إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / فنون وإعلام / الإعلام الحربي





نموذج بطاقة دعوة
الرسوم الكاريكاتيرية (1)
الرسوم الكاريكاتيرية (2)
بطاقة مرور أمن




الإعلام الحربي كأحد الأفرع المتخصصة في مجال الإعلام

الإعلام الحربي كأحد الأفرع المتخصصة في مجال الإعلام

مفهوم الإعلام الحربي

يعتبر الإعلام الحربي، فرع متخصص في مجالات الإعلام العام للدولة، بل وأحد أدواته وليس منفصلا عنه، فالإعلام الحربي يُعبر عن الدور الذي تقوم به القوات المسلحة من أجل تنفيذ الهدف السياسي العسكري للدولة ودعم الفكر الحربي لدى قوى الشعب وقواته المسلحة، وكذا لمواجهة الدعاية المعادية من القوى الخارجية المناهضة للدولة.

تعريف الإعلام الحربي

1.   الإعلام الحربي يعنى: جمع وتحليل ومعالجة البيانات، والمعلومات، والصور، والحقائق، والرسائل، والتعليمات من كافة المصادر عن أنشطة القوات المسلحة، والتأكد من مصداقيتها وصياغتها بأسلوب يتقبله المجتمع ونشرها محلياً وخارجياً، باستخدام كافة وسائل الإعلام، وذلك بهدف تزويد الشعب والقوات المسلحة بالمعلومات الصحيحة، وإحباط نوايا الحملات المضادة التي تهدف إلى ضعف الروح المعنوية، أو التأثير على التلاحم بين الشعب والجيش، مع التأكيد على الولاء والانتماء للوطن.

2.   ويعرفه اللواء حسن الجريدلي بأنه: " تلك العملية التي يترتب عليها نشر الأخبار والمعلومات الدقيقة التي ترتكز على الصدق والصراحة، ومخاطبة الجماهير وعواطفهم السامية، والارتقاء بمستوى الرأي". بمعنى أن الإعلام الحربي منوط بتقديم المعلومات الدقيقة والصادقة، والحقائق التي تساعد على إدراك ما يجرى في المجال الحربي وتكوين آراء صائبة في الأمور الهامة المعنية به،وبحيث لا تتعارض تلك الحقائق والمعلومات مع الأهداف العسكريـة العليا، التي تخدم قضايا القوات المسلحة والدولة في آن واحد.

3.   ومن ثم يمكننا القول بأن الإعلام الحربي، هو الإعلام الذي يمثل أوجه النشاطات الاتصالية والتي تستهدف تزويد الجمهور الداخلي والخارجي بكافة الحقائق والأخبار الصحيحة عن القوات المسلحة، من أجل تكوين رأى صائب لدى الجماهير عن مدى كفاءة وقدرات هذه القوات، وفي الوقت نفسه مواجهة الإعلام المعادي.

مناهج الإعلام الحربي

الإعلام الحربي كأحد الأفرع المتخصصة للإعلام العام - له مناهجـه ومداخله المتميزة ومنها:

1.   المنهج التاريخي: حيث يبرز مراحل التطور التاريخي للحدث وأسلوب معالجته، والتعبير عن تطور مراحل هذه الظاهرة أو "الحدث"، وما يستجد من متغيرات.

2.   المنهج الاجتماعي: يركز على عملية التفاعل، ويحاول متابعة العناصر المختلفة للموقف وتحديد وزن كل متغير في عملية التفاعل،وتحليله ورده إلى مقوماته.

