إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / أنبياء الله: تعريف وتاريخ




منظر علوي وجانبي للسفينة
آثار سد مأرب
أثر سفينة نوح
نحت في الجبل
مجسم لهيكل سليمان
مصحف عثمان
مكة المكرمة
مقام يحيى عليه السلام
المسجد الحرام
الكعبة المشرفة
بحيرة لوط عليه السلام
ختم الرسول - صلى الله عليه وسلم ـ
رسالة الرسول - صلى الله عليه وسلم ـ إلى أمير البحرين
رسالة الرسول - صلى الله عليه وسلم ـ إلى هرقل
رسالة الرسول - صلى الله عليه وسلم ـ إلى النجاشي
رسالة الرسول - صلى الله عليه وسلم ـ إلى المقوقس
رسالة الرسول - صلى الله عليه وسلم ـ إلى كسرى
صناعة الدروع والأسلحة
غار ثور
قبر أيوب عليه السلام

من مولد النبي إلى إرهاصات النبوة
من البعثة إلى الهجرة
من تأسيس الدولة إلى الوفاة
أولو العزم
نسب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ
ارتفاع الجبال عن سطح البحر
شجرة أبناء آدم
قبة الصخرة والمسجد الأقصى

أهم الأصنام
ممالك اليمن
أوضاع اليهود بعد وفاة سليمان عليه السلام
هجرة إبراهيم عليه السلام
هجرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ
مراحل توحيد شبه الجزيرة العربية
أصحاب الرس
أصحاب السبت
أصحاب القرية
مكانا هبوط آدم وحواء
الوضع السياسي قبل البعثة
اتساع مملكة داود عليه السلام
توزيع الجنس البشري
بعثة نوح عليه السلام
بعثة هود عليه السلام
بعثة لوط عليه السلام
بعثة إلياس عليه السلام
بعثة أيوب عليه السلام
بعثة إدريس عليه السلام
بعثة إسماعيل عليه السلام
بعثة إسحاق عليه السلام
بعثة يونس عليه السلام
بعثة يوسف عليه السلام
بعثة داود عليه السلام
بعثة يعقوب عليه السلام
بعثة سليمان عليه السلام
بعثة صالح عليه السلام
بعثة شعيب عليه السلام
بعثة عيسى عليه السلام
بعثة ذي الكفل عليه السلام
بعثتا زكريا ويحيى عليهما السلام
حادث الفيل
خروج موسى من مصر
خروج موسى وهارون
رحلة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الشام
شبه الجزيرة العربية
طريق حج الأنبياء
عودة موسى إلى مصر
عبور بني إسرائيل
غزوات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ
ذرية نوح عليه السلام
قوم تُبع



ملحق

ملحق

العشرة المبَشَرون بالجنة

1. أبو بكر الصديق

هو أبو بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التيمي القرشي، أمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر التيمي، ولد سنة 51 قبل الهجرة (573م)، صحابي ممن رافقوا محمداًe منذ بداية الدعوة، كان من أوائل من أسلموا من بني قريش، وهو والد عائشة (رضي الله عنها) زوجة رسول الله وأم المؤمنين، وهو أول الخلفاء الراشدين، سمى الصديق لأنه أول من صدق النبي في حادثة الإسراء، وقيل لأنه كان يصدق النبيe في كل خبر يأتيه من السماء، كان يدعى بالعتيق لأن النبيe قال له: ((يا أبا بكر أنت عتيق الله من النار))، كان غنياً وسيداً من سادات قريش، كلن ممن حرموا الخمر على أنفسهم في الجاهلية،شهد الحروب، واحتمل الشدائد، وبذل الأموال، وكان رفيق النبي حين هاجر إلى المدينة، وإليه عهد النبي بالناس حين اشتد به المرض، بويع بالخلافة يوم وفاة النبي في سنة 11 هـ، حارب المرتدين والممتنعين عن أداء الزكاة، افتتحت في أيامه بلاد الشام، وقسم كبير من العراق، توفي يوم الثلاثاء 8 جمادى الآخرة عن ثلاث وستين سنة، وكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر ونصف، قاد حروب الردة بعد وفاة الرسولe.

