إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم




1. سيف الرسول
2. الفرسان
3. السيف
4. الدرع
5. المنجنيق
6. برج حصار

1. موقعة بدر
2. معركة أحد
3. معركة الخندق
4. صلح الحديبية
5. فتح خيبر
6. غزوة مؤتة
7. فتح مكة
8. غزوة الطائف
9. غزوة تبوك




16

16. غزوة خيبر[45] (ذو الحجة)

أ. خلفية تاريخية، ومواقف الجانبَين، قبل الغزوة

     (1) المسلمون

                    بعد صلح الحديبية، أصبح جنوب المدينة آمناً، لولا اليهود في خيبر وما حولها، ثم الأعراب. ولو أمكن القضاء على هذَين الخصمَين، لتفرَّغ المسلمون لقريش، خصمهم الأكبر، القوي؛ إذ إن مهادنتها، لم تثبطهم عن هدفهم الرئيسي، مكة.  

(2) المشركون

                    قبل صلح الحديبية، كسدت تجارة قريش. أمّا بعده، فقد عاودت قريش إرسال قوافلها إلى الشام. غير أن أبا بصير وأصحابه، الذين ردهم المسلمون إلى قريش، تنفيذاً لمعاهدة الصلح، كانوا يتربصون بتلك القوافل، ويقطعون عليها الطريق؛ ما حمل قريش على الطلب من الرسول السيطرة على هؤلاء، متخلية، بإرادتها، عن شرط الهدنة، الذي ينص على رد المسلمين، الذين يقصدون المدينة من دون موافقة أوليائهم من قريش.

ب. أسباب الغزوة

             استمرار يهود خيبر في تحريض القبائل على المسلمين، وإيواء أعدائهم. ورغبة المسلمين في القضاء عليهم لحماية المنطقة منهم، والتفرغ لقريش والأعراب من بعدهم.

ج. حجم القوات المتضادة، وتشكيلات القتال

     (1) المسلمون

               ألف وستمائة مقاتل ( هم الذين حضروا الحديبية)، بينهم مائتا فارس، ويقودهم رسول الله.

     (2) المشركون

               نحو ألف وأربعمائة يهودي، يقودهم سلام بن مشكم.

د. فكرة تنفيذ العملية

     (1) المسلمون

               محاصرة يهود خيبر داخل حصونهم، وقتالهم حتى الاستسلام.

     (2) اليهود

                   التحصن بالحصون، ومقاومة هجوم المسلمين عليها، واتخاذ الإجراءات كافة لمقاومة الحصار، وتوفير التجهيزات والتموين اللازمَين لبقائهم في معاقلهم أطول وقت ممكن، والتحفظ على النساء والذراري في ملاجئ خلفية، وإبداء المقاومة العنيفة لهجمات المسلمين على الحصون.

هـ. سير أعمال القتال

             حاق المسلمون بحصون خيبر، حيث امتنعت القوات بحصن نطاة، وأودعت النساء والذراري والأموال حصنَي الوطيح والسلالم، وكدست الذخائر في حصن ناعم.

             بدأ هجوم المسلمين على الحصون عنيفاً، للتأثير المعنوي في اليهود؛ حتى إن جرحى المسلمين بلغوا خمسين جريحاً، في اليوم الأول. وقُتل زعيم اليهود، سلام بن مشكم، في هذا الهجوم، فخلفه الحارث بن أبى زينب الذي نفذ هجوماً مضاداً على المسلمين؛ إلا أن بني الخزرج أحبطوه، وأجبروا اليهود على الارتداد إلى حصونهم. وضيق المسلمون الحصار على اليهود. واستمات هؤلاء في الدفاع، ليقينهم بأن هزيمتهم في هذه الغزوة، تعنى القضاء النهائي على بني إسرائيل في بلاد العرب.

