مدينة أبها (منطقة عسير)

1. الموقع والتضاريس

تقع مدينة أبها في منطقة عسير، جنوبي المملكة العربية السعودية، عند تقاطع خط الطول 30، 40 درجة شرقاً، وخط العرض 13. 18 درجة شمالاً، في مرتفعات السروات. (اُنظر صورة مدينة أبها).

وتشرف جروفها المطلة على السّهول السّاحلية (تهامة)، وجبال (السودة) ذات الغابات الكثيفة من جهة الغرب، وجبال وهضاب (القرعاء) و(الجرّة) من الجنوب والجنوب الشرقي. والهضاب والسهول الزراعية من جهتي الشرق والشمال.

وترتفع مدينة أبها عن سطح البحر 2200 متر، ويتجاوز ارتفاع أعلى قمة في منطقة (السودة) 3.000 م. وتربتها رملية بشكل عام، وطينية في المناطق الزراعية.

وتحدها من الشرق والشمال منطقة (خميس مشيط)، ومن الشمال الغربي (النَّماص)، ومن الغرب والجنوب الغربي منطقة (محايل).

2. المناخ

مناخ مدينة أبها معتدل بوجه عام طوال السنة، ولا تزيد درجة الحرارة صيفاً عن 30 درجة مئوية. أما في الشتاء، فتميل إلى البرودة حيث تهبط درجة الحرارة إلى خمس درجات مئوية.

ويبلغ معدل هطول الأمطار 500 مم، وهو من أعلى المعدلات في المملكة، حيث يتأثر المناخ بنظامي موسوم الأمطار الشتوي والموسمي، نظراً لوقوعها على جانبي خط الاستواء.

والرياح السّائدة فيها جنوبية غربية إلى غربية، وشمالية شرقية جافة في فصل الربيع.

3. نبذة تاريخية

أ. يعتقد بعض الباحثين أن مدينة أبها، كانت تعرف في التاريخ باسم (أبقا) أو (هبقا)، وهو المكان الذي يُروى أن إبل بلقيس ـ ملكة سبأ ـ كانت تحمل منه الهدايا إلى النبي سليمان u.

ب. بدأت مدينة أبها، قرية زراعية صغيرة على وادي (أبها)، وكانت مقسّمة على أساس قبلي. حيث خصصت لكلّ قبيلة أرضها. وكانت المنطقة الوسطي من أبها منطقة نشاط تجاري مزدحمة، تحيط بها مناطق أقل ازدحاماً.

ج. في عام 1233هـ، خضعت مدينة أبها لحكم المصريين.

د. في عام 1239هـ، نالت استقلالها واتخذها على بن مجنل قاعدة لحكمه. ومن ذلك التاريخ أخذت في النمو.

هـ. في عام 1273هـ، تولى إمارتها الأمير محمد بن عائض، وأقام فيها قصره الذي كان يعرف باسم ( الشّدا ) على ربوة عالية عرفت آنذاك باسم (رأس أملح). وكان القصر يشرف على منطقة منبسطة تقام فيها السوق الأسبوعية. كما أقيمت حول القصر عدة قلاع على قمم الجبال المحيطة بها.

وحول قصر الأمير نمت عدة قرى، التحمت فيما بعد وكونت "مدينة أبها". وتعدّ هذه القرى الآن أحياء من المدينة، مثل المناظر (نواة المدينة) والبديع، والخشع، والنصب، والمقايل. أما قصر الشّدا فقد تحول الآن إلى متحف للتراث الشعبي.

4. أهمّ معالم المدينة

أ. النهضة التعليمية

في عام 1355هـ/ 1936م، أنشئت أول مدرسة في مدينة أبها ومنطقة عسير بأسرها، وكانت تُسمى (المدرسة السعودية الابتدائية).

أما الآن فيوجد في مدينة أبها إدارتان للتعليم، إحداهما للبنين والأخرى للبنات، تتبع لهما أكثر من سبعين مدرسة تخدم مراحل التعليم المختلفة، وعدد من مدارس تحفيظ القرآن الكريم، ودور الحضانة ورياض الأطفال، ومدارس لتعليم الخياطة والتفصيل.

وأما التعليم العالي، فقد أنشأت جامعة الإمام محمد بن سعود، كلية للشريعة وأصول الدين، وكلية للغة العربية. كما أنشأت جامعة الملك سعود، كلية للطب البشري وأخرى للتربية. وحولت إلى جامعة الملك خالد في أوائل عام 1419هـ/ أواخر عام 1998.

كما أنشئت كلية لإعداد المعلمين، وكلية تربية للبنات، ومعهد صحي للبنين وأخر للبنات، وكلية تقنية متوسطة، ومعهد ثانوي صناعي، ومعهد ثانوي للمراقبين الفنيين، ومراكز للتدريب المهني.

