إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / صلاة الجماعة









10

12. الدعاء

أ. الدعاء المستحب عند الأذان

يستحب لمن يسمع المؤذن، أن يلتزم الذكر الآتي:

(1) ]اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ، الَّذِي وَعَدْتَهُ [(سنن النسائي، الحديث الرقم 673).

(2) يستحب لمن يسمع النداء، أن يصلي على النبي r عقب الأذان، ثم يسأل الله له الوسيلة، لما رواه عبد الله بن عمر t ما أنه سمع رسول الله r يقول: ]إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا. ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لا تَنْبَغِي إِلاّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ. فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ. حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ[ (صحيح مسلم، الحديث الرقم 577).

ب. دعاء الخروج والمشي إلى المسجد

يُستحب لمن خرج من بيته إلى المسجد أن يقدم رجله اليمنى، ويقول: ]اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ[ (سنن أبو داود، الحديث الرقم 4430)، ]اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَمْشَايَ هَذَا، فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَرًا، وَلا بَطَرًا، ولا رِيَاءً، ولا سُمْعَةً، وَخَرَجْتُ اتِّقَاءَ سُخْطِكَ، وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ. فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُعِيذَنِي مِنَ النَّارِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي؛ إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاّ أَنْتَ[ (سنن ابن ماجه، الحديث الرقم 770)، ]‏اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي سَمْعِي نُورًا وَفِي بَصَرِي نُورًا وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ شِمَالِي نُورًا وَأَمَامِي نُورًا وَخَلْفِي نُورًا وَفَوْقِي نُورًا وَتَحْتِي نُورًا وَاجْعَلْ لِي نُورًا أَوْ قَالَ وَاجْعَلْنِي نُورًا [ (صحيح مسلم، الحديث الرقم 1279).

ج. الدعاء عند دخول المسجد والخروج منه

يستحب لمن يدخل المسجد، أن يقدم رجله اليمنى، ويقول: ]‏‏بِسْمِ اللَّهِ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ r اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَإِذَا خَرَجَ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ r اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ[ (مسند أحمد، الحديث الرقم 25213).

د. الدعاء عند الإقامة

يستحب لمن يسمع الإقامة، أن يقول مثل ما يقول المقيم، إلاّ عند قوله: قد قامت الصلاة، فإنه يستحب أن يقول: أقامها الله وأدامها. فعن بعض أصحاب النبي r أن بلالاً أخذ في الإقامة، فلما قال: قد قامت الصلاة، قال النبي r ]أَقَامَهَا اللَّهُ وَأَدَامَهَا [(سنن أبو داود، الحديث الرقم 444)، إلاّ في "حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح"، فإنه يقول: ]لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ[.(مسند أحمد، الحديث الرقم 22746).

هـ. الدعاء عند الركوع

يستحب الذكر في الركوع بلفظ "سبحان ربي العظيم". فعن عقبة بن عامر، قال: لما نَزَلَتْ "فسبح باسم ربك العظيم" قال لنا النبي r اجعلوها في ركوعكم.

وقد روي عنه r أنه كان يقول في الركوع:

(1) سبحان ربي العظيم وبحمده.

(2) وربما قال: سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي.

(3) وربما قال: سبوح قدوس، ربّ الملائكة والروح.

(4) وربما قال: اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، وعليك توكلت، أنت ربي، خشع قلبي، وسمعي، وبصري، ودمي، ولحمي، وعظمي، وعصبي، لله رب العالمين.

ويستحب للمصلي ـ إماماً أو مأموماً أو منفرداً ـ أن يقول عند الرفع من الركوع: سمع الله لمن حمده، حين يرفع صلبه من الركعة، ثم يقول، وهو قائم: ]رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ [.(صحيح البخاري، الحديث الرقم 6800).

و. الدعاء عند السجود

يستحب أن يقول الساجد، عند سجوده: "سبحان ربي الأعلى". فعن عقبة بن عامر، قال: لما نزلت "سبح اسم ربك الله الأعلى" قال رسول الله r اجعلوها في سجودكم.

وقد روي عنه r أنه كان يقول في السجود:

(1) ]اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ[ (سنن النسائي، الحديث الرقم 1116).

(2) ]رَبِّ، أَعْطِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وزَكِّهَا، أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاهَا[ (مسند أحمد، الحديث الرقم 24575).

(3) ]اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَبِكَ مِنْكَ، لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ[ (سنن النسائي، الحديث الرقم 1329).

