إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم




1. سيف الرسول
2. الفرسان
3. السيف
4. الدرع
5. المنجنيق
6. برج حصار

1. موقعة بدر
2. معركة أحد
3. معركة الخندق
4. صلح الحديبية
5. فتح خيبر
6. غزوة مؤتة
7. فتح مكة
8. غزوة الطائف
9. غزوة تبوك




18

18.غزوة حنين وحصار الطائف (شوال 8هـ)

أ. خلفية تاريخية، ومواقف الجانبَين، قبل الغزوة

          كان لفتح مكة أكبر الأثر في توحيد شبه الجزيرة العربية، تحت لواء الإسلام. ولم يبقَ من المشركين سوى بعض القبائل، التي أصبح دخولها في الإسلام مسألة وقت، بعد سقوط مكة في أيدي المسلمين، وانهيار قريش.

ب. أسباب الغزوة

            بعد خمسة عشر يوماً على فتح مكة، تنامى إلى المسلمين، أن مالك بن عوف، قد جمع هوازن وثقيف؛ وكذلك اجتمعت نصر وجشم، بمن فيها الأبناء والنساء والأموال؛ للقضاء على المسلمين في مكة، والاستيلاء عليها.

ج. حجم القوات المتضادة، وتشكيلات القتال

     (1) المسلمون

                    اثنا عشر ألْفاً بين راكب وراجل (عشرة آلاف مسلم من الذين حضروا فتح مكة، وألْفان من مكة، الذين دخلوا في الإسلام بعد الفتح)، يقودهم رسول الله.

     (2) المشركون

                     قبيلة هوازن، عدا عقيل بن كعب بن ربيعة، وبشر بن كعب بن ربيعة؛ وبنو كلاب بن ربيعة وسائر إخوتهم، ومعظم قبيلة ثقيف، يقودهم مالك بن عوف النصري، من هوازن، وهو في ذلك الوقت شاب في الثلاثين من عمره، إلا أنه كان قوي الإرادة، ماضي العزيمة.

د. فكرة تنفيذ العملية

(1) المسلمون

                     ضرب القبائل المحتشدة، ولَمّا تزل قوّتها اثنَي عشر ألْفاً، قبل أن يستفحل خطرها، وتهدد مكة والمسلمين فيها. واستعارة بعض الدروع والأسلحة، من صفوان بن أمية، لاستكمال تسليح قوات المسلمين. وكان تشكيل القتال كالآتي:

                (أ) مقدمة تتكون من قطاعات الفرسان، من قبيلة سليم، يقودهم خالد بن الوليد؛ ومعهم الإبل، التي تحمل الميرة والذخيرة (الحراب والسهام...).

(ب) القوة الرئيسية مؤلفة من القبائل الأخرى، وأمام كلّ قبيلة رايتها.

(ج) الكتيبة الخضراء المكونة من المهاجرين والأنصار، في مؤخرة القوة الرئيسية، ومعهم رسول الله.

(2) المشركون

                     الانحياز نحو قمم حنين، وعند مضيق الوادي، لقتال المسلمين، قبل أن يفيقوا من انتصارهم الكبير على قريش؛ لتدور عليهم الدوائر، فإذا نزلوا بوادي حنين، يشدون عليهم شدة رجل واحد، تضعضع صفوفهم، ويختلط حابلهم بنابلهم، ويضرب بعضهم بعضاً، وتلحق بهم الهزيمة، ويزول انتصارهم الذي حققوه في مكة.      

هـ. سير أعمال القتال

             تحرك المسلمون بجيش، لم تعرف العرب مثله من قبل، في اتجاه حنين. يتقدم كلّ قبيلة علمها، وهي تمتلئ زهواً وفخراً من كثرتها؛ لا، بل قالوا: لن نُغلب، اليوم، لكثرتنا. ونزلوا وادي حنين، في المساء حتى الفجر، حينما انحدروا من مضيق حنين في وادٍ من أودية تهامة. وإذ هم كذلك، شدت عليهم القبائل شدة رجل واحد، أصلتهم نبالها، فاضطربوا، بل هلعوا، ولاذ بعضهم بالفرار.