3.   المنهـج النفسي: يركز على تتبع ظاهرة الرأي العام لدى الجماهير والحالة النفسية، للشعب إزاء التطورات التي تحدث حوله داخلياً وخارجياً، وهل هو في حالة توتر أم لا؟

4.   المنهج السياسي: وهو المنهج الذي يرى في الرأي العام الاتجاه الوحيد الذي تنصهر في بوتقته -جميع الاتجاهات المعبرة عن حالة المجتمع سياسياً. والمنهج السياسي يخاطب الرأي العام سواء داخل أو خارج الدولة، كما لابد أن يكون دقيقاً وصريحاً حتى يمكنه حشد الجماهير من أجل تحقيق الهدف. ومن ثم يمكن القول: أن الإعلام الحربي يرتبط عمله بجميع عناصر تحقيق الأمن الوطني للدولة، ومن ثمّ تبرز أهميته في تبنى السياسة الوطنية للدولة وربطها بواقع المتغيرات والتحديات في إطار نظام سياسي متوازن ونظام اقتصادي فعال، وعلاقات دولية مبنية على أسس سليمة.

ركائز بناء الإعلام الحربي

هناك العديد من الركائز التي تمثل دعائم بناء الإعلام الحربي ومن أهمها:

1. الارتباط الوثيق بين الإعلام الحربي والصراع الذي يُعد من طبائع البشر وأمر لازم لتطور الحياة على وجه الأرض واستكمال مسيرتها.

2. إن وجود حالة السلم لا تعنى غياب الدور الأساسي للقوات المسلحة،لأن مهمتها في وقت السلم، هو الاستعداد الدائم والحفاظ على الكفاءة القتالية، وترقب المخاطر والتهديدات التي يمكن أن تتعرض لها الحدود البرية للدولة أو سمائها أو مياهها الإقليمية، والاستعداد الدائم للقتال هو نوع من التحفز للحرب المفاجئة تقوم به عناصر خدمة لها القدرة على المواجهة إلى حين التعبئة الكاملة. ونجاح خطة التعبئة ومدى استجابة الجماهير لها، هي الحقيقة التي تضع اللبنة الأولى في النصر، وكل هذا يحتاج إلى إعلام حربي متقدم يربط ما بين مصلحة الوطن وولاء الشباب.

3. إن الإعلام الحربي، هو إعلام متخصص، ينظر إلى التطور الذي حدث في القوات المسلحة والتقنيات الجديدة لنظم التسليح، والتطور في الإستراتيجيات العالمية، ويبسطها بأسلوب يمكن أن تتلقاه كافة الجماهير بسهولة، ويصل إلى عقلها وقلبها بيسر.

4. وطالما أن القوات المسلحة جزء من الشعب لذا يجب أن يلم الشعب بنظمها وقدراتها وكفاءتها ومدى استعدادها وتطورها، وأن يتعرف من خلال وسائل الإعلام الحربي على حجم المخاطر والتحديات المحيطة بالدولة، خاصة مع تصاعد التوتر والأزمات التي تستدعى استخدام القوات المسلحة. وبالتالي فعندما يتصاعد العمل الحربي يبدأ الإعلام الحربي بدوره الهام للتعريف بتطورات الموقف الحربي وما يدور على جبهة القتال من أحداث.

5. تعريف أفراد القوات المسلحة بالآتي:

أ. تاريخهم الحربي والمعارك السابقة وإبراز الدروس المستفادة والخبرات المكتسبة منها.

ب. الأخطار المباشرة وغير المباشرة التي تواجه الدولة والوطن وتوضيح أسلوب مواجهتها.

ج. الثقافة العسكرية لتوضيح ما يدور على الساحتين الإقليمية والدولية من تطور في تقنيات نظم الدفاع وخصائصها وكذلك أساليب وفنون القتال.

د. مواقف الدول الصديقة والمتعاونة والمعادية والتي تقع في دوائر الاهتمام.

6. تحقيق الترابط الوثيق بين تخطيط الإستراتيجية الإعلامية وبين التخطيط لعملية إعداد الدولة للحرب، بالشكل الذي يضمن نقل مفهوم رئيسي إلى الجماهير بأن عملية إعداد الدولة لا تقتصر فقط على إعداد القوات المسلحة، بل تتعاظم وتشمل العديد من المجالات الأخرى كإعداد القوى البشرية، والاقتصادية، والسياسية، والتعبئة العامة، وإعداد الدولة كلها باعتبارها صرحاً للعمليات.

