إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / فنون وإعلام / الصحافة









ملحق

ملحق

مهنة الصحافة

على الرغم من اتساع دور الصحفي، مع اتساع مجالات الجرائد، ووسائل الاتصال الإلكترونية، لتلبية اهتمامات الجمهور المتغيرة، فإن السمات، أو الفضائل الشخصية، التي تساعد في صناعة صحفي جيد، ظلت أساسية لم تتغير، في حين تغيرت متطلبات إعداده، وتأهيله مهنياً، بالتعليم، والتدريب.

فهناك مجموعة من السمات الأساسية ترتبط عادة بالصحفيين، كقدرات، أو سمات فطرية، أو مؤشرات عن طاقات كامنة، يمكن تطويرها، وتنشيطها تعليمياً، وتدريبياً وأهمها: حب الاستطلاع، وحب الإنصاف، والإحساس بالمسؤولية، والإحساس بأنه عضو في فريق، وأنه شخص يستمتع بالجرائد، وله مجالات اهتمام متعددة، والقدرة على شرح الأفكار، والكفاءة، والمقدرة اللغوية والأسلوبية.

وحتى بداية القرن العشرين، كان أغلب الصحفيين لا يلتحقون بكليات، أو مدارس الصحافة، بل كانوا يذهبون، مباشرة، للعمل في جريدة، في مدينة صغيرة، أو محطة إذاعة، وإذا أظهروا مهارة واضحة، بعد سنوات عديدة، ينتقلون إلى وسائل اتصال أكبر، غالباً ما تكون، في واحدة، من المدن الكبرى.

أمّا اليوم، فغالبية محرري الصحف، خاصة. المبتدئون منهم، في العالم الغربي، حاصلون على درجات جامعية. وعلى الرغم من وجود اتفاق، الآن، على ضرورة أن يكون الصحفيون حاصلين على درجة جامعية، فان نمط التعليم، الذي تحتاجه الصحافة، مازال مثيراً للجدل، فمعظم رؤساء التحرير يتطلعون إلى محررين، حاصلين على درجة جامعية، في الصحافة، إلاّ أن بعضهم ـ على الرغم من ذلك ـ يفضلون المحررين ذوي الخبرة الذين درسوا مقررات أساسية، في التاريخ والقانون وعلم الاجتماع وعلم السياسة، على سبيل المثال. وهؤلاء يعتقدون أن هذا النوع من الصحفيين يمكنهم استيعاب المهارات الصحفية، التي يحتاجون إليها، في شهور قليلة، عن طريق التدريب أثناء العمل on job training، وأن تخصصاتهم العليا college majors سوف تزودهم، ببعض الخبرة، في أحد المجالات التي يحتاجون إليها. ويرد بعض المعارضين بأن التدريب، أثناء العمل، يتضمن بعض الأخطار: فهو مًكلَّف للجريدة؛ لأنه عادة ما يستغرق شهوراً عدة، على الأقل، قبل أن يصبح المتدرب قادراً على العطاء الصحفي، وقد يجد المتدرب، بعد عدة شهور، في الوظيفة أنه لا يستمتع بالعمل، أو أنه غير موهوب، بشكل يكفي لنجاحه، وأنه، لهذا، سوف يترك العمل، فضلاً عن أن الكليات، التي تدرس الصحافة، أو الاتصال تغطي، إلى جانب المعلومات، صورة شاملة عن صناعة الصحافة.

وهناك شبه اتفاق اليوم، على الحاجة إلى خريجي كليات ومدارس الصحافة؛ حسب وجهتي نظر رئيسيتين:

الأولى: أن تكون غالبية المواد المقررة معقودة للصحافة

ويرى أصحابها أن محتويات المنهج الدراسي ينبغي أن تغطي، وتحلل أشكالاً مختلفة من، الاتصال وتقنيات التغطية، والتحرير، وجوانب الفن الصحفي المختلفة؛ بحيث تكون الصحافة، والمقررات المتصلة بها، هي المقررات الأساسية للطالب، يضاف إليها مواد معارف عامة اختيارية، يختار الطلاب بينها.

