إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة




نملة
لوحة الألوان
وجبة طعام من الكمأة
نجم يتهاوى على نفسه
مجموعة من المجرات
نحلة
نحلة مخبرة
مدخل مسكن نمل
مجرتنا
مركز المجرة M 87
مستعمرة نمل
أغلفة القمح
أغلفة حبوب القمح
الموج الداخلي
الموج السطحي
الملكة والذكر والشغالة
البحر المسجور
البحر العميق
السحاب
الكمأة
الكمأة بحجمها الطبيعي
الكمأة كغذاء
العين
انفجار أحد النجوم
القلب من الداخل
اتصال صدوع الأرض
ثمار الزيتون
تلسكوب راديوي
بيوت النحل
بيوض النملة
تجمعات النجوم بالمجرة
بحر مشتعل
بعض أنواع العسل
ثقب أسود
خلايا سداسية
دماغ نملة
خلية من جسم إنسان
جاذبية الثقب الأسود للضوء
جبل
حبوب القمح
جبال الهيمالايا
خدعة الألوان والأشكال المتباينة
جسم النملة الصلب
رأس نملة
رجل نملة
رجل بقلب صناعي
سنبلة قمح
صورة وتد
صورة عملية زراعة قلب اصطناعي
سحابة غبار كوني
زيت زيتون
شجر زيتون
شجرة زيتون معمرة
كمأة من نوع الزبيدي
كمأة جدري الأرض
عناقيد مجرات
غواصة في أعماق البحر
غبار الطلع
عين نملة
عين مصابة بالتراكوما
عين النحلة
فم نملة
فم نحلة
فك نملة
قلب إنسان
قمة جبل أفرست
قرن استشعار نحلة
قرون استشعار نملة

من أشكال الخدع الهندسية
مثلث بانروز
مجسم لجذر جبل ممتد
مربع الألوان المتباينة
مكة والمراكز الجغرافية للعالم الجديد
مكة والحدود البعيدة للعالم الجديد
مكة والحدود القريبة للعالم الجديد
مكة مركز العالم القديم
مكة مركز العالم القديم والجديد
الموج السطحي والموج العميق
المجال المغناطيسي للقلب
امتصاص الألوان في البحر السطحي
الشكل الأصلي لخدعة المسيح
الصفيحة العربية
تأثير القلب على الدماغ
تيارات الحمل العملاقة
خداع في انحناء المستقيمات
خداع في الطول
خدعة ميلار ليار
خدعة المسيح
خدعة ثلاثية الأبعاد
خدعة ثلاثية الأبعاد مزدوجة
خدعة ثلاثية الأبعاد حلزونية
خدعة باكمان
حركة الصفائح
جذور الجبال
قياس بعد النجوم بالتزيح




المقدمة

المبحث الخامس عشر

النحل في القرآن

قال تعالى: )وَأوحَى رَبُّكَ إلى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ( (سورة النحل: الآية 68).

أولا: تفسير الآية

قال ابن كثير: المراد بالوحي هنا، الإلهام والهداية والرشاد للنحل بأن تتخذ من الجبال بيوتا تأوي إليها وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ. قال القرطبي: سمي نحلا لأن الله نَحَّلهُ العسل الذي يخرج منه؛ قاله الزجاج والجوهري، والنحل والنحلة تقع على الذكر والأنثى، والنحل يؤنث في لغة أهل الحجاز، وروى عن ابن عباس أنه قال: نهى رسول الله e عن قتل النحلة، فعن ابْنِ عَبَّاسٍ t قَالَ: "نَهَى رَسُولُ الله e عَنْ قَتْلِ أَرْبَعِ مِنَ الدَّوَابِّ الَنَّمْلةِ وَ الَنَّحْلَةِ وَ الْهُدْهُدِ وَالصَّرَدِ" (مسند أحمد: 2907، وأخرجه أبو داود في الأدب، وابن ماجة في الصيد، والدارمي في الأضاحي).

وعن عَبْدَ الله بْنُ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولُ الله e قَالَ: "وَالَّذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِن لَكَمَثلِ النَّحْلَةِ، أَكَلَت طَيِّباً، وَوَضَعَتْ طَيِّبًا وَوَقَعَتْ فَلَمْ تُكْسَرْ وَلَمْ تَفْسُدْ" (مسند أحمد: 6577).

