إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / أسماء الرسول، عليه الصلاة والسلام









4

4. أسماء الرسول r، قبل البعثة

لمّا كانت النبوة اصطفاء من الله لبعض خلقه، وإعدادهم لتلك المهمة الجليلة، فإن الله تعالى قد اصطفى محمداً، وأعدّه للرسالة، وصنعه على عينه. فعرف، منذ مولده، بحسن الخصال والفعال، مما جعل ذِكره معلوماً، ومحموداً، لدى الناس، حتى قبل مبعثه. وهذا يظهر في أسمائه، المعروف بها قبل البعثة.

أ. أسماؤه لدى قومه، من عرب الجاهلية

اشتهر النبي r، لدى قومه، بصفات، جعلته معروفاً بينهم. وتجلت، تلك الصفات في صفتين، صارتا اسمين له، هما:

(1) الأمين، وهو اسم مأخوذ من الأمانة وأدائها. وكانت العرب تسميه الأمين؛ لما عاينوا من أمانته، وحفظه لها. فقد كانت توضع عنده الودائع؛ ولمّا هاجر، خلَّف علياً، ليؤدى عنه الودائع والأمانات. ويكفي شاهداً على ذلك، قول قريش، حينما أقبل، وهم يتنازعون في وضع الحجر الأسود: هذا الأمين، قد جاء.

(2) الصادق، وقد كان معروفاً به؛ لذلك، حينما صعد الجبل، ونادى قريشاً، لتستمع إليه، سألهم: هل لو أخبرتكم، أن خيلاً تقبل من وراء هذا الوادي، لتغير عليكم؛ أو كنتم مصدقيَّ؟ قالوا: نعم. ما جربنا عليك كذباً قط.

ب. أسماؤه لدى أهل الكتاب

لأن الله تعالى أرسل محمداً إلى الناس أجمعين، كان من الملائم، أن تكون لدى أهل الكتاب منهم معرفة به. فقد أخذ الله عهد جميع الأنبياء وميثاقهم،على الإيمان به ونصرته. قال تعالى ]وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا ءَاتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ ءَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ[ (سورة آل عمران: الآية 81).

وقد أخبر الأنبياء أقوامهم عن محمد r، وعن بلده، وصفته، وصفة أمّته، وعن كتابه؛ حتى أصبحت لديهم معرفة تامة به، كما قال تعالى: ]الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ[ (سورة البقرة: الآية 146)، (سورة الآنعام: الآية 20). ومعرفة أهل الكتاب بمحمد، تشمل نوعين من المعرفة: معرفة شفهية، تلقوها عن السابقين منهم، بعلامات وإشارات، تدل عليه. ومعرفة كتابية، مدونة في كُتبهم، التي أخبر عنها المولى ـ U في قوله: ]الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ[ (سورة الأعراف: الآية 157).

فقد تضمنت التوراة والإنجيل صفة محمد r ونعته، وبعض أسمائه، مثل:

(1) محمد r، جاء في سفر حبقوق، الإصحاح الثالث/3-6. القدوس من جبال فاران، لقد أضاءت السماء من بهاء محمد، وامتلأت الأرض من حمده.

(2) أحمد، جاء في سفر أشعيا، المطبوع باللغة الأرمنية، عام 1666، الإصحاح الثاني والأربعين: "سبحوا لله تسبيحاً جديداً، وأثر سلطانه على ظهره، واسمه أحمد".

(3) ابن قيدار، جاء في سفر أشعيا: "ستمتلئ البادية والمدن من أهل أولاد قيدار، يسبحون، ومن رؤوس الجبال ينادون، هم الذين يجعلون لله الكرامة، ويسبحونه في البر والبحر".

(4) فقيدار هو ابن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وربيعة ومضر من ولده، ومحمد من مضر.

(5) الجبار، جاء في مزامير داود u: "من أجل هذا، بارك الله عليك إلى الأبد. فتقلد أيها الجبار، بالسيف؛ لأن البهاء لوجهك، والحمد الغالب عليك".

(6) الباراقليط، يقول المسيح u: "إن خيراً لكم أن أنطلق؛ لأني إن لم أذهب، لم يأتكم الباراقليط، فإذاً لا تستطيعون حمله. لكن، إذا جاء روح الحق ذاك، الذي يرشدكم إلى جميع الحق؛ لأنه ليس ينطـق من عنده، بل يتكلم مما يسمع، ويخبركم بكل ما يأتي، ويعرفكم جميع ما للأب" و"الباراقليط" كلمة يونانية، تعني، من الناحية اللغوية البحتة، الأمجد، والأشهر، والمستحق للمديح. وهي اسم أو صفة لنبي، يبشر به المسيح، يأتي بعده، وتنطبق أوصافه على نبي الكلمة، ما يعنيه اسم أحمد، باللغة العربية؛ أي المشهور والممجد؛ وهذا الاسم، لم يتسم به أحد قبـل الإسلام، إذ تعني النبي محمداً.

(7) عبدي مختاري، جاء في سفر أشعيا: "هو ذا عبدي، الذي أعضده، مختاري، الذي رضيت عنه نفسي. قد جعلت روحي عليه، فهو يبدى الحق للأمم، لا يصيح، ولا يرفع صوته، ولا يسمع صوته في الشوارع. القصبة المرضوضة لن يكسرها. والفتيلة المدخنة، لن يطفئها. يبدي الحق، بأمانة. لا يني، ولا ينثني، إلى أن يحل الحق في الأرض، فلشريعته تنتظر الجزر".

ولم يوجد أحد على ظهر الأرض بهذه الأوصاف، سوى محمد r. ولو اجتمع أهل الأرض، لم يقدروا أن يذكروا أحداً غيره، قد جمع هذه الأوصاف، وهي باقية في أمّته، إلى يوم القيامة؛ فهو عبدالله ومختاره، الذي اصطفاه من خلقه.