إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / صلاة الجماعة









تمهيد

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، الذي قال:]بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إلاّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ[ (صحيح مسلم: الحديث الرقم 21) وقد تلقى عليه أفضل الصلاة والسلام أربعة من هذه الأركان، وحياً من ربه، عبر جبريل u، أمين الوحي، أمّا الركن الخامس منها، وهو الصلاة، فقد تلقاه من ربه U مباشرة، حين عُرج به، ليلة الإسراء والمعراج، إلى سدرة المنتهى[1]. مما يدل على أهمية هذا الركن في حياة المسلم.

فالصلاة عماد الدين. وهي، كما قال :r ]الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ[ (مسند أحمد، الحديث الرقم 21859) وقال: ]إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يوم القيامة، من عمله، صَلاته، فَإِنْ صَلَحَتْ، فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ. وَإِنْ فَسَدَتْ، فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ[ (سنن الترمذي، الحديث الرقم 378]ومَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا، كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً، يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا، لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ، ولا بُرْهَانٌ، ولا نَجَاةٌ، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ[ (سنن الدارمي، الحديث الرقم 2605)، كما قال الله U في كتابه الكريم:] إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً [ (سورة النساء: الآية 103)

ومن كرم الله وفضله علينا، أن ضاعف ثواب أداء الصلاة للفرد سبعاً وعشرين درجة، إذا صلاّها في جماعة. وذلك لما لها من فضائل، ومن أهمية للإمام والمأمومين؛ فصلاة الجماعة هي اجتماع لذكر الله U وتوحيده وتكبيره، وشكره على نعَمه، التي لا تعدّ ولا تُحصى. وإقام الصلاة خمس مرّات، في اليوم الواحد، لتكون فرصة لالتقاء المسلمين، وتفقّد أحوال بعضهم بعضاً، وتشاورهم في أمور دينهم ودنياهم، ليصبح المجتمع الإسلامي أكثر ترابطاً ومودة ورحمة أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ، وأكثر شعوراً بالقوة والوحدة، واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ولا تَفَرَّقُوا ، فيمسي الْمُؤْمِنونَ، فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الْجَسَدِ الواحد، إِذَا اشْتَكَى منه عُضْو، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجسد بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى.

ولأهمية صلاة الجماعة؛ فإن هذا البحث يتناولها على نحوٍ مختلف ـ بعض الشيء ـ عما درجت الكتب الدينية الخالصة على تناولها به. ذلك أنه يحاول الربط بين دلالتها الدينية والاجتماعية والنفسية، حتى يبرز عظم شأنها، ودورها في المجتمع المسلم.

ومن ثم، عالجها هذا البحث من خلال التعريف بها: زماناً ومكاناً، حكماً وفضائل. ثم تعرّض لأهم عنصرين فيها، وهما: الإمام وما يتصل بشروط إمامته وسلوكه، والمأموم وما يتصل بنهجه وسلوكياته. ويُختم البحث بطائفة من الأدعية المأثورة أو المستحبة في الصلاة، سواء عند سماع أذانها، أو عند إقامتها، أو بعد الفراغ منها. كما يتناول البحث، في خاتمته، أهمية المظهر في صلاة الجماعة، وهو سمة الانضباط في ديننا الحنيف، موضحاً كيف أن صلاة الجماعة، جمعت، خلال أدائها، بعضاً من النظم السياسية، التي عرفها العالم المعاصر، من ديموقراطية، وشورى، وانضباط والتزام. وعلى كل، فالبحث في هذا الجانب، يصدر عن اجتهاد شخصي، ويعبّر عن وجهة نظر شخصية.

الجماعة: أداء الصلاة في جماعة بإمام.

وأقلّ الجماعة اثنان: إمام ومأموم، ولو كان أحدهما صبياً أو امرأة.

ويحث الإسلام كل مسلم أن يحرص على أداء جميع صلواته جماعة.



[1] هي شجرة في السماء السابعة. تقع إلى يمين العرش، لا يتجاوزها أحد، ملكاً كان أم بشر (تفسير الجلالين). وذكر البيضاوي (وهو أحد مفسري القرآن الكريم)، أنه ينتهي إليها علم الخلائق وأعمالهم.