إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / القوة الرابعة، من وجهة نظر العقيدتين العسكريتين: الشرقية والغربية





شبكة مراكز العمليات
منظومة الدفاع الجوي
حالات وأوضاع الاستعداد
تنظيم التعاون بالارتفاعات والقطاعات
تنظيم التعاون بالأهداف
فكرة عمل الرادار




الاستعداد القتالي وطائرة الكرملين

رابعاً: التهديد الجوي المعاصر ومهام القوات الجوية

1. التهديد الجوي المعاصر

يتميز التهديد الجوي المعاصر بعِدَّة خصائص تحتم على وسائل الدفاع الجوي العمل على مجاراته . هذه الخصائص هي:

أ. السرعة SPEED

تسير المعركة الحديثة بصورة سريعة جداً، مما جعل من عملية صنع القرارات عملية آنية متى ما أريد لها أن تكون مؤثرة وفعالة. كما أن التقنيات الحديثة الخاصة بالتهديد الجوي في شتى صوره خصوصاً السرعة والمدى، والمسافة التي تنطلق منها الذخائر نحو الأهداف، قد جعلت من سرعة الاستجابة أمراً ضرورياً لوحدات ومنظومات الدفاع الجوي.

ب. الحشد والاستمرارية

يستمر زخم العمليات العسكرية بضراوة وشدة بالغتين، وذلك لأن الغارات الجوية، والحرب الإلكترونية ستبقى متصلة على مدار الساعة الأمر الذي لا يتيح لقوات الدفاع الجوي أي وضع للاسترخاء العسكري، مما يؤثر على كفاءة عمل المعدات، ويحدث تأثيرات نفسية شديدة الوقع على الطاقة البشرية لقوات الدفاع الجوي.

ج. التزامن SYNCHRONIZATION

التهديدات الجوية الحديثة في الحرب المعاصرة تتسم بكونها عبارة عن جهد متصل من جهود ومعارك الأسلحة المشتركة، لأن معظم العمليات تتم في آن واحد، الأمر الذي يولد حالة من ضغط العمل على قوات الدفاع الجوي نتيجة لتعاملها مع أكثر من تهديد في وقت واحد.

د. المفاجأة SURPRISE

أثبتت التجارب السابقة بأن الحروب لا تندلع فجأة، ومن هنا فإن إمكانية تحقيق التهديد للمفاجأة الإستراتيجية قد أخذت في التضاؤل، إلا أن ذلك لا يلغي إمكانية تحقيقه للمفاجآت التكتيكية، كاستخدام أساليب جديدة في الهجوم، أو الحرب الإلكترونية، أو أنواع الذخائر والمقذوفات المستخدمة في تحطيم أنظمة الدفاع الجوي.

هـ. اقتران الأعمال العسكرية الحديثة بالتهديد بأسلحة الدمار الشامل. ليس هناك أدنى شك في أن التهديد بأسلحة الدمار الشامل قد أضاف أعباء إضافية على عاتق وحدات قوات الدفاع الجوي الأرضية، تتطلب التخطيط لعمليات الدفاع الجوي سلباً وإيجاباً لامتصاص الآثار النفسية، والتدميرية الناتجة عن أسلحة الدمار الشامل.

2. مهام القوات الجوية

تُكلَّف القوات الجوية بالمهام الآتية:

أ. قصف وتدمير الأهداف الحيوية المعادية، وبخاصة تشكيلات مراكز القيادة والسيطرة والاتصالات ووحدات الدفاع الجوي، والقواعد الجوية والبحرية، ووحدات الحرب الإلكترونية، والمستودعات الرئيسية، والأهداف الإستراتيجية في العمق مثل الجسور، ومحطات توليد الكهرباء، ومحطات الإذاعة والتلفاز، والمصانع الحربية... الخ.

ب. عزل مسرح العمليات، وشل القوات المعادية داخله.

ج. اكتشاف وقصف مواقع الصواريخ أرض/ أرض.

د. توجيه هجمات جوية ضد الاحتياطيات الإستراتيجية والعملياتية المعادية، أثناء تقدمها على المحاور والطرق، وقبل دفعها للاشتباك.

هـ. إسناد القوات البرية في جميع مراحل المعركة.

و. الإبرار الجوي في العمق التعبوي والتكتيكي، والنقل الجوي، وإمدادات القوات المتوغلة، أو المنعزلة. وعمليات الإخلاء الجوي، وإنقاذ الطيارين الذين يقفزون بالمظلات في أرض العدو.

ز. مساندة العمليات البحرية، وتشمل الاستطلاع، وتوجيه النيران، وتدمير الوحدات البحرية المعادية، وحماية ومساندة عمليات الإنزال البحري، ومهاجمة خطوط المواصلات البحرية المعادية.

ح. الاستطلاع الجوي لمواقع العدو وأهدافه الحيوية وأنشطة قتاله ... الخ.

