إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة




نملة
لوحة الألوان
وجبة طعام من الكمأة
نجم يتهاوى على نفسه
مجموعة من المجرات
نحلة
نحلة مخبرة
مدخل مسكن نمل
مجرتنا
مركز المجرة M 87
مستعمرة نمل
أغلفة القمح
أغلفة حبوب القمح
الموج الداخلي
الموج السطحي
الملكة والذكر والشغالة
البحر المسجور
البحر العميق
السحاب
الكمأة
الكمأة بحجمها الطبيعي
الكمأة كغذاء
العين
انفجار أحد النجوم
القلب من الداخل
اتصال صدوع الأرض
ثمار الزيتون
تلسكوب راديوي
بيوت النحل
بيوض النملة
تجمعات النجوم بالمجرة
بحر مشتعل
بعض أنواع العسل
ثقب أسود
خلايا سداسية
دماغ نملة
خلية من جسم إنسان
جاذبية الثقب الأسود للضوء
جبل
حبوب القمح
جبال الهيمالايا
خدعة الألوان والأشكال المتباينة
جسم النملة الصلب
رأس نملة
رجل نملة
رجل بقلب صناعي
سنبلة قمح
صورة وتد
صورة عملية زراعة قلب اصطناعي
سحابة غبار كوني
زيت زيتون
شجر زيتون
شجرة زيتون معمرة
كمأة من نوع الزبيدي
كمأة جدري الأرض
عناقيد مجرات
غواصة في أعماق البحر
غبار الطلع
عين نملة
عين مصابة بالتراكوما
عين النحلة
فم نملة
فم نحلة
فك نملة
قلب إنسان
قمة جبل أفرست
قرن استشعار نحلة
قرون استشعار نملة

من أشكال الخدع الهندسية
مثلث بانروز
مجسم لجذر جبل ممتد
مربع الألوان المتباينة
مكة والمراكز الجغرافية للعالم الجديد
مكة والحدود البعيدة للعالم الجديد
مكة والحدود القريبة للعالم الجديد
مكة مركز العالم القديم
مكة مركز العالم القديم والجديد
الموج السطحي والموج العميق
المجال المغناطيسي للقلب
امتصاص الألوان في البحر السطحي
الشكل الأصلي لخدعة المسيح
الصفيحة العربية
تأثير القلب على الدماغ
تيارات الحمل العملاقة
خداع في انحناء المستقيمات
خداع في الطول
خدعة ميلار ليار
خدعة المسيح
خدعة ثلاثية الأبعاد
خدعة ثلاثية الأبعاد مزدوجة
خدعة ثلاثية الأبعاد حلزونية
خدعة باكمان
حركة الصفائح
جذور الجبال
قياس بعد النجوم بالتزيح




المقدمة

المبحث الثالث عشر

العسل فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ

قال تعالى: )ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ( (سورة النحل: الآية 69).

أولاً: تفسير الآية:

يقول ابن كثير: في قوله تعالى )ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً( أذِن الله تعالى للنحل إذناً قدرياً تسخيرياً أن تأكل من كل الثمرات، وأن تسلك الطرق التي جعلها الله مذللة لها، أي مسهلة عليها حيث شاءت من هذا الجو العظيم والبراري الشاسعة، والأودية والجبال الشاهقة ثم تعود كل واحدة منها إلى بيتها لا تحيد عنه يمنة ولا يسرة، بل إلى بيتها وما لها فيه من فراخ وعسل، فتبني الشمع من أجنحتها وتقئ العسل من فيها، وتبيض الفراخ من دبرها، ثم تصبح إلى مراعيها، وفى قوله تعالى: )يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ (أي شراب مختلف اللون، ما بين أبيض وأصفر وأحمر وغير ذلك من الألوان الحسنة على اختلاف مراعيها ومأكلها، وفى قوله: )فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاس( أي في العسل شفاء للناس من أدواء تعرض لهم، وقال بعضهم لو قال الله فيه الشفاء للناس لكان دواء لكل داء، ولكن قال فيه شفاء للناس.

