إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / المباريات الحربية





تنظيم المباريات الحربية
أسلوب المباريات PEGASUS
أسلوب إدارة المباريات FIRST BATTLE
أسلوب تنظيم المباريات الحربية
أسلوب إدارة المباريات EAGLE WAR
تنظيم المباريات BATTLE
تنظيم المباريات CATTS
تنظيم المباريات CAMMS
أسس حساب نتائج الاشتباكات
أسلوب الإدارة والسيطرة
شبكة المعلومات للنظام
هيئة السيطرة علي المباريات
أسلوب إدارة المباريات السياسية
أسلوب إدارة المباراة الحربية

الموقف الأساسي



المبحث الثالث

المبحث الثالث

تنظيم المباريات الحربية والمباريات السياسية/العسكرية وإدارتها وتقييمها

وضحت أهمية المباريات كواحدة من أساليب تدريب القادة وهيئات الأركان، وأيضاً، لتدريب أجهزة الدولة المختلفة، نظراً لما تحققه في الجمع بين الواقعية في التدريب وتأكيد سلامة الخطط والقدرة علي تنفيذها، ولقد زادت هذه الأهمية بعد دخول الحواسب الآلية التي واكبت تطوراً في أساليب القتال، وتطوراً في نظم التسليح، ولكي تحقق المباريات الحربية والسياسية أهدافها يلزم الاهتمام بالتحضير، والإعداد الدقيق لتنفيذها. وتمر عملية التحضير للمباريات بعدة مراحل مختلفة، وتبدأ عملية التحضير والإعداد بتوفير المعلومات عن إمكانات كل طرف يشترك في المباراة، وقدراته، حتى يمكن تحديد خطة التنفيذ وإدارة المباراة، ويلاحظ أنه يوجد اختلاف كبير في الهيكل التنظيمي المسئول عن التنظيم والإدارة بين مباراة وأخرى، طبقاً لعدة عوامل تشكل في حد ذاتها البيئة التي ستدور بداخلها المباراة، والتي تتمثل في الهدف منها والغرض، والمستويات المشتركة فيها، وكذلك الموضوعات المطلوب التدريب عليها أو اختبارها.

ومما لا شك فيه أن دقة التخطيط والتعمق في دراسة العوامل المؤثرة في البيئة التي ستدور خلالها المباراة يساعد أجهزة التخطيط وإدارة المباراة علي إبراز الدروس التدريبية المحددة لكل جانب من الأجناب المتضادة علي ضوء المسائل التي يتم بحثها أو اختيارها في المباراة السياسية/العسكرية أو المباراة الحربية، وعلى الرغم من تعدد طرق تقييم نتائج المباريات وتحليلها في الدول المختلفة إلا أنها تؤدي إلى حقائق ثابتة، من حيث تأكيد مدي فاعلية خطط العمليات، أو مدى كفاءة القادة، وهيئات الأركان، وكذلك قياس مدي فاعلية التنظيمات القتالية، والأسلحة المتوافرة، وصولاً إلى تحديد متطلبات التطوير لأساليب القتال والأسلحة والعقائد القتالية، إذا تطلب الموقف ذلك.

أولاً: تنظيم المباريات الحربية على المستويات المختلفة وإدارتها وتقييمها

يتوقف نجاح المباريات الحربية في تحقيق أهدافها بناءً على التخطيط الدقيق الذي يحدد الغرض والهدف منها، ومهام المشتركين، ويُعد تحديد الهدف من المباراة إحدى المراحل الأساسية للتخطيط، التي تقوم بها هيئة الأركان المسئولة عن تنظيم المباراة وإدارتها، والتي تكوّن من مجموعة تعمل في توافق وتنسيق تامين للسيطرة على جميع الأنشطة القتالية، ونظراً لتعدد مهام هيئة أركان المباراة الحربية روعي في تنظيمها أن تضم مجموعات فرعية، بهدف السيطرة على أعمال قتال القوات المتضادة، وجماعة لتقييم نتائج الاشتباك، وجماعة للعمل على الحواسب، وجماعة لتحديد أوضاع القوات على الخرائط والمجسمات، وجماعة لتحليل أعمال القتال، ومن التنظيم السابق يتضح أهمية تدريب هذه المجموعات على مهامها بصفة دورية حتى تكتسب الخبرات اللازمة في إدارة المباريات، وفي الجيوش الأجنبية تم تشكيل مراكز ثابتة لتنفيذ المباريات الحربية على المستويات كافة.

