إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / تاريخ الأسَر الحاكمة في شبه الجزيرة العربية





وقفية محمد بن الإمام فيصل (1)
وقفية محمد بن الإمام فيصل (2)
وقفية محمد بن الإمام فيصل (3)
وقفية محمد بن الإمام فيصل (4)
وقفية محمد بن الإمام فيصل (5)
وقفية محمد بن الإمام فيصل (6)
وقفية محمد بن الإمام فيصل (7)
وقفية محمد بن الإمام فيصل (8)
وقفية نورة بنت الإمام فيصل (1)
وقفية نورة بنت الإمام فيصل (2)
وقفية نورة بنت الإمام فيصل (3)
وقفية الجوهرة بنت الإمام فيصل
أمراء آل رشيد
حكام لحج
ختم سلطنة لحج بعد ضم الصبيحة

النواحي التسع
الجنوب العربي
اتحاد إمارات الجنوب العربي
جنوب شبه الجزيرة العربية
سلطنة لحج
سلطنة لحج بعد ضم الصبيحة



بسم الله الرحمن الرحيم

ثانياً: آل رشيد

ظهور آل رشيد

تنتمي أسرة آل رشيد إلى آل خليل من فخذ آل جعفر، أحد بطون عَبْدة، من قبيلة شمر، وهو الفخذ نفسه الذي ينتسب إليه آل علي. وتكونت إمارتهم في منطقة جبل شمر وقاعدتها حائل، ومؤسس هذه الإمارة هو عبدالله بن علي بن حمد بن رشيد، الذي ولد حسب رأي أحد الباحثين في عام 1204هـ/1790م، ونشأ في كنف والديه مع إخوته عبيد وعبدالعزيز وشقيقتهم نورة. وتميز عبدالله منذ الصغر بالطموح والتطلع إلى الرئاسة، ولعل ذلك هو الذي دفع به إلى الزواج من ابنة محمد بن عبدالمحسن بن علي، حاكم شمر.

وقد شعر حاكم الجبل آنذاك، صالح بن عبدالمحسن بن علي، بخطر عبدالله بن رشيد، فنفاه مع أخيه عبيد من حائل في عام 1235 هـ / 1820م.

فتوجه عبدالله إلى العراق، واستقر بها فترة من الزمن، وشارك في بعض معارك شمر في العراق مع خصومهم، وأظهر من النشاط والذكاء ما أكسبه ثقة الوالي العثماني، ثم انتقل إلى الرياض، والتحق بالإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، الذي أعاد تكوين الدولة السعودية، عام 1240هـ/1824م. وقد صار أحد المقربين من ابنه فيصل بن تركي، ورافقه في غزواته.

وعندما اغتيل الإمام تركي في عام 1249هـ/1834م بمؤامرة دبرها مشاري بن عبدالرحمن، كان فيصل بن تركي في غزوة بالقطيف، وعندما بلغه الأمر سارع بالعودة إلى الرياض بإشارة من عبدالله بن رشيد، فحاصر فيصل مشاري في قصر الحكم، وقاد عبدالله بن رشيد مجموعة من الرجال في اقتحام القصر، وقتلوا مشاري بن عبدالرحمن وعدداً من رجاله، وذلك في الحادي عشر من شهر صفر 1250هـ/18 يونيه 1834م.

وعقب تلك الحادثة ترسخت مكانة عبدالله بن رشيد لدى الإمام فيصل بن تركي، وانتعشت آمال الأول في الحصول على إمارة منطقة جبل شمر، وتحقق له ذلك إذ تولى إمارة الجبل بدعم من الإمام فيصل بن تركي الذي عزل الحاكم السابق صالح بن عبدالمحسن آل علي في عام 1251هـ/1835م. وواجه عبدالله بن رشيد بعض المصاعب عندما تولى الإمارة، وكان مصدر هذه المصاعب الأمير السابق صالح آل علي الذي حاول الاستعانة بالعثمانيين في استعادة إمارته، وظل يشكل مصدر قلق حتى قتله عبيد بن رشيد وهو في طريقه إلى المدينة المنورة عند قصر السُّليمي، وهي بلدة تقع إلى الجنوب من حائل بحوالي 155 كيلومتراً. ونجا من القتل أحد آل علي، اسمه عيسى، تمكن من الهرب، والوصول إلى المدينة المنورة حيث لقي التأييد من واليها العثماني.