ز. الدعاء بين السجدتين

(1) ]رَبِّ اغْفِرْ لِي رَبِّ اغْفِرْ لِي[ (سنن ابن ماجه، الحديث الرقم 887).

(2) ]اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاجْبُرْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي[ (سنن الترمذي، الحديث الرقم 262).

ح. الدعاء بعد الصلاة

(1) كان رَسُولُ اللَّهِ r إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاتِهِ، اسْتَغْفَرَ ثَلاثًا، وَقَال: ]اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ، وَمِنْكَ السَّلامُ، تَبَارَكْتَ يا ذَا الْجَلالِ وَالإكْرَامِ[ (صحيح مسلم، الحديث الرقم 931).

(2) وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r أَخَذَ بِيَدِهِ، وَقَالَ: ]يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لأحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لأحِبُّكَ. أُوصِيكَ، يَا مُعَاذُ، لا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ، أن تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ[ (سنن أبو داود، الحديث الرقم 1031).

(3) وعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، أن رَسُول اللَّهِ r كان إذا سلّم يَقُولُ] لا إِلَهَ إلاّ اللَّهُ، وَحْدَهُ، لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، ولهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللَّهِ، لا إِلَهَ إلاّ اللَّهُ، ولا نَعْبُدُ إلاّ إِيَّاهُ، أَهْلَ النِّعْمَةِ، وَالْفَضْلِ، وَالثَّنَاءِ الْحَسَنِ، لا إِلَهَ إلاّ اللَّهُ، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ، وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ[ (سنن النسائي، الحديث الرقم 1322).

(4) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t عَنْ رَسُولِ اللَّهِr قال: ]مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ، فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ، ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وَثلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ: لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ، وَحْدَهُ، لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ـ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ[ (صحيح مسلم، الحديث الرقم 939).

وفي ختام البحث، يمكن القول إن صلاة الجماعة، بما تم بيانه من أحكام وواجبات، وسلوك إمام ومأموم، تمثل في مجملها عظمة الإسلام وسماحته، إذ يتجلى في أدائها، ما يدعو إليه الإسلام، من الترابط والمودة والرحمة والقوة والوحدة، ومن شورى وديموقراطية، في إطار من الانضباط والالتزام، التَّاميْن. إن مظاهر الشورى والديموقراطية في صلاة الجماعة عديدة، يتجلى أهمها في الآتي:

أ. اختيار الإمام له شروط، واضحة ومحددة، وهناك أسبقيات لهذه الشروط، ثم ضرورة اتفاق المأمومين على اختيار الأصلح من بينهم للإمامة.

ب. إذا أخطأ الإمام في تلاوة القرآن، في الصلاة الجهرية، يردّه المأموم، مهما عَلَت مكانة الإمام.

ج. إذا انتقض أي شرط من شروط الإمامة، أثناء الصلاة، فللمأموم أن يعزل الإمام ويتقدمه.

د. يمكن المأموم أن ينبه الإمام، إذا غفل عن أمرٍ من الأمور، برفع صوته بـ "سبحان الله"، وإذا كان المأموم امرأة، صفّقت للإمام.

هـ. إذا أطال الإمام في قراءته، وللمأموم عذر يمنعه من الاستمرار في الصلاة، فيمكنه الخروج من صلاة الجماعة، ثم يصلي منفرداً.

و. أسبقية الوقوف في الصف الأول، لمن يسعى، مبكراً، إلى الصلاة.

وبالمثل، لا يخفى علينا مظهر الانضباط أو الالتزام التام، الذي يتمثل في الآتي:

أ. تبدأ الصلاة بالإقامة وتكبيرة الإحرام من الإمام، وليس قبلهما. توقيت محدد، لا يستطيع أحد أن يتجاوزه، لا قبل، ولا بعد.

ب. لا يستطيع المأموم أن يسبق الإمام، قولاً أو فعلاً.

ج. ضرورة الإنصات التام لتلاوة الإمام، في الصلاة الجهرية، وعدم جواز مقاطعة الإمام.

د. الإمام هو، وحده، الذي يحدد مدة أداء الركعات، طولاً أو قِصراً.

هـ. لا ينبغي للمأموم أن يخرج من صلاة الجماعة، إلاّ بعد تسليمتَي الإمام، إلّا لعذر قهري، أو تطويل شديد من الإمام، قد يضرّ بالمأموم.

والله أعلم.

]سبحان رَبِّكَ، رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وسَلاَمٌ عَلَى المُرْسَلِينَ (181) والحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ[ (سورة الصافات: الآيات 180 ـ 182).