إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / القوة الرابعة، من وجهة نظر العقيدتين العسكريتين: الشرقية والغربية





شبكة مراكز العمليات
منظومة الدفاع الجوي
حالات وأوضاع الاستعداد
تنظيم التعاون بالارتفاعات والقطاعات
تنظيم التعاون بالأهداف
فكرة عمل الرادار




الاستعداد القتالي وطائرة الكرملين

خامساً: طائرات الإنذار، وحماية الطائرات من نيران الأسلحة الصديقة

1. طائرات الإنذار المبكر والقيادة والسيطرة Airborne Warning and Control System AWACS

طائرات الأواكس لها دور في غاية الأهمية، في كل من العمليات الهجومية، والعمليات الجوية الدفاعية. ولذلك يقولون أنها تضاعف القوة القتالية Force Multiplier.

ففي العمليات الدفاعية، تتميز بقدرات كبيرة على اكتشاف الطائرات على الارتفاعات المختلفة من مسافات تصل إلى 500 كم، وهي الوسيلة الوحيدة التي يمكنها اكتشاف الطائرات التي تُحلِّق قريباً من الأرض. كما تقود المقاتلات أثناء عمليات الاعتراض، وتسيطر عليها، وتنظم عملها عند وجودها في مناطق المظلات الجوية (الدوريات الجوية المقاتلة Combat Air Patrol CAP)[1].

أما في الهجوم، فهي تقود العملية من البداية إلى النهاية، ويسيطر طاقم القيادة الموجود في الأواكس على مجموعات الطائرات المشتركة في العملية، مستخدماً الأجهزة والمعدات الموجودة بالطائرة لاستطلاع المجال الجوي، وتحديد إحداثيات الأهداف المعادية، وتقدير الموقف، واتخاذ القرار، وإصدار المهام لكل مجموعة، وتنسيق عمل المجموعات، وتحذير الطائرات من أي عدائيات تواجهها، ومتابعة أعمال قتالها، وتصحيحها عند الضرورة.

أما أين تتمركز هذه الطائرات؟ ولمن تتبع؟ فهذا أمر، يتقرر بناءً على مجموعة من العوامل، والاعتبارات، في مقدمتها العقيدة العسكرية للدولة، هل هي هجومية، أو دفاعية؟

2. حماية الطائرات من نيران الأسلحة أرض / جو الصديقة

تُكلَّف الطائرات أثناء الحرب بالعديد من المهام. تشمل القتال الجوي، وإسناد القوات البرية، ومعاونة القوات البحرية، وعمليات الإبرار، والنقل وكل المهام التي ذكرت من قبل. وعليها عند تنفيذ هذه المهام أن تعبر مناطق نيران الأسلحة أرض/ جو، أو تتعاون معها في صد الهجوم الجوي في منطقة واحدة. وفي جميع الأحوال تكون معرضة لنيران هذه الأسلحة، ما لم يوضع نظام دقيق وحازم لحمايتها.

ولذلك فعند إعداد القوات المسلحة للحرب، في الدول التي تتولى فيها القوات الجوية مسؤولية الدفاع الجوي، تُركِّز قيادة هذه القوات على موضوع تأمين طائراتها من نيران الأسلحة أرض/ جو في التشكيلات البرية، وفي القوات البحرية. وعند التخطيط لأي عملية جوية ـ أثناء القتال ـ تُحدد قيادة القوات الجوية توقيت الطلعة، والزمن الذي ستستغرقه، ومطارات الإقلاع، وممرات الذهاب والعودة، والارتفاعات التي ستُحلق عليها هذه الطائرات، وتخطر بها القيادات التي لديها أسلحة أرض/ جو.

ومن الواضح أن هذا يحتاج إلى الآتي:

أ. شبكة اتصالات موثوق بها.

ب. وقف كاف للإخطار، قبل تنفيذ الطلعة.

ج. دقة في تحديد الأسلحة التي ستمر فوقها الطائرات، وهذا أمر صعب في العمليات المتحركة.