1. تدريب هيئة إدارة المباريات

ولتحقيق النجاح المطلوب من هيئة الأركان وهيئة إدارة المباريات يتم تدريبهم على أسلوب التنفيذ والإدارة والتقييم من خلال دراسات متعددة تشمل الآتي:

أ. تنظيمات وإمكانات العدو المحتمل وأساليب قتاله.

ب. دراسة مسارح العمليات المختلفة، وطبيعة الأرض التي سيتم عليها تنفيذ المباريات الحربية.

ج. دراسة المعارك المحلية والتاريخية التي تمت على مسرح العمليات المنتظر، والخروج بالنتائج والدروس المستفادة.

د. التدريب على أساليب العمل في مراكز القيادة واستخدام الحواسب.

هـ. دراسة وتحليل قواعد ومبادئ استخدام القوات المقاتلة والمعاونة والعناصر الفنية خلال مراحل القتال المختلفة.

و. يجب أن يتم تدريب هيئة إدارة المباراة على قواعد تقييم نتائج الاشتباك.

ز. يجب أن يتم إتقان الأساليب الرياضية في تصميم النماذج وأساليب بناء قواعد البيانات لكل أنواع الاشتباك المختلفة.

ح. يستلزم وجود مهارة في استخدام الحواسب أو استخدام الجداول في تقييم الاشتباك.

يُعد من أهم خطوات الإعداد للمباراة الحربية تجهيز أماكن تنفيذ المباراة سواء كانت داخلياً أو خارجياً من حيث أماكن العمل اللازمة، ووسائل المواصلات، ووسائل نقل الصور، وأماكن للحواسب، وأماكن لتجميع المعلومات وتوزيعها، وأماكن لعمل هيئة إدارة المباراة، ولكي تحقق المباريات الحربية الواقعية يجب أن توفر الأماكن المحددة لتنفيذ المباراة السرية في أعمال الجانبين، وإخفاء العناصر الأساسية خلال إدارة المباراة والمتمثلة في التحركات – الاشتباكات بالنيران - والإمداد بالمعلومات.

2. تقييم العناصر الأساسية للمباراة الحربية

أ. تقييم عملية تحركات القوات: وهو أسلوب تقييم انتقال قوة من مكان إلى آخر، ويتأثر هذا التحرك بالمسافة والزمن، إضافة إلى طبيعة الأرض والطقس، وكفاءة القوة المتحركة، والأعمال المضادة المعادية لهذا التحرك، ويتم تقييم هذا التحرك إما يدوياً أو بالحواسب، إذ يتم إدخال جميع العوامل المؤثرة على تنفيذ التحرك وعلى المهمة إلى الحواسب، وتكون نتائج التحرك إما بنجاح الوحدة في التنفيذ أو عدم تمكنها، وقد تكون هناك خسائر في هذا التحرك ناتجة من تدخل العدو أثناء تحركها.

ب. تقييم عملية الاشتباك بين الجانبين: وهو أسلوب تقييم اشتباك لوحدة مقاتلة ذات حجم معين، وتسليح محدد، قامت بفتح نيرانها على قوة أخرى معادية لها حجم وتسليح محدد، بهدف إحداث خسائر بشرية ومادية والاستيلاء على مواقعها، وتكون نتائج الاشتباك إما نجاح القوة المهاجمة في تحقيق أهدافها خلال فترة زمنية محددة تم فيها الاشتباك، وحققت معدل تقدم مناسب أجبر القوات المدافعة على الارتداد، أو تكون نتيجة الاشتباك فشل القوة المهاجمة في تحقيق التقدم المطلوب، وتوقف هجومها، واضطرت للارتداد للخلف، كما تكون نتيجة هذا الاشتباك خسائر في كلا الجانبين، ولابد أن تتناسب طردياً مع نسبة التفوق النيراني التي تتوافر لأحد الجانبين.

وتتوقف نتيجة الاشتباك على عدة اعتبارات تتمثل في الآتي:

(1) نسبة التفوق بين الجانبين.

(2) نوع الأسلحة في كل جانب.

(3) طبيعة الأرض والطقس، وتجهيز الدفاعات على قدرة استخدام الأسلحة.

ويوجد العديد من الاشتباكات التي يلزم تقييمها وإيجاد نتائج لها، وتتمثل في:

(أ) نيران الرمي غير المباشر: (مدفعية ـ صواريخ باليستية).

