إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / القوة الرابعة، من وجهة نظر العقيدتين العسكريتين: الشرقية والغربية





شبكة مراكز العمليات
منظومة الدفاع الجوي
حالات وأوضاع الاستعداد
تنظيم التعاون بالارتفاعات والقطاعات
تنظيم التعاون بالأهداف
فكرة عمل الرادار




الاستعداد القتالي وطائرة الكرملين

ثانياً: عناصر الدفاع الجوي

قد يختلف المفهوم الذي تُفضِّله الدول، ولكن العناصر الرئيسية للدفاع الجوي لا تختلف من مفهوم إلى آخر، وهي:

1. منظومة القيادة والسيطرة و الاتصالات

هي الوسيلة التي من خلالها يتمكن القادة من ممارسة القيادة والسيطرة على وحداتهم وتتكون من معدات وأجهزة مصممة لتمرير الأوامر وتبادل المعلومات والتبليغـات وعرض البيانات وطاقة بشرية مؤهلة لاستخدام تلك المعدات وفق إجراءات عمل مكتوبة ومعتمدة من قبل القادة المعنيين. وقد صُمِّم نظام القيادة والسيطرة بحيث يتمشى مع الهيكل التنظيمي والارتباط القيادي والعملياتي لقوات الدفاع الجوي ضمن القوات المسلحة. ويعمل هذا النظام على مدار الساعة بحيث يزاول المراقبة الجوية ويتابع حالة وحدات الضرب بصورة مستمرة، وهذا يحتاج إلى استخدام نوعيات مختلفة من أجهزة الرادار تشمل الآتي:

أ. أجهزة رادار بعيدة المدى مثل:

(1) الجهاز الأمريكي AN/FPS - 130. مدى 470 كم.

(2) الجهاز الأمريكي AN/TPS - 32. مدى 556 كم.

ب. أجهزة رادار لقياس الإحداثيات الثلاثة (المسافة والاتجاه والارتفاع)، مثل:

(1) الجهاز الفرنسي TRS - 2230. مدى 510 كم.

(2) الجهاز الأمريكي HADR. مدى 320 كم.

وواجب هذه الأجهزة الإرشاد بصفة عامة عن موقع الطائرات المعادية.

ج. أجهزة رادار لقياس المسافة والاتجاه فقط، مثل:

(1) الجهاز الصيني JLP - 40. مدى 200 كم.

(2) الجهاز الأسباني IRS - M.

د. أجهزة رادار مخصصة فقط لقياس الارتفاع، مثل:

(1) الجهاز الأمريكي- 6  AN/FPS. مدى؟

(2) الجهاز الصيني JLG - 43. مدى 200 كم

هـ. أجهزة رادار لقياس إحداثيات الأهداف التي تُحلِّق قريباً من الأرض، مثل:

·   الجهاز الفرنسي TRS - 2140. مدى 145 كم.

و. أجهزة الرادار المحمولة جواً في طائرات AWACS:

ويمكنها اكتشاف مئات الطائرات، وتحديد كافة بياناتها، ومعالجتها، وإرسالها فوراً إلى مراكز العمليات المختلفة.

ومن أشهرها الطائرة E - 2C Hawkeye التي تعمل مع البحرية الأمريكية، والطائرة E - 3 Sentry. وقد قدمت هذه الطائرات حلاً جذرياً للمشكلة التي عانت منها أجهزة الرادار، لما يزيد عن عشرين عاماً. وهي مشكلة اكتشاف الطائرات التي تُحلِّق قريباً من الأرض. وتختلف ترددات هذه الأجهزة، وطرق مقاومتها للإعاقة الإلكترونية. وبهذا فقد يتعرض بعضها لإعاقة شديدة، تمنعه من رؤية الهدف كليةً. بينما يتعرض البعض الآخر لإعاقة متوسطة الشدة. ولكن عدد من الأجهزة لن يتأثر بها. لأنها ليست مؤلفة على نطاق الترددات الذي تعمل عليه هذه الأجهزة. وعن طريق الاتصال بين كل كواقع الشبكة، وتبادل المعلومات فيما بينها، يمكن الاستمرار في اكتشاف الأهداف المعادية، وتحديد المعلومات اللازمة للاعتراض والاشتباك، بواسطة الأسلحة الإيجابية، وكذا المعلومات، التي تحتاجها مراكز العمليات لممارسة مهامها.

