إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / السويس، جمهورية مصر العربية




منطقة العين السخنة
نفق الشهيد أحمد حمدي

مدينة السويس
مخطط يوضح بعد السويس
شعار محافظة السويس

قناتا الإسماعيلية والسويس



مدينة أبو ظبي

4. الثروة المعدنية وأهم الصناعات

أ. الثروة المعدنية

(1) الوقود الطبيعي

ومصادره: النفط والفحم. وهما متوافران في منطقة السويس، التي تُعَدّ أهم مراكز استغلال هذه الثروة في مصر.

(أ) النفط

يُعَدّ خليج السويس منطقة النفط الأولى في مصر. وأهم الحقول فيه، هي: سدر ومطارمة وعسل، وكلها على الشاطئ الشرقي للخليج، وتتبع شركة النصر لآبار الزيوت. وأهم هذه الحقول: حقل سدر، ويبعد عن السويس مسافة 45 كم، إلى الجنوب الشرقي. وتُقدر مساحته بنحو 25 كم2. وقد بلغ عدد آباره حتى الآن، 35 بئراً، منها 15 بئراً منتجة، تغل نحو 500 طن متري، يومياً.

أما حقل عسل، فمساحته 3 كم2، وفيه نحو 30 بئراً، منها ست آبار منتجة، تغل أكثر من 400 طن، يومياً.

وحقل مطارمة، مساحته، كذلك، 3 كم2. ولكن إنتاجه ضئيل، وفيه ثلاثة آبار منتجة فقط، تغل نحو 35 طناً، يومياً.

وتنتمي الطبقات الحاملة للنفط في هذه الحقول، إلى صخور العصر الأيوسيني، وما بين الأليجوسين والميوسين، وتوجد على أعماق تتراوح بين 800 م و1200 م.

وكان من الطبيعي، أن يتجه التفكير إلى تكرير النفط الخام، المستخرج من هذه الحقول محلياً، لحاجة البلاد إلى استهلاك مشتقاته. فوقع الاختيار على مدينة السويس، لتكرير النفط وتصفيته، لأنها أقرب المدن المصرية إلى حقوله. فهي تقع على رأس الخليج، مما يسهّل نقْل النفط الخام إلى معامل التكرير. وفضلاً عن ذلك، فإن للسويس وظيفة أخرى، كميناء، يمكن أن يستقبل واردات النفط الخام، الذي يُكرر محلياً، مما يساعد على التوسع في صناعة التكرير.

يُدفع النفط، الذي يستخرج من الحقول، في أنابيب، تنتهي إلى محطات تجميع. ثم يُدفع في أنبوبة رئيسية إلى محطة الشحن، وحيث يخزن في مستودعات ضخمة. ومن محطة الشحن، ينقَل بوساطة ناقلات النفط، إلى معمل التكرير، في مدينة السويس.

(ب) الفحم

اكتُشف الفحم، حديثاً، في عدة مواقع في مصر. ولكن أهم مواقعه تقع في حدود منطقة السويس، حيث اكتشفت وزارة الصناعة، في سنة 1958، طبقة من الفحم الجيري، سمكها 120 سم، على عمق 450م من السطح، في منطقة عيون موسى، الواقعة على مسافة نحو 12 كم، إلى الجنوب الشرقي من مدينة السويس. ويُعَدّ الفحم من أهم خامات الصناعة، فهو يستخدم كوقود طبيعي، ومولد للطاقة، ومختزل لخامات الحديد، ومادة أساسية في صناعة الصلب، وغير ذلك. لذا، فإن الدولة، منذ هذا الاكتشاف المهم، لم تدخر وُسعاً في تتبّع الخام تحت الأرض، وتقدير كمياته وجودته، وتحليله والكشف عن مدى استخدامه في الصناعات المختلفة. وتبشّر الأبحاث بآمال كبيرة، في هذا المجال.

(2) الدولوميت

نوع من الحجر الجيري، يمتاز تركيبه المعدني عن الحجر الجيري العادي، باحتوائه على عنصر الماغنسيوم إلى جانب الكالسيوم. وتجعله، هذه الخاصية، مادة حرارية مفيدة. لذلك، فهو يستخدم في تبطين الأفران العالية الحرارة، المستخدمة في صناعات الحديد والصلب والنحاس. كما أصبح يستخدم في صناعة الأسمدة، والصناعات الكيماوية والأسمنت والجير، وفي إنتاج عنصر الماغنسيوم. وتوجد منه في منطقة السويس كميات هائلة، خاصة في جبل عتاقة. ولشركة الحديد والصلب محاجر لاستخراجه، بالقرب من ميناء الأدبية، جنوب مدينة السويس مباشرة.

(3) الحجر الجيري النقي

يُعَدّ الحجر الجيري النقي، بالدرجة الملائمة لصناعات السماد والأسمنت، نادر الوجود. وفي منطقة السويس، مثال من هذا الوجود النادر، إذ يستخرج الحجر الجيري النقي من محاجر، في ناحية منطقة السادات، على بعد نحو 18 كم، إلى الجنوب من مدينة السويس. ويستغل هذا الخام في تموين مصانع السماد بالسويس.

(4) الجبس

هذا المعدن تركيبه الكيماوي كبريتات الكالسيوم المائية، وهو خام مهم، يدخل في عدد كبير من الصناعات والأغراض. فهو يستخدم في صناعة المصيص والأسمنت، وفي استصلاح الأراضي الزراعية المالحة. وفي حالته اللامائية، يسمى بالانهدريت، وهو خام مهم في صناعة حامض الكبريتيك، وسماد كبريتات الأمونيا.