كما تعرض عبدالله بن رشيد إلى بعض المشاكل مع الدولة العثمانية ممثلة بواليها محمد علي الذي أرسل حملة في عام 1252هـ/1836م بقيادة إسماعيل بك، ومعه خالد بن سعود أخو الإمام عبدالله بن سعود آخر حكام الدولة السعودية الأولى، ونجح عيسى آل علي في الحصول على تأييد إسماعيل بك الذي أرسل فرقة عسكرية معه إلى حائل لقتال ابن رشيد، وتثبيت عيسى آل علي في الإمارة، غير أن عبدالله بن رشيد علم بالحملة، فخرج مع أسرته وبعض مؤيديه من حائل وتوجه إلى بلدة جُبّة. ودخل عيسى بن علي حائل، وأصبح أميراً عليها في محرم 1253هـ/أبريل 1837م.

ولم تبق الفرقة العسكرية في حائل طويلاً، إذ سرعان ما عادت إلى القصيم، وبقي مائة جندي من العثمانيين عند عيسى بن علي، مما أضعف موقفه. وتوجه عبدالله بن رشيد مع أخيه عبيد وأعوانهما، من بلدة جُبّة إلى بلدة قفار، واتخذاها مركزاً لمقاومة عيسى آل علي.

وفي تلك الأثناء من عام 1253هـ/1837م أرسلت حملة عسكرية بقيادة خورشيد باشا لتعزيز القوات العثمانية في نجد، وانطلقت من المدينة المنورة. ولما علم عبدالله بن رشيد بحكم تجربته وخبرته أن لا يمكن مقاومة تلك الحملة، خاصة بعد تخاذل أهل نجد عن نصرة الإمام فيصل بن تركي،غادر بلدة قفار إلى المدينة المنورة لملاقاة قائد الحملة خورشيد باشا، والتفاوض معه ويطلب عونه في العودة إلى إمارته. وكان ذلك في شهر رجب 1253هـ/أكتوبر 1837م. واستطاع عبدالله بن رشيد أن يكسب ثقة خورشيد باشا، وبدأ التعاون بينهما بأن كلفه خورشيد باشا بتأمين الإبل اللازمة لنقل جنود الحملة وإمداداتها إلى نجد، ووعده في المقابل بتمكينه من إمارة الجبل.

وفي تلك الأثناء قام عبيد بن علي بن رشيد بهجوم على عيسى آل علي في حائل، واضطره إلى الهروب منها إلى القصيم. وأقر خورشيد باشا، عبدالله بن رشيد على إمارة الجبل، بعد أن كتب إلى والي مصر محمد علي باشا، في أواخر عام 1253هـ/1837م.

ومنذ ذلك الوقت أصبح عبدالله بن رشيد أميراً غير منازع حتى وفاته، وكانت الإمارة طوال فترة حكمه تزداد قوة ومجداً يوماً بعد يوم، كما كان نفوذها خارج منطقة الجبل يزداد توسعاً وانتشاراً سنة بعد سنة.

ولما تمكن الإمام فيصل بن تركي وأخوه جلوي ومن معهما من آل سعود، من الفرار من مصر أوائل عام 1259هـ/1843م توجهوا إلى جبل شمر، فتلقاهم عبدالله بن علي بن رشيد في حائل بالترحاب قائلاً : أبشروا بالمال والرجال والمسير معكم والقتال". وانطلق الإمام فيصل لإزاحة عبدالله بن ثنيان عن الملك، ورافقه أخوه جلوي بن تركي، وعبدالله بن رشيد وأخوه عبيد بن رشيد في حملة انتهت باسترداد الإمام فيصل لملكه ودخوله الرياض في 12 جمادى الأولى عام 1259هـ/9 يونيه 1843م.

