8. الترهيب من ترك حضور الجماعة لغير عذر

يقول المصطفى r: ]وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ فَيُحْطَبَ، ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلاةِ فَيُؤَذَّنَ لَهَا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلاً فَيَؤُمَّ النَّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ[ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 608).

ورد في صحيح مسلم، كتاب "المساجد ومواضع الصلاة": ]مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ U غَدًا، مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلاءِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ. فَإِنَّ اللَّهَ U شَرَعَ لِنَبِيِّهِ r سُنَنَ الْهُدَى، وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَإِنِّي لا أَحْسَبُ مِنْكُمْ أَحَدًا، إلاَّ لَهُ مَسْجِدٌ يُصَلِّي فِيهِ فِي بَيْتِهِ، فَلَوْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، وَتَرَكْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ، لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ. وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، لَضَلَلْتُمْ. وَمَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ، يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ يَمْشِي إِلَى صَلاةٍ، إلاَّ كَتَبَ اللَّهُ U لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً، أَوْ يَرْفَعُ لَهُ بِهَا دَرَجَةً، أَوْ يُكَفِّرُ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً. وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا نُقَارِبُ بَيْنَ الْخُطَى. وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إلاَّ مُنَافِقٌ، مَعْلُومٌ نِفَاقُهُ. وَلَقَدْ رَأَيْتُ الرَّجُلَ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ[ (صحيح مسلم، الحديث الرقم 1046)، (يهادى بين رجلين، أي يستند إليهما، لا يستطيع المشي، بسبب مرضٍ أو ضعفٍ).

روى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي r قال: ]مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يَأْتِهِ فَلا صَلاةَ لَهُ إِلاّ مِنْ عُذْرٍ[ (سنن ابن ماجه، الحديث الرقم 785). وَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ "رَجُلٍ يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ لا يَشْهَدُ جُمْعَةً ولا جَمَاعَةً". قَالَ: "هُوَ فِي النَّارِ"[1].