والدليل على أن المراد بقوله تعالى: )فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاس( هو العسل، الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبى سعيد الخدري t أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ e فَقَالَ أَخِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ،: "فَقَالَ e اسْقِهِ عَسَلاً"، ثُمَّ أَتَى الثَّانِيةَ "فَقَالَ e اسْقِهِ عَسَلاً"، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ "فَقَالَ e اسْقِهِ عَسَلاً"، ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ قَدْ فَعَلْتُ "فَقَالَ صَدَقَ الله وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ أَسْقِهِ عَسَلاً فَسَقَاهُ فَبَرَأَ" (صحيح البخاري: 5252)، وعن ابن عباس t عن النبي e: "قَاَلَ الشِّفَاءُ فِي ثَلاَثةِ فِي شَرْبَةِ عَسَلٍ وشَرْطَةِ مِحْجَمٍ وَكَيَّةِ نَارٍ وَأَنْهَي أُمَّتِي عَنِ الْكَيَّ" (صحيح البخاري: 5248)، وعَنْ عُقْبَةَ ابْنِ عَامِر الجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله e: "ثَلاَثٌ إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ شِفَاءٌ: فَفِي شَرْطَةِ مُحْجِمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ َكيَّةٍ تُصِيبُ أَلَماً وَأَنَا أَكْرهُ الْكَيَّ وَلاَ أُحِبُهُ" (مسند أحمد: 16677). وعن عبد الله ابن مسعود t قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله e: "عَلَيْكُمُ بِالشِّفاءَيْنِ الْعَسَلِ وَالْقُرْآنِ" (سنن أبن ماجة: 3443).

وعن أَبىِ هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله e: "مَنْ لَعِقَ الْعَسَلَ ثَلاَثَ غَدَوَاتٍ كُلَّ شّهْرٍ لَمْ يُصِبْهُ عَظِيمٌ مِنْ الْبَلاَءِ" (سنن أبن ماجة: 3441) صدق رسول الله e.

ثانياً: أوجه الإعجاز العلمي

تأخذ النحلات غبار الطالع من كل الثمرات وهى تعرف طريقها جيدا إلى ذلك (اُنظر صورة غبار الطلع)، حيث تذهب إلى تلك الثمرات وتعود دون أدنى خطأ، فقد ذلل الله لها السبل لهذا العمل الدقيق، وبعد عودتها ودخولها بيتها يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ (هذا الشراب هو عسل النحل) ويلزم أن نتعرف أولا على

·   أنواع العسل.

·       مكوناته.

·   فوائده في الاستشفاء من الأمراض

وهذا معنى قوله تعالى )يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ( (سورة النحل: الآية 69).

1. أنواع العسل

أ. العسل السام

إن النحل حينما يمتص رحيق الأزهار فهو ينقل بصدق وأمانة خواص النباتات التي يمتص رحيقها إلى العسل الذي يصنع منه، وهكذا فإن العسل يتصف بنفس الخواص الدوائية للنبات الذي جنى النحل منه الرحيق. وهناك نباتات يحتوي رحيقها على غليكوزيدات سامة مثل الرودودندن، والأزاليا الصحراوية، قلنسوة الراهب، ونبات الأندروميدا يحتوي على غليكوزيد سام هو الأندروسيدوتوكسين، فإذا ما وجدت مثل هذه النباتات وغطت مساحات واسعة بحيث يكون (الغالبية العظمى) للرحيق الذي يجنيه النحل من هذه النباتات، فإن العسل يكون ساماً، علماً بأن النحل الذي يتناول ذلك الرحيق لا يتأذى به مطلق (وهذا نادراً ما يحدث)، فالذين يتعاملون مع النحل لاستخراج عسله يراعون الابتعاد عن المناطق التي تتواجد بها تلك الأنواع من النباتات.

ب. عسل الزهر

له عشرات الأنواع تختلف في خواصها، والأصل الزهري يعيننا على تمييز العسل أي اختبار الخارج من رحيق نبات واحد كالبرسيم مثلا، والعسل المتعدد الأصل والذي ينتج عن جمع النحل لرحيق نباتات عدة هو الغالب، حيث إن العسل الوحيد الزهرة في الطبيعة نادر الوجود، فلو فرضنا مساحات شاسعة من الأرض زرعت قطناً فلا بد من أن ينمو فيها وبشكل طبيعي أعشاب متطفلة متنوعة، ولا يمكن للنحل أن يجني رحيق القطن وحده إلا إذا دُرِب على ذلك.

ويعتبر العسل الوحيد الزهرة إذا غلب رحيقه نبات خاص، كأن يكون نبات القطن هو الغالب مثلا فيقال: عسل القطن، حتى ولو حوى كميات ضئيلة من رحيق نباتات أخرى لا تؤثر على رائحته ومذاقه، أما العسل المتعدد الأصول فيتخذ اسمه من المرعى الذي جمعت منه النحلة رحيقه (كعسل البساتين) و(عسل المروج) وغيرها.

