إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / فنون وإعلام / الإعلام الحربي





نموذج بطاقة دعوة
الرسوم الكاريكاتيرية (1)
الرسوم الكاريكاتيرية (2)
بطاقة مرور أمن




الإعلام الحربي وإعداد القوات المسلحة

الإعلام الحربي وإعداد القوات المسلحة

مفهوم إعداد الدولة للدفاع

الواقع أن كلا من المدرسة الشرقية والمدرسة الغربية تتفقان على أن إعداد الدولة للدفاع يجب أن يحقق بالدرجة الأولى أمن وسلامة الدولة وقدراتها على صد أي عدوان يوجه إليها في أي وقت، مع إمكان قيام الدولة بتوجيه الضربات الرادعة ضد العدو للحصول على المبادأة الإستراتيجية والاحتفاظ بها، كما تتفقان أيضاً في أن طبيعة الصراع المسلح المحتمل تتطلب تكاتف جميع أجهزة وإمكانات الدولة لمواجهته بالتعاون الوثيق مع القوات المسلحة، والتي يجب أن تتوفر لها كافة الإمكانيات والخدمات التي تساعدها على تنفيذ مهامها.

والواقع أن المدرسة الشرقية: والتي كان أساسها الاتحاد السوفيتي السابق، قد عرَّفت إعداد الدولة للدفاع بأنه: "تطوير قدرات وإمكانيات الدولة وأسلوب استخدامها لكافة قوى الدولة الشاملة "السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، والاجتماعية، والمعنوية" لتحقيق الغاية العليا للدولة وأهدافها الوطنية وبما يؤمن ويحمى أراضيها وشعبها وسيادتها".

أما المدرسة الغربية: فتوضح مفهوم إعداد الدولة للدفاع: " بأنه عمل من أعمال الإستراتيجية العليا للدولة الذي يتطلب حشد كل القوى في تخطيط شامل متناسق بعيد المدى لتحقيق الغاية والأهداف الوطنية المحددة في إطار الطاقات والإمكانيات المتاحة".

ومن التعريفات السابقة يتضح لنا أن إعداد الدولة للدفاع يتضمن بصفة أساسية:

1.   تهيئة وإعداد الدولة اقتصاديا وشعبياً ومعنوياً وعسكرياً لمواجهة أي عدوان محتمل ضدها.

2.   ضمان استمرار عجلة الإنتاج وتوفير الخدمات في جميع مرافق الدولة أثناء اندلاع الحرب، من خلال اتخاذ الإجراءات التي تحقق ذلك.

3.   التخطيط والإعداد الدقيق والتنبؤ السليم لطبيعة الصراع المحتمل بما يحقق قدرة الدولة على إدارة صراع مسلح طويل الأمد.

ومن ثم يمكن القول بأن إعداد الدولة للدفاع يعنى " تطوير قدرات وإمكانيات الدولة وأسلوب استخدامها لكافة قوى الدولة الشاملة من أجل تحقيق الغاية العليا للدولة وأهدافها الوطنية، وبما يؤمن ويحمى أراضيها، وشعبها، وسيادتها أثناء فترة السلم وكذلك أثناء إدارة الصراع المسلح".

محاور إعداد الدولة للدفاع

تُعد الدولة للدفاع من خلال ستة محاور رئيسة هي:

1.   إعداد القوات المسلحة " تنظيماً - تسليحاً - تدريباً - تخطيطاً " للدفاع عن الدولة.

2.   إعداد الاقتصاد الوطني بهدف زيادة القدرة على البقاء وتحقيق النمو في ظل المتغيرات الدولية.

3.   إعداد السياسة الخارجية للدولة لمواجهة القدرات السياسية المعادية.

4.   إعداد أراضى الدولة للحرب من أجل خلق الظروف المناسبة لفتح القوات في اتجاه التهديد المحتمل.