وعادة ما يتكون موقع الرادار الواحد من أكثر من جهاز، ليس فقط لتنويع نطاقات التردد، وإنما أيضاً لكي يستمر الموقع في تنفيذ مهامه، إذا تعرض أحد أجهزته للقصف. وهذا يمنع من حدوث ثغرة في الحقل الراداري. ويجب أن يدافع عن مواقع الرادار بواسطة المدفعية المضادة للطائرات، والصواريخ الخفيفة، إن أمكن. خاصة وأن كثيراً من هذه المواقع تنتشر في أماكن نائية خارج تجميعات الدفاع الجوي الرئيسية.

ومما سبق يتضح أن شبكة الاستطلاع والإنذار تحتوي على أعداد كبيرة من الأجهزة، وتنتشر في شتى بقاع الدولة. ومن البديهي أن هذا العدد ينظم في مجموعات، ويسيطر على كل مجموعة مركز عمليات مجَّهز بكافة المعدات الإلكترونية الحديثة، التي تقوم بجمع، وتصفية، وتحليل، وعرض هذا الكّم الهائل من البيانات، وتحويله إلى معلومات مفيدة، ثم إرساله إلى الجهات التي تحتاجها. وهذه العملية تحتاج إلى تحديد مستويات الإنذار. أي إلى من؟ ومتى؟

ومن هذا يتضح مدى الجهد الخارق، الذي يحتاجه تنظيم وإدارة هذه الشبكة.

2. أنظمة الدفاع الجوي الجوية والأرضية

المقصود بها الأسلحة المكلفة بصد الهجوم الجوي، وهي:

أ. المقاتلات الاعتراضية.

ب. الصواريخ الموجهة أرض/ جو.

ج. المدفعية المضادة للطائرات.

وكل منها عبارة عن عائلة متكاملة، متعددة النوعيات، وخاصة في الصواريخ والمدفعية. والسبب في هذا التنوع هو أن السلاح الواحد لا يمكن أن يؤدي كل العمل. فكل سلاح له مواطن قوته، ولكن يعيبه أن به بعض نقاط الضعف الذي يعرفها العدد، بلا شك، ويستطيع أن يستغلها، ليس فقط لكي يتسلل آمنا إلى هدفه، وإنما أيضاً لتدمير هذا السلاح، أو شل فاعليته، على الأقل. كما أن أي سلاح له إمكانيات محددة ومحدودة، من حيث المدى والارتفاع. ويظهر هذا جلياً في الصواريخ أرض/ جو، والمدفعية المضادة للطائرات.

أ. المقاتلات الاعتراضية

يمكن القيام بمهمة الاعتراض إما بوضع الطائرات الاعتراضية على الأرض في حالة تأهب قصوى للاشتباك مع الطائرات المعادية، أو عن طريق توجيه طائرات دوريات المقاتلة للاشتباك مع الطائرات المعادية.

يمكن تنفيذ الاعتراض بمساعدة (الرادارات) الأرضية أو الجوية، وفي حالة عدم توفر هذه (الرادارات) فإن الطائرات يجب أن تكون جاهزة للقتال باستخدام (راداراتها) الخاصة حسب تدريبها القتالي، وتخضع فعالية المقاتلات الاعتراضية للآتي :

(1) أداء الطائرات المعادية.

(2) أداء المقاتلات الاعتراضية ويشمل ذلك المدة اللازمة للإقلاع والقدرة على البقاء في الجو وفي تأهب على الأرض لفترات طويلة وقدرة الطائرات على التسارع والصعود والمناورة .

(3) نوعية أنظمة أسلحة المقاتلات الدفاعية.

(4) مدى فعالية الاتصالات.

(5) قدرة (الرادارات) على اكتشاف الأهداف على مستوى منخفض.

(6) المسافة التي تقطعها الطائرة المعادية عبر منطقة الدفاع الجوي الصديقة قبل إطلاق قذائفها.

