إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / الدنمارك Denmark (مملكة الدنمارك Kingdom of Denmark)




علم الدنمارك


خريطة الدنمارك



إيران

مقدمة

الدنمارك مملكة دستورية، تُحكم وفقاً لدستور عام 1953. وهي تقع في أقصى جنوب الدول الاسكندنافية، في شمالي قارة أوروبا. تحدُّها ألمانيا من الجنوب؛ وبحر الشمال من الغرب؛ وخليج سكاجيراك Skagerrak، أحد فرعي بحر الشمال، من الشمال؛ ومضيق كاتجات Kattegat، من الشرق. وعاصمتها كوبنهاجن، التي تُعدُّ أكبر مدنها، وأهم مراكزها الصناعية.

يرأس الملك/الملكة الدولة، ويشرف على السلطة التشريعية، بالتعاون مع هيئة تشريعية، من مجلسٍ واحد، يتألف من 179 عضواً. أما السلطة التنفيذية، فيمارسها الملك/الملكة، من خلال وزرائه، وعلى رأسهم رئيس الوزراء، الذي يرأس الحكومة، كذلك. ومجلس الوزراء مسؤول أمام الهيئة التشريعية، ولا بدَّ له من الحصول على تأييد أغلبية أعضائها. والملكة الحالية للدنمارك هي مارجريت الثانية Margret II، التي اعتلت العرش، عقب وفاة والدها، الملك فريدريك التاسع، عام 1972. وأهم الأحزاب في البلاد، الحزب الديموقراطي الاشتراكي، الذي يُعدُّ الأكثر شعبيةً، على السّاحة السّياسية، منذ عام 1945.

 يعود تاريخ الدنمارك إلى عشرة آلاف سنة قبل الميلاد، تقريباً، حين استوطن الدنماركيون شبه جزيرة جتلاند Jutland، في شمالي أوروبا، وطوروا حضارة العصر البرونزي، في الألفية الثانية قبل الميلاد. وعلى الرغم من ذلك، لا يُعرف إلاَّ القليل عن تاريخ الدنمارك، قبل عصر الفايكينج Viking، الذي استمر من القرن التاسع حتى الحادي عشر الميلادي، حين برز الدنماركيون، في غارات الفايكينج على أوروبا الغربية، والجزر البريطانية.

دخلت المسيحية البلاد، في القرن العاشر الميلادي، على يد القديسيْن، أنسجار Ansgar، وهارولد بلاتاند Harold Bluetooth، الذي أصبح أول ملوك الدنمارك من المسيحيين. وفي عام 1013، غزا سوين Sweyn، الذي خلف أباه هارولد، عام 986، إنجلترا، ثم سار ابنه، كانوت الأكبر Great Canute، الذي حكم البلاد من 1014 إلى 1035، على الدرب نفسه، فوحَّد الدنمارك، وإنجلترا، والنرويج، تحت حكمه. وظل الطرف الجنوبي من السويد جزءاً من الدنمارك، حتى القرن السابع عشر. وعند وفاة كانوت، اندلعت حربٌ أهلية، مزقت البلاد، حتى جاء والديمار الأول Waldemar I، الذي حكم البلاد خلال الفترة من 1157 إلى 1182، ليعيد الهيمنة الدنماركية، في شمالي أوروبا. ومع نهاية غارات الفايكينج، على أوروبا، وتطوير كنيسة قوية مستقلة، تمكن النبلاء، في عام 1282، من بسط نفوذهم على الملوك الضعفاء؛ وأُرغم إيريك الرابع Eric V، على قبول الميثاق العظيم Great Charter، الذي قضى بتشكيل برلمانات سنوية، وإنشاء مجلس للنبلاء، يشارك الملك في السلطة. واستمر الحكم هكذا، حتى عام 1660.