5.   إعداد الشعب " فكرياً ومعنوياً وأمنياً " باعتبار أن القوة البشرية من أهم أسلحة الدولة، لذا فإن إعداد الشعب يعنى غرس الولاء والانتماء بحيث يصبح قوة مؤثرة وفعالة لإدارة عملية الإنتاج وتلبية الاحتياجات الحربية أثناء إدارة الصراع.

6.   إعداد أجهزة الدولة المختلفة لإدارة عملية الإنتاج وتلبية الاحتياجات الحربية لمواجهة الأزمات، حتى يمكن أن تتحول هذه الأجهزة من حالة السلم إلى حالة الحرب.

إعداد القوات المسلحة

يعتبر إعداد القوات المسلحة هو أول واجبات الدولة الذي يجب أن ينال القسط الأكبر من اهتمامها، ويتطلب إعداد القوات المسلحة ما يلي: " التخطيط الإستراتيجي لاستخدام القوات المسلحة - تبنى إستراتيجية الردع - تحديد حجم وقدرات القوات المسلحة - الفتح الإستراتيجي - التدريب القتالي والعملياتي للقيادات والقوات - الاستعداد القتالي - إعداد وتجهيز مسرح العمليات - تنظيم وإدارة المخابرات الإستراتيجية".

دور الإعلام الحربي في إعداد الدولة للدفاع

للإعلام الحربي رسالة ممتدة طابعها الدوام، حيث ترتبط دوماً بالإنسان أينما وجد، وغاية الرسالة الإعلامية الحربية مخاطبة العقل وعرض وجهات النظر والآراء المختلفة.

ويهدف الإعلام من خلال استخدام كافة وسائله المختلفة إلى إقناع وتهيئة الرأي العام العالمي والإقليمي، بأهمية شن الحرب والتي قد يكون هدفها هو تحرير الأرض أو مواجهة عدوان محتمل،

وفي الوقت نفسه استخدام كل الوسائل المتاحة من أجل الإعداد النفسي والمعنوي للقوات والشعب.

ويمكن أن يقوم الإعلام الحربي بتنفيذ دوره في إعداد الدولة للدفاع من خلال:

1.   غرس روح التضحية والبذل، والعطاء، والتهيئة النفسية والمعنوية، ومن ثم يمكنها أن تعمل على تكوين الكيان الحربي للدولة،، وباعتبار أن التوعية الدينية، والثقافية، والوطنية تعتبر ركيزة أساسية لتثبيت الروح القتالية.

2.   الإسهام في إعداد الشعب للمعركة من خلال التعريف بأهداف الحرب وشرح أبعاد قضية الصراع من خلال وسائل الإعلام وبرامجها المختلفة، خاصة من خلال التليفزيون.

3.   شرح أبعاد الرأي العام الداخلي والخارجي وموقف القوى المختلفة، خاصة القوى التي تقف في صف القوى المعادية وتتحالف معها.

4.   توعية الشعب بشرح أبعاد ومقتضيات الأمن الوطني والدفاع المدني، وعرض تطورات الموقف الحربي أولاً بأول في ضوء المستجدات عليه من خلال وسائل الإعلام المختلفة "المرئية - المسموعة - المقروءة".

5.   التعريف بموقف القوات المسلحة وقدراتها من حيث التسليح والتدريب والكفاءة والاستعداد الدائم، والتأكيد على أن القوات المسلحة يجب أن تكون مستعدة، لتنفيذ مهامها في أي وقت أثناء السلم وفي فترات التوتر والأزمات وعندما يندلع الصراع.

6.   التعريف بأهمية إعداد الدولة لاحتمالات الصراع المسلح، إلى جانب إعداد القوات المسلحة، بمعنى قدرة الدولة على العمل تحت ظروف الحرب دون توقف عمليتي الإنتاج والتنمية، وأن لهذا الإعداد مطالبه سواء فيما يتعلق بتنمية القوى البشرية أو التنمية الاقتصادية أو من خلال تماسك أفراد الشعب.