(ب) الاشتباكات الجوية: (تشمل الاشتباكات التي تستخدم مع الأهداف الأرضية)

(ج) اشتباكات الدفاع الجوي: (بهدف صد القوة الجوية المعادية وتدميرها).

(د) اشتباكات بحرية: وهي الناتجة من قطع بحرية مخصصة للإبرار البحري، أو من قطع بحرية مخصصة لمعارك القوات البرية التي تعمل بمحاذاة الساحل.

(هـ) اشتباكات الحرب الكيميائية: وهي الاشتباكات الناتجة من استخدام جميع وسائل استخدام أسلحة التدمير الشامل، سواء كانت قوات جوية، أو صواريخ باليستية أو مدفعية.

ج. تقييم أعمال الحرب الإلكترونية: وتشمل تقييم نتائج المهام المخصصة لوحدات الحرب الإلكترونية من حيث تمكنها من إعاقة الوسائل الإلكترونية المضادة، أو حرمان العدو من عناصر الحرب الإلكترونية الإيجابية.

د. تقييم المعاونة الإدارية والفنية: وتشمل تقييم المهام المكلفة بها العناصر الإدارية بهدف استكمال الاحتياجات الإدارية من ذخائر ـ وقود واستعواضها...، كذلك عمليات الإصلاح، وأيضاً، عمليات علاج المصابين، وسد الخسائر من خلال الإمداد بالأفراد.

3. أسلوب تنفيذ عملية جمع المعلومات واستطلاع القوات للجانبين

يتوقف نجاح عملية جمع المعلومات من الأجناب المتضادة من مصادر المعلومات المتيسرة والمحددة ضمن إمكاناتها، سواء كان ذلك من خلال عناصر الاستخبارات، أو عمليات الاستطلاع، وعناصرها المختلفة على جميع المستويات، وكذلك التخطيط الجيد والدقيق لاستغلال عناصر الاستطلاع الإلكتروني، واللاسلكي والراداري، والاستطلاع الجوي باستخدام الطائرات، وتتوقف دقة المعلومات المتحصل عليها على مدى دقة التخطيط والكفاءة في استخدام عناصر الاستطلاع بما يتفق وإمكانات الجانب المعادي، وأسلوبه لمواجهة عناصر الاستطلاع، وبخاصة عند استخدامه لوسائل الإخفاء، أو الإعاقة لإخفاء أعماله ونواياه.

4. أسلوب تحقيق الواقعية أثناء مرحلة إدارة المباراة

من مميزات المباريات الحربية واقعية التدريب الناتج عن اقترابها من الظروف الطبيعية التي تواجهها القيادات وهيئات الأركان، من خلال تمثيل حقيقي لصراع الفكر والعقول بين الأجناب المتضادة، والذي يحاول من خلاله كل طرف من أطراف الصراع تحقيق الغلبة والنصر وهزيمة الخصم، ولتحقيق الواقعية في التدريب يمكن إتباع عدة أساليب تتمثل في الآتي:

أ. استخدام أساليب الحرب النفسية والمعنوية، إذ وضح دور الحرب النفسية ونتيجتها في حرب الخليج الثانية، وتأثيرها على القيادات والجنود .

ب. السماح باستغلال جميع الوسائل للحصول على المعلومات، سواء كانت حقيقية أو مضللة. ويمكن تنفيذ ذلك بواسطة هيئة أركان المباراة بإرسالها معلومات صحيحة أو مضللة إلى هيئات الأركان المنفذة، لتوضيح أسلوب التعامل مع المعلومات المتحصل عليها كافة.

ج. كذلك يمكن إتباع عدة أساليب لتحقيق الواقعية الممثلة في أصوات القصف الجوي، واشتباكات المدفعية وإجبار القيادات على ارتداء مهمات الوقاية، وإدارة المباراة دون راحة للقيادات.