لقد قامت العلاقة بين آل رشيد وآل سعود في عهد التأسيس على أسس قوية وثابتة، واختلفت عن أية علاقة أخرى بين الإمام فيصل بن تركي وأي من حكام الأقاليم النجدية الأخرى، فلقد جمعت هذه العلاقة بين مشاعر الود والصداقة، التي يكنها كل منهما للآخر، وبين الشعور بأن كلاً منهما قد خدم صاحبه خدمة جليلة. كما توثقت هذه العلاقة بالمصاهرة بين الأسرتين، فقد تزوج عبدالله بن علي بن رشيد بالجوهرة بنت الإمام تركي بن عبدالله، وتزوج ابنه طلال من الجوهرة بنت الإمام فيصل بن تركي، وتزوج عبدالله بن الإمام فيصل بن تركي من نورة بنت عبدالله بن رشيد ثم من ابنة عمها طريفة بنت عبيد بن رشيد، ولما توفي عنها، تزوجها شقيقه محمد بن الإمام فيصل بن تركي.

وتوفي عبدالله بن علي بن رشيد في جمادي الأولى سنة 1263هـ/1847م تاركاً وراءه إمارة قوية، وقد تميز عبدالله بن رشيد بالشجاعة وقد وصفه ابن بشر بـ: "الليث الشجاع، والصارم القطّاع عبدالله بن علي بن رشيد". كما عرف بكرمه ونخوته وكرم أخلاقه.

وخلف عبدالله بن رشيد ثلاثة أبناء، هم طلال ومتعب ومحمد.

وقد وضع عبدالله بن رشيد نظاماً غير مكتوب لحكم هذه الإمارة، فجعله وراثياً في سلالته، فإن انقطع نسله ينتقل الحكم إلى أبناء أخيه عبيد وأحفاده، ويشير أحد الباحثين إلى أن نظام الحكم هذا افتقر إلى نظام وراثي دقيق يعترف به كل أفراد الأسرة، مما جعل المجال مفتوحاً لوقوع أحداث مأساوية راح ضحيتها العديد من أمراء آل رشيد.

حكام الإمارة بعد عبدالله بن رشيد (انظر شكل أمراء آل رشيد)

1. طلال بن عبدالله بن رشيد (1263 ـ 1283هـ/1847 ـ 1866م)

كان طلال أكبر أبناء عبدالله بن رشيد، وكان ولي عهد أبيه في حياته[1]. خلف والده وعمره خمسة وعشرون سنة، وظل حاكماً للإمارة قرابة اثنتين وعشرين سنة، كان طوالها على علاقة طيبة بالرياض، وشهدت فترة حكمه توسعاً في إمارته، فقد أخضع إقليم الجوف، المجاور لجبل شمر، وتيماء، وفي الوقت نفسه عمل على تحسين علاقته مع الخلافة العثمانية، وكان يدعو للسلطان العثماني في صلاة الجمعة مخافة من إثارة غضب الخلافة العثمانية المتاخمة لأملاكه.

وأصيب طلال بمرض عضال، وعندما شعر بعدم الشفاء منه، أقدم على الانتحار في عام 1283هـ/1866م. وخلف طلال بن عبدالله سبعة أبناء، هم بندر وبدر وسلطان ومصلط ونايف وعبدالله ونهار.

2. متعب بن عبدالله بن رشيد (1283 ـ 1285هـ/1866 ـ 1869م)

بعد موت طلال لم يرث مكانه في الإمارة ابنه الأكبر بندر، ويعود السبب إلى أن بندر لم يتجاوز عمره سبعة عشر عاماً، وبالتالي كان أعجز من أن يظهر قدراته زعيماً بعد والده، بالإضافة إلى أنه لم تكن هناك قواعد حازمة تعالج مسألة الإرث السياسي وولاية العهد، فتولى أخو طلال متعب بن عبدالله، غير أن حكمه لم يستمر طويلاً بسبب النزاع بينه وبين أبناء أخيه طلال، والذي راح ضحيته متعب قتيلاً.