ب. الطرق والنقل

تُعدّ مدينة أبها ملتقى عدد من الطرق الرئيسية، التي تخدم جنوبي المملكة، والمتعلقة بسائر أرجائها في مختلف الاتجاهات.

وأهم الطرق التي تتصل بالمدينة هي:

(1) طريق الطائف 562 كم

(2) طريق جيزان 200 كم.

(3) طريق خميس مشيط ـ نجران 380 كم.

(4) طريق جدة الساحلي 730 كم.

(5) طريق وادي الدواسر 350 كم.

وفي منطقة أبها نُفذّ عدد من مشروعات الأنفاق والجسور، التي يسرت المرور بين أجزاء المناطق الجنوبية والغربية في المملكة. وتعرف هذه المشروعات باسم (عقبات تهامة)، وهي مناطق وعرة شديدة الارتفاع كان اجتيازها متعذراً قبل تنفيذ مشروعات (العقبات).

ج. مطار أبها

يُعد مطار أبها في المرتبة الرابعة بين مطارات المملكة من حيث كثافة الركاب، بعد مطارات جدة والرياض والظهران. وهو مطار دولي مجهز بأحدث وسائل الهبوط والإقلاع التقنية، والخدمات الأخرى بأنواعها.

د. الرعاية الصحية

في مدينة أبها عدد من المنشآت الصحية، التي تقدم الخدمات الصحية والعلاجية المتكاملة، وتشمل:

(1) مستشفي عسير المركزي، وسعته 574 سريراً.

(2) مستشفي أبها العام، وسعته 300 سرير.

(3) مستشفي الأمراض الصدرية، وسعته 100 سرير.

(4) مستشفي الأمراض النفسية، وسعته 50 سريراً.

(5) 4 مراكز للرعاية الصحية الأولية.

(6) 4 مستوصفات أهلية.

(7) مركز صحي للوقاية من الملاريا والبلهارسيا.

هـ. المياه

تمتاز منطقة أبها بوفرة المياه الجوفية، إلاّ أن استهلاك المياه يتزايد نتيجة للتطور الحضاري، مما جعل وزارة الزراعة والمياه تنفذ مجموعة من المشروعات الهادفة إلى تأمين مياه الشرب والزراعة. ومن هذه المشروعات:

(1) سدّ أبها، وطوله 350 متراً وارتفاعه 33 متراً وطاقته التخزينية مليونان ونصف مليون متر مكعب. (اُنظر صورة سد أبها في منطقة عسير)

(2) مشروع مدّ خطوط أنابيب للمياه العذبة من محطة التحلية المقامة في (الشقيق)، على البحر الأحمر.

و. المعالم الأثرية

تضم منطقة عسير كثيراً من الآثار، التي تعود إلى عهود مختلفة قديمة. ويحيط بأبها عدد من القلاع، التي تعود إلى العهد العثماني، وقد أقيمت على قمم الجبال وأهمها:

(1) قلعة شمسان.

(2) قلعة أبو خيال.

(3) قلعة الدقل.

كما توجد في منطقتي السودة ودلقان نقوش ورسوم أثرية كثيرة. وقد أنشئ في أبها متحف يضم بعض المكتشفات الأثرية في منطقة عسير. (اُنظر صورة من معالم أبها).

ز. المعالم السياحية

ساعدت طبيعة منطقة عسير، ذات المناخ المعتدل والمياه الوفيرة والمعالم الأثرية والتضاريس المتنوعة، والاعتمادات المالية، على أن تصبح منطقة عسير عامة، ومدينة أبها بشكل خاص، مصيفاً رائعاً حتى أطلق عليها (عروس الجبل).

وأهم المناطق السياحية في أبها هي:

(1) متنزه عسير الوطني

نفذته وزارة الزراعة والمياه عام 1400هـ ـ 1980م، وتبلغ مساحته 450000 هكتاراً. ويتكون من ستة مواقع طبيعية، وفرت لها الدولة الحماية والرعاية، بحيث يستمتع الزائر بمشاهدة ما فيها من حيوانات وطيور برية، ونباتات فطرية لا توجد عادة في غير هذه المنطقة. كما توافرت فيها كل الخدمات.

وتلك المواقع الستة هي:

(أ) متنزه السّودة

يبعد عن أبها حوالي 23 كم من جهة الغرب، ويمتد إلى أعلى جبال عسير ارتفاعاً. وقد جهز بكافة الخدمات من مياه وكهرباء وأسواق، ومواقع للإقامة واستراحات، ومواقف للسيارات، وكافتيريات، ومظلات، مع فندق من الدرجة الممتازة (انتركونتنينتال).

(ب) متنزه دلغان

يبعد عن مدينة أبها حوالي 26 كم، من جهة الجنوب، وهو مساحة واسعة منبسطة ومجهزة بكافة مرافق الخدمات.

(ج) متنزه القرعاء

يبعد عن مدينة أبها حوالي 30 كم، قرب متنزه دلغان، به أشجار كثيفة ويطلّ على منطقة تهامة.