2. عمر بن الخطاب

هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي وكنيته أبو حفص، وفي كعب يجتمع نسبه مع نسب رسول الله e، أمه حنتمة بنت هشام المخزومية، أخت أبي جهل، ولد قبل بعثة محمد e بثلاثين سنة وكان عدد المسلمين يوم أسلم تسعة وثلاثين مسلماً، ثاني الخلفاء الراشدين امتدّت خلافته 10 سنين و6 أشهر وأربعة أيام، وهو من علماء الصحابة وزهادهم، نودي بعد موت أبى بكر بخليفة خليفة رسول الله e، وهو أول من لقب بأمير المؤمنين، وأول من عمل بالتقويم الهجري، لقب بالفاروق لأنه كان يفرق بين الحق والباطل، ولا يخاف في الله لومة لائم. فكان حريصًا على أن يذيع نبأ إسلامه في قريش كلها، وزادت قريش في حربها وعدائها لمحمد وأصحابه؛ حتى بدأ المسلمون يهاجرون إلى "المدينة" فرارًا بدينهم من أذى المشركين، وكانوا يهاجرون إليها خفية، فلما أراد عمر الهجرة تقلد سيفه، ومضى إلى الكعبة فطاف بالبيت سبعًا، ثم أتى المقام فصلى، ثم نادى في جموع المشركين: "من أراد أن تثكله أمه، أو ييتم ولده، أو يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي". تمناه رسول الله يوم قال: اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك، عمر بن الخطاب وأبي جهل بن هشام" [الطبرانى].

3. عثمان بن عفان

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب‏ بن فهر بن مالك بن النضر.‏ يلتقي نسبه مع الرسول في الجد الرابع من جهة أبيه‏‏‏.‏ عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، فهو قرشي أموي، يجتمع هو والنبي في عبد مناف، أمه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس, ولد بمكة, كان غنياً شريفاً في الجاهلية، وكان أنسب قريش لقريش، و أعلم قريش بما كان فيها من خير وشر، وكان رجال قريش يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمور لعلمه، وتجاربه، وحسن مجالسته، وكان شديد الحياء، ومن كبار التجار، كبير الجاه زكي النفس، لم يقترف فاحشة قط لا في جاهلية ولا في إسلام ويلقب ذا النورين لأنه تزوج بنتي الرسول محمدe وكان الرسول e يحبه جدا وقال فيه (أحيا أمتي عثمان) وقال ((لقد رأيت أني أعطيت المقاليد والموازين، فأما المقاليد فهي المفاتيح فوضعت ووضعت الأمة فرجحت بها ثم جيء بأبي بكر فوزن فوزن بها ثم جيء بعمر فوزن فوزن بها ثم جيء بعثمان فوزن فوزن بها)).

أسلم عثمان في أول الإسلام قبل دخول محمد رسول اللَّه دار الأرقم، وكانت سنِّه قد تجاوزت الثلاثين، دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام فأسلم، وكان عثمان أول مهاجر إلى أرض الحبشة لحفظ الإسلام، ثم تابعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة، ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة, تزوج عثمان رقية بنت رسول الله محمدe وهاجرت معه إلى الحبشة، وأيضاً هاجرت معه إلى المدينة وكان يقال‏:‏ أحسن زوجين رآهما إنسان رقية وعثمان، ثم إنها مرضت وماتت سنة 2هـ أثناء غزوة بدر، فحزن عليها حزنً شديداً فزوجه الرسولe من أختها أم كلثوم لذلك لقب بذي النورين لأنة تزوج من بنتي رسول اللهe. وكان رسول اللَّهe يثق به ويحبه ويكرمه لحيائه، ودماثة أخلاقه، وحسن عشرته، وما كان يبذله من المال لنصرة المسلمين، وبشره بالجنة كأبي بكر وعمر وعلي وبقية العشرة، وأخبره بأنه سيموت شهيدًا‏، واستخلفه رسول اللَّه على المدينة في غزوته إلى ذات الرقاع وإلى غطفان، وكان محبوبًا من قريش، وكان حليمًا، رقيق العواطف، كثير الإحسان‏.‏ وكانت العلاقة بينة وبين أبي يكر وعمر وعليّ على أحسن ما يرام، ولم يكن من الخطباء، وكان أعلم الصحابة بالمناسك، حافظًا للقرآن، ولم يكن متقشفًا مثل عمر بن الخطاب، بل كان يأكل اللين من الطعام‏.‏

