إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم




1. سيف الرسول
2. الفرسان
3. السيف
4. الدرع
5. المنجنيق
6. برج حصار

1. موقعة بدر
2. معركة أحد
3. معركة الخندق
4. صلح الحديبية
5. فتح خيبر
6. غزوة مؤتة
7. فتح مكة
8. غزوة الطائف
9. غزوة تبوك




4

4. غزوة بنى قريظة (نهاية شوال)

أ. خلفية تاريخية، ومواقف الجانبَين، قبل الغزوة

           تراجع الأحزاب، وعاد كلٌّ إلى دياره؛ يجرون وراءهم أذيال الخيبة، لعجزهم، على كثرتهم، عن المسلمين. ولم يغتنموا أيّ غنائم منهم؛ بل خسروا في معركة الخندق أموالاً طائلة، أنفقوها في تجهيز القوات المحاربة؛ فضلاً عن تلك الناجمة عن تركهم تجارتهم وأموالهم خلال فترة الغزوة. ناهيك من المعاناة المريرة، التي تجشموها خلال السفر والحصار، وخاصة أيام الشتاء.

           تخلص المسلمون من الأحزاب في معركة الخندق، ولم يبقَ أمامهم إلا جيران لهم في المدينة، لم يراعوا حق الجوار، ولم يحافظوا على العهود، وخانوا الأمانة، في أصعب الأوقات وأشدها حرجاً على المسلمين؛ وحان موعد المحاسبة ومعاقبة الغادرين.

ب. أسباب الغزوة

            كَبُر على رسول الله ما كان من أمر بني قريظة، أثناء حصار الأحزاب للمدينة؛ فلولا أن هُزم المشركون، واختلفوا، وتفرقوا، لكان بنو قريظة على استعداد للنزول إليها، والفتك بالمسلمين. لذا، قرر النبي القضاء عليهم، بل استئصالهم.  

ج. حجم القوات المتضادة، وتشكيلات القتال

       (1) المسلمون

               ثلاثة آلاف راكب وراجل، معهم ستة وثلاثون فرساً، يقودهم رسول الله.

       (2) المشركون

               من ستمائة إلى سبعمائة مقاتل، يقودهم كعب بن أسد، ويعاونه حُيي بن أخطب.

د. فكرة تنفيذ العملية

       (1) المسلمون

               محاصرة حصون بني قريظة حتى الاستسلام، أو قتالهم حتى الموت.

       (2) المشركون

               مقاتلة المسلمين من داخل الحصون.

هـ. سير أعمال القتال

            بعد تراجع الأحزاب، وعودة الرسول إلى داخل المدينة، نادى في المسلمين: "من كان سامعاً، مطيعاً، فلا يُصلِّين العصر إلا في بني قريظة". فسارعوا، على تعبهم ومعاناتهم برودة الجو في معركة الخندق، إلى استجابة ندائه. وحاصروا حصون بني قريظة، قبل دخول الليل. واستمر حصارهم خمساً وعشرين ليلة، جرت خلالها مناوشات خفيفة، بالنبال والحجارة.

            اعترى يهود بني قريظة التردد والخوف، وفقدوا معنوياتهم نتيجة الحصار؛ فحاروا في الاستسلام والمقاومة. ورأوا أن يرسلوا إلى رسول الله، يعرضون عليه أن يخرجوا إلى أذْرِعَات؛ على أن يتركوا له كلّ ما يملكون. فأبى إلا التسليم، من دون شروط. فوافقوا على التسليم، على أن يكون سعد بن معاذ حكماً بينهم وبين المسلمين؛ إذ كانوا حلفاء الأوس، في الجاهلية، وسعد، الآن، هو سيدها.

            ارتضى النبي تحكيم سعد. فقضى فيهم "أن يقتل المسلمون مقاتلي بني قريظة. وتقسم الأموال. وتسبى الذراري والنساء"؛ إذ رأى أن الأحزاب لو انتصروا، لكان مصير المسلمين الموت والإبادة على يد بني قريظة. ووافق رسول الله على هذا الحكم. وقُتل مقاتلوهم جميعاً، بمن فيهم حُيي بن أخطب، عدا ثلاثة، قد أسلموا. ولم يقتل طفل، ولا امرأة، إلا واحدة قتلت مسلماً برحاها. 

و. نتائج أعمال القتال 

           استسلام بني قريظة، وقتل جميع محاربيهم، عدا ثلاثة رجال منهم [34] أسلموا. وقتلت امرأة واحدة. وقد أظهر المقاتلون اليهود، حين قتلهم، جلداً، ينمّ به موقفاً حُيي بن أخطب والزبير بن باطا[35]، قبيل ضرب عنقَيهما. واستولى المسلمون على حصون بني قريظة جميعها. وقسمت أموالهم، وسبيت ذراريهم ونساؤهم.

ز. الخسائر

       (1) المسلمون

               قتل رجل من المسلمين برحا امرأة من اليهود.

       (2) المشركون

              قتل جميع المقاتلين من بني قريظة، عدا ثلاثة. وقتلت امرأة واحدة. وفقدوا حصونهم وأموالهم. وسبي نساؤهم وذراريهم. 

ح. الدروس المستفادة

   (1) أهمية الحصار الفعال للقوات المتحصنة بمعاقلها، حتى استسلامها.  

        (2) تجلت حكمة الرسول في الأخذ بحكم سعد بن معاذ، حليف بني قريظة. كما ظهرت صلابة سعد في الحكم بقتل جميع مقاتليهم؛ لعلمه بأنه لو كان الأحزاب انتصروا على المسلمين في معركة الخندق، لأذاقوا المسلمين سوء العذاب، ولقتلوهم شر قتلة، ولمثلوا بهم.

        (3) ضرورة عقاب من يحنث بعهده، وإن كان دم بني قريظة في عنق حُيي بن أخطب، ولو أنه قد قتل معهم؛ فهو الذي حنث بعهد، هو في مصلحة قومه، قطعه للنبي، حين أجلاهم من المدينة؛ إذ ألّب قريش وغطفان على المسلمين وحزّب العرب لقتالهم.

        (4) بانتصار المسلمين على الأحزاب، وبالقضاء على بني قريظة، لم يبقَ للمنافقين صوت بعدها؛ وأصبح العرب يتحدثون بقوة المسلمين وسلطانهم.

 



[34] اليهود الذين أسلموا من بنى قريظة هم: ثعلبة بن سعية، واسيد بن سعية، وأسد بن عبيد، وهم نفر من بنى هدل ليسوا من بنى قريظة ولا النضير، أسلموا تلك الليلة.

[35] قال له النبي: ( ألم يخزلك االله ياحيى، فاجأب:(كل نفس ذائقة الموت، ولى أجل لا أعدوه ولا ألوم نفسي على عداوتك) ثم  التفت إلى الناس وقال:( أيها الناس إنه لا بأس بأمر الله، كتاب وقدر وملحمة كتبها الله على بنى إسرائيل)، وكذلك" الزبير بن باطا القرظى" الذي منْ على " ثابت بن قيس" يوم بعاث حين فك أسره وخلى سبيله، ولما أراد "ثابت" رد الجميل طلب من رسول الله.  

   ووافق الرسول على ذلك، أبى "الزبير" إلا أن يقتل بعد أن أطمأن على على أهله وولده وماله بوعد الآمان الذي أخذه من الرسول.