ج. أوصاف بعض أنواع العسل الغالبة (اُنظر صورة بعض أنواع العسل)

(1) عسل البرسيم الحجازي: الطازج منه تختلف ألوانه (من عديمة اللون إلى اللون العنبري). وهو يتبلور بسرعة فيتحول إلى كتلة بيضاء كالقشدة، وله رائحة طيبة وطعم خاص، ويحتوي على سكر الفواكه بنسبة 40% وسكر العنب بنسبة 37% ويعطى الفدان من البرسيم الحجازي المزهر حوالي 152 كجم من العسل تقريبا.

(2) عسل البرسيم الأبيض:عسل شفاف (لا لون له)، وطعمه ممتاز، وإذا تبلور صار كتلة بيضاء صلبة، وهو من أحسن أنواع العسل، نسبة سكر الفواكه فيه 40% ، ويعطي الفدان من النبات 41.1 كجم من العسل تقريبا.

(3) عسل البرسيم الحلو: شهي الطعم، وهو من أحسن أنواع العسل، (لونه عنبري باهت)، ورائحته منعشة كالفانيليا، ويحتوي على 36% سكر عنب، و39.5% سكر فواكه، ويعطي الفدان الواحد من البرسيم المروي 250 كجم من العسل تقريبا.

(4) عسل التفاح: (لونه أصفر باهت) ورائحته ممتعة وفي حلاوته رقة، ويحتوي على سكر فواكه بنسبة 42% وسكر عنب بنسبة 32% ويعطي الفدان من أشجار التفاح 8 كجم فقط من العسل تقريبا.

(5) عسل البر باريس: (لونه أصفر ذهبي) ورائحته ممتعة وطعمه حلو لطيف، والنحل يزور أزهار البر باريس بإقبال شديد وهي من النباتات الطبية التي تنقي الدم.

(6) عسل العليق: وهو (أبيض كالماء)، وطعمه شهي، ويعطي الفدان من العليق 8 كجم فقط من العسل تقريبا.

(7) عسل الخرنوب الأسود: من أحسن أنواع العسل، وهو عسل (شفاف)، إذا تبلور تحول إلى كتلة بيضاء كالثلج، يحتوي على 40% سكر فواكه، و36% سكر عنب.

(8) عسل العشب الأزرق: من أحسن أنواع العسل أيضا، (لونه عنبري خفيف)، له رائحة لطيفة وطعم ممتاز، شديد اللزوجة ويتجمد ببطء، وأزهار هذا العشب يحبها النحل؛ لذا فإن له قيمة في إنتاج العسل، ويعطي الفدان من العشب الأزرق 140 كجم من العسل تقريبا.

(9) عسل الحنطة السوداء: يختلف لونه (من الأصفر الداكن الذي تشوبه حمرة إلى البني الغامق)، وله رائحة ومذاق مميزان وهو حريف الطعم، ويحتوي على 37% سكر عنب وعلى 40% سكر فواكه، وفيه من الحديد والبر وتينات نسبة عالية، ويعطي الفدان 24 كجم من العسل تقريبا.

(10) عسل الأرقطيون: (لونه غامق زيتوني)، له رائحة حادة تشبه التوابل، ولزوجته مرتفعة، ويعطي الفدان من النبات 240 كجم من العسل تقريباً.

(11) عسل الجزر: (لونه أصفر غامق) وله رائحة لطيفة.

(12) عسل الحمضيات: من أحسن أنواع العسل، وله رائحة ممتازة كرائحة زهر البرتقال والليمون، كما أن له طعماً ممتازاً.

(13) عسل اللفت أو الكرنب السلجم: (لونه أصفر مخضر) ورائحته خفيفة وله طعم ممتاز، لكنه لا يصلح للتخزين طويلا، ويعطي الفدان من النبات 16 كجم من العسل تقريبا.

(14) عسل الكزبرة: رائحته لاذعة وله طعم خاص، والكزبرة من النباتات العطرة، يعطي الفدان من النبات20 كجم من العسل تقريباً.

(15) عسل القطن: عسل خفيف ورائحته مميزة وطعمه جيد، يتجمد بسرعة ويتحول إلى لون أبيض كالثلج. وقد يكون مصفراً، يحتوي على سكر عنب بنسبة 36% وسكر فواكه بنسبة 39%، وأوراق القطن تعطي رحيقاًَ لا يختلف عن رحيق الأزهار، والفدان من القطن يعطي من 41.5 – 124.5 كجم من العسل تقريباً.

