إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم




1. سيف الرسول
2. الفرسان
3. السيف
4. الدرع
5. المنجنيق
6. برج حصار

1. موقعة بدر
2. معركة أحد
3. معركة الخندق
4. صلح الحديبية
5. فتح خيبر
6. غزوة مؤتة
7. فتح مكة
8. غزوة الطائف
9. غزوة تبوك




خلفية تاريخية

خلفية تاريخية

قبل هجرة الرسول إلى يثرب (المدينة المنورة)، لم يكن قد أُذِن للمسلمين في القتال، على ما يعانونه في مكة من كلّ فنون الأذى والضرر من قريش؛ فكلّما دخلت أعداد جديدة من أبنائها في الدين الجديد، كان يشتد بأسها وعدوانها على المسلمين. ولقد ظلت الدعوة سراً، مدة ثلاث سنوات، جاهد خلالها رسول الله في الدعوة إلى عبادة الإله الواحد؛ ليجهر بها، بعد ذلك، على الرغم من تشدد قريش في مخاصمة المسلمين. ثم قابل رسول الله سبعة رجال من الخزرج، في العقبة، آمنوا بالدين الجديد، ثم عادوا إلى يثرب، حيث دعوا قومهم إلى هذا الدين، حتى بدأ الإسلام ينتشر فيها.

ثم جاءت بيعة العقبة الأولى، حين قدم من يثرب، في العام التالي، اثنا عشر رجلاً، في موسم الحج، قابلوا الرسول الكريم في العقبة، وبايعوه على الإيمان بالله وحده، والبعد عن الشرْك. ثم بعث الرسول مصعب بن عمير إلى المدينة، ليقرأ على أهلها القرآن، ويعلمهم الدين الجديد؛ فازداد المنتمون إلى هذا الدين. وهكذا، حقق المصطفى أول نجاحاته العسكرية بأن أصبح له جنود في يثرب، بينما هو لا يزال في مكة.

ثم جاءت بيعة العقبة الثانية، حين غادر يثرب سبعون رجلاً من الأوس والخزرج، ومعهم امرأتان: نسيبة بنت كعب الخزرجية الأنصارية، وكانت مع زوجها، زيد بن عاصم، وولدَيها: حبيب وعبدالله. والثانية أسماء بنت عمرو بن عدي الأنصارية السلمية، أمّ معاذ بن جبل. وبايعوا النبي جميعاً بحضور عمّه، العباس، الذي كمّا يزل كافراً؛ ولكنه أراد أن يطمئن بسلامة ابن أخيه.

وبعد البيعة، أمرهم رسول الله بأن يخرجوا إلى أهلهم في يثرب، ليكونوا لهم دعاة. ولما انكشف أمر تلك البيعة، أقبل المبايعون على مواجهة قريش، إلا أن الرسول أمرهم بالعودة، من دون قتال؛ إذ لم يكن الله قد أَذِن لهم في القتال بعد. وتلك البيعة هي النجاح العسكري الثاني لنبي الرحمة.

ولما اشتد عداء قريش للمسلمين في مكة، أمرهم الرسول بالهجرة إلى يثرب، بعد أن أصبح لهم فيها إخوان مسلمون، يناصرونهم. وهكذا، بدأ المسلمون بالهجرة، على مراحل، تاركين الأهل والمال والديار. ولما أجمعت قريش على قتل النبي، بادر هو نفسه إلى الهجرة إليها، وفي صحبته أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ. وقد استقبله أهلها بالحفاوة والترحاب، مرتدين حلة العيد، تعبيراً عن فرحتهم. وهكذا، التقى القائد الجنود في يثرب.

وبدأت مرحلة جديدة في بناء الدولة الإسلامية القوية، التي تعتمد في قوّتها على الإيمان بالله بالدرجة الأولى، ونشر الأمن والسلام في شبه الجزيرة العربية، التي كانت تفتقر إليهما. وكان منهج الرسول هو عدم الاعتداء على الغير، ورد العدوان على المستضعفين. ولم يعتمد على نشر دعوته بالقوة؛ وإنما كان يستخدمها في حماية دعوته وتأمين نشرها في جوّ، يسوده الأمن والسلام. ومن أجل ذلك، عمد إلى أعمال قتال: دفاعية واستطلاعية، بإرسال السرايا هنا وهناك؛ إضافة إلى تخطيط وقيادة الغزوات وقيادتها، بصفته القائد الأعلى للقوات الإسلامية؛ متخذاً يثرب مقراً لقيادته.