إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة




نملة
لوحة الألوان
وجبة طعام من الكمأة
نجم يتهاوى على نفسه
مجموعة من المجرات
نحلة
نحلة مخبرة
مدخل مسكن نمل
مجرتنا
مركز المجرة M 87
مستعمرة نمل
أغلفة القمح
أغلفة حبوب القمح
الموج الداخلي
الموج السطحي
الملكة والذكر والشغالة
البحر المسجور
البحر العميق
السحاب
الكمأة
الكمأة بحجمها الطبيعي
الكمأة كغذاء
العين
انفجار أحد النجوم
القلب من الداخل
اتصال صدوع الأرض
ثمار الزيتون
تلسكوب راديوي
بيوت النحل
بيوض النملة
تجمعات النجوم بالمجرة
بحر مشتعل
بعض أنواع العسل
ثقب أسود
خلايا سداسية
دماغ نملة
خلية من جسم إنسان
جاذبية الثقب الأسود للضوء
جبل
حبوب القمح
جبال الهيمالايا
خدعة الألوان والأشكال المتباينة
جسم النملة الصلب
رأس نملة
رجل نملة
رجل بقلب صناعي
سنبلة قمح
صورة وتد
صورة عملية زراعة قلب اصطناعي
سحابة غبار كوني
زيت زيتون
شجر زيتون
شجرة زيتون معمرة
كمأة من نوع الزبيدي
كمأة جدري الأرض
عناقيد مجرات
غواصة في أعماق البحر
غبار الطلع
عين نملة
عين مصابة بالتراكوما
عين النحلة
فم نملة
فم نحلة
فك نملة
قلب إنسان
قمة جبل أفرست
قرن استشعار نحلة
قرون استشعار نملة

من أشكال الخدع الهندسية
مثلث بانروز
مجسم لجذر جبل ممتد
مربع الألوان المتباينة
مكة والمراكز الجغرافية للعالم الجديد
مكة والحدود البعيدة للعالم الجديد
مكة والحدود القريبة للعالم الجديد
مكة مركز العالم القديم
مكة مركز العالم القديم والجديد
الموج السطحي والموج العميق
المجال المغناطيسي للقلب
امتصاص الألوان في البحر السطحي
الشكل الأصلي لخدعة المسيح
الصفيحة العربية
تأثير القلب على الدماغ
تيارات الحمل العملاقة
خداع في انحناء المستقيمات
خداع في الطول
خدعة ميلار ليار
خدعة المسيح
خدعة ثلاثية الأبعاد
خدعة ثلاثية الأبعاد مزدوجة
خدعة ثلاثية الأبعاد حلزونية
خدعة باكمان
حركة الصفائح
جذور الجبال
قياس بعد النجوم بالتزيح




المقدمة

المبحث السابع عشر

الزيتون في القرآن والسنة

قال تعالى: )وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ( (سورة المؤمنون: الآية 20).

أولا: تفسير الآية

الزيتون من الأشجار المباركة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وأوصى النبي e أمته بأن يأكلوا منها ويدهنوا بزيتها، وقد ثبت علمياً فوائد أكل الزيتون وزيته والدهان به.

يقول القرطبي في تفسيره: يراد بالشجرة شجرة الزيتون، وجاء إفرادها بالذكر لعظيم منافعها في أرض الشام والحجاز وغيرها من البلاد، وقلة تعاهدها بالسقى والحفر وغير ذلك من المراعاة في سائر الأشجار، وأن الله أنبتها في الأصل من الجبل الذي بارك فيه، وطُور سَيْنَاءَ هو الجبل الذي كلم الله موسى u من فوقه، وقال مجاهد سيناء حجر بعينه أضيف الجبل لوجوده عنده، وقد اختُلِف في تفسير سيناء، قال قتادة: معناها الحسن، وقال مجاهد: معناها مبارك، وقال الجمهور هو أسم جبل، كما تقول العرب جبل أحد.

وقال ابن كثير: طُورِ سَيْنَاءَ هو طور سينين، وهو الجبل الذي كلم الله موسى u عليه، وفى قوله )تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ(، قال بعضهم الباء زائدة وتقديره تنبت الدهن، وأما على قول من يضمن الفعل فتقديره تخرج بالدهن أو تأتى بالدهن، ولهذا قال )وَصِبْغٍ( أي أدم، قال قتادة )لِلآكِلِينَ(، أي فيها ما ينتفع به من الدهن والاصطباغ، قال عبد بن حميد في مسنده وتفسيره حدثنا عبد الرازق، أنبأنا معمر عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر t قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله e: "أئْتَدِمُوا بِالزِّيْتِ وَادَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ" (سنن ابن ماجة: 3310)، وفى تفسير الجلالين في معنى قوله تعالى: )وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ( أي أدام يصبغ اللقمة بغمسها فيه وهو الزيت.