3. بندر بن طلال بن عبدالله (1285 ـ 1289هـ/1869 ـ 1873م)

عندما قتل متعب بن عبدالله، كان أخوه محمد بن عبدالله في الرياض، عند الإمام عبدالله بن فيصل سعود، فأقام هناك سنة. وتعاهد آل الرشيد على تولية بندر بن طلال بن عبدالله بن رشيد، وكان عمره إذ ذاك عشرين عاماً. وقد اتصف بصفات والده، من الشهامة والمحبة الخالصة لرعيته. وتوجه بندر إلى الرياض لاسترضاء عمه محمد بن عبدالله في حضور الإمام عبدالله بن فيصل، واسترضاه بندر بن طلال بأن أعطاه إمارة الحج العراقي. وعادا معاً إلى حائل، وكان محمد لايزال يضمر الشر لابن أخيه. وسرعان ما حدث بينهما نزاع، فاحتال محمد بن عبدالله حتى تمكن من قتل بندر، وعمد إلى اخوته فقطع رؤوسهم، ورماهم في ساحة الدار. وأرسل يستدعي أبناء اخوته وأعمامه، وغدر بهم وقتلهم جميعاً. وكان ذلك في عام 1289هـ/1873م، ولم يفلت من تلك المذابح إلا بدراً ونايفاً، أخوي بندر، وكانا خارج حائل.

ولما كبر بدر أراد الانتقام من عمه، طلباً بدم أخيه، إلا أن عمه محمد بن عبدالله استطاع قتله، واستطاع أسر نايف في قصره، وبذلك تربع محمد على سدة الحكم.

4. محمد بن عبدالله بن رشيد (1289 ـ 1315هـ/1873 ـ 1897م)

وفي محاولة منه لكسب تأييد أكبر عدد من أفراد أسرة آل رشيد، بنى محمد علاقات وثيقة مع فرع عبيد، الذي كان أكثر عدداً من فرع عبدالله، وأصبح حمود الابن الأكبر لعبيد الصديق والحليف الوثيق لمحمد. واهتم محمد بن رشيد بتنظيم جيشه وتحصين ثغور بلاده، وبسط الأمان في تلك الأنحاء، وكف البدو عن الغزوات، وتشدد على السارقين، حتى أنه كان يقوم بقتل كل من يسرق رغيفاً من الخبز. وسعى إلى بسط حكمه في شرقي نجد، وتقدم شمالاً حتى وصل إلى حوران، وهدد نواحي دمشق، حتى خاف أهلها من دخوله عاصمتهم. ولما رأى بوادر الانشقاق تدب بين آل سعود، سعى إلى توسيع ملكه على حسابهم، واستنجد به عبدالله بن فيصل آل سعود، لمحاربة أبناء أخيه سعود بن فيصل. فزحف محمد بن رشيد إليه، وأخرج ابني سعود بن فيصل (محمد وعبدالعزيز) من الرياض، وحبسهم في حائل. وتملك نجداً بعد أن اضطر عبدالرحمن بن فيصل عام 1308هـ/1891م، إلى الرحيل عنها إلى قطر ثم البحرين ثم إلى الكويت، وتعتبر فترة حكم محمد بن عبدالله بن رشيد من أزهى فترات حكم آل رشيد في حائل.

5. عبدالعزيز بن متعب بن عبدالله بن رشيد (1315 ـ 1324هـ/1897 ـ 1906م)

خلف عمه لأن الأخير كان عقيماً لم ينجب، وفي فترته أقدم الشيخ مبارك الصباح على محاربة آل رشيد، فتقدم بقوة تجاوزت الثلاثين ألف مقاتل، واحتلت الطرفية، إحدى قرى القصيم، وجعلها مبارك الصباح موقعاً متقدماً لقواته، وكان هذا العمل دعماً من مبارك الصباح لعبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود لاستعادة ملك آبائه وأجداده.

