إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / أركان الإسلام، وأثرها في عافية الإنسان، روحاً وجسداً




مد الجذع وثني الرجلين للجلوس
الارتكاز أثناء السجود
القدمين في النزل والقيام
ارتكاز القدمين أثناء الجلوس
ثني اليدين في السجود
ثني الجذع للأمام
ثني الجذع للسجود
ثني الرجلين
ثني الساعدين
تمرين التسليم
تمرين الجلوس
تمرين الركوع
تمرين السجود
تمرين الضغط المرحلة الأولى
تمرين الضغط المرحلة الثانية
تمرين القيام والنزول
تمرين القرفصاء
تمرين سيرازانا
دوالي الساقين
دفع الأرض باليدين
رفع الذراعين
في الوقوف
في الركوع
في السجود
فرد الجذع

نهاية مرحلة ما بعد الامتصاص
مصادر الطاقة للتجويع المتوسط
مصادر الطاقة للتجويع الطويل
مفاصل زليلية
مقطع الجلد
الجهاز العصبي
الجمجمة والعمود الفقري
العضلات في الركوع
العضلات في حركة التسليم
تأثير الغدة النخامية
تحلل الجليكوجين الكبدي إلى جلوكوز
تحول جزء من الجلوكوز
حركة النزول والقيام
حركة العضلات في القدم اليمنى
عضلات الساعد الأيمن
عضلات الظهر في حركة الرفع
عضلات حركة الساق اليمنى
عضلات حركة الكف الأيسر
عضلات رفع اليدين




مقدمة

مقدمة

لقد خلق الله الإنسان من تراب كما أنبأ جل شأنه في تلك الآية المعجزة التي لم يصل إليها علم الإنسان التجريبي إِلاّ منذ فترة وجيزة. فصدق الله إذ يقول: ]يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا[ (سورة الحج: الآية 5).

ثم نفخ فيه من روحه. مصداقاً لقوله تعالى: ]إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ[ (سورة ص: الآيتان 71، 72).

ولا يستطيع مفكر مهما كان فكره أو عقيدته أن ينكر أن الإنسان روح وجسد. فأمّا الجسد فهو قبضة من تراب. وأمّا الروح فهي نفخة من روح الله تعالى.

ولكل من الروح والجسد مطالبه التي يحيا بها وتستقيم بها حياته. ولقد جاءت تشريعات الإسلام معتدلة ومتوازنة تفي بتلك المطالب وتضمن للإنسان السلامة في روحه وجسده وتحقق له حياة طيبة، فلم تكن تلك التشريعات مادية مفرطة تهمل الروح ومطالبها، ولا روحانية مُغَالِيَة تنكر على الجسد مطالبه. فالإنسان يأخذ من متاع الدنيا ما يحقق السعادة لروحه والصحة لجسده بطُرُق مشروعة كريمة. وهذه آيات القرآن الكريم تشير إلى ذلك ]َابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [ (سورة القصص: الآية 77).

وكذلك قول الحق تعالى: ]يَابَنِي ءَادَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ[ (سورة الأعراف: الآيتان 31، 32).

روحه وإنسانيته وجعلت منه حيواناً لا يفكر إِلاّ في غرائزه الجسدية وإشباعها حتى امتلأت الأرض ظلماً وجوراً وحروباً مستعرة، وإمّا إلى رهبانية عزلت الإنسان، ونأت به بعيداً عن بيئته، وعطّلت قدراته على إعمار الأرض وإصلاحها، وكلَ الفريقين قد حادَ عن فطرة الله التي فطر الناس عليها.

أمّا الحضارات الحديثة والمعاصرة وما وصلت إليه من تقدم عِلميٍّ وتقنيِّ، على الرغم مما كشف العلم الحديث من آيات الله في الكون وفي الإنسان وكل ما حوله. فقد انحرفت بالإنسان إلى أوج الماديات، وأطلقت غرائزه من دون قيد، حتى أصبحت تصرفات الإنسان بهيمية دنيا، ووصلت به إلى درك عميق من الهبوط بالقيم والمثل، تجني البشرية اليوم ثمارها أمراضاً وعِلَلاً تهدد الإنسان في يومه وغده، وانتشرت الأمراض النفسية والعصبية حتى أصبحت سِمة العصر الحديث. وبدأ الإنسان يفكر في مخرج من تلك الهموم والأمراض فلجأ إلى المخدرات تارة، وإلى الجريمة تارة أخرى. وأصبح الانتحار الفردي والجماعي ظاهرة، وبدأ العلماء والمتخصصون يبحثون عن الأسباب ـ ويصفون أنواعاً شتى من العلاجات، ووضع بعضهم إصبعه على أسباب المرض، ونادى آخرون بالعودة إلى القيم والمثل العليا والاهتمام بالروح، ولكن بعد أن وصلت الأمور في أحيان كثيرة إلى نقطة اللارجعة.

ومن مآسي الحضارة الحديثة اهتمامها بالمادة وإهمالها للروح. وهو ما أشار إليه أحد المؤرخين الغربيين بقوله: "الخاصية المروعة في حضارتنا، هي أن تقدمها المادي أكبر بكثير من تقدمها الروحي. إننا نغالي في تقدير إنجازاتنا المادية، ولا نقدُر أهمية العنصر الروحي في الحياة حق قدره".

وجاء الإسلام، الشريعة الغراء، متمثلاً في القرآن الكريم والسُّنَّة المطهرة منهجاً متكاملاً لحياة المسلم، يضيء الطريق أمام الإنسان، ويضع عن كاهله هموم الدنيا، ويُعِينه على مسيرة الحياة في ثبات ورضى. يضع غرائز البدن في مكانها الصحيح، ويعطي الروح حقَّها. لقد مزج مزجاً رائعاً بين الروح والجسد.

وهناك شواهد كثيرة، ودلائل شتى من القرآن والسُّنَّة، تؤكد اهتمام الدين بروح الإنسان وجسده من الناحية الصحية، سواء الصحة النفسية أو الجسدية. وسيكتفي هذا البحث بما يتصل بأركان الإسلام الخمسة، ]فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r بُنِيَ الإسْلامُ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ[ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 7).