وإذا أمكن تنفيذ هذه الشروط أثناء القتال، فإن هذا الأسلوب يصلح لتأمين الطلعات الجوية المخططة، قبل تنفيذها بوقت كاف. ولكنه غير قابل للتنفيذ مع المقاتلات الاعتراضية التي تشترك في صد الهجمات الجوية، فليس لها توقيت، أو اتجاه أو ارتفاع محدد من قبل، ولا يمكن تحديد مطارات الإقلاع مسبقاً، لأن هذا يخضع لأبعاد الهجوم الجوي الذي يحددها العدو. وعندما تشترك المقاتلات مع الأسلحة أرض/ جو في صد الهجمة الجوية، فإن أسلوب التعاون بينهما، سواء كان بالمناطق أو في منطقة واحدة، يحدد لحظياً. أما التعليمات المسبقة، فهي عبارة عن مبادئ عامة، تُحدِّد إطار التعاون بين المقاتلات والأسلحة أرض/ جو.

وهناك مواقف أخرى عديدة يصعب، وربما يتعذر فيها على القوات الجوية الإخطار المسبق عن موقف طائراتها في الجو.

فمثلاً عندما تصاب المقاتلة القاذفة، أو تضطر إلى الدخول في معركة جوية، أثناء عودتها بعد قصف هدفها، فإن عودتها إلى القاعدة المحددة لها تكون عملية محفوفة بالخطر، إذ أنها تتأخر عن الموعد المحدد لتقييد نيران الأسلحة أرض/ جو، وقد لا تتمكن  من الالتزام بممرات وارتفاعات العودة. وقد يتعطل جهاز التعارف الموجود بها، أو يتغير كود التعارف[2] دون أن يعلم الطيار، وقد لا يسمح الوقود المتبقي لدى الطيار بالعودة إلى القاعدة التي حُدِّدت له، وقد يعود في توقيت غير مناسب، أثناء قيام العدو بمهاجمة قاعدته.. وقد.. وقد.

وهذا كثيراً ما يحدث أثناء الحرب.. وعند ذلك تصبح الطائرة فريسة لنيران الأسلحة أرض/ جو.

من الواضح أن هذا يحتاج إلى شبكة قيادة وسيطرة واتصالات تعرض الموقف في السماء بكل تفاصيله على شاشات العرض في مراكز القيادة والعمليات، (اُنظر شكل شبكة مراكز العمليات)، حسب الأسلوب الأول من المفهوم الثاني وكذلك إجراءات إدارة المعركة الجوية في الأسلوب الثاني المشار إليها في السابق، فلا شك أن هذا يحقق حماية أكثر، وأيسر في التنفيذ للطائرات الصديقة.

وهنا تجدر الإشارة إلى تقرير قديم عن مناورات حلف شمال الأطلسي، التي أجريت في نوفمبر 1974. وفيه أعلن الأدميرال بيتر هيل نورتون Peter Hill - Norton، رئيس اللجنة العسكرية للحلف، آنذاك، أمام اجتماع عُقد في بروكسل Brussels، وضم وزراء دفاع دول الحلف، أن وسائل الدفاع الجوي لقوات الحلف، أسقطت ما يربو على 60 طائرة صديقة.

رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي، يعلن عن إسقاط الحلف لطائراته أثناء مناورات الخريف



[1]  المظلة الجوية:هي عدد من المقاتلات الاعتراضية، تحلق في منطقة معينة، تنتخب بعد دراسة دقيقة. وتقوم فيها المقاتلات بأعمال الدورية تمهيداً لاعتراض الطائرات المعادية. وهذه هي أعلى درجات الاستعداد لمقاتلات الدفاع الجوي.

[2] يتكون جهاز التعارف من جزأين هما السؤال، ويركب في محطات الرادار، وأجهزة قيادة نيران الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، أما الجزء الثاني فهو جهاز الإجابة، ويركب في الطائرة وعندما يظهر هدف على شاشة الرادار يضغط عامل الشاشة على زر جهاز السؤال، فيرسل نبضات كهرومغناطيسية بتردد معين، وبكود خاص، موافق لتردد وكود جاهز الإجابة، الذي يستقبل نبضات السؤال، ويرسل الرد عليها في صورة نبضات، فتظهر على شاشات الرادار العلامة الدالة على أن الهدف صديق، ويتغير الكود دورياً طبقا لجدول زمني سرى للغاية ويشار لهذه الأجهزة عادة بالأحرف الأولى من الكلمات: Identification Friend or Foe IFF.