والمؤمن بإجماع العلماء أكرم الخلق عند الله عز وجل، وتشبيه المؤمن بالنحلة (اُنظر صورة نحلة) رفع لمكانة هذه الحشرة النافعة، وتقدير من نبي الرحمة e لجليل ما تقوم به النحلة من أعمال وما تضعه وتصنعه من أدوية ومواد هي في غاية النفع لهذا الإنسان.

ثانياً: أوجه الإعجاز العلمي

كرم الله النحل في كتابه العزيز فأنزل سورة باسمه هي (سورة النحل) للفت الأنظار إلى هذا الكائن العجيب، الذي يعقل ويفكر ويسجد لله ويصلى ويسبح، كان عجباً أن يُوحَي إليه من ربه، ليتخذ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ، لقد العلماء استخدم المجهر الإلكتروني في تصوير ملكة النحل والذكور والشغالات وذلك لمعرفة سلوكها، وكيفية إبداعها وإتقانها لعملها، كما صوروا أجزاء مختلفة من جسمها لإظهار مالا يرى بالعين المجردة ُنظر صورة للملكة والذكر والشغالة).

علينا أن نتذكر أنّ كلَّ ما كان يُعْرَف عن النحل في عصر الرسالة وما قبله لا يخرج عن معلومات قليلة مستمدة من النحالين والأطباء، هذه المعلومات تتناول تربية النحل في خلايا محلية، وكيفية انتشارها في الجبال والبراري، وعسلها وأثره في الدواء والغذاء، وشمعها الذي غلب استخدامه في الإضاءة، وإبرها التي تدافع بها عن نفسها وتلسع بها من يقترب من خليتها.

دام الحال هكذا حتى القرن العشرين حين تمكن العالمان C. A. Rosch وKarl Von Frisch من الوصول إلى معرفة دقائق حياة النحل من خلال دراستهما ومراقباتها التي طُبقت على طوائف نحل في خلايا ذات واجهات زجاجية، بعد وضع علامات مائزة على عدد منها فور خروجها من نخاريب الحضانة.

لاحظ هذان العالمان أن هناك فرقاّ أساسياً بين الإنسان والنحل في طريقة تقسيم العمل، ذلك أن الإنسان عندما يتخصص بعمل ما فإنه يظل عليه حتى آخر العمر، بينما تغيّر النحلة نشاطها كلما تقدمت في السن طِبقاً لخطة ثابتة، تمر من خلالها على جميع أعمال الطائفة، تبدأ حياتها عاملة نظافة وتنتهي جامعة للغذاء، كما لاحظا أن حياة النحلة في الأحوال الاعتيادية في موسم وضع البيض وفيض العسل في الربيع والصيف تشتمل على مرحلتين، الأولى: يقوم فيها النحل بأعمال منزلية داخل الخلية أطلقا عليها (المرحلة المنزلية)، والثانية: تزاول أعمالاً خارج الخلية في الحقول أطلقا عليها (المرحلة الحقلية).

ولكي نبين أوجه الإعجاز في الآية 68 من سورة النحل، علينا أن نقف أولاً على الحقائق العلمية الآتية:

·   مملكة النحل

·   مكونات النحلة

·   كيف يبنى النحل بيته

1. مملكة النحل

يعيش نحل العسل معيشة اجتماعية راقية منظمة ومنسقة رقياً وتنظيماً وتنسيقاً يفوق الوصف، يعيش في مجتمعات يسمى الواحد منها (خلية ـ عش ـ بيت) والقرآن يسميه بيتاَ لقوله تعالى: )أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا(، يسكن في هذا البيت ألوف من النحل ينتمون لنفس نوع جماعة النحل (اُنظر صورة لبيوت النحل)، غير أن أشكالها مختلفة وكذلك مهامها، وهناك أنواع من مجموعات النحل (النحل الاجتماعي ـ النحل الانفرادي ـ النحل الطفيلي):