(16) عسل الهندباء: (لونه أصفر ذهبي) ثخين جداً، يتبلور بسرعة وله رائحة عطرية قوية وطعم قوي ويحتوي على 36% سكر عنب و41% سكر فواكه.

(17) عسل القمح: (لونه أصفر مخضر) وله رائحة تشبه رائحة اللوز، وطعمه فيه مرارة خفيفة.

(18) عسل رأس التنين:عسل خفيف له رائحة وطعم لطيف، وأزهار النبتة زرقاء تجذب النحل وتحتوي على كمية كبيرة من الرحيق الحلو؛ لذا فهو نبات غالٍ وثمين في إنتاج العسل.

(19) عسل الأوكاليبتوس: طعمه غير لطيف ويخرج العسل من أزهار هذه الشجرة الدائمة الخضرة ، ففي الوقت الذي تصبح فيه الأرض جرداء ويكون تزهير القطن قد انتهى، يلتفت النحالون حولهم فلا يجدون إلا تلك الشجرة الشامخة التي تغطيها الأزهار بوفرة، إنها شجرة الأوكاليبتوس التي تظلل شوارع كثيرة في المدن والأرياف.

(20) عسل الخلنج: (لونه أصفر داكن أو أحمر بني) رائحته خفيفة وطعمه لاذع لطيف، وهو كثيف القوام جداً ولا يتجمد بسهولة، ويعطي الفدان من النبتة 124.5 كجم من العسل تقريبا.

(21) عسل الخزامي: (لونه ذهبي) ورائحته رقيقة، وهو عالي القيمة يجمعه النحل من نبات الخزامى العطري المعمر.

(22) عسل الزيزفون: من الأعسال الممتازة جداً، وطعمه لذيذ، وله رائحة عطرية قوية عندما يكون طازجاً، ويحتوي على نسبة 36% سكر عنب، و39% سكر فواكه، والزيزفون شجرة تدعى بحق "ملكة النباتات المنتجة للعسل" إذ يعطي الفدان منها ما يقرب من 416 كجم من العسل تقريبا.

(23) عسل التمر حنة:عسل ممتاز ذو طعم ورائحة لطيفة، يمكن أن ينافس عسل التيليو، وهو (شفاف اللون)، ويعطي الفدان من النبتة 250 كجم من العسل تقريباً.

(24) عسل النعناع: النعناع مصدر جيد للعسل، وهو نبات عطري، وعسله له رائحة النعناع، ولونه عنبري.

(25) عسل الفاسيليا: (لونه أخضر خفيف، أو أبيض أحيانا)، وطعمه شهي يتبلور إلى ما يشبه العجينة، وهو عسل ممتاز، ونبتة الفاسيليا من أهم أنواع النباتات المنتجة للعسل، يعطي الفدان من الفاسيليا 208 – 416 كجم من العسل تقريبا.

(26) عسل القرع المعروف باليقطين: (لونه أصفر ذهبي)، ورائحته مقبولة ويتجمد بسرعة.

(27) عسل الفريز الفراولة: (لونه أبيض) ورائحته منعشة، وطعمه شهي. وأزهاره يحبها النحل.

(28) عسل المريمية: (لونه عنبري خفيف أو ذهبي غامق) ورائحته زكية وطعمه شهي، يعطي الفدان من النبتة 270 كجم من العسل تقريبا.

(29) عسل عباد الشمس: (أصفر ذهبي ويتحول إلى عنبري فاتح تشوبه خضرة) إذا تبلور، ورائحته خفيفة وطعمه لاذع لذيذ، ويعطي الفدان من النبتة 21 كجم من العسل تقريبا.

(30) عسل الصفصاف: (أصفر ذهبي) وطعمه جيد، ويتبلور إلى كتلة ناعمة كالقشدة، والنحل يفضل أزهار الصفصاف ويزورها بكثرة ويعطي الفدان من النبات حوالي 62.5 كجم من العسل تقريبا.

(31) العسل الصخري: وهو عسل نادر يصنعه النحل البري في أعشاشه الطبيعية بين الصخور، غالي الثمن لندرته ولفائدته الطبية، (لونه أصفر باهت)، رائحته زكية، وطعمه لذيذ. وأقراصه تأتي على شكل كتلة صلبة متبلورة لا بد من كسرها إلى قطع، ويمكن أن يحتفظ بقوامه لأعوام طويلة.