5. الأساليب الحديثة لتقييم أعمال القتال في المباريات الحربية

مع التقدم في نظم الحواسب اتجه المتخصصون في مجال بحوث العمليات العسكرية إلى تطوير أساليب تنفيذ المباريات الحربية وتقييمها، من خلال إعداد النماذج الرياضية ونماذج المحاكاة، والتي تشمل الكثير من المتغيرات والعوامل الناتجة عن الظروف المحيطة بالمعركة أو العملية، وتم إعداد النماذج لأنواع مختلفة من صور القتال، وكذلك لمعارك الأسلحة المختلفة سواء كانت أسلحة برية أو جوية أو بحرية، وتدرجت في المستويات التي بدأت من القطعة الواحدة أو السلاح الواحد، وحتى مستوى تشكيلات تعبوية وإستراتيجية متحاربة في مسرح العمليات، وقد نجح العديد من نماذج الإدارة والتقييم، وأظهرت النتائج المستخرجة منها توافقاً مع البيانات التاريخية والميدانية، وأدى ذلك إلى أن أصبح استخدام النماذج مواكباً لتطور الأسلحة الحديثة، أو لتطور خطط القتال لمواجهة المواقف المتعددة المختلفة.

نظراً لأن معارك القوات البرية هي المعركة الأساسية في أي صراع مسلح، لذا يتم تمثيل هذه المعركة بعدة نماذج يكون الأساس فيها الاشتباكات الأرضية مع الوضع في الاعتبار الأعمال المؤثرة الأخرى، كما يمكن تقسيم الاشتباكات الأرضية إلى قسمين مختلفين؛ يشمل الأول أسلحة الرمي المباشر، ويشمل الآخر أسلحة الرمي غير المباشر. ويُعد تقييم أعمال القتال هو المخرج النهائي لجميع الأعمال التي نفذتها القيادات المختلفة وهيئة الأركان، والتي تمثل عملية تحويل أوامر وتعليمات المتبارين إلى أنشطة فعلية في أرض المعركة، التي تتأثر بعدة عوامل هي:

أ. الإمكانات القتالية للأسلحة والمعدات التي يستخدمها كل جانب.

ب. الأعمال المضادة التي يقوم بها الجانب المضاد.

ج. تأثير الأرض وحالة الجو ومدى الرؤية والظروف الأخرى المحيطة.

ويتم تقييم أعمال القتال بأحد الأساليب التالية:

أ. الأسلوب المحدد: يتم باستخدام مجموعة من القواعد المكتسبة من خبرة القتال، أو الجداول المتوافرة من الخبرات والتجارب العملية والعلمية، أو باستخدام الحل الرياضي للمعادلات المتعددة. ويتميز هذا الأسلوب بالتوصل إلى نتائج ثابتة عند تقييم نتائج أي معركة تتم وفق إطار محدد.

ب. الأسلوب الاحتمالي: ويتم فيه إتباع الطرق الميسرة باستخدام طرق التقييم العشوائية مثل النرد ـ الكروت وبحل المعادلات الرياضية التحليلية أو باستخدام التوزيعات الاحتمالية والأرقام العشوائية في أسلوب المحاكاة، إلا أن هذا الأسلوب لا يصل إلى نتائج ثابتة؛ بل تتراوح بين قيمة صغرى وقيمة كبرى، ولذلك هي أكثر مرونة وتعبيراً عن واقع العمليات.

وتكون نتائج أعمال القتال التي تم التوصل إليها معبرة عن الآتي:

أ. تحديد معدلات الحركة والمناورة للقوات، ويتوقف ذلك على إمكاناتها، وتأثير الأرض على تحركها، وحالة الجو، وأعمال العدو المضادة أثناء تحركها.

ب. تحديد نسب الخسائر التي يفترض حدوثها من الأطراف المتضادة الناتجة عن استخدام وسائل النيران المختلفة لكل منها.

ج. تحديد مدى نجاح أي من الطرفين المتصارعين أو فشله، والذي يتضح نتيجة كسب للأرض، أو فقد للمواقع والمعدات خلال فترة زمنية معينة.

د. تحديد حجم المعلومات الناتجة من أعمال قتال، وأوضاع الجانبين، ونوعها وإبلاغها إلى الأجناب المتضادة طبقاً لإمكانات المراقبة المتاحة وأساليب التخطيط لعناصر الاستطلاع.

في إطار الأسلوبين السابقين، لتقييم نتائج أعمال القتال يوجد عدة طرق للتقييم، إلا أن هذه الطرق على الرغم من اختلافها تؤدي إلى نتائج واحدة لا اختلاف فيها، وتتمثل هذه الأساليب في الآتي:

(1) الطرق الرياضية

يُعد الحل الرياضي هو الأسلوب الرئيس لتقييم أعمال قتال القوات، والذي يبنى أساساً على تحديد جميع المتغيرات المؤثرة على الموقف، ويتم ذلك من خلال عدة وسائل تتمثل في الآتي:

(أ) الملاحظة وتدوين تأثير هذه العوامل على النتائج وإيجاد معاملات تدون في جداول خاصة.

