إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / فنون وإعلام / الإعلام الحربي





نموذج بطاقة دعوة
الرسوم الكاريكاتيرية (1)
الرسوم الكاريكاتيرية (2)
بطاقة مرور أمن




دور الإعلام الحربي وأثره في دعم الأمن الوطني للدولة

دور الإعلام الحربي وأثره في دعم الأمن الوطني للدولة

أولاً: التليفزيون:

التليفزيون ومواجهة المخاطر التي تهدد الأمن الوطني

تبرز أهمية الإعلام المرئي في مواجهة التهديدات المختلفة التي تحاول النيل من الأمن الوطني للدولة، وكذلك من خلال إبراز دور القوات المسلحة من أجل تحقيق الاستقرار الوطني، والمحافظة على أمن وسلامة البلاد ضد التهديدات الخارجية، وتبرز هنا أيضاً أهمية دور الإعلام الحربي من خلال التعاون بينه وبين أجهزة وزارة الإعلام بالدولة.

كذلك للإعلام المرئي دوره الهام بالتعاون مع الإعلام الحربي، من أجل حل مشاكل الجماهير والقضايا التي تتصل بهم من خلال تعميق إدراك الجماهير لحجم التحديات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والأمنية، وتوعية الجماهير بدورهم في حل المشكلات التي تواجه المجتمع. وأيضا للإعلام المرئي بالتعاون مع الإعلام الحربي دور هام في دعم الهوية الثقافية، وإبراز سماتها الحضارية الإيجابية المتعلقة بالقيم والموروثات الشعبية والعادات والتقاليد. ومن ثم يمكننا القول أن الإعلام المرئي من خلال التليفزيون، بالتعاون مع الإعلام الحربي يشكلان بعداً هاماً من خلال التحرك النشط لدعم الأمن الوطني للدولة على المستويات المحلية، والإقليمية، والوطنية من خلال القنوات التليفزيونية المحلية والفضائية والمتخصصة.

دور التليفزيون وقت الحرب لخدمة الإعلام الحربي

أكدت الحروب السابقة أن العمليات النفسية سلاح قوى وفعال في إجبار العدو على الاستسلام والتنازل عن قدر كبير من مطالبه من ناحية، وقهر الدوافع السلبية ورفع الروح المعنوية لقوات الدول الصديقة والمتحالفة من ناحية أخرى، وقد برز ذلك واضحاً في حرب تحرير الكويت، فمنذ البداية قامت القيادة المشتركة لقوات التحالف الدولية بتخطيط إستراتيجية إعلامية مرئية تقوم على عدة اعتبارات منها على سبيل المثال:

1.   توفير المعلومات الدقيقة عن الموقف الحربي والنفسي العراقي.

2.   مراعاة الدقة في توقيت واستخدام مختلف أساليب ووسائل الدعاية.

3.   توظيف الأحداث والظروف لخدمة أهداف الدعاية، خاصة مع تلاشى الحاجز بين الدعاية والإعلام وصعوبة التمييز بينهما.

ومن المفيد الآن أن نلقى الضوء على دور الإعلام الحربي من خلال التليفزيون وقت الحرب، حيث يسند للإعلام الحربي الدور الرئيسي في تنفيذ الآتي:

1.   التعبئة المعنوية والنفسية للرأي العام من خلال الوسائل المرئية "التليفزيون".

2.   خفض الروح المعنوية للقوات المعادية، من خلال توسيع نطاق البرامج الدعائية والنفسية الموجهة على القنوات الفضائية.

3.   رفع الروح المعنوية للقوات المسلحة، من خلال توظيف القنوات المحلية والفضائية لصالح هذا الدور، وما يتوفر لها من إمكانات تكنولوجية، وكفاءات بشرية على مستوى عال من المعرفة والخبرة.

4.   التغطية الإخبارية التليفزيونية خلال المراحل التالية:

أ. المراحل الأولى من الصراع المسلح: من خلال إبراز ما تتمتع به القوات المسلحة من قدرات عسكرية عالية.