أ. النحل الاجتماعي

أشهر أنواع النحل الاجتماعي (نحل العسل ـ النحل الزنان ـ النحل الطنان) يعيش في أعشاش جماعية، ويوجد في كل عش جماعة أو مجتمع قد يصل عددها إلى خمسين ألف نحلة، وحين تبيض الملكة فقد يصل عدد بيضها إلى ألفي بيضة/ يوميا، (أكبر عدد من أعشاش نحل العسل هو 104 آلاف عش، عثر عليها في مساحة 1187 م2)

ب. النحل الانفرادي

هذا النوع لا يعيش في مجتمعات أو تجمعات، وإنما يعيش منعزلا عن بعضه، وتحفر النحلة حفرة في الأرض أو في جزع شجرة لتكون عشا لها، وحتى إذا تجاورت تلك الأعشاش فلا يوجد بينها أي شكل من أشكال التنظيم الجماعي كما في النحل الاجتماعي. ويفضل هذا النوع الأرض الجرداء الجافة التي لا تتعرض للشمس كثيرا، وقد تنتشر أعشاشه تحت سطح الأرض في مساحة كبيرة، (عثر على أعشاش لهذا النوع تقدر بـ12 مليون عش، منتشرة على مساحة 360 ألف م2، وتمتد بطول 7 كم على ضفة نهر باريش بالاتحاد السوفيتي القديم).

ج. النحل الطفيلي

هو نوع من النحل يتطفل على مجموعات من النحل الأخرى، حيث يستولي على بيض ويرقات أنواع النحل الأخرى، ثم يبيض ويضع بيضه في خلية نوع آخر من النحل.

د. أشهر أنواع النحل في العالم

(1) النحل الأصفر: توجد سلالاته في مصر وسورية وتركيا وقبرص وإيطاليا.(النحلة الإيطالية بطنها ذهبي اللون، وشعر الجسم أشقر، تنتج أفرادا بكثرة وقادرة على مواجهة الظروف الجوية السيئة).

(2) النحل الأسود: توجد سلالاته في فرنسا وسويسرا وألمانيا وشمال غرب أوروبا وشمال أفريقيا.

(3) النحل السنجابي: يوجد منه النحل القوقازي والكارونيلي (النحل القوقازي أصلها منطقة القوقاز جنوب روسيا لونها برونزي فاتح، تدافع عن خليتها بجسارة- أما النحل الكارونيلي فهو موجود في يوغسلافيا، بطنها رمادي فيه ثلاث شدفات بيض، شعرها أشقر، وديعة جدا يمكن التعامل معها بدون قناع أو قفاز).

إن النحل كائن عجيب لقد اكتشف العالم "فون فريش" أن النحل يتفاهم عن طريق الرقص وأن له لغة, وقد نال جائزة نوبل تقديراً لاكتشافه المثير، إن شغالات نحل العسل هي التي تقوم بجمع الرحيق وحبوب اللقاح، ولكي تخبر بقية الشغالات عن مكان الزهور التي زارتها وكميتها ونوعها, فإنها تعبر عن ذلك بالرقص في الخلية، فإذا رقصت النحلة في خط مستقيم فمعنى ذلك أن الزهور في اتجاه الشمس, وأما إذا رقصت ناحية الاتجاه المعاكس فمعنى ذلك أن الزهور عكس اتجاه الشمس, أما إذا كان اتجاه الرقص ناحية اليمين فمعنى ذلك أن الزهور تقع بزاوية 90 درجة من الجهة اليمنى, وإذا رقصت بزاوية ميل 45 درجة فهذا يعني أن زاوية الميل للزهور عن الشمس تساوي 45 درجة.

والعجيب أن النحل يراعى حركة الشمس عند حساب الاتجاه، فمن المعروف أن الشمس تغير اتجاهها بمقدار درجة ناحية الغرب كل أربع دقائق, والنحلة تراعى هذا الانحراف الزاوي المتغير بالنسبة لحركة الشمس أولا بأول عند تحديدها اتجاه الزهور، والنحلة القائمة بمهمة التبليغ (النحلة المخبرة) تُعْبِر عن المسافة بزمن الرقص, وتعبر عن كم الزهور بتسارع اهتزازات جسمها أو تقليله، ولتحديد نوع الزهور فإن النحلة تطبع رائحة الزهور في فمها حتى يتعرف عليها بقية الأفراد عند رجوعها إلى الخلية (اُنظر صورة لنحلة مخبرة).