إن آيات القرآن الكريم تذكر هذا النوع من الشجر (الزيتون) لأهميته، لقد أقسم الله I بالزيتون مقرونا بهذا الجبل في قوله تعالى: )وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُور ِسِينِينَ (2)( (سورة التين: الآيتان1، 2). وقد بارك الله هذه الشجرة في قوله تعالى: )اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ( (سورة النور: الآية 35)، والشجرة المباركة هي شجرة الزيتون، وعَنْ أَبِى هُرَيرَةَ t قَالَ رَسُولُ الله e: "كُلُوا الزَّيْتَ وأدَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ مُبَاَرٌك" (سنن ابن ماجة: 3311)، والزيت المذكور هنا هو زيت الزيتون فقد جاء في لسان العرب لابن منظور أن الزيت عصارة الزيتون، والزيتون شجرة معروفة، والزيت هو دهنه. وزيت الزيتون هو الزيت الوحيد الذي كان معروفاً ومشهوراً في الجزيرة العربية في عهد رسول الله e فعندما يذكر الزيت فإنهم يعنون به زيت الزيتون.

ثانياً: أوجه الإعجاز العلمي

يتوافق حديث رسول الله e: "كُلُوا الزَّيْتَ وأدَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرةٍ مُبَارَكَةٍ" (مسند أحمد: 15474)، مع الآية 20 من سورة المؤمنون، فشجرة الزيتون تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ، فإذا حللنا ثمار الزيتون بالطرق العلمية الحديثة، فسنجد أن بها كميات من الأحماض الأمينية (وهي الأحماض التي يرتبط بعضها مع بعض في سلسلة ببتيدية طويلة لتكون البروتين) علاوة على الدهن. بعض هذه الأحماض تسمى بالأحماض الأمينية الأساسية، وهي الأحماض الأمينية التي إذا لم يتناولها الإنسان في طعامه لمدة طويلة فإنه يمرض، أحد هذه الأحماض هو حمض الفنيل ألانين، يوجد في ثمار الزيتون وله دور أساس في ثبات لون البشرة ولون رموش العين ولون الشعر في الإنسان، ولكي نوضح وجه الإعجاز العلمي في الآية 20 من سورة المؤمنون يجب أولاً معرفة الحقائق العلمية الآتية:

·   شجرة الزيتون

·   ثمرة الزيتون

·   زيت الزيتون

·   الأهمية الاقتصادية للزيتون

·   الأهمية الطبية له

1. شجرة الزيتون

شجرة الزيتون هي من فصيلة الزيتونيات وتعيش ما بين 25° و45° من خطوط العرض، وعلى ارتفاع حتى 700م من سطح الأرض، تمتاز هذه الشجرة بمتوسط عمري كبير جداً، مع مقاومة كبيرة للظروف المناخية، وتتأقلم مع جميع أنواع التربة ما يجعلها في مقدمة النباتات المقاومة للظروف المناخية المتقلبة. هذه الشجرة أصلها بلدان البحر الأبيض المتوسط (اُنظر صورة شجر زيتون) وأدخلت إلى فرنسا منذ أكثر من 800 سنة عن طريق الفينيقيين، وهى شجرة مباركة قديمة أصلها سيناء، معمرة تعيش لأكثر من 2000 سنة (اُنظر صورة لشجرة زيتون معمرة).

قال ابن عباس: في الزيتونة منافع كثيرة، يسرج بزيتها، وهي إدام ودهان ودباغ، ووقود يوقد بحطبه وتفله، وليس في الزيتونة شيء إلا وفيه منفعة، وهي أول شجرة نبتت في الدنيا، وأول شجرة نبتت بعد الطوفان وتنبت في منازل الأنبياء والأرض المقدسة، دعا لها سبعون نبياً بالبركة؛ ومنهم إبراهيم u، ومحمد e.