7.   الإعداد النفسي والمعنوي وذلك من خلال تأكيد الثقة المتبادلة بين الشعب وقواته المسلحة، وتذكير المواطنين بالأمجاد التاريخية ودورها في صمود الشعب.

8.   التهيئة النفسية للمواطنين من أجل إزالة الرهبة من تأثير الغارات الجوية أو الضربات الصاروخية، ودعوتهم لاتباع تعليمات الدفاع المدني أثناء الغارات وهو ما يطلق عليه"سلوك المعركة".

الإعلام الحربي وإعداد القوات المسلحة للدفاع

للإعلام الحربي من خلال وسائل الإعلام المختلفة، دور هام في توصيل مفهوم أهمية إعداد القوات المسلحة للدفاع، وكذا في أهمية بناء قوات مسلحة قوية وقت السلم من أجل الاستعداد لمواجهة أي تهديد مفاجئ للأمن الوطني للدولة، ومن ثم فمن المهم أن يتعرف أبناء الشعب على أن كل مجتمع يحتاج لإعداد شريحة منه تحميه وتؤمنه حتى يتفرغ باقي المجتمع للإنتاج والتنمية، وأن هذه الشريحة يمكن أن تكبر أو تصغر طبقاً لحجم هذا المجتمع "عدد سكانه - مساحته- العدو أو أعدائه المحتملين - اتجاهات التهديد".

ومن ثم يكون دور الإعلام الحربي هو التأكيد على أهمية بناء قوات مسلحة قادرة على الاضطلاع بمسؤولياتها نحو تحقيق أمن وسلامة الدولة " أراضيها - أهدافها الحيوية - شعبها - مكاسبها - مواردها" وتكون مسؤولة في الوقت نفسه عن صد أي عدوان يقع على الدولة. ومن ثم يجب أن يعرف أبناء الوطن أنه لتحقيق هذه المهام، يجب توفر القوات العسكرية التي تتمتع بقدرات عالية وكفاءة واستعداد قتالي دائم.

كما يجب أن يتعرف الشعب من خلال برامج الإعلام الحربي على مطالب إعداد القوات المسلحة للوصول بها إلى مستوى عال من القدرة والكفاءة، لتنفيذ المهام الموكلة إليها وقتي السلم والحرب، وهذه المطالب تتضمن:

1. توفير القوة البشرية:

باعتبار أن الشعب هو الوعاء البشرى لهذه القوة، وأنه يجب إعداد هذه القوة منذ الطفولة بالحفاظ على مستوى عال لها من اللياقة البدنية، والصحية، والمعرفة الثقافية لتساير المستوى العالي لتكنولوجيا الأسلحة الحديثة وتطورها المستمر، وكذا تطور أساليب القتال. كذلك يجب أن يتعرف الشعب على أن بناء الفرد المقاتل يبدأ بصفة أساسية من القاعدة الشعبية حتى يكون مؤهلاً عسكرياً عند التحاقه بالقوات المسلحة.

2. الصناعات الحربية وتدبير السلاح:

وللإعلام الحربي رسالة تعتبر في غاية الأهمية لبناء القدرات الحربية، وهي توعية الشعب بأهمية توفير مصادر الأسلحة والمعدات الحربية سواء كان ذلك من الإمكانيات الذاتية من خلال التصنيع الحربي، أو بالحصول على السلاح من خارج الدولة مع تنويع مصادر هذه الأسلحة منعاً للاحتكار ومن واجبات الإعلام الحربي التأكيد من خلال وسائل الإعلام والبرامج الحربية المختلفة، ومن خلال الندوات وحلقات النقاش العسكرية على أهمية توفير قاعدة قوية من الصناعات الحربية المتطورة.

كذلك هناك دور هام للإعلام الحربي من خلال اللقاءات وحلقات التوعية والتي يركز من خلالها على شرح أبعاد ومصادر التهديدات المختلفة الموجهة للأمن الوطني للدولة، وأن يكون لهذه التوعية عدة أهداف تؤدى إلى:

1.   عدم الخوض في نشر تفاصيل الأنشطة الحربية إلا ما تسمح به وسائل الإعلام الحربي في إطار تحقيق الأمن الإعلامي.