(32)عسل التبغ: (لونه يختلف من الفاتح إلى الداكن)، رائحته لا تسر، وطعمه مر، وهو من الأعسال الرديئة. تستعمله معامل التبغ لإنتاج المعسل وبعض الأنواع من السجائر المعطرة.

(33) العسل المشع: استطاع "ألن كيلاس A. Caillas" (1908) أن يثبت أن بعض أنواع العسل تحوي الراديوم، وهو اكتشاف عظيم الأهمية؛ لأن احتياطي الراديوم في القشرة الأرضية ضعيف للغاية.

2. مكونات العسل

أكتشف العلماء الآن ما يقرب من سبعين مادة يحتوى عليها العسل من أهمها:

أ. احتواؤه على أنواع كثيرة من البروتينات أهمها الأحماض الأمينية والعضوية، وكذلك يحتوى على مجموعة من الفيتامينات وأهمها فيتامين (ب1)، (ب2)، (ب3).

ب. احتواؤه على نسبة من الأملاح المعدنية أهمها: أملاح الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والحديد والكلور والكبريت.

ج.  يحتوى العسل على سكر الفواكه " فركتوز " (Fructose) بنسبة (40%)، وسكر العنب "جلوكوز" (Glucose) بنسبة (30%)، وسكر القصب بنسبة (40%) كما يحتوى على بعض الخمائر التي تساعد في عمليات الهضم المختلفة … مثل: خميرة الأميليز "Amylase" … التي تحول النشا إلى سكر، خميرة الكاتلاز " " Catalase والليباز " Lipase "..

3. فوائد العسل في الاستشفاء من الأمراض

أ. العيون

استخدم العسل قديماً وحديثاً في معالجة أمراض العين وأعطى نتائج جيدة ومشجعة في هذا المجال، وأثبتت التجارب فائدة العسل في معالجة التهاب حواف الأجفان، والتهاب القرنية وتقرحاتها، وأيضا علاج الالتهابات البكتيرية والفيروسية التي تصيب قرنية وملتحمة العين، بنسبة شفاء تجاوزت 90% من الحالات مساويا في ذلك أفضل أنواع القطرات الطبية المستخدمة.

عند اختبار تأثير عسل النحل على مجموعة من المرضى المصابين بقرحة فيروسية نشطة بالقرنية، من بين المرضى المترددين على العيادة الخارجية بقسم العيون بمستشفى المنصورة الجامعي، أكدت النتائج تحقيق الشفاء الكامل لحوالي 60% من المرضى بعد عشرة أيام من العلاج بعسل النحل منفرداً، إلى جانب شفاء 20% أخرى بعد إضافة أحد المراهم المعروفة كعلاج مساعد للعسل بواقع مرة واحدة مساء كل يوم.

استعمل سم النحل منذ القديم لمعالجة عدد من أمراض العين في الطب الشعبي، أما الطب الحديث فيطبق سم النحل على نطاق واسع، وبنجاح لمعالجة بعض آفات العين وخاصة "التهاب القزحية Iritis " و"التهاب القزحية والهدابي Iritoeyelitis ".

ب. البشرة

يستخدم في علاج البشرة، حيث يُضاف العسل إلى الأعشاب البرية والتراب البركاني لعلاج كلف البشرة والبقع السوداء الناتجة عن حروق الشمس، كما يزيل النمش وكلف الحمل والخشونة في الكوعين. ويستخدم العسل أيضاً في علاج البشرة المجعدة مخلوطاً مع غذاء الملكات، حيث يمنحها المرونة والحيوية.

ج. الفم والأسنان

أكد العلماء فائدة العسل في معالجة تقرحات الأغشية المخاطية والتهاب وتقرحات الفم، وفي قاموس Stedman الطبي (1961) وصفة لمعالجة التهاب الفم والقلاع بمسه بالعسل، أما الطبيب الهندي "سينغ" فيؤكد أن دعك الأسنان بمزيج من العسل مع مسحوق الفحم الطبي يجعلها بيضاء كالثلج، ويوصي الأطباء باستعمال العسل كمادة مطهرة فعالة في مداواة الأقنية السنية التي تحتاج إلى (قاتل فعال، وفي نفس الوقت غير مؤذ لفوهة القناة السنية)، وهي شروط لا تنطبق إلى على العسل.