وتتكون كل خلية من:

(1) الملكة: هي الأنثى الكاملة التكوين، وهى الوحيدة القادرة على إنتاج البيض، جسمها أضخم من جسم الشغالة، وأطول من الذكر، أجنحتها قصيرة وصدرها عريض، عيناها متباعدتان وقرناها منحنيان، خرطومها قصير وأرجلها الخلفية ليست كأرجل الشغالة، وبعد خروج العذراء من الشرنقة تتغذى لبضعة أيام على العسل وتعاملها الشغالات بقسوة لتدفعها إلى الخروج للتزاوج، تقف العذراء على مدخل الخلية وتصدر أزيزا لا يكاد يسمعه النحال على بعد خطوات بينما تسمعه الذكور على بعد عدة كيلومترات، فتأتي سريعاً، وعندما يجتمع عدد كاف تطير العذراء في رحلة تسمى الزفاف الملكي وتندفع الذكور وراءها ويتم التلقيح في الجو وتعود العذراء إلى الخلية وقد أصبحت ملكة.

(2) الذكر: جسمه ممتلئ يكسوه وبر، خرطومه قصير وأجنحته لا يزيد طولها عن طول الجسم، قرون استشعاره مستقيمة، عيناه تقعان في قمة رأسه مهمته تلقيح الملكة ويموت بعد عملية التلقيح. فمصير الذكور هو الموت عند باب الخلية بعد انتهاء مهمته فليس للذكور أي عمل مفيد، كما أنها لا تملك أداة لسع لتدافع عن الخلية أو حتى عن نفسها. إن دور الذكور يعد إذن ثانويا في عالم النحل.

(3) الشغالة: الشغالات تعد إناثا عقيمة ضامرة الجهاز التناسلي، وهي تقوم بكل الأعمال اللازمة فهي ترعى الملكة وتلعقها وتنظفها وتحميها وتغذيها بالغذاء الملكي من غدد تفرزها من رؤوسها، كما تعمل على حراسة الخلية وقتال أعداء النحل، كما تعمل على جمع الماء والرحيق وحبوب اللقاح وتقوم ببناء الأقراص الشمعية التي تربي فيها الصغار، وتخزن فيها العسل وحبوب اللقاح، كما ترعى الحضنة وتغذيها وتلطف جو الخلية بالتهوية بالأجنحة... إلخ، فالشغالة إذا هي محور عمل الخلية.

تستطيع النحلة أن تقرأ المغناطيسية الأرضية (وتحدد الشمال والجنوب للأرض)، يوجد كائنات أخرى تستطيع ذلك مثل الدلافين والطيور, إلا أن النحل يستطيع تحديد المغناطيسية الأرضية بكل دقة أكثر من أي كائن آخر على الإطلاق، وذلل الله لها ذلك لكي تستطيع أن تخرج وتعود إلى بيتها دون أن تضل. ولكن كيف تفعل ذلك وما الذي يساعدها؟، يوجد على بطن النحلة ملايين البلورات المغناطيسية توجد داخل خلايا يطلق عليها (تروفوسيت) تتصل بالجهاز العصبي في مخ النحلة، وهي التي تحدد الاتجاهات المغناطيسية للأرض, لكي تعرف النحلة طريقها بكل سهولة.

2. مكونات النحلة

أ. مكونات الجسم

النحلة حشرة لها رأس وصدر وبطن، وهى من رتبة الحشرات ذوات الأجنحة الغشائية، ورأسها يحمل قرنين في الأمام وعينين كبيرتين وفماً، وأما الصدر فهو المنطقة التي تلي الرأس، وهو مقسم إلى ثلاثة أجزاء متوالية ملتحمة مع بعضها، ويحمل كل جزء (عقلة ـ حلقة ـ شدفة) زوجا من الأرجل، ثم تحمل الشدفة الثانية والثالثة زوجا من الأجنحة لكل منهما، وينتهي الجسم ببطن مقسمة إلى شدف، وفى نهايتها آلة لسع تسمى "اللاسعة" تلدغ بها من يهاجمها أو يريد إلحاق الضرر بها.