2.   إقامة حزام إعلامي آمن حول المواطن من أجل التصدي لعمليات التخلف الفكري، التي تحاول الأجهزة الإعلامية المعادية التأثير على نفسيته ومعنوياته، من خلال بث حرب نفسية غير مباشرة تحاول أن توجهها في الخفاء من أجل التأثير عليه، الأمر الذي يتطلب من وسائل الإعلام المختلفة من خلال برامج الإعلام الحربي، تنفيذ حملة إعلامية مستمرة لتوعية المواطن بهذا الدور المعادى الذي يهدف إلى بلبلة المجتمع وتفتيته، مع تعريفه بالجوانب الغامضة التي يحاول الجانب المعادى اتباعها لاختراق الجبهة الداخلية والتأثير عليها من خلال:

أ. محاولات الاقتران الثقافي، وتضليل المواطنين بدعاوى ظاهرها السماحة والبراءة والدعوة إلى القيم النبيلة، وباطنها السموم والتضليل والخداع للتأثير على الأماني والتطلعات الوطنية.

ب. الدعاية والحروب النفسية التي تشن من خلال وسائل الإعلام المعادية بهدف النيل من الروح المعنوية للشعب وقواته المسلحة، وإضعاف مقاومته وقدراته وتفتيت تماسك جبهته. وبطبيعة الحال فإن أدوات هذه الحرب متعددة وتتمثل في نشر وإذاعة الدعاية المليئة بالأكاذيب وإطلاق الشائعات، التي تستهدف النيل من الجبهة الداخلية باعتبارها العمق الإستراتيجي وخط الصمود الثاني، باعتبار أن ذلك من شأنه أن ينعكس على أمن وسلامة القوات المسلحة التي تعتبر خط الصمود الأول للشعب.

ج. محاولة الحصول على المعلومات بالسعي نحو استدراج بعض العناصر الوطنية والتأثير عليها بكل الوسائل " مباشرة - غير مباشرة ".

3.   متابعة وسائل الإعلام المعادية الموجهة ضد الدولة لتحليل وعرض ما جاء بها على الرأي العام الوطني، لتعريفه بالحقائق والمعلومات التي تهدد أمنه الوطني، وتحذيره من المخاطر التي تواجهها الدولة، حتى يكون المواطن على علم بالقرارات التي تتخذ لمواجهة التحديات المختلفة.

4.   إذاعة حقائق الموقف من خلال برامج الإعلام الحربي والبيانات الحربية الصادرة عن هذا الإعلام، بما يؤدى إلى تحقيق الثقة لدى المواطن. وفي الوقت نفسه وضع الخطط التي تمكِّن من مواجهة التخطيط المعادى الهادف إلى التأثير النفسي والمعنوي على المواطن.

5.   العمل على تنمية الوعي الأمني، والانتماء الوطني لدى المواطن لمجابهة أساليب وطرق عمل العملاء، الأمر الذي يؤدى إلى سرعة الكشف والإبلاغ عنهم. مع التأكيد على الاعتزاز بالمواطنة والانتماء الوطني لدى أبناء الشعب، وتدعيم اقتناع المواطنين بأهداف وطنهم، وبذلك يسهم الإعلام الحربي في خدمة المتطلبات الوطنية والعمل على حشد الرأي العام المساند للقيادة السياسية في مواجهة التهديدات الخارجية والتحديات الداخلية.

6.   كشف مواطن الضعف والخلل في الأنباء والمعلومات المغلوطة والمشوشة التي تبثها أجهزة الدعاية المعادية عن حالة القوات المسلحة، وذلك من خلال عرض البرامج الحربية التي يبثها الإعلام الحربي والتي تبرز خلالها:

أ.  التدريبات والمناورات الهامة التي تقوم بها القوات المسلحة منفردة، أو بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة.