             تتابعت أيام القتال، وحصن ناعم، الذي يتمركز فيه مقاتلو خيبر، يقاوم بشراسة كلَّ هجمات المسلمين. ندب الرسول إلى فتحه أبا بكر، فأخفق؛ فعهد به إلى عمر بن الخطاب، فلم يفلح؛ فدعا علي بن أبي طالب، وقال له: "خذ هذه الراية. فامض بها حتى يفتح الله عليك"، فخرج إليهم وقاتلهم حتى فتح الحصن. وقد قُتل في هذا الهجوم قائد اليهود، الحارث بن أبي زينب.

             أثر سقوط هذا الحصن في معنويات اليهود. واستسلم بعده حصن القموص إثر قتال عنيف. وشحت مؤنة المسلمين؛ حتى إن رسول الله أباح لهم أكل لحوم الخيل. وما لبثوا أن شنوا هجوماً رئيسياً إلى حصن الصعب بن معاذ، حيث كدس اليهود كثيراً من المواد الغذائية؛ لعل الاستيلاء عليه يخفف من معاناتهم. غير أنه كلّما سقط حصن من حصون اليهود، كانت مقاومتهم للمسلمين أشد. 

             ثم ركز المسلمون جهدهم في حصن الزبير، حيث واجهوا مقاومة عنيفة؛ فقطعوا المياه عنه، حتى خرج اليهود منه، وقاتلوا، وسرعان ما لاذوا بالفرار. وتهافتت الحصون، الواحد بعد الآخر، على مقاومة اليهود العنيفة، حتى وصل المسلمون إلى حصني الوطيح والسلالم، في منطقة الكتيبة، وهما آخر حصنَين منيعَين. عند ذلك، طلب اليهود الصلح، على أن تحقن دماؤهم؛ فقبل محمد، وأبقاهم في أرضهم، التي آلت إلى المسلمين، على أن يكون لهم نصف ثمارها، نظير العمل فيها.  

و. نتائج أعمال القتال للجانبَين  

           استسلام يهود خيبر، ومعاملة الرسول لهم معاملة، لم يَلْقَها يهود بني قينقاع، ولا بني النضير؛ لأن بسقوط خيبر، انتهت قضية اليهود، فلن تقوم لهم بعدها قائمة؛ فضلاً عن الحدائق والمزارع والنخيل، تحتاج إلى أيدٍ خبيرة بها، واليهود مهرة في الزراعة واستثمار الأرض؛ والمسلمون منهمكون في تنظيم الجيوش، استعداداً لأيّ حرب مقبلة.

ز. الخسائر

     (1) المسلمون

               واحد وعشرون شهيداً، وكثير من الجرحى.

     (2) اليهود

               خسائر فادحة، في الأرواح والأموال والأملاك.

ح. الدروس المستفادة

        (1) جواز محاربة الأعداء وقتلهم في الأشهر الحرم.

        (2) جواز أكل اللحوم المنهي عنها، عند الاضطرار: رخّص الرسول للمسلمين، أثناء الحصار، أكل لحوم الخيل، حين لم يجدوا سواها طعاماً.

        (3) تثبيط العدوّ: بدأ هجوم المسلمين على الحصون عنيفاً، للتأثير المعنوي في اليهود؛ حتى إن عدد جرحى المسلمين، في اليوم الأول، بلغ خمسين جريحاً. كما أثر سقوط حصن ناعم في معنوياتهم؛ فضلاً عن الأثر الذي خلفه قتل زعيمهم، سلام بن مشكم، ومن بعده الحارث بن أبي زينب؛ ما أضعف روحهم القتالية، وأدى إلى تساقط حصونهم الواحد تلو الآخر.

        (4) الإصرار على الانتصار: كانت مقاومة اليهود للمسلمين، من داخل الحصون، مقاومة عنيفة، ولولا عزم المسلمين، وروحهم القتالية العالية، لَمَا أمكنهم الانتصار على خيبر. (انظر شكل فتح خيبر)

 



[45] خيبر: بلسان اليهود يعنى الحصن، وقد كانت خيبر شمال المدينة مكونة من سبعة حصون هي: ( ناعم، القموص، الشق، النطاة، السلالم، الوطيح، الكتيبة).