             وأحاط بالرسول جماعة من المهاجرين والأنصار، لحمايته، وهو ينادي: "أين، أيها الناس، أين؟ هلموا إلي، أنا رسول الله، أنا محمد بن عبدالله"؛ لكنه لم يلقَ مجيباً. عند ذلك، أمر عمه، العباس، أن ينادي في المسلمين، لتثبيتهم؛ وكان العباس جهوري الصوت، فأخذ ينادي: "يا معشر الأنصار، يا أصحاب البيعة يوم الحديبية". وكرر النداء حتى سمعه المهاجرون والأنصار، وتذكروا البيعة. واجتمع حول رسول الله جمع من المسلمين، وأخذوا ينادون: "لبيك، لبيك". وأخذ المسلمون في التجمع، مرة أخرى، حول رسول الله وصمدوا معه، حتى تزايد عددهم، واستعادوا ثقتهم، ونظموا صفوفهم، ثم هجموا على المشركين.

             ولما رأت هوازن وثقيف هجمات المسلمين العنيفة، أيقنوا أن المقاومة لن تجدي، تراجعوا في اتجاه الطائف وأوطاس ونخلة؛ تاركين نساءهم وأبناءهم وأموالهم غنائم للمسلمين. وأعلن الرسول أن من قتل مشركاً فله سلبه، فطاردهم المسلمون، وأوقعوا بهم خسائر فادحة في الأرواح. كما أسروا كثيراً منهم وقيدوهم بالأغلال.

             والتجأ بعض المشركين الفارين من حنين إلى الطائف، وهي مدينة منيعة ذات حصون وأسوار وأبواب، وأخذوا يسددون نبالهم في اتجاه المسلمين المحيطين بهم، وأوقعوا بهم بعض الخسائر. فأمرهم الرسول بالابتعاد عن مرمى نبالهم. وأشار عليه سلمان الفارسي بأن يقذف تلك الحصون بالمنجنيق، وتهجم عليها الدبابات. ولكن أهل الطائف استطاعوا إحباط الهجوم. وأعلن الرسول أنه سيعتق كلّ عبد يأتيه من الطائف، ففر إليه نحو عشرين من العبيد، فأعتقهم. وعلم منهم أن لدى ثقيف مواد غذائية كثيرة، تكفيهم فترة طويلة؛ فقرر رفع الحصار، بعد أن استمر نحو شهر؛ تاركاً أمر استسلامهم إلى حين، وخاصة أن كثيراً من رجالها اعتنقوا الإسلام.

و. الخسائر

     (1) المسلمون

                     خسائر قاصمة، غير محصورة بدقة؛ حتى إن بعض كتب السيرة، ذكرت أن قبيلتَين من المسلمين فنيتا أو كادتا، وأن النبي صلى عليهم.  

     (2) المشركون

                خسائر فادحة في الأرواح، وترك غنائم وأسرى كثيرة للمسلمين.

ز. الدروس المستفادة

   (1) الغرور بالكثرة: هو أول العوامل، التي أدت إلى هزيمة المسلمين، في المرحلة الأولى من غزوة حنين.

        (2) الثبات في الميدان: فثبات المسلمين في الميدان، هو الذي حول الهزيمة إلى نصر. وكذلك كان لثبات المشركين المحاصرين في الطائف، الفضل الأكبر في رفع الحصار عنهم.

        (3) التجهيز الهندسي: كان للتجهيزات الهندسية القوية للحصون، في الطائف، الفضل الأكبر في اعتصام الفارين بها، واتخاذها درعاً واقياً من مطاردة المسلمين وهجماتهم.

        (4) الإمداد والإعاشة: وجود كميات وفيرة من المواد الغذائية داخل حصون الطائف، كان له الفضل الأكبر في رفع الحصار، الذي دام شهراً كاملاً.

        (5) التسليح المتطور: برز في هذه الغزوة أنواع جديدة من الأسلحة لدى المسلمين، مثل: المنجنيق والدبابة. وكذلك ابتدع المشركون أسلوباً جديداً في مكافحة الدبابة بالحديد المنصهر. (انظر شكل غزوة الطائف)