ب. التطور في التسليح والتقنية الحديثة التي تستخدمها القوات والتي تشتمل على: " وسائل قتال - معدات - نظم تسليح".

ج. زيادة حجم الوعي الحربي والأمني لدى المواطن بزيادة حجم البرامج الإعلامية الحربية المرئية والمسموعة.

7.   شرح طبيعة الصراع المقبل ومتطلباته، والتطور الذي برز في وسائل الصراع المسلح، وحاجة القوات المسلحة لمواجهة هذا التطور، ومساهمة قوى الشعب من أجل تدبير الإمكانات اللازمة لبناء قوات مسلحة قادرة على مواجهة وسائل الصراع الحديثة.

8.   تعريف الشعب بالخطوط العامة لخطة التعبئة، وتوعيته بالإجراءات والأساليب والوسائل المستخدمة من أجل تنفيذها في الأوقات المحددة لها والتي تشير في مضمونها إلى ثلاثة اتجاهات رئيسية:

أ. سبل تنفيذ خطة التعبئة واستدعاء أفراد الاحتياط طبقاً للأوقات المحددة والتدريب عليها.

ب. كيفية تعبئة المعدات ووسائل النقل المختلفة التي تحتاجها القوات المسلحة وأساليب تنفيذها طبقاً للخطة الزمنية المحددة سلفاً.

ج. إجراءات تعبئة المنشآت التي ستحتاج إليها القوات المسلحة وقت العمليات مثل المستشفيات، والورش، والمصانع، ومحطات الوقود وغيرها، مع التأكيد على أن هذه الإجراءات لن تخل باحتياجات الشعب ومطالبه.

9.   وضع خطة تفصيلية للخداع الإستراتيجي في مجال الإعلام، بحيث يسهم الإعلام الحربي في تنفيذ معالمها الأساسية على أن يتم ذلك بالتنسيق مع أجهزة أخرى داخل الدولة، بهدف حرمان القوى المعادية من الحصول على معلومات حربية هامة من وسائل الإعلام المختلفة.

10. ومع تصاعد الصراع المسلح يقوم الإعلام الحربي بدوره من خلال:

أ. المشاركة عند الإنذار بالتعبئة ببث الشفرة الخاصة بها من خلال أجهزة الإذاعة والتليفزيون.

ب. توجيه بيانات تحذيرية تهدف إلى تهديد العدو وردعه والنيل من الروح المعنوية لقواته.

ج. دعوة المواطنين لاتباع أساليب الدفاع المدني أثناء الغارات الجوية والضربات الصاروخية.

د. الإسهام في شن الحرب النفسية ضد العدو، من خلال تنفيذ بعض الخطط المعدّة.

هـ. الالتزام بالمصداقية خلال إذاعة الموقف الفعلي للعمليات، مع شرح تطورات الموقف الحربي بما لا يخل بالناحية الأمنية.

الإعلام الحربي ودوره في تبنى إستراتيجية الردع

الردع لا يعتبر وسيلة فقط للتهديد، ولكنه أيضاً وسيلة لفرض الإرادة، ويمكن أن يكون ناجحاً في أداء دوره من خلال التخويف قبل الوصول إلى العمل المباشر "الحرب". وقد يتساءل البعض عن إمكانية قيام الإعلام الحربي بدور مؤثر في إستراتيجية الردع. والواقع أن الإعلام الحربي له دور أساسي في توصيل هذه الإستراتيجية باستخدام كل وسائله إلى الأعداء المباشرين، ومن هنا تبرز سيكولوجية الإعلام الحربي في استخدام وسائله النفسية لتوصيل المعلومات بشكل غير مباشر إلى الطرف المعادى بهدف منعه من القيام بفعل أو رد فعل يعترض تحقيق المصالح الوطنية للدولة.