ويوجد الجبس والانهدريت بكميات كبيرة في صخور عصر الميوسين، في مصر. أهم مواقع استغلاله، هي "رأس ملعب"، على الشاطئ الشرقي لخليج السويس، حيث يستخرج ما يقرب من 25000 طن، سنوياً، يصدّر معظَمه إلى الخارج. وإلى الشرق من مدينة السويس تماماً، في منطقة الشط، توجد محاجر للجبس، تغل بضعة آلاف من الأطنان، سنوياً، تصنّع محلياً. ويوجد، لتصنيعها في الشط، طاحونة ومحمصة لإنتاج المصيص.

ب. أهم الصناعات

(1) الصناعات النفطية

في عام 1912، أنشأت "شركة آبار الزيوت الإنجليزية المصرية"، أول معمل للتكرير في مصر. وبدأ تشغيله خلال عام 1913، بطاقة إنتاجية، قدرها 100000 طن، سنوياً. ثم أخذت هذه الطاقة الإنتاجية تزداد، تدريجياً، منذ ذلك التاريخ، حتى بلغت، أخيراً، أربعة ملايين طن. وأصبحت وظيفته لا تقتصر على تصنيع المنتجات الرئيسية (البنزين والكيروسين والسولار والديزل والمازوت) فحسب، وإنما تَعَدَّت ذلك إلى إنتاج عدد كبير من المنتجات الخاصة، التي يطلق عليها المنتجات الثانوية، مثل المذيبات، والبيتومين الصلب والسائل والمنفوخ والكبريت النقي، وغير ذلك.

وقد أسهم هذا المعمل إسهاماً فعالاً في إنتاج الأسمدة الآزوتية، من الغازات النفطية. إذ أُنشئ جهاز لتنقية الغازات من الشوائب الكبريتية، لدفعها إلى مصنع الأسمدة، في السويس، حيث يتم تحويلها إلى نشادر، ثم إلى حامض الآزوتيك، فالسماد الآزوتي، المعروف بنترات الجير 15.5% آزوت.

وإضافة إلى المعمل السابق، في "الزيتية"، الذي يتولى تشغيله، في الوقت الحاضر، شركة النصر للنفط، أنشئ، في عامَي 1921 ـ 1922، معمل تكرير النفط الحكومي، بقصد تكرير ما تحصل عليه الحكومة من النفط الخام، كإتاوة عينية، عمّا تستخرجه الشركات، صاحبة امتياز استغلال الحقول المصرية، في ذلك الوقت. وكانت الطاقة الإنتاجية لهذا المعمل، في ذلك الحين، تقدر بحوالي 18000 طن، سنوياً. ثم خطا المعمل، بعد ذلك، خطوات كبيرة، في سبيل زيادة طاقته الإنتاجية، حتى بلغت مليونين ومائتي ألف طن سنوياً. وتُشَغّله، في الوقت الحاضر، شركة السويس لتصنيع النفط.

وهكذا أصبحت السويس تضم أكبر معملين للنفط في مصر. تبلغ طاقتهما الإنتاجية مليونين وستمائمة ألف طن، سنوياً. ومن ثم أصبحت المركز الرئيسي لهذه الصناعة في البلاد، مما اجتذب إلى جوارها صناعات أخرى. فتحولت السويس، تدريجياً، إلى منطقة صناعية مهمة. وصارت وظيفتها الصناعية، لا تقلّ أهمية عن وظيفتها التجارية، كميناء رئيسي.

(2) صناعة الأسمدة الآزوتية

تُعَدّ صناعة الأسمدة الآزوتية، في السويس، الصناعة الثانية بعد تكرير النفط وتصنيعه. وقد بدأت هذه الصناعة، عام 1951، في المصنع، الذي أنشأته الشركة المصرية للأسمدة والصناعات الكيماوية. وكان هذا المصنع نواة، أنشئت حولها مدينة صناعية متخصصة بإنتاج الأسمدة، في سفح جبل عتاقة، فوق مساحة تبلغ 500 فدان، ومن المنتظر أن تتسع، لتبلغ 700 فدان. وقد بدأ هذا المصنع بوحدتين، ثم أضيفت وحدة ثالثة، عام 1959، ثم وحدة رابعة، عام 1963. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع، في الوقت الحاضر، 270 ألف طن.

وتضم مدينة السماد، في عتاقة، مصانع أخرى، منها مصنع لحامض الكبريتيك، ومصنع لسلفات النشادر. وتملك شركة النصر للأسمدة والصناعات الكيماوية، محجراً، يقع في منطقة السادات، على بعد 26 كم، جنوبي المصنع، لتزويد قسم نترات الجير بحوالي 500 طن من الحجر الجيري، يومياً، تُنقَل إلى المصنع بوساطة خط سكة الحديد.

(3) صناعة الورق

وقع الاختيار على السويس، لإنشاء مصنع أوراق التعبئة (كرافت). وقد بدأ المصنع إنتاجه، في أول عام 1962. ويُوزع إنتاجه على شركات الأسمنت، وشركات الأسمدة وغيرها. وأصبح المصنع يسد جانباً كبيراً من حاجة السوق المحلية.

وهكذا، أصبحت مدينة السويس من أكبر مراكز الصناعات الكيماوية، في مصر.