ب. خلال مرحلة المواجهة الحربية: باستمرار التغطية الإعلامية الحربية، مع التركيز على شرعية التدخل الحربي من أجل حماية الأمن الوطني للدولة، وتأكيد التزام الدولة بالتعاون مع الدول الشقيقة.

ج. مرحلة ما بعد المواجهة الحربية: دعم التحرك الدبلوماسي في إطار يحقق الأهداف النهائية التي قام من أجلها الصراع.

5.   التغطية الإخبارية المرئية من خلال:

أ.  زيادة الاهتمام بالتقارير الإخبارية، والرسائل التي تغطى ردود الأفعال على المستويين الإقليمي والدولي خلال فترة الصراع المسلح.

ب. استغلال الإمكانات التكنولوجية المتوافرة لدى التليفزيون من أجل إبراز التغطية الإخبارية بشكل حضاري.

ج. عرض الحقائق عن تطور العمليات حتى تحقق الثقة بين وسيلة الإعلام والمشاهد، وحتى لا يلجأ المشاهد إلى وسائل إعلام أجنبية. مع التأكيد على عدم نشر أي معلومات عسكرية إلاَّ من خلال مصادر الإعلام الحربي وبعد التصريح بنشرها تحقيقاً لمقتضيات الأمن الوطني.

الإعلام الحربي من خلال التليفزيون ودوره في دعم الأمن الوطني للدولة

لقد أصبح للإعلام الحربي من خلال التليفزيون دور مشارك ورئيسي ومؤثر، من أجل مواجهة القضايا الوطنية "سياسية - اقتصادية - أمنية - ثقافية"، والتعامل معها من خلال برامج مدروسة ومخططة جيداً، يركز من خلالها على إمكانياته حتى تخرج بأسلوب حضاري، يؤكد من خلالها على المشاركة في تحقيق الأمن الوطني، ولتحقيق هذا الدور يتم التأثير إعلامياً من خلال البرامج الحربية التليفزيونية المختلفة.

على المستوى السياسي:

يتم تناول القضايا الوطنية التي تؤثر على إعداد الدولة سياسياً، حيث يستطيع الإعلام الحربي، تعريف المواطن بهذه القضايا وأسبابها وسبل مواجهتها، والتأكيد على ارتباط سياسة الدولة وأمنها الوطني بالسياسة العربية، والأمن الوطني العربي[1]، مع شرح للدوائر السياسية التي تتحرك خلالها الدولة لتنسيق سياستها المشتركة على المستويين الإقليمي والدولي، مع إيجاد دور وطني  مشارك لمواجهة التحديات المختلفة،من خلال برامج الإعلام الحربي بالقنوات المحلية والفضائية، انطلاقاً من واقع المتغيرات العالمية والإقليمية والتحديات الموجهة للأمن الوطني للدولة.

على المستوى الاقتصادي:

6.   أصبح للإعلام الحربي دور واضح ومؤثر من خلال دعم جهود التنمية الاقتصادية على المستوى الوطني، ويأتي في مقدمة هذا العمل، إعداد الاقتصاد في إطار الخطة العامة لإعداد الدولة للدفاع، خاصة مع تطور طبيعة الصراع المسلح الحالي، والتي تتطلب توجيه الأنشطة الاقتصادية المختلفة "زراعة - صناعة - نقل" من أجل توظيفها لخدمة سياسة الدولة، حالة تصاعد الصراع المسلح.

7.   التأكيد على أن القوات المسلحة من خلال الإعلام الحربي لم تعد عبئاً مؤثراً على مطالب التنمية. بل أصبحت تسهم بدور فعال لتخفيف العبء عن الإنتاج الاستهلاكي للدولة، من أجل تحقيق الأمن الغذائي الذي يعتبر شقاً رئيسياً في بناء أمن الوطن والمواطن.