ط. تصحيح نيران مدفعية الميدان.

3. دور المقاتلات في معركة الدفاع الجوي

ولكي ينجح الدفاع الجوي في تنفيذ مهامه، يجب أن يجري اعتراض الطائرات المعادية على مراحل أو نطاقات متتالية، تبدأ على خطوط الاقتراب البعيدة لهذه الطائرات.

ونظراً لأن المقاتلات تتميز بطول المدى، فإنها تُدفع على الفور لاعتراض الطائرات المعادية على مسافات بعيدة. ولكن دورها لا يقتصر على ذلك، إذ أنها تُكلَّف أيضاً بالاشتراك مع الأسلحة أرض/ جو في اعتراض الطائرات المعادية في منطقة واحدة، إذا كانت هذه الأسلحة غير كافية لصد الهجوم الجوي وحدها.

وإذا كان الهدف الحيوي الذي تدافع عنه الأسلحة أرض/ جو ذا أهمية خاصة، فإن العدو يركز هجماته الجوية لإسكات هذه الأسلحة، لفترة تكفي لقيام القاذفات بقصف وتدمير الهدف الحيوي. وعند ذلك لا يكون أمام القائد إلا أن يدفع بالمقاتلات الاعتراضية للدفاع عن هذا الهدف، إلى أن يتيسر له استعادة موقف الأسلحة أرض/ جو، سواءً بالإصلاح، أو بدفع وحدات جديدة. وهذا وذاك يحتاج إلى وقف يُقدَّر بالساعات. وهي فترة كافية للطائرات المعادية لتكرار القصف مرات ومرات. أما دفع المقاتلات الاعتراضية فلا يحتاج سوى دقائق.

ولقد تطورت المقاتلات الاعتراضية، وزادت قدرتها على البقاء في الجو لفترات طويلة نسبياً، كما جُهِّزت بأسلحة موجهة بعيدة المدى، وبمعدات إلكترونية تمكِّنها من الاشتباك ليلاً بدقة عالية، وهذا فضلاً عن السرعة العالية ومعدل التسلق الكبير.

ومن ثم فإن دور المقاتلات الاعتراضية في معركة الدفاع الجوي رئيسي، ومهم. ويتحقق بالتعاون الوثيق مع باقي الأسلحة أرض/ جو.

وتتعدد صور هذا التعاون بناءً على مجموعة من العوامل، تشمل الآتي:

أ. درجة خطورة العدائيات، أي كثافة، واستمرارية الهجمات الجوية، ونوع وتسليح الطائرات، والإعاقة الإلكترونية، وما إلى ذلك.

ب. الإمكانيات القتالية للأسلحة أرض/ جو، والنسبة بينها وبين المقاتلات.

ج. عُمق الإنذار عن الطائرات المعادية، الذي تحققه شبكة القيادة والسيطرة والاتصالات.

وبناءً على ذلك يأخذ التعاون بين المقاتلات الاعتراضية، والأسلحة أرض/ جو الصور الآتية: (اُنظر شكل تنظيم التعاون بالارتفاعات والقطاعات) و(شكل تنظيم التعاون بالأهداف)

(1) التعاون بالمناطق

وهو أبسط صور التعاون بين المقاتلات والأسلحة أرض/ جو، حيث يعمل كل منهما في منطقة خاصة به. وفيه تتولى المقاتلات اعتراض الطائرات المعادية على خطوط الاقتراب البعيدة، أو في المناطق غير المدافع عنها بالأسلحة أرض/ جو، أو للدفاع عن أجناب تجميعات الصواريخ أرض/ جو.

(2) التعاون في المنطقة الواحدة

وهذه المنطقة هي منطقة التدمير لوحدات الصواريخ. ومنطقة التدمير هي المنطقة التي يلتقي فيها الصاروخ أرض/ جو بالطائرة المعادية، وتُحدد بأربعة خطوط هي الحد القريب، والحد البعيد، والحد السفلي، والحد العلوي. وينفذ التعاون في المنطقة الواحدة بالصور الآتية:

(أ) التعاون بالقطاعات

وفيه يُخصَّص قطاع عمل داخل المنطقة لكل من المقاتلات والأسلحة أرض/ جو، ويحدث هذا عندما تفقد الأسلحة أرض/ جو كفاءتها في هذا القطاع. فتُخصَّص للمقاتلات مهمة تغطية هذه الثغرة.

(ب) التعاون بالارتفاعات

وفي هذه الحالة تُقسَّم السماء إلى شرائح بالارتفاعات ويُخصَّص لكل سلاح الارتفاع المناسب له ليعمل فيه.

(ج) التعاون بالأهداف

وفيه يُخصَّص كل هدف للسلاح الأكثر ملاءمة له.

(3) التعاون بالوقت

وهذا يعني تكليف كل من المقاتلات والأسلحة أرض/ جو بمسؤولية الدفاع الجوي عن منطقة ما لمدة معينة.