(ب) التسجيل الإحصائي لنتائج الحرب السابقة.

(ج) إيجاد العلاقة بين العوامل/المتغيرات عن طريق المعادلات الرياضية.

(د) استخدام أسلوب المحاكاة في تحديد تأثير أحد هذه العوامل على الناتج مع تبين العوامل الأخرى.

ويعتبر الأسلوب الرياضي من أدق أساليب تقييم نتائج القتال، إلا أنه يصعب تنفيذه أسلوباً وحيداً للوصول إلى هذه النتائج؛ لصعوبة إيجاد قيم موثوق بها لجميع العوامل المنفذة والمؤثرة في دراسة نتيجة الاشتباك وتحليلها.

(2) أسلوب المحاكاة

المحاكاة هي تقليد لبيئة معينة من خلال تصور للأنشطة والإجراءات التي تتم في الواقع من فرض العوامل المتغيرة المؤثرة على سير هذه الأحداث، وبما يتوافق مع مثيلتها على الطبيعة، وذلك للوصول إلى أكثر النتائج التي يتوقع حدوثها بطريقة واقعية، وبدون خسائر مادية، من خلال استخدام الأجهزة والوسائل والمعدات، وتقوم المحاكاة بتقديم الحلول للمشكلات التي يصعب حلها رياضياً لكثرة المتغيرات، أو لعدم وجود بيانات وقيم دقيقة، أو لصعوبة قياس هذه المتغيرات على الطبيعة، ويستخدم أسلوب المحاكاة وسيلة لحل مشكلة فرعية، مثل إيجاد قيمة لأحد العوامل المتغيرة، التي يصعب تقديرها، كما يستخدم أسلوب المحاكاة مباشرة في تصوير نظام متكامل مثل المباريات الحربية بجميع أبعادها يتوافق مع شكل المعركة الحقيقية وطبيعتها، وأياً كان الأسلوب المستخدم في تقييم نتيجة أعمال القتال وتحليلها فإنه يتطلب العمل في نموذج بهدف تسجيل مجموعة الإجراءات أو الخطوات أو الأحداث السياسية التي تتبع من وقت استقبال المدخلات الخاصة بكل موضوع يتم تقييمه حتى الوصول إلى المخرج النهائي/ النتيجة لهذا الموضوع، ويستخدم في النموذج الأساليب الرياضية أو أسلوب المحاكاة في تقييم العوامل المؤثرة على أعمال القتال أو الاشتباك، ويتم إجراء هذه الخطوات في النموذج إما يدوياً في حالة توافر الوقت، وبساطة نوع الاشتباك، أو باستخدام الحواسب الآلية؛ والتي تساعد على سرعة الوصول إلى النتائج.

وأياً كان الأسلوب المستخدم في إيجاد قيم للعوامل المتغيرة سواء الحل الرياضي أو المحاكاة أو المزج بينهما، فإن الطرق التي تتبع في الأسلوبين تتمثل في:

  • طريقة التقييم الكمي لتحليل بيانات المعارك السابقة.
  • طريقة استخدام معادلات لانكستر المعدلة.
  • إتباع قواعد تقييم المباراة الحربية اليدوية.

ولكل من هذه الطرق خصائصه، ومدى اعتماده على الأسلوب الرياضي، أو أسلوب المحاكاة، وقد تستخدم كل طريقة على حدة في إيجاد نتيجة الاشتباك؛ إلا أنه في كثير من الأحيان يتم استخدام مزيج من هذه الطرق للتقييم والوصول إلى نتيجة الاشتباك، ويتم استخدام الوسائل اليدوية في حالة توافر الوقت، وعدم تعدد المتغيرات المؤثرة على نتيجة الاشتباك، ونظراً للتطور الهائل في إنتاج الحواسب فقد أصبحت حالياً هي الوسيلة الرئيسة لإيجاد نتائج جميع أنواع الاشتباكات خلال فترة زمنية محددة .

(1) طريقة التقييم الكمي

(أ) يتم حساب معادلات التدمير للأسلحة المختلفة في قوات كل جانب في مسرح العمليات من خلال استخدام معاملات التدمير المحتملة الآتية:

·    معامل تدمير الأسلحة الثابتة

معامل التدمير المحتمل = معدل النيران × عدد الأهداف المحتمل قصفها في المرة الواحدة × نسبة التدمير× درجة الدقة للسلاح × معامل نسبة التأخير الناتج عن تأثير العوامل المحيطة على استخدام السلاح.