8.   إقناع الشعب بأن إشراك القوات المسلحة في خطط التنمية وتنفيذ مشروعات البنية الأساسية للدولة، تأتى كلها في إطار بناء الاقتصاد الوطني، وأن الدور الذي تقوم به القوات المسلحة لا يؤثر على دورها الرئيسي للاستعداد للحرب.

9.   مشاركة الإعلام الحربي من خلال حلقات النقاش والندوات - عبر قنوات التليفزيون- للتوعية بالمشاكل الاقتصادية التي تواجه الدولة، وإبراز إسهامات هذه القوات في المشروعات الوطنية.

على المستويين الأمني والحربي:

1.   التعريف بدور القوات المسلحة في مواجهة الأخطار الناجمة عن الجريمة المنظمة، خاصة ما يتعلق منها بالمخدرات، ومشاركة القوات المسلحة في هذا الدور من أجل حماية المجتمع.

2.   إبراز العديد من الأنشطة الحربية، من أجل تحقيق الانتماء الوطني، والتأكيد على استعداد القوات لردع القوى المعادية، ومثال لذلك: إبراز التدريبات المشتركة من الدول الشقيقة والصديقة، والتشجيع على التعاون المشترك من أجل بناء صناعات حربية تفي بمطالب الجيوش العربية ولدعم الاقتصاد الوطني.

3.   التعريف بحجم التهديدات المعادية وسبل مواجهتها والتصدي لها من خلال:

أ. تغطية الأنشطة الحربية الهامة "مناورات حربية - تدريبات مشتركة".

ب. إقامة المعارض الحربية وعرض نوعيات ونماذج من الأسلحة المتطورة تكنولوجيا، والتأكيد على مدي استيعاب أفراد وتشكيلات أفراد القوات المسلحة لهذه التكنولوجيا.

ج. التعريف بمستوى الكفاءة القتالية التي وصلت إليها القوات من خلال عرض أنشطة بعض التخصصات.

4.   إيصال مفهوم أهمية إعداد القوات المسلحة للدفاع لدى القاعدة العريضة من القيادات السياسية والشعبية وأفراد الشعب، من أجل بناء قوات مسلحة حديثة، والتأكيد على أن لهذا البناء مطالبه "قوى بشرية - تسليح - تصنيع حربي - موارد مالية... الخ".

5.   الارتفاع بمستوى الوعي الأمني لدى أفراد الشعب، وأساليب العدو في الحصول على المعلومات التي تؤثر على أمن الوطن والمواطن.

على المستوى "الاجتماعي - الثقافي - المعنوي"

1.   تقوية وحدة الانتماء الوطني لدى أفراد الشعب من خلال وسائل الإعلام الحربية المختلفة بصفة عامة والتليفزيون بصفة خاصة، للتعريف بالمناسبات، والأعياد الوطنية والتاريخية، من أجل تحقيق الانتماء الوطني.

2.   الاشتراك في زيادة الوعي الثقافي والفكري لدى المواطنين من خلال شبكة المعلومات المرئية وعرض بعض البرامج الثقافية الحربية.

3.   تناول مشكلات المجتمع التي تؤثر على الأمن الوطني، والتي تؤدى إلى النيل من قدرات المواطن وإسهاماته ودوره خاصة ما يتعلق منها بالجريمة المنظمة والإرهاب.

4.   تدعيم التلاحم والثقة بين أفراد الشعب وقواته المسلحة، لإبراز الدور الوطني الذي تقوم به القوات المسلحة من أجل المساهمة في حل مشاكله من خلال عرض بعض النماذج التي تؤديها القوات المسلحة في العديد من المجالات مثل: المساهمة في محو أمية أفراد المجتمع، وإيجاد فرص عمل من أجل حل مشكلة البطالة،وإعداد كوادر مهنية وحرفية لتغطية مطالب الدولة من هذه التخصصات.