يقال لغزوة تبوك غزوة العُسرة، ندب رسول اللَّه e الناس إلى الخروج وأعلمهم المكان الذي يريد ليتأهبوا لذلك، وبعث إلى مكة وإلى قبائل العرب يستنفرهم وأمر الناس بالصدقة، وحثهم على النفقة والحملان، فجاءوا بصدقات كثيرة، فجهَّز عثمان ثلث الجيش، جهزهم بتسعمائة وخمسين بعيرًا وبخمسين فرسًا‏.‏ قال ابن إسحاق‏:‏ أنفق عثمان في ذلك الجيش نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها‏.‏ وقيل‏:‏ جاء عثمان بألف دينار في كمه حين جهز جيش العُسرة فنثرها في حجر رسول اللَّه فقلبها في حجره وهو يقول‏:‏ ‏‏ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم‏‏‏.‏ وقال رسول اللَّه e‏:‏ ‏‏من جهز جيش العُسرة فله الجنة.‏‏

ولي عثمان الخلافة وعمره 68 عامًا،وقد تولى الخلافة بعد استشهاد عمر بن الخطاب، وفي اختياره للخلافة قصة تعرف بقصة الشورى، وهي أنه لما طعن عمر بن الخطاب دعا ستة من الصحابة وهم: على بن أبي طالب وعثمان بن عفان و عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبى وقاص والزبير بن العوام و وطلحة بن عبيد الله ليختاروا من بينهم خليفة وذهب المدعوون إلى لقاء عمر إلا طلحة بن عبيد الله، فقد كان في سفر، فعهد إليهم أن يختاروا خليفة من بينكم في مدة أقصاها ثلاثة أيام من وفاته، حرصاً على وحدة المسلميـن، فتشاور الصحابـة فيما بينهم ثم أجمعوا على اختيار عثمان، وبايعـه المسلمون في المسجد بيعة عامة سنة (23 هـ)، فأصبح ثالث الخلفاء الراشدين. ومن أهم أعمال عثمان فتح مرو وتركيا، وتوسيع الدولة الإسلامية، وتوسعة المسجد النبوي، وجمع القران الكريم في مصحف مكتوب برسمه إلى الوقت الحالي.

فتحت في أيام خلافة عثمان الإسكندرية ثم أرمينية والقوقاز وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص. وقد أنشأ أول أسطول إسلامي لحماية الشواطئ الإسلامية من هجمات البيزنطيين، كان من أهم إنجازاته كتابة القرآن الكريم الذي كان قد بُدِئ بجمعه في عهد الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه. حدثت في الفترة الأخيرة من خلافته رضي الله عنه فتنة ظهرت خيوطها على يد عبد الله بن سبأ، فنقم بعض الناس عليه . فجاءت الوفود من مصر والكوفة والبصرة وحاصروا دار الخليفة عثمان ومنعوا عنه الماء، والخروج إلى الصلاة حتى يتنازل عن الخلافة. فلم يقبل ولم يكن بالمدينة جيش أو شرطة لضبط النظام.وكان علي بن أبي طالب وابناه الحسن والحسين واقفين عند الباب لحماية عثمان، لكن القاتل دخل من الخلف واقتحموا عليه داره وهو يقرأ القرآن، فقتلوه وكان ذلك في شهر ذي الحجة سنة 35هـ فسقطت أول قطرة من دمه على قول الله تعالى ]فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ[ (البقرة:137).

