصيصية لتدريب الضباط المتخصصين إلا أنه يتم على المستويات العليا فقط.

2. تحضير المباريات الحربية وإدارتها في الجيش الفرنسي

قام قسم بحوث العمليات في الجيش الفرنسي بالتعاون مع كلية الأركان الفرنسية بدراسة طرق تحقيق الواقعية في التدريب وتحليلها وتقييم نتائجها منذ عام 1974م وتوصل إلى إنتاج النظام MARS[6] للمحاكاة عام 1982م وأخذت أشكاله وأنماطه في التطور الذي تواكب مع تطور الحواسب، ويُعد هذا النظام حالياً من أهم نظم التحكيم والإدارة باستخدام الحواسب الإلكترونية لمشروعات القادة، وهيئة الأركان، على مستوى الفرقة، وتم إنتاجه وتطويره دون الاستعانة بخبرات خارجية، وصَمِّم هذا النظام أساساً لإدارة المباريات الحربية في كلية الأركان الفرنسية بهدف تحقيق الواقعية، وتوفير أسلوب متميز لتقييم نتائج الاشتباكات الداخلية، وتم تطوير هذا النظام ليمكن استخدامه في التشكيلات المقاتلة حتى مستوى الفرقة المدرعة الفرنسية أثناء إجراء مشروعات تدريب القادة وهيئة الأركان الخارجية، ولذلك يمتاز هذا النظام بإمكانية استخدامه في المباريات الحربية الداخلية والخارجية.

تم تصميم النظام MARS وبنائه باستخدام الحواسب الآلية المتوافرة ومستوى التقدم في بحوث العمليات، إذ يتكون الفريق الواحد من فرق النظام MARS العاملة في الجيش الفرنسي من ضابط ذي خبرة في العمل على الحواسب، إضافة إلى أربعة مساعدين له، وتتكون معدات النظام من خمسة عشر حاسباً آلياً محمولاً، كما يتم توفير ثلاث عربات مجنزرة لتثبيت المعدات والانتقال بها، وتبلغ إجمالي تكلفة النظام حوالي 22,000 دولار أمريكي بأسعار 1990م، ويخصص لكل فرقة من فرق الجيش الفرنسي أثناء تدريب القيادة وهيئة الأركان مجموعتين من فرق تدريب النظام MARS.

تم تصميم النظام للمعاونة في تحقيق الواقعية، وإيجاد أسلوب دقيق؛ لتقييم نتائج الاشتباك في المباريات الحربية التي يتم إجراؤها بواسطة هيئة قيادة الفرق واللواءات/الأفواج؛ إلا أن هذا النظام لا يصلح لتقييم الخطط، والنظام يعمل مطابقاً للوقت الفعلي للعمليات، ولذلك تتضح أهمية اتخاذ القادة وهيئة الأركان للقرارات، وإصدار أوامرهم في التوقيت المناسب، ويوفر هذا النظام إمكانات تقييم نتائج الاشتباكات للأسلحة المشتركة وأعمال المناورة والاستطلاع والتجهيز الهندسي والأعمال الإدارية، والكيميائية والشئون الفنية وأعمال قتال المدفعية. (اُنظر شكل أسس حساب نتائج الاشتباكات).

ويعيب النظام MARS أن برامج التدريب الإداري والحرب الكيميائية برامج غير حديثة، أدخلت عام 1990م، وكذا عدم وجود برامج للحرب النووية، والمبادئ التي بني عليها أسلوب تقييم نتائج الاشتباكات للأسلحة المشتركة هي الحركة، وقدرة القوات على الملاحظة، واكتشاف تقدم القوات المعادية، والمرمى المؤثر للأسلحة المختلفة.

يتم تحليل البيانات المدخلة للنظام مارس وتقييمها من خلال الحاسب الرئيسي كل فترة زمنية 10-15 دقيقة، وتعاد المخرجات للأجناب كل 20ـ 25 دقيقة، وتتضمن نتائج الاشتباكات والخسائر والمواقع / المناطق التي وصلت إليها القوات المتضادة. (اُنظر شكل أسلوب الإدارة والسيطرة).

تُعد الحاسبات الموجودة في النظام هي الوحدات الفرعية الصغرى للقيادة تحت التدريب،ويتم نقل البيانات المستخرجة من الحواسب إلى القيادات تحت التدريب لاسلكياً أو خطياً، وكل فترة زمنية حوالي 20ـ 25 دقيقة، ويتم تحديد أوضاع قوات كلا الجانبين والاستهلاكات المختلفة وقود ـ ذخائر، ولا تتم الاشتباكات إلا إذا كانت القوات داخل المدى المؤثر للأسلحة، وطبقاً لطبيعة الأرض يكون حجم المعلومات. (اُنظر شكل شبكة المعلومات للنظام).

وبصفة عامة يتوقف حساب الخسائر لكلا الجانبين على طبيعة الأرض، والمهمة، ووقت الاشتباك، والمعاونات المقدمة من المدفعية والقوات الجوية المتوافرة لمعاونة القوات.

وبصفة عامة لا توجد الحواسب مع القيادات تحت التدريب، بل توجد في مناطق الهيئة المشرفة على المباراة، ويتم إرسال المعلومات من خلال المواصلات المتوافرة لدى الوحدات الفرعية الصغرى تحت التدريب، أو في شكل أوامر قتال من المستويات الأعلى.

يستخدم النظام MARS خلال تدريب القادة والضباط في كلية الأركان الفرنسية في ثلاث مراحل متتالية كالآتي:

أ. المرحلة الأولى

خلال تنفيذ مشروع VISNE، ويركز على أسلوب استخدام المعاونات النيرانية ويتم داخلياً في الكلية.

ب. المرحلة الثانية

خلال المشروع AISNE، ويركز على التحركات التكتيكية للقوات.

ج. المرحلة الثالثة

تكون في صورة مباراة حربية ذات جانبين LAON، تنفذها الفرقة المدرعة المدعمة الفرنسية في الدفاع التعطيلي، ويتم تنفيذ هذه المباراة خارجياً بالتعاون بين الكلية وبعض وحدات القوات الفرنسية، ويكون الغرض الأساسي من المباراة هو التدريب على تحضير معركة الأسلحة المشتركة الحديثة، وتنظيمها، وإدارتها، ويستغرق تنفيذ هذه المباراة ثلاثة أيام متتالية.

 



[1] Tradoc Command: Training and Doctrine Command

[2] Catrad: The Combined Arms Training Developments Activity of the Combined Arms Center

[3] BATTLE Battalion Analyzer and Tactical Trainer for Local Engagements

[4] CATTS: Combined Arms Tactical Training Simulator

[5] CAMMS:Computer Assisted Map Monouner System

[6] MARS: Model D`Arbitrage Par Simulation