5.   التعبئة المعنوية والنفسية للرأي العام من خلال بعض البرامج المرئية الحربية وبصفة خاصة في المواقف والمناسبات الهامة التي تتطلب ذلك، والتي قد تكون رداً على البرامج الدعائية والنفسية المعادية.

ثانياً: الإعلام المسموع ودعم الأمن الوطني للدولة

دور الإذاعة

لا يختلف دور الإذاعة كثيراً عن دور التليفزيون - ولو أن لكل منهما مميزاته - البث التليفزيوني ينتقل إلينا من خلال الصوت والصورة، وبالتالي يتطلب من المشاهد تفرغاً شبه كامل لمتابعة البرامج، إلا أن الإذاعة - بالرغم من أنه ينتقل بواسطة الصوت فقط- إلا أن له العديد من المميزات أهمها:

1.   سهولة انتشاره عبر الأثير، فلا يتقيد الإنسان بمكان معين لمتابعته.

2.   تنمية حاسة "التصور" خاصة إذا كان الإعلام المسموع مخططاً بأسلوب علمي سليم حيث يفيد في استخدام الإنسان خياله ويطلق لأفكاره العنان في تثبيت المعلومة المسموعة، وبالتالي الاستفادة منها بالكامل.

3.   سهولة حمل أجهزة الاستماع "الراديو"، وسهولة تشغيلها، وبالتالي ضمان وصول الإعلام بيسر وسهولة.

ومن ناحية المبدأ، لا يمكن فصل الإعلام المسموع عن الإعلام المرئي، لأن المستقبل لهما واحد باستمرار، وهو الإنسان سواء كان يعمل بالميدان المدني أو الميدان الحربي، ولا يوجد إنسان بعينه يوجه إليه الإعلام المرئي فقط، أو الإعلام المسموع فقط، لذلك فإن الإستراتيجية الإعلامية لكلتا الوسيلتين- بالإضافة إلى الإعلام المقروء "الصحافة" تعتبر واحدة-  ولهما أهداف مشتركة، ويوجد تنافس ما بين معدي البرامج لكل منهما لتحقيق الغرض من الإعلام الحربي ككل. ومن هنا، فليس هناك فائدة من تكرار المبادئ والأسس والأهداف، التي سبق ذكرها أثناء التعرض "للإعلام المرئي في إطار تأديته لدور الإعلام الحربي لدعم الأمن الوطني للدولة".

دور الإذاعة وقت الحرب لخدمة الإعلام الحربي:

1.   نقل الأخبار والبيانات المتعلقة بالحرب: حيث تتميز الإذاعة دائماً بالسبق في نقل المعلومة نظراً لإمكان بثها في أي مكان، وبالتالي، فإن نقل البيانات الحربية،وتطورات الحرب والأوامر الحربية، سوف يكون أسهل وأسرع، وتتقبله الجماهير في ميادين عملها المختلفة. ومن هنا يمكن القول، إن الاعتماد على الإعلام المسموع، وقت الحرب سيكون هو العامل الأساسي والمميز عن أي وسيلة أخرى.

2.   توجيه العمليات النفسية من خلال البث الإذاعي: فالواقع أن استخدام الإذاعة في توجيه العمليات النفسية، سوف يكون مؤثراً للغاية عن أي وسيلة أخرى، حيث إنّ مدى استقبال الإذاعة سوف يكون له عمق أكبر من البث التليفزيوني، كذلك، فإن الأخبار السريعة التي تنقلها الإذاعة، والتي تخدم العمليات النفسية، سيكون لها التأثير الأقوى، نظراً لتأثيرها على خيال المستمع وجعله في حالة صدق مع المعلومة، وبالتالي تتحقق أهداف الحرب النفسية، وربما يكون أقرب الأمثلة في هذا المجال، هو ما حدث في حرب العدوان الثلاثي عام 1956م، عندما كانت إذاعة لندن الموجهة إلى مصر تبث أنباء لإبعاد الجماهير عن أهداف حيوية رئيسية لها علاقة كاملة بحياة البشر، نظراً لقرب قصفها بالطيران الأنجلو ـ فرنسي، وبالتالي ارتبكت الحياة في القاهرة أثناء الحرب. وتكرر ذلك أثناء الحرب العراقية-الإيرانية، حيث كانت كل منهما توجه رسائل عن طريق الإذاعة بقصف المدن بالصواريخ أو بالطائرات، أو توجه رسائل إلى الجنود بالاستسلام، وقد نجحت تلك الحملات في هجرة سكان المدن الحدودية إلى داخل كلتا الدولتين، مما أصاب سلطات الدولتين بالارتباك.