وخاض الطرفان في 26 ذي القعدة 1318 هـ/ 17 مارس 1901م معركة عند (الصريف)، واستطاع فيها عبدالعزيز بن رشيد إحراز نصر حاسم على مبارك الصباح، الذي فر مخذولاً من موقع المعركة، وعاد إلى الكويت.

وفي السنة التالية عام 1319هـ/1902م فقد آل رشيد الرياض التي استطاع عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود استعادتها من آل رشيد، وقتل عاملهم عجلان بن محمد. ثم حصلت مواجهات عديدة بين عبدالعزيز بن متعب وعبدالعزيز بن عبدالرحمن في منطقة القصيم منها في البكيرية والشنانة. وكانت المعركة الفاصلة في روضة مهنا، التي قتل فيها عبدالعزيز بن رشيد في 18 صفر 1324هـ/ 14 أبريل 1906م، وكان عبدالعزيز بن متعب يلقى دعماً من الدولة العثمانية التي كانت ترغب في الحد من توسع عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.

وصف بالشجاعة والحنكة والدهاء.

6. متعب بن عبدالعزيز بن متعب بن عبدالله بن رشيد (1324هـ/1906م)

تولى بعد والده، باتفاق أهل حائل، والجند الذين كانوا معه. غير أن أخواله، سلطان وسعود وفيصل، أبناء حمود بن عبيد بن علي بن رشيد ـ أقدموا في 16 ذي القعدة 1324هـ/27 ديسمبر 1906م على قتله وأخويه، مشعل ومحمد. وكانت فترة حكمه قصيرة لم تتجاوز التسعة أشهر، ورغم هذه الفترة القصيرة إلا أنه كانت له بعض الجهود الإصلاحية التي حببت أهالي حائل فيه، من ذلك أنه عقد صلحاً مع عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وتواصل مع القبائل، وجاءته وفودها، وخفف من معاناة الناس المادية، ووصف بالكرم والحلم والعقل والحزم وحسن التدبير.

7. سلطان بن حمود بن عبيد بن علي بن رشيد (1324 ـ 1326هـ/1906 ـ 1908م)

تولى الإمارة بعد أن قتل متعب بن عبدالعزيز، وبذلك انتقلت إمارة آل رشيد من فرع عبدالله إلى فرع عبيد، وكانت فترة سلطان بن حمود مضطربة نتيجة لسوء إدارته وكراهية الناس له، وفي نهاية الأمر سطا على خزانة الإمارة، واختلس منها كل ثمين، وفر يريد الهرب إلى الشام. فعلم بذلك أخوه سعود بن حمود، واستطاع أن يلحق به خارج حائل، ففر سلطان، ولجأ إلى إحدى المغارات في جبل أجا، فعثر عليه سعود، وعاد به، فسجنه، ثم قتله في سنة 1326هـ/1908م.

8. سعود بن حمود بن عبيد بن رشيد (1326 هـ/ 1908م)

تولى بعد أخيه. وكان سيئ الإدارة مما أدى لانحطاط وضع إمارة جبل شمر، فكاتب أهالي حائل حمود بن سبهان، طالبين عودة سعود بن عبدالعزيز بن رشيد ليتولى الحكم، فتوجه حمود بقوة إلى حائل، وعندما وصلها فتح له أهلها الأبواب، وتحصن سعود بن حمود بن عبيد في قصر برزان. ثم لم يلبث أن استسلم لحمود بن سبهان، الذي بادر إلى قتله.

