إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / ليبيا Libya (ليبيا Libya)




علم ليبيا


خريطة ليبيا



إيران

مقدمة

حل الإيطاليون محل الأتراك العثمانيين، بعد أن سيطروا  بالقوة على المنطقة الواقعة حول طرابلس في العام 1911؛ ولم يجلوا عنها إلا في عام  1943, بعد هزيمتهم في الحرب العالمية الثانية. وقد انتقلت ليبيا ـ آنذاك ـ إلى إدارة الأمم المتحدة، وتحقق لها الاستقلال في العام 1951.

وعقب انقلاب عسكري في العام 1969، قاده العقيد "معمر أبو منيار القذافي"، بدأ في فرض نظامه السياسي الخاص (النظرية العالمية الثالثة)، وهو خليط من الاشتراكية, والإسلام المستوحى في بعض أجزائه من النظام القبلي وممارساته، والمفترض أن يطبقه الليبيون أنفسهم، في شكل لا مثيل له من الديموقراطية المباشرة.

وقد كان القذافي يرى نفسه دائماً، على أنه قائد ثوري له رؤية خاصة. وقد استغل عائدات النفط في السبعينيات والثمانينات في نشر أيديولوجيته خارج ليبيا، وفى دعم الحركات الثورية في الخارج، حتى يعجل بنهاية الماركسية والرأسمالية. إضافة إلى ذلك، بدأ في عام 1973، الدخول في عمليات عسكرية في الشريط الواقع في شمالي تشاد، من أجل الحصول على المزيد من المعادن، ولكي يوظف هذا الشريط قاعدة لبسط نفوذه على السياسة التشادية.

وقد أجبر على التراجع، في العام 1987، وقضت العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على ليبيا عام 1992، بعزل القذافي عن العالم سياسياً، في أعقاب سقوط طائرة بان أمريكا، الرحلة رقم 103، فوق لوكيربي في اسكتلندا، وقد شرع القذافي خلال حقبة التسعينيات إعادة علاقته بأوروبا. وعلقت الأمم المتحدة عقوباتها ضده في أبريل 1999, ورفعت العقوبات نهائياً في سبتمبر 2003. وبعد أن حلت ليبيا قضية لوكيربي، وافقت ليبيا على كشف وإنهاء برامجها لتطوير أسلحة الدمار الشامل، وكان القذافي قد قطع أشواطاً كبيرة في تطبيع العلاقات مع الدول الغربية.

وقد استقبل القذافي عدداً من القادة الأوروبيين الغربيين، والعديد من الوفود العالية المستوى، والوفود التجارية، وقام بأول جولة له في أوروبا الغربية خلال 15 سنة, عندما سافر إلى برشلونة، وكان ذلك في أبريل 2004. وفى عام 2004 أيضاً، حل القذافي بعض القضايا البارزة، التي كانت مرفوعة ضد حكومته، مثل اتهامها بالقيام بأنشطة إرهابية خلال حقبة الثمانينيات من القرن العشرين، ووافق على دفع تعويضات لبعض أسر ضحايا طائرة بان أمريكا 103، والطائرة الفرنسية UTA, وانفجارات ملهى La belle في ألمانيا؛ فأعادت الولايات المتحدة الأمريكية علاقاتها الدبلوماسية الكاملة مع ليبيا، في مايو 2006، وألغت إعلانها ليبيا كدولة داعمة للإرهاب، في يونيه 2006.

وفي أغسطس 2008، وقعت الولايات المتحدة وليبيا اتفاقاً ثنائياً لتسوية المطالبات، من أجل الوصول إلى اتفاق شامل لتعويض أصحاب المطالبات في كلا البلدين، من المصابين أو ذوي الموتى على أيدي البلد الآخر، بما في ذلك تفجير لوكربي، وتفجير ملهى La belle، وتفجير طائرة UTA 772. وفي أكتوبر 2008، تلقت حكومة الولايات المتحدة بليون ونصف البليون دولار، وفقاً للاتفاق الثنائي الموقع بين البلدين، لتوزيعها على أصحاب المطالبات من مواطني الولايات المتحدة الأمريكية، حتى تعود العلاقات الثنائية بين البلدين لطبيعتها؛ ما أدى إلى تبادل البلدين السفراء بعد ذلك للمرة الاولى، منذ عام 1973، في يناير 2009.