4. علىَّ بن أبى طالب

هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي لقبه أمير المؤمنين كنيته أبو الحسن وأبو تراب ولقبه حيدر، ولد سنة 600م في مكة، وتربى في بيت رسول الإسلام محمدe الذي آخاه، ثم زوجه ابنته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين. هو رابع الخلفاء الراشدين عند أهل السنة و الجماعة و أول الأئمة عند الشيعة. اتفق المسلمون على فضله وعرف بالعلم و الحلم والشجاعة والكرم. هو أول من آمن و صلي مع رسول اللهe. يوجد كثير من فضائله عند أهل السنة في صحاح الستة وكتب الحديث النبوي الشريف غيرها.

زوجته فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبداللهe، اللقب: الزهراء، الكنية: أم الأئمة، أبناؤه من فاطمة هما: الحسن والحسين، وبناته من فاطمة هن: زينب بنت علىَّ، وزينب الصغرى الملقبة بأم كلثوم.

قتل علي بن أبي طالب t في 21 من رمضان سنة 40 للهجرة بعد ضربة بالسيف وهو خارج لصلاة الفجر في مسجد الكوفة صبيحة اليوم التاسع عشر من شهر رمضان، قتله عبد الرحمن بن ملجم، و كان عمر علي يوم مات 63 سنة. و كانت مدة خلافته خمس سنوات وثلاثة أشهر. و تولى غسله وتجهيزه أبناؤه الحسن والحسين وقد دفن في النجف (الكوفة).

5. الزبير بن العوام

الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، أبو عبد الله، لقب بحواري الرسولe. ولد سنة 28 قبل الهجرة، وأسلم وعمره خمس عشرة سنة، كان ممن هاجر إلى الحبشة، و هاجر إلى المدينة، قال عنه الرسولe "إن لكل نبي حوارياً وحواريّ الزبير"، تزوج أسماء بنت الصديق، كان من السبعة الأول في الإسلام، أمه صفية بنت عبد المطلب بن عبد مناف, عمة رسول الإسلام. عمته السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها. كان خفيف اللحية أسمر اللون، كثير الشعر، طويلاً.

شهد بدراً وجميع الغزوات مع الرسولe وحارب الردة ومانعي الزكاة تحت خلافة أبي بكر الصديق، وكان ممن بعثهم عمر بن الخطاب بمدد إلى عمرو بن العاص في فتح مصر، وقد ساعد ذلك المسلمين كثيراً لما في شخصيته من الشجاعة والحزم.

ولما مات عمر بن الخطاب على يد أبو لؤلؤة المجوسي كان الزبير من الستة أصحاب الشورى الذين عهد عمر إلى أحدهم بشئون الخلافة من بعده. عادى الزبير بن العوام علي بن أبي طالب، ولما تبين له موقف الإمام على من مقتل عثمان رد راجعاً عن الجيش في موقعة الجمل، وكان بجانبه طلحة بن عبيد الله وأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر، قتله غدراً رجل، يدعى عمرو بن جرموز، وقد توعد النبي صلى الله عليه وسلم قاتله بالنار.. وقد دفن الزبير في أطراف البصرة في موضع يسمى اليوم باسمه.

أبنائه: كان يسمي أبناءه بأسماء الشهداء وهم: عبد الله، جعفر، عبيدة، عمرو، خالد، عروة، المنذر، مصعب، عاصم، حمزة.

6. طلحة بن عبيد الله

هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي التيمي المكي أبو محمد.

قال أبو عبد الله بن منده كان رجلاً آدم كثير الشعر ليس بالجعد القطط ولا بالسبط، حسن الوجه إذا مشى أسرع ولا يغير شعره. وعن موسى بن طلحة قال كان أبي أبيض يضرب إلى الحمرة، مربوعاً إلى القصر، هو أقرب رحب الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم القدمين إذا التفت التفت جميعا.

عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول اللهe ((من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله)).

كان طلحة رضي الله عنه ممن سبق إلى الإسلام، وأوذي في الله، ثم هاجر، غاب عن وقعة بدر؛ إذ كان في تجارة له بالشام، وتألم لغيبته، فضرب له رسول اللهe بسهمه وأجره. وقيل: بل غاب عنها لأن النبيe، بعثه مع سعيد بن زيد يتحسسان أخبار العير، عير أبي سفيان، وعادا بعد انتهاء المعركة، قال أبو القاسم بن عساكر الحافظ في ترجمته: كان مع عمر لما قدم الجابية، وجعله على المهاجرين، وقال غيره كانت يده شلاء مما وقى بها رسول اللهe يوم أحد.

روي عن علقمة بن وقاص الليثي قال: لما خرج طلحة والزبير وعائشة للطلب بدم عثمان، عرجوا عن منصرفهم بذات عرق، فاستصغروا عروة بن الزبير وأبا بكر بن عبد الرحمن فردوهما، قال ورأيت طلحة، وأحب المجالس إليه أخلاها، وهو ضارب بلحيته على زوره. فقلت: يا أبا محمد، إني أراك، وأحب المجالس إليك أخلاها، إن كنت تكره هذا الأمر فدعه. فقال: يا علقمة، لا تلمني، كنا أمس يداً واحدة على من سوانا، فأصبحنا اليوم جبلين من حديد يزحف أحدنا إلى صاحبه، ولكنه كان مني شيء في أمر عثمان، مما لا أرى كفارته إلا سفك دمي، وطلب دمه. قلت: الذي كان منه في حق عثمان تأليب فعله باجتهاد، ثم تغير عندما شاهد مصرع عثمان، فندم على ترك نصرته رضي الله عنهما، وكان طلحة أول من بايع علياً، أرهقه قتلة عثمان، وأحضروه حتى بايع، قال البخاري حدثنا موسى بن أعين حدثنا أبو عوانة عن حصين في حديث عمرو بن جاوان قال: التقى القوم يوم الجمل، فقام كعب بن سور معه المصحف فنشره بين الفريقين، وناشدهم الله والإسلام في دمائهم، فما زال حتى قتل، وكان طلحة أول قتيل، وذهب الزبير ليلحق ببنيه فقتل.  كناه رسول اللهe: في معركة أحد بطلحة الخير، وفي غزوة العشيرة بطلحة الفياض، وفي معركة خيبر بطلحة الجود.

7. عبد الرحمن بن عوف

هو عبد الرحمن بن عوف، أحد الثمانية السابقين إلى الإسلام، عرض عليه أبو بكر الإسلام فما غُـمَّ عليه الأمر ولا أبطأ، بل سارع إلى الرسولe يبايعه، وفور إسلامه حمل حظه من اضطهاد المشركين، هاجر إلى الحبشة الهجرة الأولى والثانية، كما هاجر إلى المدينة مع المسلمين، وشهد المشاهد كلها، فأصيب يوم أُحُد بعشريـن جرحاً، تركت إحداها عرجاً دائماً في ساقه، كما سقطت بعـض ثناياه، فتركت هتما واضحا في نطقه وحديثه. كانt محظوظاً بالتجارة إلى حد يثير الإعجاب، كانت تجارة عبد الرحمن بن عوف ليست له وحده، وإنما لله وللمسلمين حق فيها، فقد باع يوما أرضا بأربعين ألف دينار، فرّقها جميعا على أهله من بني زُهرة، وأمهات المسلمين، وفقراء المسلمين، وقدّم خمسمائة فرس لجيوش الإسلام، ويوماً آخر ألفاً وخمسمائة راحلة. وعند موته أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله، وأربعمائة دينار لكل من بقي ممن شهدوا بدراً، حتى وصل للخليفة عثمان نصيب من الوصية فأخذه. كان عبد الرحمن بن عوف من الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة لهم من بعده، وفي العام الثاني والثلاثين من الهجرة جاد بأنفاسهt، وأرادت أم المؤمنين أن تخُصَّه بشرف لم تخصّ به سواه، فعرضت عليه أن يُدفن في حجرتها إلى جوار الرسول وأبي بكر وعمر، لكنه استحى أن يرفع نفسه إلى هذا الجوار، وطلب دفنه بجوار عثمان بن مظعون إذ تواثقا يوما أيهما مات بعد الآخر يدفن إلى جوار صاحبه...وكانت يتمتم وعيناه تفيضان بالدمع: (إني أخاف أن أحبس عن أصحابي لكثرة ما كان لي من مال). ولكن سرعان ما غشيته السكينة، وأشرق وجهه، وأرْهِفَت أذناه للسمع، كما لو كان هناك من يحادثه، ولعله سمع ما وعده الرسول e: ((عبد الرحمن بن عوف في الجنة)).