ب. مكونات أجهزة النحلة

(1) حاسة الشم:(اُنظر صورة قرن استشعار نحلة): يتركب قرن الاستشعار في النحلة من 12 عقلة كل عقلة تحتوي على مئات الخلايا أو الشعيرات الحسية الدقيقة والتي تنقسم إلى نوعين: مستقبلات المؤثرات الكيميائية (هذه المستقبلات تقوم بوظيفة الأنف في الإنسان), حيث تستطيع النحلة عن طريقها تمييز رائحة ألف زهرة أو أكثر, بل وتحتفظ برائحة هذه الزهور في ذاكرتها في المخ - مستقبلات المؤثرات الميكانيكية (هذه المستقبلات تقوم بوظيفة الأذن في الإنسان, حيث تقوم باستقبال الذبذبات والترددات في الهواء وتقوم بنقله إلى مخ النحلة الذي يترجمها إلى أصوات. تستطيع هذه الشعيرات أيضاً قياس الضغط الخارجي وضغط الجسم.

(2) حاسة السمع: الغريب في وظيفة الشعيرات الخاصة بالسمع هو استخدامها في تصنيع أقراص الشمع داخل الخلية لكي تضع الملكة فيها البيض، حيث تقيس سُمك قرص الشمع الذي سوف تضع فيه الملكة البيض، فسُمك قرص الشمع للملكات يختلف عن الذكور والشغالات، تستطيع الذكور أيضا بهذه الحاسة تتبع الملكة ومعرفة مكانها أثناء طيران العرس (التلقيح) وذلك عن طريق استقبال ذبذبات أجنحتها.

(3) حاسة اللمس: تستطيع النحلة أن تحس بنعومة الأسطح أو خشونتها أو ارتفاعها أو انخفاضها كل ذلك تحدده بدقة مثل الإنسان تماماً عن طريق استخدام الشعيرات الدقيقة لمستقبلات المؤثرات الميكانيكية.

(4) حاسة البصر أو الرؤية (اُنظر صورة عين نحلة): تستطيع النحلة أن ترى عن طريق زوج من العيون المركبة وثلاثة أعين بسيطة توجد في منتصف الرأس، تحتوى كل عين مركبة على 4500 عيينة صغيرة, كل عيينة صغيرة تتركب من 9 خلايا مستقبلات للضوء تشبه شبكية عين الإنسان: خليتان منها لاستقبال الضوء الأخضر, وخليتان لاستقبال الضوء الأزرق, وخليتان لاستقبال الأشعة فوق البنفسجية, وخليتان لاستقبال خليط من الضوء، وأخيراً خلية واحدة ترى الضوء المستقطب والأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس من خلال السحاب الركامي، وفي حالة نظر النحلة إلى أسفل فإن هاتين الخليتين تكونان حساستين للون الأخضر, أما إذا نظرت لأعلى فإن هاتين الخليتين تكونان حساستين للأشعة فوق البنفسجية.

(5). فم النحلة (اُنظر صورة فم نحلة): يتركب فم النحلة من عدة أجزاء قارضة لاعقه (شفة عليا ـ شفة سفلي ـ فك علوي ـ فك سفلي) تستخدم النحلة فمها في قرض الزهور كي تستطيع الدخول إلى الرحيق في وسط الزهرة, وعندما تنطبق أجزاء الفم هذه على بعضها فإنها تكون خرطوما ماصا أنبوبياً قوياً ، يمكن أن يدخل في الأزهار بعمق.

(6) حاسة التذوق: تستطيع النحلة أن تفرق بين طعم رحيق الزهور المختلفة, فهي تميز الطعام الحلو, اللاذع, الحمضي وكذا كريه الرائحة. لقد خلق الله I لها أنواعا من الخلايا الحسية الدقيقة على ملمس الشفاه ولسانها وهي تشبه خلايا التذوق في الإنسان.