الإعلام الحربي والإسهام في تنفيذ خطة الفتح الإستراتيجي للقوات

من المعروف أن المشروعات التنموية التي تقوم بها الدولة، خاصة ما يتعلق منها بالبنية التحتية من طرق، وكباري، وأنفاق، وموانئ، ومطارات ومرافق وخدمات، كلها عوامل تؤثر بشكل واضح على تنفيذ القوات المسلحة لخطة الفتح الإستراتيجي، وهي الخطة التي تقوم بصفة أساسية على اتخاذ القوات المسلحة للأوضاع الملائمة على مسارح العمليات المختلفة، بإعادة تمركزها من أماكن إيوائها إلى المناطق الحدودية التي تسمح لها بمواجهة التهديدات الفعلية. ومن ثم فإن تنفيذ هذه الخطة يرتبط بتوفير الطرق، والكباري، والموانئ، والمطارات المناسبة من أجل الإسراع باتخاذ القوات للأوضاع المناسبة، وقد يكون الفتح الإستراتيجي لقوات التحالف خلال حرب الخليج الثانية خير شاهد على أهمية هذه البنية التحتية التي توفرت لدى المملكة العربية السعودية في تهيئة الظروف المناسبة للقوات بسرعة الفتح الإستراتيجي في اتجاه التهديد الرئيسي.

وعلى هذا نجد أن للإعلام الحربي دوراً هاماً من أجل التأكيد على أهمية إسهام أجهزة الدولة المختلفة والمسؤولة عن استكمال البنية التحتية، في التخطيط خلال فترة السلم، لبناء أساسيات هذه البنية بالمناطق الحدودية النائية التي تمثل اتجاهات التهديد الرئيسية للدولة، وفي الوقت نفسه تسهم بشكل غير مباشر في إنجاح خطة تنفيذ الفتح الإستراتيجي للقوات المسلحة.

الإعلام الحربي ودوره في تعبئة القوات المسلحة:

تعتمد خطط تنفيذ التعبئة والتدريب عليها، على الأساليب المتطورة لتوصيل المعلومات إلى أفراد الشعب الذين تتم تعبئتهم للالتحاق بالقوات المسلحة، وكذا تعبئة موارد الدولة المدنية في التوقيت المناسب عند إعلان حالة التعبئة. وحتى يمكن التغلب على المعوقات والصعاب التي تواجه هذه العملية فإن للإعلام الحربي دوراً بارزاً في القدرة على توصيل هذه المعلومة، وبما لا يؤثر على سرية تنفيذ هذه التعبئة، وهذا يتطلب جهوداً كبيرة يتم الإعداد والتخطيط لها وقت السلم مع الأجهزة المعنية بالدولة، من أجل وضع الأساليب والوسائل التي يمكن التدريب عليها دوريا للإسراع بخطة التعبئة في الوقت المناسب. ومن هنا يبرز دور الإعلام الحربي في عملية الاتصال على المستوى الشعبي من خلال بعض وسائل الإعلام، وكذا بالأجهزة المختصة بالتعبئة من أجل المعاونة في تنفيذ هذه الخطة.

الإعلام الحربي ودوره في إقناع الشعب بأهمية الارتفاع بمستوى التدريب والاستعداد القتالي لقواته

من الموضوعات ذات الثقل في مهمة الإعلام الحربي، توصيل رسالة واضحة إلى الشعب بأهمية التدريب، والمناورات الحربية للقوات المسلحة، والتي تترجم إلى الارتفاع بمستوى قدرة هذه القوات،على تنفيذ مهام العمليات، وبما يؤدى إلى الارتفاع بمستوى استعدادها القتالي. وكذا إقناعه بأهمية التدريب المشترك مع الدول الشقيقة والصديقة، لما يوفره من فائدة كبيرة من خلال الاستفادة من خبرات قواتها المسلحة وأحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا العالمية في مجال التسليح، والقيادة، والسيطرة. ويمكن للإعلام الحربي أن يؤكد ذلك من خلال تغطية أحداث هذه التدريبات ونتائجها ومدى تحقيقها لأهدافها.