إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / القوة الرابعة، من وجهة نظر العقيدتين العسكريتين: الشرقية والغربية





شبكة مراكز العمليات
منظومة الدفاع الجوي
حالات وأوضاع الاستعداد
تنظيم التعاون بالارتفاعات والقطاعات
تنظيم التعاون بالأهداف
فكرة عمل الرادار




الاستعداد القتالي وطائرة الكرملين

المقدمة

أجمعت مراكز الدراسات الإستراتيجية بعد حرب أكتوبر 1973، على أن الدفاع الجوي العربي قد نجح في تحييد القوات الجوية الإسرائيلية، على الرغم مما تمتعت به هذه القوات من إمكانيات هائلة، كمَّاً، ونوعاً، وتسليحاً، وتدريباً، وتخطيطاً.

ولمَّا كان الدفاع الجوي العربي قد خاض تلك الحرب كفرع رئيسي من أفرع القوات المسلحة، فقد زاد اهتمام كبار القادة العسكريين  بهذا الموضوع للأسباب الآتية:

1. المهمة الصعبة والحيوية الملقاة على عاتق الدفاع الجوي في الحرب الحديثة، في مواجهة عمليات الهجوم الجوي التي تُحقِّق نتائج حاسمة ومضمونة.

2. التطور الهائل في أسلحة ومعدَّات الهجوم والدفاع الجوي.

3. فاعلية الأسلحة أرض/ جو (الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات) والتي ظهرت بجلاء في حرب أكتوبر.

وتتبلور وجهات النظر حول هذا الموضوع في مفهومين عسكريين:

المفهوم الأول: تكليف القوات الجوية بمهام الدفاع الجوي إضافة إلى مهامها.

المفهوم الثاني: تنظيم كل أسلحة ومعدات الدفاع الجوي في قوة قائمة بذاتها، أي  كقوة رابعة ولكن وفق أسلوبين:

الأسلوب الأول: يقضي هذا الأسلوب بتنظيم كافة عناصر الدفاع الجوي في منظومة موحدة تتكون من شبكة الاستطلاع والإنذار العام، ومراكز العمليات، وشبكة الاتصالات، وأسلحة الدفاع الجوي بما فيها المقاتلات الإعتراضية، إضافة إلى الوحدات الإدارية والفنية والمنشآت التعليمية. [ وتضع قيادة هذه القوة، وتُنِّفذ خطة موحدة متكاملة لإعداد هذه القوات للقتال، وإدارة عملياتها].

الأسلوب الثاني: يقضي هذا الأسلوب بتنظيم عناصر من الدفاع الجوي في منظومة واحدة تتكون من منظومة قيادة وسيطرة واتصالات، أسلحة دفاع جوي أرض/جو (صواريخ، مدفعية) وعناصر بشرية.

أما الاختلاف بين الأسلوبين فهو كالتالي: في الأسلوب الأول تضع قيادة قوات الدفاع الجوي وتنفذ خطة موحدة متكاملة لإعداد هذه القوات للقتال، والسيطرة على عملياتها.

أما الأسلوب الثاني، فالطائرات الاعتراضية، وطائرات الإنذار المبكر تتبع للقوات الجوية، أي أن دور قوات الدفاع الجوي بناء وإعداد عناصر الدفاع الجوي. وأما السيطرة العملياتية عليها فتتم من قبل القوات الجوية.

وتأخذ بعض الدول بالمفهوم الأول، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الغربية عموماً. بينما وجدت بعض الدول مثل الاتحاد السوفيتي تأخذ بالمفهوم الثاني وفق الأسلوب الأول والبعض الآخر تأخذ المفهوم الثاني وفق الأسلوب الثاني.

والواقع أن لكلٍ من هذين المفهومين مؤيديه ومعارضيه.

وتحتاج مناقشة هذا الموضوع إلى إلقاء بعض الضوء على النقاط الآتية:

·   المفهوم الأول، والمفهوم الثاني (الأسلوب الأول، والأسلوب الثاني).

·   مهمة ووظائف الدفاع الجوي.

·   دور الدفاع الجوي في السلم.

·   عناصر الدفاع الجوي وطبيعة معركته.

·   أهم سمات معركة الدفاع الجوي

·   خصائص التهديد الجوي المعاصر.

·   3 نقاط تحتاج إلى بحث.

·   دور المقاتلات في معركة الدفاع الجوي.

·   دور المقاتلات في معركة الهجوم الجوي (في عمليات الهجوم الجوي).

·   مهام القوات الجوية.

