إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / طاولات الرمل




الخرائط المجسمة
الكثبان الرملية
توزيع التضاريس
طاولات الرمل الميدانية
طاولات الرمل الفوم والفلين
طبيعة الساحل
طبيعة الصخور

الممر
الوادي
الرأس والشرم
السرج
الغرود
القارة
توجيه الخريطة بالمطابقة
توجيه الخريطة بظاهرتين
خطوط المناسيب

الدراسة الطبوغرافية والتكتيكية
خريطة هيكانايوس



المقدمة

رابعاً: الاستخدامات في المجال العسكري

تُعدُّ طاولات الرمل من الموضوعات الحيوية، التي يجب أن يلم بها العسكريون، وخاصة القادة، ومن يعملون في مجال الاستطلاع والعمليات، وبحوث العمليات.

     وتختلف طريقة إنشائها، طبقاً للغرض الذي تُنشأ من أجله. كما يختلف الحجم مع المستوى القائم بالدراسة أو التطوير[1].

     وتستخدم طاولات الرمل، من الناحية العسكرية، في الأغراض الآتية:

1. الدراسة الطبوغرافية للأرض (أُنظر خريطة هيكانايوس)

تُعدُّ طاولات الرمل، هي أنسب الوسائل لدراسة طبوغرافية أرض المعركة. وتُنفذ بالتسلسل الآتي:

أ. الهيئات الأرضية المهمة

الأرض المهمة هي محل أو منطقة، باستيلاء المهاجم عليها، أو بتمسك المدافع بها، يضمن النجاح في المعركة. وقد ترجع أهمية الأرض إلى ميزات، اقتصادية وسياسية، تتمتع بها، فتجعلها هدفاً للمحافظة عليها.

وطاولة الرمل، بما تتميز به عن الخرائط، تُعدُّ مجالاً ملائماً لهذه الدراسة. فعندما تحدد المهمة للقائد، يستعرض الهيئات الأرضية المهمة، التي تقع في نطاق عملياته المقبلة، والمناطق المجاورة لها، التي قد يكون لها تأثير في سير المعارك المتوقعة. ولذلك، يجب أن توقع هذه الهيئات على طاولات الرمل، بطريقة واضحة ودقيقة.

وتكون هذه الدراسة لتعرُّف الآتي:

(1) الجبال، الهضاب، التلال: ارتفاعها، طبيعتها، صلاحيتها للتحرك، المناطق التي يمكن صعودها والهبوط منها.

(2) أهم نقاط المثلثات والارتفاعات: وإمكانية الاستفادة منها في الأعمال المساحية، وتوافر إحداثيات دقيقة لها.

(3) الكثبان الرملية: ثابتة أم متحركة، ارتفاعها، تتوازى أو تتعامد على اتجاه التحرك، وإمكانية تحرك الحملات المختلفة خلالها. (أُنظر صورة الكثبان الرملية)

(4) الوديان: الاتجاه العام لها وأهم هذه الوديان، وطبيعة النمو الخضري بها، ومدى ما توفره من موارد محلية.

ب. الملاحظة ومرامي النيران

يقصد بالملاحظة مدى ما توفره الأرض من تمييز ورؤية العدو. وتُعدُّ الهيئات الأرضية، هي أنسب الأماكن للملاحظة، في حين تحد الأشجار والنخيل من هذه القدرة.

ويقصد بمرامي النيران، مدى ما توفره الأرض لاستخدام الأسلحة، باختلاف أنواعها وخواصها، من مرامٍ للنيران، بما يمكن القائد من اختيار أفضل الأماكن لهذه الأسلحة.

ج. الموانع

هي العقبات الموجودة في أرض المعركة، ومدى ما تسببه من عوق لتقدم القوات ومناورتها، والتي بناءً عليها يجري اختيار طرق الاقتراب، وتشكيل المعركة، والمعدات المستخدمة، والوسائل اللازمة لاجتيازها. وهي تختلف باختلاف أنواعها.

(1) موانع طبيعية: جبال ومناطق حجرية، تلال مرتفعة، كثبان رملية، منحدرات حادة، مستنقعات وبحيرات ومجاري مياه، أشجار كثيفة وغابات...

(2) موانع صناعية: حقول ألغام، حواجز وخنادق مضادة للدبابات، جسور مدمرة، مناطق مغمورة بالمياه....

د. الاختفاء والاستتار

(1) الاختفاء: هو الوقاية من ملاحظة العدو للقوات. ويمكن توفيره باستغلال طبيعة الأرض، وما تحتويه من أشجار ومزروعات؛فضلاً عن حالتها الجوية.

(2) الاستتار: هو الوقاية من تأثيرات استخدام العدو لأسلحته المختلفة. ويمكن تحقيقه بالحفر، واستغلال الميول والثنيات الأرضية، والاستفادة من طبيعة الأرض المتعرجة.