د. الأمراض العقلية

أجريت اختبارات بشأن محلول العسل وتأثيره على كافة الأعراض التي يشكو منها المصابون بالأمراض العقلية، منها حالات من خناق الصدر "Angina Pectoris" حيث نجحت مشاركة المعالجة بالكوكابوسيلاسي مع الحقن العسلية الوريدية في تحسين مردود العمل العقلي والرقاد، وفي تراجع الآلام الصدرية.

 وفي حالة من الصرع البطني "Abdominal Epi Lesy"، أدت مشاركة حقن العسل مع خلاصات أخرى إلى تحسنها. وأما عن الوهن العصبي" Neurosthenia" فقد أدى حقن العسل إلى نقص في الوهن وتحسن في النوم وتحسن في المزاج، كما تحسنت حالات من الهوس النفسي الهمودي ، وحالات فصامية من ازدواج الشخصية Schizophrenia بتلك الحقن.

هـ. أمراض الشيخوخة

يعانى الإنسان في شيخوخته من العديد من الأمراض، أبرزها جفاف الجلد وتجعده والشيب، وثقل الحركة وضعف البصر والسمع، وتصلب الشرايين والقبض المزمن، والضعف الجنسي وغيرها، وإن رغبة الإنسان في إطالة عمره جعلت شغله وتفكيره يهتم بمحاولة معالجة هذه الأعراض لإعادة الشباب والنشاط إليه مرة أخري، وإن إطالة فترة شباب الجلد ورونقه وإبعاد شبح الشيخوخة عنه ممكن إلى حدّ ما باستعمال تمرينات متنوعة لعضلات الوجه ومسّاجات فاعلة, وأخيراً تطبيق(معاجين) لتغذية البشرة ولإغنائها بالجلوكوجين والفيتامينات مما يزيد من مقاومتها وحيويتها, وفي مقدمة هذه المواد يحتل العسل المرتبة الأولى.

و. الأطفال

أكد عدد كبير من الباحثين القيمة الكبرى لعسل النحل كمادة غذائية ووقائية ممتازة للطفل، وقد تبين لجميع الباحثين أن العسل يزيد الخضاب وعدد الكريات الحمر في دماء الأطفال، وهناك تقارير كثيرة من بلدان العالم تشير إلى أن العسل حين يدخل في جدول الحمية لهؤلاء الأطفال، فإن هناك تحسناً ملحوظاً وسريعاً يظهر على الصحة العامة للطفل المريض، كما أن إضافة العسل إلى جدول تغذية الأطفال المرضي يؤدى إلى إسراع شفائهم بشكل كبير علاوة على زيادة ملحوظة في أوزانهم.

ز. النساء

من الثابت علمياً أن حقن الحوامل بمصل سكري يحتوي مزيجاً من سكر العنب وسكر الفواكه يعطي نتائج ممتازة في معالجة قيء الحمل، وقد عولجت عشرين مريضة مصابة بالتسمم الحملي Eclampsia بإعطاء المريضة ثلاث ملاعق صغيرة من العسل قبل الإفطار بساعة وبعد وجبتي الغذاء والعشاء، وقد تم شفاء 75% من المريضات خلال 7 – 19 يوماً، أما المريضات المتبقيات فلم يستجبن للعسل وحده، حيث أضيف إلى العلاج مقدار قليل من غبار الطلع فتم الشفاء خلال أسبوع واحد (اُنظر صورة غبار الطلع).وقد أعلن بعض الأطباء إجراء عملية ولادة بلا ألم بواسطة الحقن الوريدية العسلية بنسبة 40%، ويعلل ذلك بأن العسل يساعد الألياف الرحمية على قيامها بالتقلصات اللازمة بسهولة.

ح. السرطان

تشير معظم الإحصائيات إلى ندرة إصابة النحالين بالسرطان، وقد استطاع " ألن كيلاس" وهو كيمائي فرنس مشهور، أن يبرهن على أن بعض أنواع العسل يحتوي على الراديوم المشع، وهذا الاكتشاف له أهميته الخاصة لأن احتياطي الراديوم في القشرة الأرضية ضعيف للغاية من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن العسل المشع له أهمية كبرى في علاج الأورام الخبيثة كالساركوما وغيرها.

ط. داء السكري

وجد العلماء أن المصابين بالسكري لا تزيد مطلقاً كميات أبوالهم بعد إعطائهم العسل، وهناك حالات هبطت فيها كمية السكر المطروحة في البول بعد إعطائها العسل.

