إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / يوم القيامة، في القرآن والسُّنة









شُبُهات

8. الصراط

والسراط لغة: الطريق الواضح، مأخوذ من سرطه يسرطه، إذا ابتلعه لأنه يبتلع المارة. وفي الشرع: جسر ممدود على متن جهنم يَرِدُهُ الأولون والآخرون.

والصراط ثابت بالكتاب والسنة والإجماع

أ. القرآن الكريم

يقول الله، تعالى: )وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُون( (سورة يس: الآية 66)، ويقول، تعالى: )وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا( (سورة مريم: الآية 71).

وروى ابن عباس وابن مسعود وكعب الأحبار أنهم قالوا: الوُرود المرور على الصراط، رواه السدي عن ابن مسعود عن النبي، r وعن الأحوص عن عبد الله قوله: )وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا( قال الصراط على جهنم مثل حد السيف.

ويقول صاحب المقاصد : ويشبه أن يكون المرور عليه أي الصراط هو المراد بورود كل أحد النار قال تعالى: )وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا(.

ب. السنة النبوية

روى الإمام البخاري، بسنده عن أبي هريرة، حديثاً عن أهوال يوم القيامة، جاء فيه أن رسول الله  قال: r )فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنْ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ وَلا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلا الرُّسُلُ وَكَلامُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ وَفِي جَهَنَّمَ كَلالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلا اللَّهُ تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ فَمِنْهُمْ مَنْ يُوبَقُ بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو( (صحيح البخاري، الحديث الرقم 764).

روى الشيخان بسندهما، عن أبي سعيد الخدري، حديثاً طويلاً، جاء فيه: )ثُمَّ يُضْرَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ وَتَحِلُّ الشَّفَاعَةُ وَيَقُولُونَ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْجِسْرُ قَالَ دَحْضٌ مَزِلَّةٌ فِيهِ خَطَاطِيفُ وَكَلالِيبُ وَحَسَكٌ تَكُونُ بِنَجْدٍ فِيهَا شُوَيْكَةٌ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ فَيَمُرُّ الْمُؤْمِنُونَ كَطَرْفِ الْعَيْنِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَالطَّيْرِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَمَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ حَتَّى إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ النَّارِ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ بِأَشَدَّ مُنَاشَدَةً لِلَّهِ فِي اسْتِقْصَاءِ الْحَقِّ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لِلَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لإِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ فِي النَّارِ يَقُولُونَ رَبَّنَا كَانُوا يَصُومُونَ مَعَنَا وَيُصَلُّونَ وَيَحُجُّونَ فَيُقَالُ لَهُمْ أَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ فَتُحَرَّمُ صُوَرُهُمْ عَلَى النَّارِ فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا قَدْ أَخَذَتْ النَّارُ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ وَإِلَى رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ يَقُولُونَ رَبَّنَا مَا بَقِيَ فِيهَا أَحَدٌ مِمَّنْ أَمَرْتَنَا بِهِ فَيَقُولُ ارْجِعُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ خَيْرٍ فَأَخْرِجُوهُالحديث( (صحيح مسلم، الحديث الرقم 296).

ج. الإجماع

والصراط أجمعت عليه الأمة. يقول صاحب الجوهرة: "اتفقت الكلمة عليه في الجملة أي بقطع النظر على إبقائه على ظاهر، كما هو مذهب أهل السنة".

يقول القاضي عبد الجبار ـ من المعتزلة ـ: من جملة ما يجب الإقرار به واعتقاده، الصراط، وهو طريق بين الجنة والنار، وقد دل عليه القرآن الكريم قال الله، تعالى: )اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ(6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين( (سورة الفاتحة: الآيتان: 6، 7).

هل الصراط خاص للمؤمنين أم هو عام لجميع الخلق؟. قال السيوطي: إن من يلتقطهم عنق النار، و هم طوائف مخصوصة من الكفار، قال القرطبي: "في الآخرة صراطان، صراط لعموم الخلق، إلا من يدخل الجنة بغير حساب، ومن يلتقطهم عنق النار، وصراط للمؤمنين خاصة.

قال السيوطي، بعد أن ذكر كلامه القرطبي: "إن من يلتقطهم عنق النار، وهم طوائف مخصوصة من الكفار، لا يمرون على الصراط أصلاً، وكذلك بعث النار، الذي يخرج من الخلق إليها قبل نصب الصراط، والظاهر أنه لا يمر على الصراط من الكفار، إلا المنافقون وأهل الكتابين اليهود والنصارى؛ فإن هؤلاء الفرق الثلاث ورد في الحديث أنهم يحملون عليه، فيسقطون منه في النار".