8. سعد بن أبي وقاص

سعد بن مالك بن أهيب الزهري القرشي أبو إسحاق. فهو من بني زهرة أهل آمنة بنت وهب أم الرسولe. فقد كان الرسولe يعتز بهذه الخؤولة، فقد ورد أنهe كان جالساً مع نفر من أصحابه، فرأى سعد بن أبي وقاص مقبلاً فقال لمن معه :"هذا خالي فليرني امرؤ خاله".

كان سعدt من النفر الذين دخلوا في الإسلام أول ما علموا به. فلم يسبقه إلا أبو بكر وعلي وزيد وخديجة.

كان الرسولe يجلس بين نفر من أصحابه، فرنا ببصره إلى الأفق في إصغاء من يتلقى همساً وسراً، ثم نظر في وجوه أصحابه وقال لهم: ((يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة)). وأخذ الصحاب يتلفتون ليروا هذا السعيد، فإذا سعد بن أبي وقاص آت.

كان سعد بن أبي وقاص إذا رمى عدوا أصابه وإذا دعا الله دعاء أجابه، أول دم هريق في الإسلام في بداية الدعوة كان على يديه، فبينما هو في نفر من الصحابة في شعب من شعاب مكة يستخفون بصلاتهم؛ إذ ظهر عليهم نفر من المشركين وهم يصلون، فناكروهم وعابوا عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم، فضرب سعدt يومئذ رجلاً من المشركين بلحي بعير فشجه (العظم الذي فيه الأسنان)، فكان أول دم هريق في الإسلام. بعثه الرسولe في سرية عبيدة بن الحارثt إلى ماء بالحجاز أسفل ثنية المرة فلقوا جمعاً من قريش، ولم يكن بينهم قتال، إلا أن سعداً قد رمى يومئذ بسهم، فكان أول سهم رمي به في الإسلام.

ولاه عمرt إمرة جيش المسلمين الذي حارب الفرس في القادسية، وكتب الله النصر للمسلمين، وقتلوا الكافرين وزعيمهم رستم. وعبر مع المسلمين نهر دجلة حتى وصلوا المدائن وفتحوها، وكان إعجازا عبور النهر بموسم فيضانه حتى أن سلمان الفارسي قد قال: (إن الإسلام جديد، ذللت والله لهم البحار، كما ذللت لهم البر، والذي نفس سلمان بيده ليخرجن منه أفواجا، كما دخلوه أفواجاً). وبالفعل أمن القائد الفذ سعد مكان وصول الجيش بالضفة الأخرى بكتيبة الأهوال وكتيبة الخرساء، ثم اقتحم النهر بجيشه، ولم يخسر جندياً واحداً في مشهد رائع، ونجاح باهر. ودخل سعد بن أبي وقاص إيوان كسرى، وصلى فيه ثماني ركعات صلاة الفتح شكرا لله على نصرهم.

