إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / القوة الرابعة، من وجهة نظر العقيدتين العسكريتين: الشرقية والغربية





شبكة مراكز العمليات
منظومة الدفاع الجوي
حالات وأوضاع الاستعداد
تنظيم التعاون بالارتفاعات والقطاعات
تنظيم التعاون بالأهداف
فكرة عمل الرادار




الاستعداد القتالي وطائرة الكرملين

أولاً: مهمة ودور الدفاع الجوي في السلام

1. مهمة ووظائف الدفاع الجوي

أ. مهمة الدفاع الجوي

تأمين الحماية الجوية لأجواء الدولة التي تعلو أراضيها ومياهها الإقليمية ضد أي تهديد جوي معادي وذلك بتدمير وسائله أو منعها من تحقيق أهدافها.

ب. وظائف الدفاع الجوي

(1) الاكتشاف والإنذار

تبدأ مسؤوليات الدفاع الجوي من اللحظة التي يدخل فيها أي هدف طائر معاد إلى المجال الجوي. هذا يتطلب استخدام نظم خاصة بالاكتشاف السريع وعلى مدى بعيد. أتاح العلم الحديث وسائل و أساليب عديدة لهذا الغرض، ومنها طائرات الإنذار المبكر التي يصل مدى الكشف لبعضها إلى مئات الكيلومترات وعلى ارتفاعات منخفضة جداً، وحيث تقوم بتحديد مكان الهدف واتجاه تحركه وسرعته.

(2) تمييز الهدف

ويقصد به تحديد ما إذا كان هذا الهدف معادياً أو صديقاً، وتجرى هذه العملية بواسطة أجهزة التعارف الإلكترونية بمجرد التقاط الهدف. فإذا تعذر لسبب ما تحديد هوية الهدف، تجرى مقارنة بين بيانات خط سير الهدف، والبيانات المُدوَّنة في جداول التحركات الجوية المدنية، والعسكرية الصديقة، وقد تصدر الأوامر للمقاتلات باعتراض الهدف المجهول وتحديد هويته، أو تدميره. طبقاً للوقت المتيسر، والموقف القتالي، ومسافة الهدف. وفي وقت السلم تتميز عملية تمييز الطائرات المجهولة بالحرص الشديد.

(3) الاعتراض

عندما يتم التأكد من أن الهدف المقترب معاد، فلا بد من قيام سلاح مناسب باعتراضه والتصدي له وتدميره وهذا السلاح هو أحد أسلحة الدفاع الجوي الأرضية أو طائرة اعتراض.

(4) الاشتباك والتدمير

تعمل تشكيلات الدفاع الجوي على التصدي للعدو الجوي المهاجم لتدميره أو على الأقل تشتيت جهوده وإبعاده لحرمانه من تحقيق هدفه، وتمتلك قوات الدفاع الجوي من الأسلحة والأجهزة ما يجعل تحقيق مهامها شبه مؤكد، وبالرغم من أن أسلحة الدفاع الجوي ووسائله تُكلِّف الدولة مبالغ باهظة إلا أنها أفضل كثيراً من أن تتمكن طائرة معادية من الوصول إلى هدفها وإحداث خسائر جسيمة به. فالطائرات الآن قادرة على حمل كميات ضخمة من القذائف والقنابل الشديدة التأثير وقد يكون من بين ما تحمله هذه الطائرات المعادية أنواعاً من أسلحة الدمار الشامل كالأسلحة النووية أو الكيماوية أو غيرها. لذا فإن عائلة أسلحة الدفاع الجوي ينبغي أن تكون دائماً على أعلى درجات الاستعداد للدفاع عن المناطق الحيوية العسكرية والمدنية وكذلك التشكيلات الميدانية .

2. دور الدفاع الجوي في السلام

الواقع أن الدفاع الجوي لا يعرف السلام بمفهومه السائد. فهو دائماً في أوضاع استعداد، وإن كانت تُخفَّف أثناء السلام، ولكن الوحدات لا تعود إلى ثكناتها بعد أن تضع الحرب أوزارها. فالحقيقة أن ثكناتها هي مواقعها القتالية. قد تُسحب الوحدة إلى ميادين التدريب والرماية، أو إلى ورش الإصلاح والصيانة. كما يذهب الضباط والجنود للتدريب في المعاهد العسكرية. ولكنهم يعودون ثانياً إلى مواقعهم، لتنفيذ حالات وأوضاع الاستعداد اليومية. وذلك باستثناء بعض وحدات المدفعية المضادة للطائرات.

أما شبكة الاستطلاع والإنذار، فإنها تتناوب فيما بينها مع المجال الجوي على مدار الساعة، وإمداد مراكز العمليات بالموقف الجوي باستمرار، أولاً بأول.

ومن ثمّ فإن مراكز عمليات الدفاع الجوي تظل في حالة عمل مستمر. والفرق الوحيد بين الحرب والسلام هو أن هذه المراكز تعمل بالأطقم المخفضة. ومع ذلك فكثيراً ما ترتفع حالات الاستعداد، عند أية بادرة توتر في الموقف السياسي.

أي أن السلام بالنسبة للدفاع الجوي، ما هو إلا حالة استعداد مخففة، لا أكثر ولا أقل.

ومن البديهي أن هذا يحتاج جهاز قيادة يقظ دائماً. وعلى وعي تام بأن الطائرة المعادية يمكن أن تصل إلى هدفها في دقائق.