الثانية: أن تكون غالبية المواد المقررة غير صحفية

ويرى أصحابها أن يكون أساس محتوى المنهج الدراسي، في مجال أكاديمي، تخصصاً يكتب فيه المحرر مستقبلاً، على أن تكون المحتويات، غير الأساسية، هي الصحافة، بهدف تطوير مواهب الكتابة، ويفترض مؤيدو هذا الأسلوب أن يتيح للطالب، تنمية مهاراته الوظيفية، عندما يلتحق بالعمل الصحفي أو الإعلامي، ويوفر الفرص الوظيفية بسبب الخلفية الأكاديمية.

ويحصل الطالب، حسب وجهة النظر الأولى، على بكالوريوس في الصحافة، وأمّا حسب وجهة النظر الثانية، فيحصل على بكالوريوس، في المجال الأكاديمي، الذي اختاره.

فلسفة تعليم الصحافة والاتصال

تهدف الفلسفة الجديدة لتعليم الصحافة والاتصال إلى الجمع بين جانبين:

الجانب الأول: المهارات القابلة للنقل

وتتعلق بعمليات الكتابة، والتحرير والإخراج والإدارة واستعمال الأجهزة والتقنيات والأنظمة الاتصالية الجديدة، بدءاً من نهايات العرض الضوئي، وآلات الجمع التصويري، والطابعات، إلى الأقمار الصناعية، وأجهزة الفيديو، وبنوك المعلومات، ولا بد كذلك، من فهم جوهر هذه التكنولوجيات، وأساليب التعامل معها، وتأثيراتها على عملية الاتصال بالجماهير.

الجانب الثاني:

إعداد منظومة معارف عامة، أو أساس نظري وفكري وفلسفي واتصالي، يركز على جوهر عملية الاتصال بالجماهير في بعديها الاجتماعي والإنساني.

وفهم جوهر عملية الاتصال، بكل أبعادها، يجعل الفرد المتعلم قادراً على تكوين قيم وأحكام ومواقف، تجاه المجتمع، وقضاياه وأفراده، وهو المسؤول عن أخبارهم، وتسليتهم، وتوجيههم وتنشئتهم، ونقل العالم إلى أذهانهم، من خلال أدواته التكنولوجية، وأحكامه، كمحرر، أو مذيع، أو محرر في بنك المعلومات.

وهي فلسفة ترمي إلى تعليم الأفراد فهم جوهر وظيفتهم الاتصالية، في المجتمع، ودورهم الإعلامي والتفسيري، وخطورة هذا الدور، من خلال ما يزود به تعليم الصحافة من عقلية معارف عامة (Liberal Arts Mentality) للدارس، تجعله على وعي بأبعاد الاتصال المختلفة، وعلى صلة، بكل العلوم والمعاني الاجتماعية الإنسانية، وبتعقيدات العملية الاتصالية وتشابكها. ثم تدريبهم كذلك، على المهارات الاتصالية القابلة للنقل (Transferable Communication Skills) التي تجعلهم يستطيعون أداء أدوارهم الاتصالية التقنية بنجاح تام.

تدريب الصحفيين

التدريب في مجال وسائل الأعلام، مثل الصحافة، هو تلك العملية المنظمة المخطط لها، لاستثارة ونقل بعض الخبرات، والمهارات والمعلومات والأفكار، إلى العاملين، في وسيلة الاتصال الجماهيرية، (جرائد ـ مجلات ـ راديو ـ تليفزيون ـ سينما ـ إدارات العلاقات العامة ـ الإعلان) بغرض تنشيط خبراتهم، وتجديد أفكارهم، ومعلوماتهم، والغرض من العملية التدريبية على وسائل الاتصال بالجماهير كسب حاجات رئيسية ستة:

أولاً: التوجيـه

ويتضمن تعويدهم على المصطلحات، والأجهزة الجديدة، وطرق وعلاقات العمل الجديدة، التي سيمارسونها، وتتعلق أساساً بالفهم، أكثر منها، بتطوير مهارات محددة.

ثانياً: المهارات الأساسية

وهي تلك القدرات الخاصة بمعالجة لغة التعبير الاتصالي المكتوبة، أو المسموعة أو المرئية، في الجرائد والإذاعة والتليفزيون، أو التقنيات الخاصة بكل وسيلة، والتدريب عليها، وعلى تنشيط القدرات الكتابية أو التصويرية، أو الصوتية، أو الأداء عامة، وهذه المهارات الأساسية هي المحور الذي تبنى عليه تقنيات العمل الاتصالي.