3.   نقل رسائل المقاتلين إلى ذويهم:  حيث تتميز الإذاعة، بسهولة الانتقال إلى ميادين الحرب ذاتها، ونقل رسائل المقاتلين إلى ذويهم، مما يوجد نوعاً من الصلة الحميمة، ويشكل جسراً ما بين ميدان القتال والدولة نفسها ويؤدى ذلك إلى رفع الروح المعنوية ووقوف المواطنين على حقيقة الأوضاع، وبالتالي تزداد سرعة عملية التنمية، في الوقت الذي ترتفع فيه الروح المعنوية للجنود.

4.   توجيه التعليمات الخاصة بأمن المواطنين من خلال الإذاعة بحيث يمكن الإسراع بتوجيه الرسائل للمواطنين، لاتخاذ إجراءات التأمين ضد أخطار الحرب بصورها المختلفة، مما يؤدى إلى تقليل الخسائر بقدر الإمكان.

5.   إذاعة التحليلات الحربية المتعلقة بالمواقف المختلفة: ويتم ذلك عن طريق اللقاءات والندوات مع المختصين لتحليل المواقف، والاحتمالات المختلفة لمسارات الحرب على الجبهات المختلفة.

6.   إبراز دور الفن في المعركة: من خلال إذاعة الموسيقى الوطنية، والأغنيات الحماسية، والتمثيليات التي تبرز التضحيات والجهاد على مدى التاريخ، من أجل إشعال الحماس ورفع الروح المعنوية وتقبل التضحيات من أجل الوطن.

دور الإذاعة وقت السلم لخدمة الإعلام الحربي:

لا يقل دور الإذاعة وقت السلم عن دوره في وقت الحرب، بل ربما يزيد، حيث إن إستراتيجيات الحروب الحديثة، واحتمالات مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة، والكوارث، تتطلب أن يكون هناك نوع من الاستعداد الدائم لمواجهتها، سواء على المستوى الحربي، بوجود قوات عسكرية جاهزة للمجابهة الفورية للحدث، أو من خلال إعداد الدولة للحرب، وهي مسؤولية مشتركة ما بين أجهزة الدولة والشعب والقوات المسلحة.

ويأتي دور الإعلام الحربي في فترة السلم كجسر ما بين القوات المسلحة والشعب لكي تتعرف الجماهير على حجم الجهد التي تبذله القوات المسلحة لتأمين حدود الدولة والاستعداد لمجابهة المخاطر المختلفة، وليطمئن الشعب على مستقبله.

وللإعلام الحربي دور هام في بناء المقاتل، سواء قبل أن ينضم إلى القوات المسلحة، من خلال تثقيفه عسكريا، وتأكيد انتمائه للوطن، أو أثناء خدمته العسكرية من خلال رفع روحه المعنوية، وفتح مجالات المعرفة الحربية أمامه. كذلك بعد انتهاء خدمته والتي يظل خلالها، تحت الطلب كجندي احتياط، لتحقيق الانتماء بينه وبين القوات المسلحة التي سوف تحتاجه في وقت من الأوقات.

كل ذلك يحتاج إلى إعلام حربي علمي متميز، يتم توجيهه عن طريق برامج حربية متخصصة، وبرامج وطنية متعددة.