ي. الروماتيزم

ينصح الأطباء بتطبيق المعالجة بسم النحل فور وضع التشخيص للمريض(أي في الفترة الحادة للمرض)، وفي هذه الحالات يكفي سلسلة علاجية واحدة بحوالي 200 لسعة نحل للشفاء الكامل. وفي عام 1912 قام "رودلف تيرش" ابن "فيليب" بنشر مقالة عن نتائج معالجة أبيه الطبيب لـ 660 مريضاًَ مصابين بالرثية وبعد مراقبتهم، أكد شفاء 544 مريضاً منهم، وتحسن واضح عند 99 آخرين.

ك. التهاب الأعصاب

في الطب الحديث، تعطي المحاليل السكرية المفرطة التوتر نتائج ممتازة في العديد من الآفات العصبية، وما العسل إلا محلول سكري مفرط التوتر!.. كما أن هناك مواد علمية مثبتة ومشاهدات سريرية مؤكدة، تؤكد فائدة سم النحل في هذا المجال، فمنذ عام 1938 قامت الدكتورة "إبروسالمتشك Erusalimchik" بعلاج العديد من المرضى المصابين بالتهاب العصب الوركي أو الفخذي وغيرها من الأعصاب بسم النحل.

ل. الأوعية الدموية والضغط

إن تراكم الكولسترول في البطانة للشرايين هي أحد الأسباب الرئيسة لتصلب الشرايين" Ateroslerosis" وقد تبين أثناء معالجة العديد من المرضى بسم النحل انخفاض مستوى كولسترول الدم عندهم، وتشير الأبحاث إلى أن المصابين بالرثية والخاضعين للمعالجة بسم النحل ينخفض مستوى الكولسترول في دمائهم، وذلك بسبب تأثيره الموسع للأوعية والمسكن للألم، وبسبب التأثير الموسع للأوعية والمضاد للوذمة الذي يمتلكه سم النحل فقد طبق في معالجة قرحات الساق الركودية والتهابات الوريد الخثرية.

م. القلب

يؤكد العلماء أن العسل يوسع الأوعية الإكليلية، ويزيد من تروية العضلة القلبية، وإن تناول العسل للمصابين بآفات قلبية شديدة لفترة طويلة، وبمقدار 50 – 140 جم/ يومياً، يحسن الحالة العامة للمصابين ويؤدي إلى اعتدال النبض، وانتظام عمل القلب، ويرى الأطباء أن مشاركة العسل مع الستروفانتين وفيتامين ج يكون علاجاً ناجحاً لتقوية للقلب، وتتلخص حالات القلب التي ينجح العسل في علاجها في الآتي:

(1) جميع حالات القصور التاجي الخفيفة.

(2) التهاب عضلة القلب، كما يعطى علاجاً مساعداً عند إعطاء الهتروزيدات المقوية للقلب.

(3) عقب العمليات الجراحية يعمل منعشاً قلبياً.

ن. الكبد

يؤكد العلماء ضرورة إدخال العسل في جداول الحمية الخاصة بالمصابين بالتهاب الكبد وأمراضه المختلفة، وقد جرّب بعض الأطباء في السنوات الأخيرة استعمال العسل لغايات علاجية بحتة في أمراض الكبد، فالعسل بما فيه من أملاح معدنية وحموض عضوية وخمائر وغيرها، يلعب دوراً رئيساً في تنشيط وظائف الكبد، ويمكن عدّه أكثر العلاجات فعالية في معالجة أمراض الكبد، وخاصة بعد مزجه بقليل من غبار الطلع والغذاء الملكي.

س. الكلى

دلت الأبحاث الحديثة على أن للعسل قيمة دوائية كبيرة في علاج أمراض الكليتين، واقترحه الكثيرون في وضعه بجدول الحمية للمرضى المصابين، يعود ذلك لانخفاض البروتينات والأملاح المعدنية التي تضر بهم.

ع. الحساسية

أكدت الأبحاث الحديثة على أن للعسل دوراً مهماً في تدريب المريض على الإزالة التدريجية للتحسس، ويرى العلماء أن استعمال العسل في معالجة ما يسمى "بحمى القش Hay Fever"، أو التهاب الأنف والطرق التنفسية العليا التحسسية قد نجح نجاحا كبيرا، وخلافاً للأدوية المعتادة في العلاج من الحساسية، فإن العسل علاج غير ضار وليس له أثار جانبية.