(د) متنزه الهضبة

يبعد عن مدينة أبها 15 كم، في الجنوب الشرقي، ومساحته 10 هكتارات.

(هـ) مركز الذوّاد

يقع في الجنوب الغربي من الحزام الدائري لمدينة أبها، على بُعد كيلومترين اثنين من وسط المدينة.

(و) الإدارة والسّكن

ويقعان في (حي الشّرف) في المدينة، على مسافة 4 كيلومترات.

(2) المتنزهات والحدائق

إضافة إلى منتزه عسير الوطني أنشأت البلدية عدداً من المتنزهات والحدائق، ويُقدر مجموع ما زُرع في هذه الحدائق حوالي 50 ألف شجرة، مما أعطى المدينة مزيداً من الرونق والجمال.

ومن أجمل هذه المتنزهات:

(أ) متنزه الجّره.

(ب) متنزه السّحاب.

(ج) متنزه الشّعف.

(د) تنزه وادي المحالة.

ومن أجمل هذه الحدائق:

(أ) حديقة الجبل.

(ب) حدائق جسر الطائف.

(ج) حدائق جسر الخميس.

(د) حديقة حي الضباب.

(هـ) حديقة تهامة.

(و) حديقة المجمع الحكومي.

(ز) حديقة الفانوس.

(ح) حدائق ومسطحات الحزام الدائري، وغيرها.

ح. المنشآت الرياضية

في المدينة عدد من المنشآت الرياضية، التي تشمل:

(1) مدينة رياضية متكاملة، تضم إستاداً وصالات مغلقة وكل ما يلزم لممارسة مختلف الرياضيات.

(2) مركزاً لتدريب الناشئين، ومركزاً لرعاية الأندية الرياضية والثقافية.

ط. المنشآت الإعلامية

(1) محطة تليفزيون، تبث إرسالها بالألوان.

(2) مركز للإرسال التليفزيوني.

(3) محطة للبث الإذاعي.

(4) مركز إعلامي.

(5) إدارة للمطبوعات.

ي. معالم أخرى في المدينة

(1) فرع لوزارة العدل.

(2) فرع لوزارة التخطيط.

(3) فروع لصناديق وبنوك التنمية العقارية والزراعية والصناعية.

(4) فرع وزارة البريد والبرق والهاتف، الذي أنشأ خطوطاً ومقاسم هاتفية تقنية في جميع أنحاء المنطقة، إضافة إلى هواتف السيارات، وهواتف العملة، والهواتف النقالة، وخطوط التيلكس والمبرقات الأخرى.

(5) فرع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، الذي أنشأ مركزاً للخدمة الاجتماعية والتنمية الاجتماعية، كما يشرف على الدور الآتية:

(أ) دار التربية الاجتماعية.

(ب) دار الرعاية الاجتماعية.

(ج) دار رعاية المعوقين.

(د) جمعيات البر والجمعيات الخيرية.

(هـ) فرع للجمعية السعودية للثقافة والفنون.

(و) نادي أبها الأدبي.

ك. النشاط الاقتصادي وأهم المنتجات

(1) القطاع الزراعي

تمتاز أبها بوفرة مياهها وخصوبة أرضها، لذا يعمل معظم سكانها في الزراعة والرعي. وتقدم وزارة الزراعة والمياه جهوداً ملموسة في مجال الإرشاد الزراعي وتوفير المياه. ومن أهم منتجات القطاع الزراعي:

(أ) الخضراوات.

(ب) الفواكه.

(ج) الحبوب، خاصة القمح.

كما تُربى الأغنام والأبقار والدواجن.

(2) القطاع الصناعي

يتمثل النشاط الصناعي في مدينة أبها في صناعة مواد البناء ـ وفي مقدمتها الأسمنت ـ وتصنيع الأخشاب، والأغذية، وغيرها من الصناعات الثانوية، إضافة إلى ورش الصيانة.

(3) القطاع التجاري

كما ينشط القطاع التجاري، معتمداً على ما تنتجه الأرض من فواكه وحبوب وثروة حيوانية، وما تنتجه المصانع من مواد بناء ومواد غذائية، إضافة إلى المصارف والفنادق والمطاعم.

ل. أهمية المدينة

(1) هي عاصمة منطقة عسير، ومركزها الإداري، ويوجد بها مركز إمارة عسير، الذي تمتد مسؤولياته إلى مساحات تقرب من 40000 كم²، ويسكنها حوالي مليون ومائة ألف نسمة. ويزيد عدد الإمارات الفرعية المرتبطة بمركز الإمارة في أبها على خمس وستين إمارة، تنتشر في مختلف الاتجاهات.

(2) المدينة ملتقى شبكة المواصلات المارة بجنوبي المملكة، والمتصلة بسائر أرجائها في مختلف الاتجاهات.

(3) منطقة أبها من أهم المناطق السياحية، التي تستقطب المصطافين من مختلف أنحاء المملكة.