3. كيف يبنى النحل بيته

يقول العلماء حقائق علمية مدهشة!!، تؤكد عظمة القرآن وإعجازه، في كل العصور، لقد خلق الله I للنحلة آلة هندسية رائعة تشبه المنقلة الهندسية توجد في منطقة العنق، وهى عبارة عن غشاء مفصلي يربط بين الصدر والبطن، هذا الغشاء يسمح للنحلة أن تحرك كل من الصدر والبطن بحرية كاملة، وعندما تريد النحلة رسم الشكل السداسي لأقراص الشمع في الخلية, فإن هذه الآلة تتحكم في حركة أرجل النحلة وتوجه أرجلها لترسم الشكل الهندسي السداسي بكل دقة (اُنظر صورة خلايا سداسية)، ومن المعروف في علم الهندسة والرياضيات أن الشكل السداسي هو أكثر الأشكال الهندسية دقة من حيث عدم ترك أي مساحات خالية إذا رسم بجانب أشكال سداسية أخرى.

تصنع النحلة حجرات تخزين العسل مائلة 13 درجة. وذلك لأن درجة الميل لو كانت أكثر من ذلك فإن العسل سيتجمع أسفل القرص ويكون من الصعب على النحل أن يحصل عليه, ولو كانت درجة الميل أقل من ذلك فإن العسل يمكن أن ينساب خارج الأقراص.

تستخدم النحلة خاصية الاتزان لتهيئة الجسم للوضع المثالي أثناء الطيران, وذلك عن طريق الآلة الهندسية التي توجد في العنق، وعن طريقها تستطيع النحلة أن تتحكم في حركة رأسها, لكي تستطيع الطيران في وضع عمودي أو مستقيم فيسهل لها بناء بيتها بدقة.

يحافظ النحل على درجة الحرارة ثابتة عند 32 درجة مئوية داخل الخلية وذلك لمدة 10 شهور, ولبقاء درجة الحرارة ثابتة فإن مجموعة من النحل تقوم بوظيفة التبريد بأجنحة كالمراوح, وغايتها في ذلك توزيع الهواء وتخليص الخلية من بخار الماء الزائد والهواء الملوث والدخان، أيضاً فإن ثبات درجة الحرارة عند 32 درجة مئوية يسمح للشغالات بعمل أقراص الشمع بسهولة.

يقول العلماء توجد في الخلية أقراص الشمع وهى الأشياء الأساسية في بناء بيت النحل، فمنها تُنشئ المخازن والغرف (مخازن العسل والخبز ـ وغرف تربية الصغار وغيرها من الغرف) والشغالة هي التي تتولى صنع أقراص الشمع؛ حيث تفرز من بطنها شمعا يكون في البداية سائلا ثم يجف ويتصلب بتعرضه للهواء، تمضغ الشغالة هذا الشمع بفكها ثم تبنى به حجرات أو غرف عبارة عن عيون سداسية الشكل لها قعر محدب، وتتصل العيون ببعضها غير أن بعض العيون تكون ضيقة وبعضها يكون متسعا طبقا لما بني له، فالعيون الضيقة تخصص لوضع البيض، وأما العيون المتسعة فأكبرها يخصص لبيض الملكة، كما أن العيون التي تربى فيها الذكور أكبر من عيون الشغالات وأصغر من عيون الملكات، والخلية الملكية توضع في أطراف الخلية.

وأقراص الشمع في خلايا النحل الجبلية أو التي على الأشجار يختلف مكان وجودها في الخلية، فالأقراص المخصصة لتربية الصغار تكون معلقة في السقف، أما الأقراص المخصصة لتخزين العسل وغبار الطلع تغلق عيونها بقطع من الشمع لحفظ ما يوجد بها من التبخر والفساد.

4. الخلاصة

مما سبق وبعد عرض تلك الحقائق العلمية المهمة يتبين مدي الإعجاز العلمي في قوله تعالى: )وَأوحَى رَبُّكَ إلى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ( (سورة النحل: الآية 68). فلم تكن تلك المعلومات متاحة عند المسلمين منذ 1400 سنة كما هي متاحة الآن، لتؤكد أن الذي أوجد تلك الحقائق العلمية عن النحل وبيوت النحل، هو الذي أنزل هذا القرآن الكريم، وهو الذي أوحى إلى عبده ورسوله محمدا e بتلك المعلومات العجيبة منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان، قبل أن يكتشفها العلماء الآن بهذه الدقة.