9. سعود بن عبدالعزيز بن متعب بن عبدالله بن رشيد (1326 ـ 1338هـ/1908 ـ 1919م)

كان سعود بن عبدالعزيز بن متعب هو الناجي الوحيد من مذبحة أبناء حمود بن عبيد بن رشيد التي دبرها سلطان بن حمود، وكان وقتئذ صغيراً في السن فهرب به أخواله آل سبهان إلى المدينة المنورة، فعاش هناك حتى عودته في عام 1326هـ/1908م. تولى الحكم بعد مقتل سعود بن حمود بن عبيد، وكان صغيراً في السن فحكم تحت وصاية خاله حمود بن سبهان، الذي مارس دور الحاكم الفعلي للإمارة، ومع وفاته عام 1327هـ/1909م تولى دور الوصاية زامل بن سالم بن علي بن سبهان، وفي عام 1332هـ/1914م انتهت الوصاية على سعود رسمياً وآلت مقاليد الحكم إليه.

وعرف سعود بموالاته للدولة العثمانية ومناصرته لها والوقوف إلى جانبها في الحرب العالمية الأولى، وفي عهده كانت معركة جراب في عام 1333هـ/1915م التي صد فيها تقدم عبدالعزيز آل سعود نحو الشمال، وتمكن أيضاً من استعادة الجوف وتوابعه إلى إمارته، وشهدت فترته انقساماً داخل الأسرة الحاكمة انتهت بمقتله غدراً خارج بلدة حائل في رجب 1338هـ/1919م على يد عبدالله بن طلال بن نايف الذي قتل بدوره في اللحظة نفسها على يد أحد عَبِيد سعود بن عبدالعزيز.

10. عبدالله بن متعب بن عبدالعزيز بن متعب بن عبدالله بن رشيد (1338 ـ 1339هـ/1919 ـ 1920م)

عقب مقتل سعود بن عبدالعزيز اجتمعت الآراء في حائل على تنصيب عبدالله بن متعب بن عبدالعزيز أميراً. ولم تكن الظروف المحيطة بالإمارة تبشر بالخير، فقد كانت طلائع جيش عبدالعزيز آل سعود، تهاجم جبل شمر وتغزوها، كما كان ابن شعلان، من الشمال، يواصل ضغوطه على الإمارة. فرأى عبدالله بن متعب الدخول في مفاوضات مع عبدالعزيز آل سعود، فاشترط عليه عبدالعزيز آل سعود عدم تدخل آل الرشيد في شؤون جبل شمر، بما يعني استسلام آل الرشيد. فلم يقبل عبدالله الشرط، فوقعت الحرب بين الجانبين وانهزم آل الرشيد وخرج عبدالله بن متعب إلى معسكر عبدالعزيز آل سعود ولجأ إليه واستسلم في ذي الحجة عام 1339هـ/1920م للأمير سعود بن عبدالعزيز آل سعود الذي قدم به إلى الرياض.

11. محمد بن طلال بن نايف بن طلال بن عبدالله بن رشيد (1339 ـ 1340هـ/1920 ـ 1921م)

تولى محمد بن طلال مقاليد الأمور في حائل، بعد عبدالله بن متعب، وكانت فترته تنذر بنهاية إمارة آل رشيد، فعبد العزيز آل سعود جعل نصب عينيه أهمية الاستيلاء على المنطقة فشدد من حصاره عليها، حتى استسلم محمد بن طلال ومن ثم سقطت إمارة آل رشيد بعد دخول قوات عبدالعزيز آل سعود في 29 صفر 1340هـ/2 نوفمبر 1921م حائل.

 



[1] أخطأ المؤرخ النجدي ابن بشر مرتين في اسم أمير جبل شمر ج2، ص 233، فذكر في حوادث عام 1261هـ أن متعب بن عبدالله بن رشيد هو رئيس الجبل، والصحيح أنه عبدالله بن علي بن رشيد الذي كان حياً في ذلك التاريخ. وأيضاً في ص 245، ذكر في حوادث عام 1263هـ، أن أمير جبل شمر هو متعب بن عبدالله بن رشيد، والصحيح أنه طلال بن عبدالله.