(7) مواقع قواعد المقاتلات الدفاعية.

(8) مدة تجاوب النظام الدفاعي وهي الفترة ما بين اكتشاف الطائرات المعادية وإقلاع المقاتلات الاعتراضية.

ب. الصواريخ أرض/ جو

يستخدم الدفاع الجوي نوعيات مختلفة من الصواريخ، تشترك في صفة واحدة، وهي أنها جميعاً موجهة، مع اختلاف طرق التوجيه. فأغلبها يُوجَّه بالطاقة الكهرومغناطيسية، مثل الصاروخ Patriot والصاروخ Hawk والصاروخ SAM - 2, 3, 6 مع اختلاف طرق التوجيه، مع أنها جميعاً تُوجَّه بالطاقة الكهرومغناطيسية. والبعض الآخر يُوجَّه بالليزر مثل الصاروخ ADATS والصاروخ RBS - 70، والصاروخ Starburst. كما أن هناك صواريخاً موجهة بالأشعة دون الحمراء، مثل الصاروخ Stinger، والصاروخ Strela، والصاروخ Chaparral، وغيرها.

واختلاف طرق التوجيه تجعل من الصعب على العدو خداع، أو إعماء كل هذه النوعيات بالإعاقة الإلكترونية. قد ينجح في شل فاعلية أحدها، ولكنه لن يستطيع التغلب عليها جميعاً.

أما من حيث المدى فهناك الصواريخ قصيرة المدى، التي تُطلق من الكتف، ومن أشهرها الصاروخ Stinger الأمريكي، والصاروخ SAM – 7 الروسي، وكلاهما يُوجَّه بالأشعة دون الحمراء. وهذه النوعية فعَّالة جداً ضد الطائرات التي تُحلِّق قريباً من الأرض. فضلاً عن سهولة إخفاء الموقع.

كما يسهل استخدامها في كمائن لاصطياد طائرات العدو، التي تفاجأ بنيران من حيث لا تتوقع. ويمكن للرامي تغيير موقعه بعد كل اشتباك بسرعة. وقد جرى تحميل أعداد من هذه الصواريخ على عربات لزيادة قدرتها على المناورة، مثل منظومة Avenger، وهي عبارة عن ثمانية صواريخ Stinger محملة على عربة
4 × 4.

غير أن منطقة قتال هذه الصواريخ محدودة بمداها الذي لا يتجاوز 5 كم، وبارتفاع الاشتباك (في حدود
3 كم). ومن ثمّ تستطيع الطائرات المعادية أن تتفاداها بالالتفاف حولها.

ولهذا يجب استخدام نوعيات أخرى من الصواريخ، ذات إمكانيات أكبر في المدى والارتفاع مثل الصاروخ Crotale، مدى 10 ـ 11 كم. وارتفاع 6 كم. ثم الصاروخ SA - 3، مدى 18 كم، وارتفاع 18 كم، والصاروخ Hawk، مدى 17 ـ 18 كم، وارتفاع 17 كم، ثم الصاروخ  SA - 2، مدى 35 كم، وارتفاع 22 كم. وهكذا.

ولكن يعيب هذه الصواريخ عدم قدرتها على الاشتباك بالطائرات التي تُحلِّق قريباً من الأرض، كما يحيط موقع الصاروخ دائرة قد يصل قطرها إلى عدة كيلومترات، لا يمكنها الاشتباك فيها، تسمى المنطقة الميتة Dead Zone. وهنا تظهر أهمية المدفعية المضادة للطائرات.