وللاختفاء والاستتار تأثير قوي في تحقيق المفاجأة، وتقليل الخسائر.

هـ. طرق الاقتراب

     تعرف طرق الاقتراب من هيئة مهمة، بأنها المنطقة من الأرض، التي توفر ممراً ملائماً وسهلاً لتقدم حجم معين من القوات؛ ويحدد هذا الحجم طبقاً لصلاحية التربة، ومدى ما توفره الأرض من ستر، والموانع الموجودة وتأثيرها في التحرك، وطبيعة الهيئات الأرضية ومدى موازاتها أو تعامدها على محور التحرك.

     ويبادر القائد ومرؤوسوه إلى دراسة هذه العوامل على طاولة الرمل، وخاصة الأرض لدى العدو، والتي لن تتهيأ له الظروف لدراستها مرة أخرى على الواقع، واختيار طرق الاقتراب، التي تلائم تنفيذ المهمة، بأسرع وقت، وأقل خسائر.

و. وبعد انتهاء القائد وهيئة قيادته من الدراسة الطبوغرافية للأرض، على طاولة الرمل، يُستنتج الآتي:

(1) احتمالات عمل القوات، وتأثير الأرض فيها.

(2) القوات ونوعيتها الأكثر ملائمة لتنفيذ المهمة.

(3) الاتجاه الأفضل لحشد القوات وتركيز المجهود الرئيسي[2].

(4) الأسلوب الأمثل لتنفيذ المناورة بالقوات وتدمير العدو.

(5) الأسلوب الأجدى لتأمين الأجناب.

(6) أعمال التجهيز الهندسي المطلوبة لمسرح العمليات.

(7)أوضاع العدو وأعماله المنتظرة.

2. الدراسة التكتيكية للأرض

أظهرت الحروب السابقة أهمية دراسة الخصائص التكتيكية للأرض[3]، والتي بناءً عليها، تحدد خطط العمليات والحجم الأمثل للقوات، لتحقيق مهامها.

وتختلف الأهمية التكتيكية للهيئات الأرضية، طبقاً لأهمية دورها، بالنسبة إلى المعركة، التي ستدور عليها. (أُنظر خريطة الدراسة الطبوغرافية والتكتيكية)

ولذلك، تطلق أسماء، توضح مدى أهميتها، بالنسبة إلى خطط العمليات، كالآتي:

أ. الأرض الحيوية

هي ذلك الجزء من الأرض، الذي بنجاح المدافع بالتمسك به، أو نجاح المهاجم بالاستيلاء عليه، يفقد الدفاع ثباته واتزانه، ويسهل تطوير الهجوم، واستكمال تدمير العدو. وتخصص لمستوى الفرقة.

ب. الهيئات ذات الأهمية التكتيكية

هي هيئات أرضية مهمة، داخل نطاق مهمة الفرقة، تصلح لاتخاذ القوات مواقع الدفاع عليها. ويحقق الدفاع عنها، أو الاستيلاء عليها، ميزات تكتيكية. وتخصص لمستوى اللواء.

ج. الهيئات الحاكمة

هي هيئة أرضية، تتحكم في طرق الاقتراب من الهيئة ذات الأهمية التكتيكية، فالأرض الحيوية. وهي تتحكم في الأرض المحيطة بها، بالملاحظة والنيران. وتخصص لمستوى كتيبة فأقل؛ إما للتمسك بها في الدفاع، أو الاستيلاء عليها كهدف هجوم.

د. خير أسلوب للدراسة التكتيكية للأرض، يُنفذ على طاولة الرمل، بالتسلسل الآتي:

(1) دراسة الأرض جيداً، داخل نطاق مهمة الفرقة، وتحديد الأرض الحيوية، والتي بالتمسك بها أو الاستيلاء عليها، تتحقق مهمة الفرقة (أُنظر خريطة الدراسة الطبوغرافية والتكتيكية).

(2) تحديد طرق الاقتراب من الأرض الحيوية.

(3) تحديد الهيئات ذات الأهمية التكتيكية، والهيئات الحاكمة المسيطرة على طرق الاقتراب، سواء بالملاحظة أو بالنيران.

(4) تحديد السعة التكتيكية لمحاور الاقتراب('السعة التكتيكية للمحور: هي حجم ما يستوعبه المحور من قوات بالفواصل والأعماق التي تمكنها من إدارة أعمال قتال ناجحة.')؛ وهي مدى ما يستوعبه المحور من قوات، تدير أعمال قتال ناجحة.

(5) تحديد حجم القوات، التي يلزم دفعها إلى المعركة، على كل محور، حتى يمكن الوصول إلى الهدف الحيوي، أو التمسك بالهدف الحيوي.

(6) تحديد النوعية الملائمة للقوات، طبقاً لطبيعة المحور.

