إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / الشهداء









شُبُهات

رابعاً: الشهيد في الديانات الأخرى

للشهيد مكانة عالية في الفكر الإنساني، تقدرها الشعوب، وتخلدها ثقافات الأمم، وذلك؛ لأن الشهداء هم الذين يحمون مبادئ وقيم تلك الأمم، ويقدمون الدليل على صدق إيمان الشعوب بمعتقداتها، ومبادئها.

وعند المسلمين "كل قتيل في جهاد شهيد يدخل الجنة"، ويقابل كلمة شهيد في اللغات الإفرنجية لفظة "Martyr"، وهي مأخوذة من اليونانية بمعنى الشهادة كذلك تطلق على كل الذين يستشهدون لأسباب، شريفة ولا سيما الذين يحتملون الموت شهادة لإيمانهم الديني. وقد خصص بعض المؤلفين الأقدمين من الإفرنج لفظة شهيد (Martyr) بالذين احتملوا العذاب لإيمانهم أو الذين ماتوا بالسيف أو الذين احتملوا العقاب بالسجن أو النفي. ولا سبيل إلى حصر عدد شهداء الديانة المسيحية، لفقدان كثير من سجلات الأساقفة الذين عنوا بتدوين وقائع الاضطهادات، ولا سيما زمان دقلديانوس، لما اضطر المسيحيون إلى إبادة كل الأسفار المختصة بالكنائس، والباقي منها أكثره متعلق بالتقليدات الإضافية في سيرة شهداء الكنائس اليونانية واللاتينية.

(ويراد بأسفار الشهداء نوع العذاب الذي عاناه كل قديس، ومكان استشهاده وزمانه فيه، وذكر اسم الوالي الذي استشهد في أيامه).

وتقام في الكنائس الرومانية الكاثوليكية قُداسات كثيرة للشهداء، وعند البروتستات تطلق لفظة شهداء على الذين عاقبتهم الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بالموت جزاء لآرائهم كالمصلحين في فرنسا، وانجلترا.

إن للجهاد في سبيل الله ارتباطاً وثيقاً بالشهادة والاستشهاد، ويجب أن يعلم أن الجهاد في الإسلام ليس عدواناً، ولا توسعاً، إنما هو أسمى من ذلك وأنبل. إن الجهاد لإعلاء كلمة الحق، وتمكين لهداية الخلق، ولرد المعتدي، ومواجهة الفتن، ونشر العدل والأمن، وليس إلا لتأمين الأمة، وقتال أهل البغي.

ويلاحظ أن الشهادة في الإسلام قد عمت شتى المجالات، فلم تقتصر على القتال، بل شملت جوانب إنسانية، وتربوية، واقتصادية. فالمريض الصابر المحتسب، شهيد. وكذا، التاجر الصادق، شهيد، والمرأة النفساء، شهيدة رفعاً لدرجتها، وإظهاراً لدورها في الحياة.