استعاد والديمار الرابع Waldemar V، الذي حكم البلاد من 1340 إلى 1375، القوة الدنماركية، مرة أخرى، ولم يضعفه إلاَّ رابطة هانسياتيك Hanseatic League، التي كانت تدعو إلى تعزيز حماية دول شمالي أوروبا، وتعزيز التجارة بينها، في القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين. ثم اتحدت الدنمارك والنرويج والسويد، تحت حكم ابنة والديمار، مارجريت Margret، في عام 1397. غير أن السويد استقلت، عام 1523، حين تولى جوستافوس الأول Gustavus I الحكم فيها، وحل الاتحاد؛ غير أن النرويج استمرت في الاتحاد، حتى عام 1815، حين أيدت الدنمارك نابليون، وكان جزاءها في مؤتمر فيينا، في عام 1815، انتزاع النرويج منها، وضمها إلى السويد. وفي 1814، شنَّت النمسا وبروسيا، بقيادة بسمارك، الحرب على الدنمارك، كخطوة أولى، نحو توحيد ألمانيا. وفي الحرب العالمية الأولى، التزمت الدنمارك الحياد.

في 1940، غزا النازيون الدنمارك، ونصح الملك كريستيان العاشر، مواطنيه، على استحياءٍ، بقبول الاحتلال. ولكن المقاومة اندلعت، على نطاق واسع، ضد النازيين. وكانت الدنمارك هي الدولة الوحيدة المحتلة في الحرب العالمية الثانية، التي أنقذت جميع رعاياها اليهود، من الإبادة، بتهريبهم إلى خارج البلاد.

شهدت علاقات الدنمارك بالأقاليم التابعة لها، تغيراً كبيراً، مع بداية عام 1944. وفي السنة التالية، أعلنت آيسلندا استقلالها، منهيةً بذلك، الاتحاد، الذي ظل بينهما، منذ عام 1380. وفي 1948، مُنحت جزر الفيرو Faero، التي ظلت على اتحادها مع الدنمارك منذ عام 1380، حكماً ذاتياً. وفي عام 1953، أصبحت منطقة جرينلاند Greenland، رسمياً، إقليماً دنمركياً.

وعلى الصعيد الاقتصادي، بدأت الدنمارك، التي كانت تعتمد على الزراعة، بشكلٍ كبير، التركيز في القطاع الصناعي، الذي أسهم بنحو 25%، من إجمالي الناتج المحلي، بعد عام 1945. وأصبحت نسبة مساهمة الزراعة لا تزيد على 5%. ومن أهم منتجات الدنمارك: الماشية، والخنازير، والدواجن؛ إضافة إلى المحاصيل الجذرية، مثل: البنجر، والبطاطس؛ والحبوب، مثل: الشعير والقمح. ومن أهم الصناعات: صيد الأسماك، والمنتجات الغذائية، خاصة اللحوم ومنتجات الألبان؛ والصناعات الكيماوية، والآلات، والمنتجات المعدنية، التي يُستورد معظم موادها الخام؛ إذ لا تملك الدنمارك أي موارد معدنية؛ إضافة إلى الأجهزة الإلكترونية، ومعدات النقل، والمنسوجات، والمنتجات الورقية والخشبية؛ إلى جانب السياحة. ويأتي في مقدمة صادراتها: الآلات الصناعية، والأثاث، واللحوم، والأسماك، والمعادن؛ وفي مقدمة وارداتها: الآلات، والمعادن، والسيارات، والوقود. ومن أهم شركائها التجاريين، ألمانيا، والسويد، والمملكة المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي، بوجهٍ عام؛ إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

عانت الدنمارك مشاكل اقتصادية قاسية، خلال الثمانينيات من القرن العشرين. وفي التسعينيات، ارتفع معدل البطالة، وازدادت نفقات القطاع العام، وتراكم الدين الخارجي عليها بصورة كبيرة؛ ومع ذلك، تبشر السّياسات المالية والنقدية الصّارمة، التي تتبنَّاها الحكومة، حالياً؛ إضافة إلى ازدياد قاعدة الصادرات بانتعاشها الاقتصادي. وفي مايو 1993، جرى استفتاءٌ شعبي، أيدت الدنمارك، من خلاله، معاهدة ماستريخت، التي مهدت الطريق، لتحقيق تكاملٍ اقتصادي أكبر، بين دول الاتحاد الأوروبي. وكانت الدنمارك قد انضمت إلى عضوية المجموعة الأوروبية (الاتحاد الأوروبي، حالياً) في عام 1973، ومن قبلها انضمت إلى حلف الناتو عام 1949. وفي 28 سبتمبر 2000، صوَّت الشعب الدنماركي على رفض استخدام العملة الأوروبية الموحدة، اليورو.