·    معامل تدمير الأسلحة ذاتية الحركة

تضاف مجموعة المعاملات الخاصة بكفاءة الحركة وتأثيرها على استخدام السلاح، وهي:

معامل التدمير المحتمل للمعدة ذاتية الحركة = مجموعة معاملات التدمير للأسلحة الموجودة بالمركبة × معامل خفة الحركة× معامل مدى العمل × معامل تقليل التعرض× معامل إعادة تعمير السلاح × كفاءة السيطرة على النيران × معامل الإمداد بالذخيرة.

(ب) يتم تحديد العوامل المتغيرة التي تؤثر في المعركة، وتنقسم إلى:

·    الظروف المحيطة

وهي تؤثر على فاعلية الأسلحة مثل أرض المعركة – الطقس ـ مدى الرؤية ـ السيطرة الجوية.

·    موقف العمليات

وهي تؤثر على استخدامات القوات والأسلحة لكل جانب وتنقسم إلى عوامل ملموسة يسهل وضع معاملات لها، وعوامل غير ملموسة يصعب تقديرها، ويتمثل ذلك في الآتي:

·    العوامل المحسوسة

وتشمل تأثير الأرض ـ الطقس ـ التفوق الجوي – شكل المعركة هجومي/ دفاعي – الفصل من السنة ـ القدرة على الحركة ـ مدى التعرض ـ عامل المفاجأة.

·    العوامل غير المحسوسة

تأثير العوامل المختلفة مثل مهارة القادة ـ التدريب ـ الروح المعنوية.

(ج) يتم تغيير معاملات التدمير للأسلحة المختلفة في قوات كل جانب بإدخال معاملات تأثير الظروف المحيطة على معاملات التدمير للأسلحة، ثم حساب القوة التدميرية المحتملة الإجمالية للقوات المتضادة، ويتوقف ذلك علي الخبرة العملية.

(د) حساب القدرة القتالية النسبية لتحديد الجانب المنتصر نظرياً وفقاً لنسبة التفوق.

(هـ) حساب النتائج الفعلية للمعركة.

(و) المقارنة بين النتائج النظرية التي تم التوصل إليها والنتائج الفعلية التي تحققت.

(ز) إذا كان هناك اختلاف ملموس في النتائج يتم مراجعة المعاملات المختلفة وتعديلها وإعادة التحليل والحسابات حتى الوصول إلى نتائج متقاربة.

(2) طريقة معادلات لانكستر المعدلة

كانت دراسة لانكستر التي أجراها في غضون الحرب العالمية الأولى تهدف إلى تحليل صورة الحروب في الماضي، خلال تلك الفترة، من أجل تصويرها في معادلات رياضية، وكان هدف هذه الدراسة هو التوصل إلى علاقة بين عدد أفراد القوات المتحاربة ونسبة الكفاءة؛ لإمكان استنتاج الخسائر المتوقعة أثناء سير المعارك وبعدها، وقد أظهرت الدراسة أثر نوع السلاح على تلك العلاقة، وتعذر تطبيق قانون واحد فقط في ظروف استخدام أسلحة مختلفة. وقد وضع لانكستر نتيجة لدراسة قانونين أحدهما القانون الخطي، عندما كان السلاح لا يزيد على البلطة والسيف، والقانون الآخر هو التربيعي عندما ظهرت الأسلحة النارية، وقد أبرزت دراسة هذه القوانين أهمية استخدام مبدأ الحشد، وهو تركيز عدد كبير من القوات في مواجهة قوة معادية معينة على أساس العلاقة المستنتجة، وكونها خطية أو تربيعية، وقد تناول كثير من العلماء معادلات لانكستر بالتعديل لإبراز الآتي:

(أ) العلاقة بين حجم الخسائر، وحجم القوات التي حدثت بها الخسائر، وخصائص أسلحة الجانب الآخر.

(ب) العلاقة بين حجم الخسائر ودرجة التعرض.

(ج) العلاقة بين حجم الخسائر في الجانب ودرجة تفوق الجانب المضاد.

(د) إدخال الأسلوب الاحتمالي على معادلات لانكستر، والذي يهدف إلى تحديد نهاية صغرى ونهاية كبرى لاحتمالات النصر.