ج. المدفعية المضادة للطائرات

عند مقارنة المدفعية المضادة للطائرات بالصواريخ أرض/ جو، يتضح أن الصواريخ تتميز بمدى أطول، وبقدرة عالية على الاشتباك بالطائرات المناورة، لأن الصاروخ يظل متابعاً للطائرة أينما ذهبت، أما مقذوف المدفعية فلا يُوجَّه أثناء سيره، ولا يمكن التحكم فيه بعد الإطلاق. ومع ذلك فهناك بعض القيود التي تحد من كفاءة الصواريخ في ظروف معينة، مثل الطائرات التي تظهر فجأة، على مسافات قريبة. لأن زمن رد الفعل للصواريخ  . أكبر من الزمن اللازم للمدافع، كما أن سرعة الصاروخ تكون بطيئة في مرحلة طيرانه الأولى. وعلى العكس فإن سرعة مقذوف المدفع تكون أكبر ما يمكن في بداية انطلاقه. ومن ثمّ فإن قوة الصدام، وبالتالي قدرة التدمير تكون أكبر. وبفضل معدل النيران العالي، تستطيع المدافع أن تغمر الهدف بوابل من النيران يصل إلى 4000 طلقة في الدقيقة (المدفع ZSU - 23 - 4). وعلاوة على ذلك، فإن المدافع التي تستخدم أجهزة التسديد البصري، لا تؤثر فيها أي صورة من صور الإعاقة الإلكترونية. ويمكن للمدافع الاشتباك بكفاءة عالية بالطائرات التي تُحلق على ارتفاع منخفض.

ولقد أُدخلت تحسينات كثيرة على المدفعية المضادة للطائرات، أدت إلى زيادة السرعة الابتدائية للمقذوف، وكذا قدرته التدميرية، كما زُودت بوسائل تسديد ساعدتها على سرعة تحريك المدفع في الاتجاه والارتفاع (أفقياً، ورأسياً)، وبالتالي سرعة الاشتباك بالأهداف المفاجئة.

وعلاوة على ذلك فإن المدفعية المضادة للطائرات، تتميز برخص التكلفة، وبساطة الاستخدام، وسهولة التدريب والصيانة، والقدرة على الاشتباك أثناء التحرك.

ولهذا أصبح من المفيد إيجاد نوع من التلاحم بين الصاروخ والمدفع. وبالفعل أنتجت بعض الشركات بطارية تجمع بين الاثنين. ومن أمثلتها منظومة Sky Guard، حيث تجمع وحدة النيران بين الصواريخ Sparrow والمدافع عيار 35 مم. وكذلك منظومة سيناء - 23 (إنتاج مصري/ فرنسي)، وتحتوي وحدة النيران على 4 ـ 6 صاروخ عين الصقر ومدفع مزدوج 23 مم. علاوة على أجهزة قيادة النيران، في كلا المنظومتين.

3. الدفاع الجوي كمنظومة[1]

يعمل الدفاع الجوي الحديث بأسلوب المنظومة System، ولهذه المنظومة مدخل Input، ومخرج Output، وتتم فيها مجموعة من العمليات Processing، لتحويل ما يدخل (اُنظر شكل منظومة الدفاع الجوي)

يوضح العرض السابق حقيقة لا تقبل الجدل، وهي:

إن هذا العدد الكبير، والتنوع من الوحدات، والأسلحة والمعدات، الذي تجمعه مهمة واحدة، وخطة استخدام واحدة، وعدو مُجمّع (مُوحَّد)، هو القوات الجوية المعادية. لا بد له من قيادة قادرة على التخطيط، والإعداد وإدارة أعمال القتال، تطبيقاً لمبدأ وحدة القيادة.

ويصبح السؤال هو: لمن تتبع هذه القيادة؟

هل تتبع مباشرة للقيادة العامة للقوات المسلحة؟ وبذلك يصبح الدفاع الجوي قوة رابعة قائمة بذاتها، مثل القوات البرية والبحرية والجوية؟

أو تتبع لقائد القوات الجوية؟ ويتحمَّل بذلك هذه الأعباء الضخمة، إضافة إلى ما لديه من أعباء؟

وهل تتفق طبيعة عمل الدفاع الجوي مع طبيعة عمل القوات الجوية، حتى يمكن جمعها معاً؟



[1] يرجع الفضل في اكتشاف أسلوب بحوث العمليات (Operational Research) للقوات الجوية البريطانية، في بداية الحرب العالمية الثانية، واعتمدت عليه في بناء واستخدام دفاعها الجوي، الذي صمد أمام الهجمات الجوية الألمانية الحاشدة وكبَّدها خسائر فادحة.