وفي مايو 2010 انتخبت ليبيا للحصول على مقعد لمدة ثلاث سنوات في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ما أثار احتجاجات منظمات دولية غير حكومية، ونشطاء حقوق الإنسان.

وفي فبراير 2011، وبعد نجاح الثورة في كل من تونس ومصر في الإطاحة برؤسائهم، ثار ليبيون ضد حكم العقيد معمر القذافي. وبدأت الثورة في شكل مظاهرات سلمية، غير أن الجيش الليبي تعامل معها بعنف شديد، واستخدم أسلحة ثقيلة في محاولة قمعها، ما نتج عنه تحول الثورة إلى "حرب مسلحة"، خاصة بعد انضمام أعداد كبيرة من أفراد الشرطة والجيش إلى الثورة الشعبية، واستيلاء الثوار على الكثير من الأسلحة من معسكرات الجيش وأقسام الشرطة، وانشقاق العديد من المسؤولين في البعثات الدبلوماسية الليبية في الخارج والانضمام للثورة. كما سقطت جميع المدن الشرقية وبعض المدن الغربية بالكامل، تحت سيطرة الثوار. وشكل الثوار في مارس 2011 "المجلس الوطني الانتقالي" ليكون بمثابة حكومة مؤقته في مدينة بنغازي، برئاسة وزير العدل المستقيل مصطفى أحمد عبد الجليل. وحاز المجلس على اعتراف الكثير من دول العالم به، ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الليبي. وبعد أن تمكنت قوات القذافي من الوصول إلى مشارف بنغازي، معقل الثوار، مرر مجلس الأمن قراراً يقضي بفرض حظر جوي على ليبيا لحماية المدنيين. كما قصفت قوات حلف شمالي الأطلسي "الناتو" عدة مواقع عسكرية في ليبيا، تنفيذاً لهذا القرار.

وفي أغسطس 2011 شن الثوار هجوماً على طرابلس، بغية القضاء على حكم القذافي نهائياً، وحدث ذلك بالفعل، ما أطاح بالنظام وأدى إلى فرار القذافي عن مقر قيادته الشهير "باب العزيزية". وبحلول أكتوبر 2011 سقطت آخر معاقل القذافي في بني وليد وسرت، وقتل القذافي في 20 أكتوبر 2011 عندما سقط آخر معاقله في سرت. وفي 23 أكتوبر 2011، أعلن المجلس الوطني الانقتالي تحرير ليبيا بالكامل، والبدء في بناء دولة ديمقراطية وتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية، وصياغة دستور جديد للبلاد.

في يوليه 2012، جرت أول انتخابات ليبية في مرحلة ما بعد القذافي، على الصعيد الوطني؛ لانتخاب 200 عضو، هم قوام المؤتمر الوطني العام الجديد، الذي سيتسلم السلطة من المجلس الوطني الانتقالي. وفي الثامن من أغسطس 2012، تسلم المؤتمر الوطني العام السلطة من المجلس الوطني الانتقالي. وانتخب المؤتمر الوطني العام رئيساً له. وفي أكتوبر من العام نفسه انتخب المؤتمر الوطني العام رئيس وزراء جديد. وسيبدأ المؤتمر الوطني الإعداد لانتخاب أعضاء لجنة صياغة الدستور، كما سيباشر المؤتمر سن القوانين، وسيقود ليبيا إلى انتخابات برلمانية كاملة، بعد وضع دستور جديد، عام 2013.