هذه الشجرة تستغل الدهن الموجود في بذورها في بداية حياتها، حيث يحوله الجنين إلى مواد كربوهيدراتية من خلال دورة تسمى دورة جليكزوليت (Glyxlate) هذه الدورة اكتشفت سنة 1957م. وفيها يعتمد الجنين في إنباته على الدهن المخزن الذي يتحول إلى مواد كربوهيدراتية وخلات نشطة.

والزيتونة شجرة دائمة الخضرة يصل ارتفاعها إلى 15 م، أوراقها بسيطة معنقة سهمية متقابلة ذات لون أخضر داكن (زيتوني) تخرج من آباطها البراعم الزهرية في نورات، يصل عدد أزهارها من 10 - 40 زهرة، وتزهر الشجرة ثم تثمر بعد 4 - 5 سنوات وتستمر في عطائها لأكثر من ألفي عام.

ويعد خشب شجرة الزيتون من الأخشاب الممتازة (لونه بني عسلي) وهو غني بالمواد الحافظة التي تمنع تلفه وتسوسه وإصابته بالحشرات أو الأرضة (النمل الأبيض) الذي هو من ألد أعداء المواد الخشبية.

وشجر الزيتون عادة ما يكون ذا هيكل كبير وسميك، وتتفرع الشجرة إلى فروع كثيرة، أما الأوراق فهي متقابلة ورمحيه، ملونة بلون أخضر داكن من ناحية الجهة العلوية، ولون فضي من ناحية الجهة السفلية. الجهة العلوية مكسوة بشمع يلعب دورا مهماً في اجتناب تبخر مياه الأوراق من جهة، ووقاية الجهة السفلي من أشعة الشمس عند الحر من جهة أخرى.

أما الإزهار فيتكون على محور رئيسي مكون من 4 إلى 6 فروع ثانوية متقابلة وزهرة نهائية، ووقت الإزهار عادة يكون مابين بين شهري أبريل ومايو، أما الجذور فتنمو عموديا حتى تصل إلى 5 م ويتوقف ذلك على الاستغلال الأمثل للتربة والمياه الموجودة فيها خاصة في مناطق الجفاف.

2. ثمرة الزيتون

ثمرة الزيتون من الثمار الغضة (Fleshy Fruits) يمتاز غلافها الخارجي بأنه جلدي رقيق، والطبقة المتوسطة منه شحمية، أما الطبقة الداخلية فهي خشبية سميكة، بداخلها بذرة اندوسبرمية والجنين مستقيم، تكون الثمرة في البداية خضراء داكنة، ثم تتحول إلى سمراء بعد نضجها (اُنظر صورة ثمار الزيتون).

 يحتوي كل 100 جم من الزيتون الأخضر على 132 سعر حراري، وتكون الرطوبة والزيت 85 - 90% من وزن اللب، بينما الباقي يمثل مواد عضوية ومعادن، بالإضافة إلى السكريات الأحادية (الجلوكوز والملتوز والزيلوز والجالاكتوز والأرابينوز).

ومن المعروف أن شجرة الزيتون تنتج الثمر بعد أربع سنوات أو خمس، وأن ثمرتها تؤكل أو تعصر زيتا (20% من الثمرة تحوي زيتا)، ومن أهمية زيت الزيتون أن 90% من الإنتاج العالمي للزيتون يستخدم في إنتاج زيت الزيتون، وإذا حللنا ثمار الزيتون بالطرق العلمية الحديثة فسنجد بها علاوة على الزيت، كميات من الأحماض الأمينية (وهي الأحماض التي ترتبط مع بعضها البعض في سلسلة ببتيدية طويلة لتكون البروتين).

القيمة الغذائية لكل 100 جم من الزيتون

أ. بروتينات 1.5 جم

ب. زيت 13.5 جم

ج. مواد سكرية 4 جم

د. بوتاسيوم 91 مجم

هـ. صوديوم 2400 مجم

و. كالسيوم 61 مجم

ز. مغنسيوم 22 مجم

ح. فوسفور 17 مجم

ط. كاروتين 180 ميكروجرام

ي. فيتامين أ – 300 وحدة دولية.

ك. دهن 13.5 جم.

ل. كربوهيدرات 4 جم.

م. ألياف 1.25 جم.