ثالثاً: المهارات التقنيـة

هي المهارات المتصلة بتحرير الجريدة، وإخراجها وطباعتها، وكذلك تشغيل الأجهزة، والمعدات وصيانتها وإصلاحها.

رابعاً: ترقية المهارات

ويتم من خلالها تطوير مهارات في مجال معين، لهؤلاء الأشخاص الأكفاء، الذين ضعفت مهاراتهم، بمرور الوقت، وتدريبهم على التعامل، مع المعدات الجديدة، أو الإجراءات التنظيمية، وعلاقات الإنتاج الجديدة.

خامساً: الخلفية العامة

أي تزويد العاملين، في الوسيلة الاتصالية، بالخلفيات العامة للقضايا الاجتماعية، والثقافية والاقتصادية والنفسية، التي يتعرضون لها، من خلال وسائل الاتصال.

سادساً: التطبيقات المتخصصة

وتتضمن التزويد بجرعات متخصصة، من المعلومات، في مجالات التخصص الفكري، أو المضمون المسؤول عنه الصحفي، كمعلومات متخصصة، يستفيد منها العاملون، في وسيلة الاتصال، في تصميم برامجهم، وموادهم الاتصالية، خاصة فيما يتعلق بنواحي المضمون.

والمحور الأساسي للتدريب هو "المقرر" أو "البرنامج" الذي يتضمن إعداده الخطوات التالية:

أولاً: تحديد الأهداف والوظائف الأساسية للتدريب

من خلال دراسة حاجات المهنة، وسوق العمالة، ومستوى المتدربين، والمستوى التعليمي الأكاديمي للمهنة، ومستوى خريجي الأقسام الأكاديمية، المتخصصين في الصحافة، أو الاتصال بالجماهير.

ثانياً: تحديد المؤهلات التدريبية المطلوب تطويرها

من خلال تحليل المستويات المطلوب الوصول إليها، ومدى تناسبها، داخل النظام الحرفي والتعليمي، وهل سيكون ذلك على أساس معايير المهنة، أو متطلبات المجتمع؟

ثالثاً: تحليل المحتوى التدريبي والوسائل المعاونة.

رابعاً: تحديد الأهداف التدريبية التطبيقية (المرحلية).

خامساً: تنظيم عملية التعليم/ التدريب

ويتم فيها تحديد خطوات العملية التعليمية/ التدريبية، ومناهج، ووسائل، وخطط التنفيذ (المحاضرة، المناقشة، ورشة العمل، الزيارة الميدانية، مثلاً)، ووضع جدول زمني للأهداف.

سادساً: عملية التعليم/ التدريب

وفيها يتم تنفيذ البرنامج التدريبي، من خلال تطبيق الخطط، والبرامج التدريبية، حسب الجدول الزمني الموضوع.

سابعاً: تقييم العملية التدريبية

وهي عملية تقدير لنتائج، وطبيعة الآثار، التي أحدثتها عملية التدريب، على الوسيلة الاتصالية. ومن ثَمَّ، فهي تفترض وجود أهداف محددة، ومجالات للنجاح، والتغيير، يسعى التدريب كعملية منظمة ومخططة لإحداثها، وهناك ثلاثة معايير رئيسية يتم، من خلالها، تقييم البرنامج التدريبي:

المعيار الأول: أهداف البرنامج التدريبي، ومدى تحققها. وقد تشمل هذه الأهداف كل الأهداف التالية، أو بعضها: إحداث تغييرات في وجهات نظر واتجاهات المتدربين، وتنمية مهاراتهم، وتحقيق معارف معينة، ونقل خبرات جديدة، التوليف بينهم وبين مجال عمل جديد.

المعيار الثاني: الأداء وطرق العمل:ويشمل أداء المدرب، والمتدرب، قبل وبعد التدريب، ومدى صحة وسائل وأساليب التدريب والتعليم، وسلامتها، وسرعة التعليم، أو مدى تقدم المتدرب واستجابته للبرنامج.

المعيار الثالث: البرنامـج: ويتضمن دراسة مدى تطابق محتوى، أو مضمون البرنامج، مع الأهداف المحددة، والحاجات المطلوبة، كالمهارات المراد تنميتها، أو المعارف المراد تحصيلها، أو الخبرات المراد نقلها.