ويرى العلماء أن العسل كي يكون فعالاً في معالجة الربو وحمى القش والزكام التحسسي وغيرها من الأمراض التحسسية, يجب أن يكون صافياً وغنياً بحبيبات الطلع أي (غير مصفى =Non filtered) وأن لا يكون قد عرض له التسخين أثناء الفرز، وأن يتناوله المريض بكميات ضئيلة ولفترة زمنية طويلة.

ف. النزلات الشعبية

يمكن للمصاب بنزلة شعبية ورشح وأنفلونزا أن يعتمد العسل وحده، باستخدام ملعقة كبيرة منه مذابة في كوب من الحليب أو الشاي الساخن أو عصير الليمون، ونظراً لكون العسل مادة معرقة فينصح المريض بالبقاء في فراشه حتى يجف العرق.

ص. الإشعاع

يصيب المرضى المعالجون بالأشعة المجهولة والعاملون فيها أعراض مزعجة من فقر دم ونقص في الكريات البيضاء، وصداع وقيء، والتهابات الجلد وغيرها، وهذه الأعراض في مجموعها تسمى الداء الشعاعي، وقد عولجت هذه الحالات بحقن محلول العسل الوريدي 20-40% M2 Woelm وكانت تلك الأعراض تزول بسرعة مدهشة.

ق. الجهاز الهضمي

وتقول الحكمة الشعبية الروسية: (العسل ...أفضل صديق للمعدة)، وجاءت الأبحاث الحديثة لتؤكد حسن تأثير العسل على سير الهضم، والعسل خير علاج للمريض بعد العمليات الجراحية على الأمعاء, كما أنه علاج جيد ضد الإمساك، ويشير معظم الباحثين إلى أن العسل يُنْقِص الحموضة الزائدة للعصارة المعدية، وأن القرح المعدية يلائمها العسل بفعل الحموض الأمينية الفعالة الموجودة فيه.

ر. الجلد

إن معالجة تقيحات الجلد وتقرحاته، والجروح العفنة بالعسل معروفة منذ القدم، وفي كتاب"القانون في الطب لابن سينا" وصفات لمراهم جلدية يدخل العسل فيها، خاصة في معالجة قرحات الجلد العميقة والمتعفنة، وقد عالج الجراح الشهير "كرينتسكي" 1938 مصابين بالتهاب الغدد العرقية، والتهابات العظم، وعلاج حروق متنوعة بمرهم (دهني ـ عسلي) بنجاح كبير، كما أكد معهد الطب الثاني في موسكو نجاح المعالجة بالعسل لمصابين بآفات جلدية متنوعة (دمامل، جمرة حميدة، تينيه عنقودية).

ش. أمراض الدم

تجمع الأبحاث الطبية على تصنيف العسل من أهم العقاقير فعالية لمعالجة الأشكال المختلفة من فقر الدم. فالأطباء الذين عالجوا مرضاهم بالعسل، لاحظوا أثره الممتاز على زيادة كرات الدم الحمراء وارتفاع الخضاب في دمائهم، كما لاحظ العلماء أن درجة التخثر الدموي عند الفئران المعالجة بالعسل كانت عالية، وقد أكد العلماء أن العسل يحتوي على مواد لها خاصية مضادة للنزف.

4. الخلاصة

بعد أن علمنا تلك الحقائق العلمية التي كشفها العلم الحديث الآن عن عسل النحل سواء من ناحية أنواعه ـ مكوناته ـ فوائده في الاستشفاء من كثير من الأمراض، على النحو الذي ذُكِر في هذا المبحث، وبعد مراجعة ما ورد في كتاب الله عن هذا العسل وفوائده في قوله I: )يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ(، وكذا في أحاديث رسول الله e عن فائدة العسل ومنها "مَنْ لَعِقَ الْعَسَلَ ثَلاَثَ غَدَوَاتٍ كُلَّ شّهْرٍ لَمْ يُصِبْهُ عَظِيمٌ مِنْ الْبَلاَءِ" (سنن أبن ماجة: 3441)، نقول سبحان الله!!، تأتى تلك المعلومات عن عسل النحل منذ أكثر من 1400 سنة لتؤكد تلك الحقائق العلمية التي يتحدث عنها العلماء الآن، عن هذا الشراب العجيب المختلف ألوانه الذي فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ، ليقوم دليلا على أن الذي أنزل هذا العسل، هو الذي أنزل القرآن، وهو الذي أوحى إلى عبده ورسوله e بتلك الأحاديث عن عسل النحل.