(هـ) تطبيق معادلات لانكستر على القدرات غير المتجانسة.

(د) تطبيق معادلات القتل الثابتة في معادلات لانكستر لإبراز التغير في كفاءة السلاح أثناء المعركة .

(و) تعديل معدلات لانكستر الأصلية لمقابلة ديناميكية المعركة.

(3) الأسلوب اليدوي لتقييم المباريات الحربية

هو أسلوب عملي وواقعي يتميز بالبساطة، ويحقق الاقتصاد في التكاليف، وعلى الرغم من بساطة هذا الأسلوب إلا أن له بعض الجوانب السلبية، والتي تتمثل في الآتي:

(أ) يستغرق وقتاً طويلاً لإجرائه.

(ب) يتطلب إشراك عدد كبير من القيادات كمحكمين.

(ج) صعوبة الحصول على تحليل إحصائي كامل.

(د) صعوبة الوصول إلى الحل الأمثل للموقف المطلوب تحليله/ دراسته.

(هـ) الاعتماد في نتائجه على مستوى المحكمين وكفاءتهم.

6. نماذج التقييم وبرامج المحاكاة

يتم تصميم نموذج برنامج التقييم لتحدد الخطوات التي سيتم تنفيذها، إذ يتم تدوين أوامر الاشتباك الصادرة من المتبارين ـ مدخلات النموذج ـ ثم يتم إجراء خطوات الحل الرياضي لتحديد تأثير الأوامر المدخلة على النموذج وعلى البيانات الثابتة، والمخزنة بالحواسب، وبذلك يتم التوصل إلى النتائج النهائية، والذي يمثل نتيجة الاشتباك، ولهذا فإن إمكانات النموذج يجب أن تشمل عـدة بيانات تتمثل في:

أ. بيانات ثابتة

وتشمل بيانات عن قدرات وإمكانات الأسلحة والمعدات الموجودة لدى القوات المتصارعة والمنظمة طبقاً لتشكيل المعركة، بالإضافة إلى البيانات الثابتة عن الظروف البيئية المحيطة مثل تأثير طبيعة الأرض ـ الطقس ـ المفاجآت ـ الهجوم على دفاعات مجهزة وعاجلة، وعند استخدام الحواسب الآلية لإجراء عملية التقييم يتم تخزين هذه المعاملات في قاعدة البيانات، أما عند الإدارة يدوياً فيتم وضعها في صورة جداول.

ب. بيانات متغيرة

وتتضمن الاختيارات/القرارات التي يتخذها القائد وهيئة القيادة في تنفيذ مهمة محددة، وتشمل حجم القوة ـ اتجـاه حركتها ـ منقطة الهجوم/الدفاع ـ توقيت الهجوم/الدفاع.

يجب أن تكون مكونات نموذج التقييم والبرامج متضمنة الآتي:

·   تشغيل البيانات عن الموقف أو المعركة.

·   محاكاة الأعمال القتالية

تنقسم عملية تشغيل البيانات إلى خمس عمليات مرتبطة ببعضها كالآتي:

·   حفظ البيانات الثابتة – البيانات المدخلة.

·   استقبال أوامر المتبارين – الأوامر المدخلة.

·   تحويل الأوامر إلى نتائج،وذلك بمحاكاة الأنشطة العسكرية العملياتية.

·   استقبال النتائج وتسجيلها.

·   تحليل النتائج.

وبصفة عامة فإن عملية تشغيل البيانات يتم فيها تجميع النتائج التفصيلية والتحليل الإحصائي لكل من البيانات المدخلة والنتائج.أما عن عملية محاكاة الأعمال القتالية فتتم بغرض محاكاة الأنشطة العسكرية المختلفة التي تتم على أرض المعركة وفق ظروف محيطة معينة في صورة نماذج مختلفة تهدف إلى الإمداد بالمعلومات، وتحديد ناتج الأنشطة القتالية لعناصر القتال، ووسائل الاستطلاع المختلفة.

ولتقييم فاعلية القوة كدالة للمتغيرات المؤثرة على أنظمة الأسلحة الرئيسة المختلفة، يجب أن يشمل النموذج جميع أوجه المعركة من محاكاة الصور النيرانية المختلفة سواء كانت للرمي المباشر أو الرمي غير المباشر أو أي أسلحة أخرى، وأيضاً، للمعاونة الجوية.