(7) تحديد أفضل مهام، يمكن أن تخصص للقوات.

3. إجراء تنظيم التعاون، واختبار خطط العمليات

تُعدُّ طاولات الرمل، هي الطريقة الرئيسية لإجراء تنظيم التعاون بين القوات المتحاربة، ولتحليل الصراع المحتمل، والوصول إلى البدائل والإستراتيجيات، التي من خلالها يُتخذ القرار، على مستوى الفرقة.

ويجري تنظيم التعاون على طاولات الرمل، بهدف الآتي:

أ. اختبار خطط العمليات وتوضيحها، وارتباطها بطبوغرافية الأرض.

ب. تدريب القادة على التصرف حيال المواقف المختلفة، أثناء إدارة المعركة.

ج. نقل خبرة القادة إلى هيئات القيادة.

د. تأكيد إلمام القادة وهيئات القيادة بخطط العمليات.

هـ. التدريب على بدائل القرار.

و. خلق روح المبادأة والابتكار وتبادل المعلومات.

4. فلسفة اختيار طاولات الرمل، لإجراء تنظيم التعاون

احتواؤها على قوات متضادة، قوتين أو أكثر ولها أهدافها المتعارضة، التي تسعى إلى تحقيقها، في صورة صراع مسلح. وفي هذا الصراع، تظهر المشاكل والمواقف المختلفة، التي يلزم إيجاد الحلول الملائمة لها؛ وهو ما يسمى بمواقف إدارة المعركة.

ولذلك، تكتسب القيادة الخبرة اللازمة، من دون التعرض لخسائر؛ فضلاً عن محدودية الخسائر، التي قد يستنزفها تنفيذ ذلك على الأرض.

ويجب اختيار نوع طاولة الرمل، طبقاً للمستوى القائم بها، كالآتي:

أ. المستوى التكتيكي

يستخدم طاولات الرمل المصنوعة من الخامات المحلية: طوب، رمل، حصى... (أُنظر صورة طاولات الرمل الميدانية)

ب. المستوى التعبوي

يستخدم طاولات الرمل المستخدمة على المستوى التكتيكي، أو المصنوعة من الفوم والفلين. (أُنظر صورة طاولات الرمل الفوم والفلين)

ج. المستوى الإستراتيجي:

يستخدم الخرائط المجسمة. (أُنظر صورة الخرائط المجسمة)

5. تسلسل تنظيم التعاون على طاولات الرمل

أ. التجهيز العملياتي لطاولة الرمل

يوضع المشروع أو الخطة للقوات المتحاربة، على طاولة الرمل، بالأشكال التي تمثل الاصطلاحات والرموز العسكرية؛ وذلك للمرحلة، التي سينظم التعاون عليها.

ب. التوجيه الطبوغرافي والتكتيكي

يتولى المسؤول عن العمليات توجيه الحاضرين إلى اتجاه الشمال، وشرح مختصر لأوضاع القوات الصديقة.

ج. معلومات عن العدو

يضطلع المسؤول عن الاستطلاع والاستخبارات، بشرح لأوضاع العدو.

د. يتولى القائد ذكر القرار

هـ. يبدأ القائد بتنظيم التعاون، طبقاً للمراحل المختلفة

(1) موضوع المرحلة.

(2) تأكيد قرار القائد في المرحلة.

(3) الهدف من المرحلة.

(4) أعمال العدو المنتظرة.

(5) أعمال المستوى الأعلى، والجوار[4].

(6) يُفترض موقف عملياتي، يوضح أعمال القوات في هذه المرحلة.

(7) يعلن القائد قراره في الموقف. ويبادر المسؤولون إلى توضيح دورهم، وأسلوب تأمين قرار القائد.

(8) يجري تأكيد أهم نقاط التعاون في هذه المرحلة.

(9) تكرار باقي المراحل.

(10) بعد المرحلة الأخيرة، يؤكد القائد النقاط، التي يجب أن تتبعها القوات، لنجاح المهمة النهائية.

 



[1] أصطلح على أن تكون الطاولة على مستوى الكتيبة 4 متر × 2 متر، وعلى مستوى اللواء 6 متر × 3 متر، وعلى مستوى الفرقة فأعلى 8 متر × 4 متر، والارتفاع ثابت 20 سم.

[2] اتجاه المجهود الرئيسي، هو أفضل الاتجاهات من وجهة نظر القوات المهاجمة، يحقق سرعة تنفيذ هدف الهجوم في أقل وقت وبأقل خسائر.

[3] الخصائص التكتيكية للأرض، هي مدى ما توفره الأرض من هيئات وطرق ومراقبة ومواقع تسهل للقائد العسكري اتخاذ القرار المناسب.

[4] المستوى الأعلى والجوار: أعمال القيادة الأعلى والوحدات المجاورة للمستوى القائم بتنظيم التعاون.