·   طائرات الإنذار المبكر (الأواكس AWACS) والقيادة والسيطرة.

·   حماية الطائرات من نيران الأسلحة أرض/ جو الصديقة.

·   الاعتبارات المؤثرة على القرار.

المفهوم الأول

يقضي بأن تتولى القوات الجوية مسؤولية الدفاع الجوي كاملة عن الدولة بما فيها من أهداف حيوية. أما مسارح العمليات فتشاركها القوات البرية والقوات البحرية في هذه المهمة. وقد تتولى القوات البحرية الدفاع الجوي عن مسارحها وحدها.

ولتحقيق هذه المهمة يشتمل تنظيم القوات الجوية على المقاتلات الاعتراضية، والأسلحة أرض/ جو، ومنظومة الاستطلاع والإنذار.

ويكون على قيادة القوات الجوية، أن تُخطِّط لاستخدام هذه الأسلحة والمعدات، وأن تجهيزها للحرب، ثم تقود عملياتها أثناء القتال، كما تتولى كافة مسؤوليات التأمين الإداري والفني لها سلماً وحرباً. إضافة إلى مهامها الأساسية الأخرى، التي تشمل الهجوم الجوي، والاستطلاع، والنقل الجوي... الخ.

أما القوات البرية والبحرية فلكل منها نظامه الخاص لتحقيق الدفاع الجوي المباشر عن هذه القوات، ويشتمل على الأسلحة التي تتمركز على الأرض، أما فوق القطع البحرية.

وقد يشتمل على المقاتلات الاعتراضية، إذا سمحت إمكانيات الدولة بذلك، كما هو مُتَّبع في القوات البحرية الأمريكية.

وهذا يعني إلقاء العبء الرئيسي للدفاع الجوي ـ وليس كل العبء ـ على عاتق القوات الجوية.

ويلاحظ أن الدول التي تأخذ بهذا المفهوم تعتمد اعتماداً أساسياً على المقاتلات الاعتراضية، بينما يكون دور الأسلحة أرض/ جو ثانوياً.

المفهوم الثاني

1. الأسلوب الأول

يقضي هذا الأسلوب بتنظيم كافة عناصر الدفاع الجوي كافة في منظومة موحدة. تتكون من شبكة الاستطلاع والإنذار العام، ومراكز العمليات، وشبكة الاتصالات، وأسلحة الدفاع الجوي بما فيها المقاتلات الاعتراضية. إضافة إلى الوحدات الإدارية والفنية، والمنشآت التعليمية.

وتضع قيادة هذه القوة، وتُنفذ خطة موحدة متكاملة لإعداد هذه القوات للقتال، وإدارة عملياتها.

وتُعد وحدات الدفاع الجوي في القوات البرية والبحرية، إحدى مكونات هذه المنظومة، وتعمل في إطار خطة عامة، تضعها قيادة القوة الرابعة، وتحتوي على خطط فرعية لتوفير الوقاية للقوات البرية، والقواعد الجوية والبحرية، جنباً إلى جنب مع الخطط الفرعية الأخرى، للدفاع عن المناطق الحيوية والنقاط الحساسة بالدولة.

وتربط كل تشكيلات ووحدات الدفاع الجوي شبكة قيادة وسيطرة مُوحَّدة. يوجد على قمتها مركز عمليات الدفاع الجوي الرئيسي، وتتفرع منه جميع مراكز عمليات تشكيلات ووحدات دفاع جوي الدولة، والقوات البرية، والقوات البحرية. (اُنظر شكل شبكة مراكز العمليات)

2. الأسلوب الثاني

تنظيم أسلحة ومعدات الدفاع الجوي الأرضية في منظومة موحدة تتكون من شبكة القيادة والسيطرة والاتصالات والصواريخ أرض/ جو، والمدفعية المضادة للطائرات إضافة إلى المنشآت الإدارية والفنية والتعليمية.

وتضع قيادة هذه القوة وتُنفِّذ خطة مُوحَّدة متكاملة لإعداد هذه القوات للقتال بينما إدارة المعركة الجوية تتولاها قيادة القطاع المعني.

وتجمع كل تشكيلات ووحدات الدفاع الجوي الأرضية شبكة قيادة وسيطرة موحدة يوجد على قمتها مركز قيادة قوات الدفاع الجوي ويتبع في سلسلة القيادة لمركز الدفاع الوطني وتتفرع منه جميع مراكز عمليات تشكيلات ووحدات الدفاع الجوي والتي تكون تحت السيطرة العملياتية للقوات الجوية.