ويرجع ذلك إلى ما أحدثته الحروب الحديثة في ظل التطور التكنولوجي الهائل في نظم التسليح من اختصار للوقت والمسافات، فلم تعد تقتصر العمليات الحربية على جبهات القتال فقط، وإنما اتسع نطاقها ليصل إلى عمق الدولة وهو ما تم خلال حرب الخليج الثانية والحرب في البلقان حيث كان العمق أشد تهديداً وسخونة من الخطوط الأمامية على النحو التالي:

أ. تدمير القيادات، ووسائل الاتصال، والسيطرة في العمق بالقدر الذي يؤدى إلى ضعف توجيه وإدارة الحرب "حرب الخليج الثانية".

ب. عزل ميدان المعركة بحيث يسهل على الطرف الآخر اقتحامه وإنهاء المعركة بشكل نهائي.

ج. تدمير البنية الأساسية للدولة بغرض تقليص قدرتها على الاستمرار في الحرب "الحرب في البلقان".

7. الإعلام الحربي هو المجال الرئيسي لإدارة العمليات النفسية سواء بالمواجهة ضد العدو أو عمليات المقاومة لما يوجهه العدو ضدنا الأمر الذي يعتبر أحد الركائز الرئيسية للحروب المعاصرة.

8. القائمون على الإعلام الحربي مسؤولون عن مراعاة اعتبارات السرية وأمن وسلامة الوطن والقوات المسلحة. وتعتبر تلك مشكلة غاية في الصعوبة يعانى منها المسؤولون عن الإعلام الوطني وتتجلى تلك الصعوبة في محاولة تحقيق المعادلة الصعبة التي يمثل أحد طرفيها المصداقية وحق الشعب في المعرفة بينما يمثل الطرف الآخر المصلحة الوطنية العليا.

العناصر الموضوعية للإعلام الحربي.

1. للإعلام الحربي عناصر رئيسية تتمثل في:

أ.  عنصر حدثي: وهو الحرب كأخطر حدث في حياة البشرية، وبالتالي يشكل أهم خبر إعلامي وتأتى بعده التدريبات على مختلف أنواعها، كصورة قريبة من شكل الحرب.

ب. عنصر بشري: وهو القوات المسلحة "المجتمع الداخلي"، حيث يتشكل من مجتمع منفرد داخل الكتلة السكانية والمجتمع الوطني.

ج. عنصر مادي: وهو الأسلحة والمعدات، كأداة للحرب، حيث تشكل في العصر الحالي مسألة غاية في الأهمية.

2. عناصر تابعة وتتمثل في:

أ. التخصصات العلمية الحربية: وهي التخصصات العلمية المرتبطة بالأغراض الحربية اللصيقة بالموضوعات الرئيسية مثل الطب الحربي، والهندسة الحربية وغيرها.

ب. الإطار القانوني للأوضاع العسكرية: سواء في داخل الدولة"حيث إنّ القوات المسلحة تشكل مجتمعاً متفرداً متكاملاً بعناصره ونظامه وزيه وقانونه وأسراره العسكرية"، أو في العلاقات الدولية، بحكم أن الحرب صراع مسلح بين أطراف دولية لابد أن تحكمه قوانين دولية معترف بها.

أهم خصائص المادة الإعلامية الحربية

مثلما تكون الموضوعات الحربية ذات طبيعة خاصة، تكون المادة الإعلامية التي تذاع عنها ذات طبيعة خاصة كذلك، ويمكن إيجاز تلك الخصائص في الأتي:

1.   دقة المعلومات: وهي أحد الأركان للإعلام الحربي، بحيث تصل تلك المعلومة إلى المتلقي بالاسم، والوصف، والاستخدام، والتوقيت الصحيح، بما يجعله متفاعلاً وواثقاً منها.