3. زيت الزيتون (اُنظر صورة لزيت الزيتون)

يمتاز زيت الزيتون بوجود 56 مركباً طياراً في الأوراق والأزهار والغلاف الخارجي والوسطي لصنفي لوكا Lucca والميشين Mission، وزيت الزيتون يتألف كيميائيا من مواد دهنية وأنزيمات – وفيتامينات (أ، ب، ج، د، هـ) ومواد ملونة (كلورفيل – زنثوفيل)، وكميات ضئيلة من العناصر المعدنية (حديد – ماغنسيوم – كالسيوم). وحامض اللينوليك، أما حامض الأرشيرك فله أهمية في عملية التمثيل الغذائي في الجسم، وتنظيم ضربات القلب وضغط الدم، وسلامة الجهاز العصبي المركزي وكفاءة وظائفه.

وبتحليل الزيت وجد أنه يحتوي الأحماض الدهنية التالية:

أ. حمض الأوليك Oleic Acid.

ب. حمض البالمتيك Palmitic Acid.

ج. حمض الينوليكLinoleic Acid.

د. حمض الاستياريك stearic Acid.

هـ. حمض الميرستيك Myrisitic Acid.

وقد حلل بعض العلماء عينات مختلفة من الزيوت لمعرفة أفضلها وهي:

أ. زيت الكتان linseed Oil.

ب. زيت الفول السوداني Peanut Oil.

ج. زيت السمسم Sesame Oil.

د. زيت بذرة القطن Cotton Seed Oil.

هـ. زيت فول الصويا Soyabean Oil.

و. زيت الزيتون Olive Oil (اُنظر صورة لزيت الزيتون).

وبعد استخدام الفصل الكروماتوجرافي الرقيق T.L.C والفصل الغازي السائل G.L.C وجد أن زيت الزيتون من أفضل الزيوت السابقة، حيث أدت إضافته إلى مزارع الفطريات إلى تحسين إنتاج تلك الفطريات ويرجع ذلك لاحتوائه على كمية عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة الأحادية، والتي تصل إلى 83% من زيت الزيتون وهي تفوق نسبتها في الزيوت الأخرى بكثير، لذلك قَالَ رَسُولُ الله e: "كُلُوا الزَّيْتَ وأدَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرةٍ مُبَارَكَةٍ" (مسند أحمد: 15474).

ز. درجات الزيت

(1) زيت درجة أولى: ويسمى الزيت الفاخر وهو الذي يؤخذ من لب الثمار دون البذور، لا تزيد نسبة الحموضة فيه عن 0.6%، ويستعمل في الأغراض الطبية فقط.

(2) زيت الدرجة الثانية: ويسمى الزيت الممتاز، يؤخذ من لب الثمار الناضجة وغير تامة النضج، بعد استبعاد البذور، ولا تزيد نسبة الحموضة فيه عن 2% ويستخدم هذا الزيت في الطعام.

(3) زيت الدرجة الثالثة: ويسمى الزيت الجيد، يؤخذ من لب الثمرة دون بذرتها، ونسبة الحموضة تتراوح من 2-3%، ويستخدم في الطعام.

(4) زيت الدرجة الرابعة: ويسمى زيت التجميل، يؤخذ من بقايا لب الثمرة مع مجروش النواة، تصل نسبة الحموضة فيه حوالي 4% ويستعمل في صناعة الصابون ولا يستخدم في الطعام.

(5) زيت الدرجة الخامسة: يؤخذ من الثمار الجافة والمهشمة ومن البذور وتصل نسبة الحموضة فيه إلي 5% ويستعمل في صناعة الصابون فقط ولا يستخدم في الطعام.

(اُنظر جدول وسطية زيت الزيتون مابين الزيوت المشبعة (كالشحوم والشمع) والغير مشبعة (كالزيوت النباتية) من بين مجموعة من الزيوت الأخرى)

4. الأهمية الاقتصادية للزيتون

صنف العلماء الدول في ترتيبها لإنتاج الزيتون وزيته كما يلي:

أسبانيا/ تونس/ إيطاليا/ اليونان/ تركيا/ سورية/ المغرب/ البرتغال/ والولايات المتحدة الأمريكية (ولاية كاليفورنيا فقط)/ فرنسا/ لبنان/ الأردن/ الصين/ تشيلي/ بيرو/ البرازيل/المكسيك /أنجولا/ جنوب إفريقيا/ أوروغواي/ أفغانستان/ أستراليا/ نيوزيلندا (اُنظر جدول حجم الاستهلاك وكمية الإنتاج بحسب الدول حتى عام 2005)، ولشجرة الزيتون أهمية اقتصادية حيث يستخدم خشبها في صناعة أفخر أنواع الأثاث، كما يستخدم تفل النوى (المتبقي بعد عصره) علفاً للدواب، وسماداً للأرض، ووقوداً، كما يستخدم في تبطين الجدران، وتنتج شجرة الزيتون الواحدة، حوالي 60 كجم من الزيتون، ومن ناحية أخري فهي شجرة معمرة ولا تحتاج إلى جهد في رعايتها.

