إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / أسماء الرسول، عليه الصلاة والسلام









مقدمة

مقدمة

درجت العرب على العناية بالأسماء والتسميات، وقد ضمّنتها أدق المعاني، التي تشكل حضارتها، وتراثها، وخبراتها: الفكرية والثقافية والاجتماعية. فجاءت أسماء العرب معبرة عمّا لديهم من معرفة، وثقافة، وفكر.

وانطلاقاً من هذه العناية العربية الفائقة بالأسماء والتسميات، فقد حرص العرب على تكثير الأسماء وتعددها، للمسميات الشريفة أو الجليلة عندهم، ذات الشرف والمكانة والرفعة والسمو. لهذا، فإن أسماء العرب هي قوالب للمعاني، ودلائل عليها، وعناوين لها.

ولمّا كان محمد r أشرف العرب، نسباً ونشأة؛ فقد تعددت أسماؤه، حتى من قبل بعثته. فقد حظي من قومه باسم "الأمين"؛ لما عُرف عنه من أمانة وصدق في المعاملة التجاريــة، والسلوك الأخلاقي القويم.

وعندما شرفه الله بنور الوحي والرسالة، كثرت أسماؤه وتعددت، لعظم قَدْر المسمى وجليل شأنه، وإعلاء لذكره؛ كما أخبر المولى U ]أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ[ (سورة الشرح: الآيات 1 ـ 4).

ويقودنا هذا، إلى أن تعدد أسماء النبي وتنويعها، جاء بتأثير جهتين: الأولى، شرف النسب، وعلو الهمة؛ والثانية، رفعة الشأن، وعظمة القدر، بما وهب من عطاء الوحي والنبوة والرسالة.

وهذا يجعل من دراسة أسمائه واجباً، تفرضه الضرورة الشرعية، ومقتضيات القيام بحقوق العلم والمعرفة؛ فهذا الموضوع، لم يسبق تناوله، من قبل، تناولاً علمياً؛ إذ لا يتجاوز ما دار حوله من دراسات سوى عدد قليل من المقالات والبحوث، التي إن تناولت جانباً منه، أغفلت بقية الجوانب؛ فضلاً عن التناول السطحي، والسريع، للمسألة، والذي ربما يقتصر، في بعض الأحيان، على التفسيرات اللغوية لمعاني الأسماء. لذلك، تستهدف هذه الدراسة الإلمام بجوانب الموضوع، بمنهج علمي، نقدي، تحليلي، توثيقي؛ حتى تقدم تاريخاً وتحليلاً وتسجيلاً، لأسماء النبي، موثقاً بالمصادر.