2.   السرعة: وهي أحد مميزات العمل العسكري، وترجع أهمية السرعة إلى ضرورة مواكبة الاتجاه العالمي للإعلام الكوني، كذلك من أجل احترام عقلية المشاهد وتوصيل المعلومة إليه وقت حدوثها بقدر الإمكان، ومن مصدرها الحقيقي، وبكل حقائقها، قبل أن تشوه من خلال وسائل الإعلام المضادة.

3.   استغلال الإمكانيات غير التقليدية: لوصول الوسيلة الإعلامية إلى مكان الأحداث، مما يتيح نقل الحقائق بكامل تفاصيلها، وهو مطلب جماهيري شديد الحساسية.

4.   مراعاة مقتضيات الأمن الوطني في نقل الأحداث: وحتى لا تضار الدولة من جراء نقل معلومات قد تفيد العدو بشكل مباشر أو غير مباشر. والإعلام الحربي هو أقدر جهة للتمييز بين حدود الأمن في هذا المجال، لذلك فإنه في بعض الحالات والأماكن لا يسمح لوسائل الإعلام المدنية بالتواجد - أو نقل أحداث بعينها، ومن ثم فإن هذا يعنى أن عدم وجود الإعلام الحربي، سيؤدى إلى عدم نقل الأحداث إلى المتلقي.

طبيعة البرامج الحربية في وسائل الإعلام المختلفة

تتحدد البرامج الحربية في إطار منهج واضح للإعلام الحربي، يتمشى مع التطور التقني الحالي ومسايرة الأحداث الهامة، مع الإسهام في بناء الدولة سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وحربياً وتحرص برامج الإعلام الحربي على تغطية الأنشطة المختلفة للقوات المسلحة سواء كانت يومية أو ذات طابع خاص أو في المناسبات القومية.

في وقت الحرب أو عند حدوث كوارث وأزمات، فإن الإعلام الوطني يأخذ طابع الإعلام الحربي، حيث يتم تزويد أجهزة الإعلام بتطورات الموقف الحربي، التي تتعدد خلال اليوم الواحد، حتى تتابع جماهير الشعب سير المعارك أو الأزمات.

خلال فترة الأزمات تقوم الأجهزة العسكرية بالدولة من خلال الإعلام الحربي، بوضع خطة تفصيلية وتنفيذية للمواد الإعلامية الحربية والتي تُغطى كافة تفاصيل الأزمة، وفي الوقت نفسه تقوم بدعوة المراسلين وتخصيص وسائل النقل، والإقامة، والاتصالات لهم من أجل تغطية هذه الأحداث.

هذا وينبغي أن تتميز المواد الإعلامية الحربية "مقروءة - مسموعة - مرئية" بالآتي:

1.   التخصص: في النواحي التي تمس الأمن القومي بكافة محدداته، وخاصة بالناحية الحربية.

2.   التنوع: بحيث يجد المتلقي كل ما هو جديد في كل مادة إعلامية حربية.

3.   الشخصية المستقلة: بحيث يتم تخصيص البرامج والمواد الصحفية التي تتناسب مع البيئة الجماهيرية وطبيعة الموضوعات وأهدافها، من أجل تحقيق الاتصال الجماهيري.

4.   السرعة: وهي الخاصية التي تميز البرامج الحربية المرئية والمسموعة، وكذلك عملية نشر الأخبار.

5.   استخدام التقنية المتقدمة: بما يؤدى إلى تقديم مادة متقدمة فنياً وتقنياً، ومن ثم تحقيق الهدف وهو جذب جماهير المشاهدين تجاه هذه البرامج والمواد الصحفية.

6.   مواكبة روح العصر: حيث تتميز بالآتي:

أ. القدرة على إقناع المتلقي بما تعرضه دون تكرار أو إجبار.

ب. توفر الموضوعية والإقناع ووضوح المفهوم.

ج. توفر المصداقية.

د. تحقيق التوعية الشاملة والتثقيف بحيث يستفيد منها المتلقي من مختلف الفئات، والطبقات الاجتماعية.