5. الأهمية الطبية لزيت الزيتون

لزيت الزيتون فوائد طبية كثيرة نذكر منها الأتي:

أ. تقوية الشرايين والأوعية الدموي.

ب. يؤدي تناوله إلى هدوء الأعصاب وتحمل الضغوط النفسية والإرهاق، ويزيد مناعة الجسم ضد الأمراض.

ج. يؤدي تناوله إلى تحسين حالة مريض السكر، حيث يحافظ على مستوى سكر الدم والجليسريدات الثلاثية في الجسم.

د. يساعد في علاج السمنة المفرطة.

هـ. يستخدم قضيب الزيتون سواكاً.

و. هو أكثر إدام أهل الشام والمغرب ويصطبغون به، ويستعملونه في صبيحتهم فيستصبحون به، ويداوى به أدواء الجوف والقروح والجراحات، وفيه منافع كثيرة: قَالَ رَسُولُ الله e "كُلُوا الزَّيْتَ وأدَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرةٍ مُبَارَكَةٍ" (مسند أحمد: 15474).

ز. زيت الزيتون يحسن لون الوجه ويندي البشرة، فهو يستخدم لإزالة تجاعيد الوجه وتليين الجلد والرقبة، ويحمي الجسم من الآثار الضارة لأشعة الشمس، ويبطئ الشيب، وهو دهان ممتاز للشعر ومانع لقشرة الرأس.

ح. يساعد زيت الزيتون في تخفيف آلام الروماتيزم عند دهان موضع الألم به.

ط. يقوي المعدة ويعمل ملطفاً ومليناً ومضاداً للإمساك ومدراً للصفراء ومفتتاً للحصى، وهو مفيد لمرضى السكر، ويمكن إضافة عصير الليمون إليه، وإذا مضغت أوراقه أفادت في علاج التهاب اللثة والحلق، وإذا دق وضمد بمائه أوعصارته نفع كثيراً في حالات الجروح والقروح والدمامل وذلك لاحتوائه على المادة القابضة المطهرة.

ي. يحتوي على فيتامين هـ المعروف بدوره الفعال المضاد للأكسدة، وكذلك مركبات " البولي فينول " وبذلك يقي من تصلب الشرايين، وترجع الفوائد الصحية لزيت الزيتون لكونه غنى بالأحماض الدهنية غير المشبعة الوحيدة، وغنى أيضا بمضادات الأكسدة، وقد بينت نتائج الأبحاث أن زيت الزيتون يخفض مستوى الكولسترول الكلي- والكولسترول الضار في الجسم، دون أن يؤثر سلبا على الكولسترول المفيد.

ك. استعمل زيت الزيتون قديما في علاج الأمراض الجلدية مثل الجرب وغيره من أمراض الجلد؛ وتشير الأبحاث العلمية إلى أن الدهان بزيت الزيتون ربما يقي من حدوث سرطان الجلد، كما أن استعمال مزيج مكون من زيت الزيتون مع قليل من شمع عسل النحل بعد خلطه جيدا في حمام مائي على نار هادئة، يكون مفيدا في دهان البقع الجلدية والشامات الرقيقة وكذلك البواسير بعد أن يبرد، وقد حقق نتائج ممتازة.

ل. وجد العلماء أن استعمال كميات متساوية من زيت الزيتون والجلسرين، مع بضع قطرات من عصير الليمون ودهان الجلد مع التدليك، يؤدي إلى نعومة البشرة وإزالة الخشونة وتشققات اليدين والقدمين، وعند استعماله في تدليك فروة الرأس، فإنه يؤدي إلى إزالة القشرة وتقوية الشعر ونعومته ولمعانه، كما أظهرت نتائج الأبحاث أن وضع زيت الزيتون على الرأس لعدة ساعات يقتل الحشرات الموجود بالرأس، أما بالنسبة للحروق السطحية اليسيرة فإن استعمال (مزيج من بياض بيضة مع ملعقتين من زيت زيتون) ودهان مكان الإصابة دهانا موضعيا دون تدليك يؤدي إلى شفاء هذه الإصابات.