ولاه عمرt إمارة العراق، اعتزل سعد الفتنة، وأمر أهله وأولاده ألا ينقلوا له أخبارها، وعمر سعد بن أبي وقاصt كثيراً. وأفاء الله عليه من المال الخير الكثير. لكنه حين أدركته الوفاة دعا بجبة من صوف بالية وقال: (كفنوني بها فاني لقيت بها المشركين يوم بدر. واني أريد أن ألقى بها الله عز وجل أيضاً). وفاته سنة خمس وخمسين من الهجرة النبوية. وكان آخر المهاجرين وفاة، ودفن في البقيع.

9. أبو عبيدة بن الجراح

أبو عبيدة عامر بن عبدالله بن الجراح الفهري. يلتقي مع النبي e في أحد أجداده (فهر بن مالك). وأمه من بنات عم أبيه، أسلمت، وقتل أبوه كافراً يوم بدر. كانt طويل القامة، نحيف الجسم، خفيف اللحية. أسلم على يد أبي بكر الصديق في الأيام الأولى للإسلام، وهاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية ثم عاد ليشهد مع الرسولe المشاهد كلها. قال عمر بن الخطابt وهو يجود بأنفاسه: (لو كان أبو عبيدة بن الجراح حياً لاستخلفته فإن سألني ربي عنه، قلت: استخلفت أمين الله، وأمين رسوله). في أثناء قيادة خالدt معركة اليرموك التي هزمت فيها الإمبراطورية الرومانية توفي أبو بكر الصديقt، وتولى الخلافة بعده عمرt، وقد ولى عمر قيادة جيش اليرموك لأبي عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة، وعزل خالد. وصل الخطاب إلى أبى عبيدة فأخفاه حتى انتهت المعركة، ثم أخبر خالداً بالأمر، فسأله خالد: ( يرحمك الله أبا عبيدة، ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب؟). فأجاب أبو عبيدة: (إني كرهت أن أكسر عليك حربك، وما سلطان الدنيا نريد، ولا للدنيا نعمل، كلنا في الله أخوة). وأصبح أبو عبيدة أمير الأمراء بالشام0

كان أبو عبيدةt في ستة وثلاثين ألفاً من الجُند، فلم يبق إلاّ ستة آلاف رجل، ومات الآخرون في طاعون عمواس. ومات معهم أبو عبيدةt سنة (18) ثماني عشرة للهجرة. وقبره في غور الأردن. رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى.

10. سعيد بن زيد

سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيْل العدوي القرشي، أبو الأعور، من خيار الصحابة ابن عم عمر بن الخطاب وزوج أخته، ولد بمكة عام (22 قبل الهجرة) وهاجر إلى المدينـة، شهد المشاهد كلها إلا بدراً لخروجه مع طلحة بتجسس خبر العير، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، كان من السابقين إلى الإسلام هو وزوجته أم جميل (فاطمة بنت الخطاب). وأبوهt (زيـد بن عمرو) اعتزل الجاهليـة وحالاتها، ووحّد الله تعالى بغير واسطة.

كانt مُجاب الدعوة، وقصته مشهورة مع أروى بنت أوس، فقد شكته إلى مروان بن الحكم، وادَّعت عليه أنّه غصب شيئاً من دارها، فقال: (اللهم إن كانت كاذبة فاعْمِ بصرها، واقتلها في دارها). فعميت ثم تردّت في بئر دارها، فكانت منيّتُها. كان سعيد بن زيد موصوفاً بالزهد محترماً عند الوُلاة، ولمّا فتح أبو عبيدة بن الجراح دمشق ولاّه إيّاها.

كتب معاوية إلى مروان بالمدينة يبايع لابنه يزيد، فقال رجل من أهل الشام لمروان: (ما يحبسُك ؟).  قال مروان: (حتى يجيء سعيد بن زيد يبايع، فإنه سيد أهل البلد، إذا بايع بايع الناس). وماتت أم المؤمنين (أظنّها زينب) فأوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد.

توفي بالمدينة سنة (51 هـ) ودخل قبره سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر، رضي الله عنهم أجمعين.