مقدمة

دخل الإسلام إلى البنغال في القرن الثاني عشر الميلادي، عن طريق التجار العرب المسلمين، ثم ساعدت الفتوحات الإسلامية في انتشار الإسلام في أنحاء البلد. وفي القرن السادس عشر، شرع الأوروبيون بإقامة مراكز تجارية في بنجلاديش. وفي نهاية المطاف، استولى البريطانيون على المنطقة وجعلوها جزءاً من الهند البريطانية. وفي عام 1947، انفصلت باكستان الغربية وبنجلاديش الشرقية (ذاتا الأغلبية المسلمة) عن الهند (ذات الأغلبية الهندوسية)، واتحدتا في دولة جديدة سُميت باكستان.

وفي عام 1955، أصبح اسم بنجلاديش الشرقية "باكستان الشرقية"، إلا أن هذا الوضع لم يكن مقبولاً لبلد يتكون من جزأين، يفصل بينهما 1600 كيلومتر؛ لأنه جعل من الجزء الخاص ببنجلاديش جزءاً مهملاً، ما أثار نقمة أهلها على دولة الاتحاد؛ فتعالت الدعوات للحصول على مزيد من الحكم الذاتي، وتزايد العداء بين الشطرين الغربي والشرقي من باكستان، فتشكلت حركة انفصالية تسمى "حركة استقلال البنغال" بزعامة رابطة عوامي وبدعم من الهند؛ فانفصلوا عن باكستان الغربية. وفي عام 1971 استُبدل باسم "باكستان الشرقية" اسم "بنجلاديش"، وقد أدت معارك الانفصال إلى موت على ما لا يقل عن 300 ألف مدني.

وفي مرحلة ما بعد الاستقلال، واجهت حكومة رابطة عوامي تحديات شاقة؛ ففي عام 1975 أطاح الجيش بهذه الحكومة، ما نتج عنه سلسلة من الانقلابات العسكرية، أسفرت عن تولي حكومة مدعومة من الجيش، وتبع ذلك إنشاء الحزب الوطني البنجلاديشي.

في عام 1981، وقع انقلاب عسكري، أسقط حكومة الحزب الوطني البنجلاديشي، أعقبها قيام حكومة عسكرية حتى حين إجراء انتخابات ديمقراطية في العام 1991، ثم عقب ذلك تناوبت رابطة عوامي مع الحزب الوطني البنجلاديشي السلطة.

وفي مطلع العام 2007، وبعد فترة من العنف الذي اجتاح أنحاء البلاد، عُيّنت حكومة انتقالية (حكومة مؤقتة) مدعومة من الجيش، لإدارة شؤون الانتخابات العامة القادمة؛ إلا أن النظام العسكري الحاكم أرجأ الانتخابات البرلمانية، التي كان مقرراً لها أن تُجرى في يناير 2007، في محاولة منه لإصلاح النظام السياسي واجتثاث جذور الفساد.

عادت البلاد إلى ممارسة الديمقراطية بشكل كامل في ديسمبر 2008، بانتخاب الشيخة حسينة، زعيمة رابطة عوامي، رئيسة للوزراء.

ومنذ استقلالها حققت بنجلاديش تقدماً كبيراً في مجال الأمن الغذائي، بمساعدة من: "المساعدة الإنمائية الدولية"، ونما الاقتصاد بمعدل 6%، على مدى العقدين الماضيين.