ويقع على عبء الإعلام الحربي في فترة السلم، مهام جسام، في إدارة الحرب النفسية، من أجل محاربة الشائعات، ومواجهة الحرب النفسية التي يشنها العدو، مع توجيه رسائل نفسية إلى جماهير الدولة الخصم، لإنجاح مخططات الدولة في مواجهة القوى المعادية على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والحربية.

هذا وإنّ دور الإعلام الحربي المسموع، يعتبر رئيسياً، يجب الاهتمام به وتطويره والتأكد من أن هذا الإعلام يواكب المتغيرات الوطنية والإقليمية والعالمية، حتى نضمن نجاحه.

ثالثاً: الإعلام المقروء

دور الإعلام المقروء"الصحافة " في إطار تأدية دور الإعلام الحربي:

الإعلام المقروء هو الشق الثالث من وسائل الإعلام الحربي، والذي يؤكد الوسيلتين السابقتين التليفزيون والإذاعة وتتميز الصحافة، بأنها الوسيلة الرئيسية لتأكيد الخبر، ووضعه في الموضع التاريخي، حيث إن القليل جداً من الجماهير، تسجل برامج التليفزيون والإذاعة. بينما الجميع يمكنهم الاحتفاظ بالصحف كوثيقة تاريخية لحدث ما.

ويتميز الإعلام المقروء، بأنه الوسيلة التي يمكنها عرض الخبر، وتحليلاته المختلفة وتجميع ردود فعله في مكان ووقت واحد، وبالتالي فإن الصحافة متضمنةً مادة شاملة للقارئ وتوفر تفاصيل الخبر.

دور الإعلام المقروء وقتي السلم والحرب:

1.   إمكان إجراء التحليلات الحربية الشاملة من مكان الحدث، وعقد لقاءات مع المسؤولين والمتخصصين، والقادة والجنود في مناطق عملهم لتوضيح الرؤية أمام الجماهير.

2.   دمج السوابق التاريخية للحدث من أرشيف الصحافة بحيث تكتمل صورته، ومن ثم إيجاد رؤية لاحتمالاته المستقبلية.

3.   نشر الخرائط والوثائق، التي قد تساعد الجماهير على تفهم الموقف ومتابعة الأحداث عن كثب.

4.   نقل وجهات النظر الإقليمية والعالمية للحدث بصورة شبه كاملة، حيث يتوفر الوقت للصحافة لهذا التجميع، بعكس الوسائل الأخرى، التي تضطر إلى إذاعة الحدث بصورة فورية على أن تستكمله في مراحل متتالية، وربما يؤثر ذلك على اكتمال صورة الحدث.

5.   نقل رؤية العديد من الخبراء والمختصين، بما يحقق إثراء التحليلات المختلفة عن الحدث.

دور الإعلام المقروء في تأكيد الأمن الوطني للدولة:

1.   تأكيد المصداقية حتى تقتنع الجماهير بأنها تنشر أنباء حقيقية، وتتعرض للرأي  والرأي الآخر، وتنقل الأحداث بشفافية دون تهويل أو تهوين، وتجمع مادتها العلمية من مختلف أنحاء العالم، ولا تقتصر على اتجاه بعينه.

2.   بث العمليات النفسية الإيجابية والسلبية وهذا يتطلب أسلوب علمي دقيق في صياغة الخبر أو التحليل أو التعليق حتى لا تفقده مصداقيته.

3.   عدم اقتصار دور الصحف على نقل الخبر، ولكن وضع الخبر في سياق معلوماتي متكامل بحيث يتميز عن الوسائل الإعلامية الأخرى.

4.   التأكيد على عالمية الصحافة، أي بنشر توزيعها إقليمياً وعالمياً، سواء عن طريق إعادة طبع الصحف وتسويقها في الخارج، أو عن الطريق التبادلي "الخبري" بين الصحف المختلفة في العالم بحيث تضمن نشر الأخبار - وخصوصاً التي تتعلق بالعمليات النفسية- في أجزاء مختلفة من العالم.



[1] في حالة إذا تعلق الأمر بدولة عربية.