مقدمة

فقدت باراجواي، في الحرب المدمرة، ضد التحالف الثلاثي، البرازيل والأرجنتين وأوروجواي، أو ما يُعرف بالحرب الباراجواوية، خلال الفترة من 1865 حتى 1870، نحو ثلثي البالغين من ذكورها، ومساحات شاسعة من أراضيها. وبعد أن وضعت الحرب أوزارها، ابتليت البلاد بصراعات على السلطة بين فئات سياسة متناحرة،؛ إذ تعاقب على رئاسة حكومة باراجواي أكثر من ثلاثين رئيساً للجمهورية، خلال الفترة من 1879 إلى 1932. كما أدت تلك الحرب إلى توقف نشاط البلاد الاقتصادي، على مدار نصف القرن التالي لها.

كذلك، تكبدت باراجواي أعداداً كبيرة من الضحايا، في حرب تشاكو Chaco، التي دارت رحاها بينها وبين بوليفيا؛ بسبب النزاع حول ملكية إقليم تشاكو، خلال الفترة من 1932 إلى 1935، حين وقعت الدولتان على معاهدة للصلح. وفي التسوية النهائية، عام 1938، عُينت حدود جديدة لباراجواي، حصلت بموجبها على أجزاء واسعة، ذات أهمية اقتصادية كبيرة، من إقليم تشاكو.

في عام 1989، أُطيح بنظام ألفريدو سترويسنر Alfredo Stroenssner العسكري الدكتاتوري، الذي جثم على صدر البلاد ثلاثة عقود ونصف العقد. وعلى الرغم من الزيادة الملحوظة في حدة النزاعات السياسية الداخلية، خلال السنوات القليلة الماضية؛ إلا أنها لم تحل دون إجراء الانتخابات الرئاسية، في موعدها، وبحُرية نسبية، منذ عودة البلاد إلى الديمقراطية.