م. أثبتت الدراسات أن لزيت الزيتون تأثيرا مفيدا على مرضى القلب وارتفاع ضغط الدم، حيث أن الأشخاص الذين يتناولون زيت الزيتون بانتظام ضمن الوجبات الغذائية اليومية، يكون مستوى ضغط الدم عندهم طبيعياً.

ن. أظهرت الدراسات أن هناك تناسبا عكسيا بين تناول زيت الزيتون وبين حدوث عدد من السرطانات، حيث (وجد أن هناك علاقة وثيقة بين تناول زيت الزيتون وانخفاض معدل حدوث سرطان الثدي والمعدة) وعلى سبيل المثال فإن الإحصاءات تشير إلى أن استعمال زيت الزيتون في الغذاء يخفض الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 35%. وتعد أسبانيا أقل البلاد نسبة في إصابة النساء بسرطان الثدي نظراً لإنتاجها العالي من زيت الزيتون ذو الجودة العالية في العالم، كما أظهرت الدراسات أيضا أنه يقي من عدد كبير من السرطانات الأخرى (مثل سرطان القولون، سرطان الرحم، وسرطان المبيض).

ص. إن تناول زيت الزيتون بانتظام في الوجبات الغذائية، يساعد على تنشيط وظائف الكبد وزيادة إفراز العصارة الصفراوية من المرارة، ويؤدى إلى تلطيف الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء، كما يؤدي إلى تفتيت حصوات الكلى والمرارة والحالب، وتشير الأبحاث العلمية أيضاً إلى أن الزيوت غير المشبعة (زيت الزيتون, دوار الشمس، وزيت السمك) تمنع نمو الجراثيم المسؤولة عن حالات عديدة من القرحة المعدية.

ع. إن تناول مزيج مكون من معلقة كبيرة من زيت الزيتون مع عصير الليمون صباحا على الريق يؤدي إلى التخلص من بعض أنواع الديدان التي تعيش في الجهاز الهضمي.

ف. ثبت بالتحليل الدقيق للثمرة وزيتها احتواؤهما على مركبات كيميائية تمنع تخثر[1] الدم.

6. الخلاصة

 بمقارنة فوائد الزيتون الاقتصادية والطبية بباقي أنواع الزيوت (اُنظر جدول وسطية زيت الزيتون مابين الزيوت المشبعة (كالشحوم والشمع) والغير مشبعة (كالزيوت النباتية) من بين مجموعة من الزيوت الأخرى)، ومن الجدول، يتضح أهمية الزيتون وزيته، فهو النبات الذي أقسم الله به في سورة التين في قوله تعالى: )وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُور ِسِينِينَ (2)( (التين: الآيتان1، 2). والله I لا يقسم إلا بشيء عظيم، وقال محمد e عن الزيتون: "كُلُوا الزَّيْتَ وأدَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرةٍ مُبَارَكَةٍ" (مسند أحمد: 15474)، وهو لا ينطق عن الهوى، وكان الناس في عهد رسول الله e يأكلون الزيتون ويستخدمون زيته في الطعام، ويدهنون به دون أن يعلموا عنه شيئاً من الناحية العلمية.

أما الآن وبعد التقدم العلمي الهائل الذي ظهر في الأجهزة العلمية الحديثة والأدوات التي يستخدمها الباحثون والعلماء، فقد استطاعوا كشف النقاب عن هذا الكائن النباتي العجيب المسمى بـ(شجرة الزيتون)، التي سماها الله I بالشجرة المباركة، لقد أثبتوا أن للشجرة فوائد كبيرة لم تكن معروفة من قبل سواء كان ذلك من الناحية الاقتصادية أو من الناحية الطبية.

إن اقتران كلمة (طُور ِسِينِينَ) بهذه الشجرة في سورة التين، وكلمة (تخرج من طُور سَيْنَاءَ) في سورة المؤمنون، يؤكدان أن أصل هذه الشجرة هو سيناء لقوله I: )وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ( (المؤمنون: 20)، وأن أجود شجرة زيتون على وجه الأرض توجد في سيناء، قياسا بالمناطق الأخرى التي تزرع فيها في أنحاء العالم، وعلى العلماء وولاة الأمر الانتباه والاهتمام بزراعتها في (سيناء) لأنها كما ذكر القرآن تخرج من طور سيناء، حتى يكون لسيناء الريادة الاقتصادية في العالم، وفى مقدمة الدول المنتجة للزيتون.



[1] خثر= غلظ، خثر اللبن أصبح رائبا.