إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / فنون وإعلام / الصحافة









الملحق الرقم (8)

ملحق

الأسلوب الصحفي

لما كانت سرعة توصيل الخبر إلى كل الطبقات الاجتماعية، على مختلف مستوياتها الثقافية، هي الهدف الأول لكل صحيفة، إلى جانب ما استجد، بسبب ظروف العصر، ومنافسة وسائل الاتصال الأخرى، وتعقد الأحداث، وتشابكها، من وظائف أساسية أخرى، للجريدة، كانت، فيما سبق، من اختصاص المجلة كالتفسير، والتحليل والشرح والاستقصاء. كان على الأسلوب الصحفي أن يتخذ شكلاً سهلاً، يقترب من الأسلوب الدارج، وعلى الصحافة أن تقدم الأحداث اليومية، ببساطة ووضوح وواقعية، مبتعدة بذلك، عن الاستعارات والكنايات والتشبيهات، وعن كل تعقيد، حتى يسهل على الجميع فهم محتواها، على الرغم من تفاوت مستوياتهم الثقافية.

فالصحيفة المعاصرة هي حلقة وصل، بين منابع الخبر والجمهور، وعليها ترجمة وتوصيل كلام السياسي، بما فيه من تعقيد، ودعاية لنفسه، ولحزبه، وكلام رجل الاقتصاد، بما فيه من اصطلاحات خاصة، لا يفهمها العامة، وأخبار الرياضة، بما فيها من تعبيرات معينة، إلى الرأي العام بلغة سهلة، يفهمها العامة، حتى يمكن لها أن تقوم بواجبها، في التأثير على الرأي العام، وتكوينه.

وتتلخص صعوبة هذه الوظيفة، وهي التبسيط، والتجسيد والشرح والعرض المفهوم للأحداث في ضرورة إيجاد لغة خاصة لكل باب من أبواب الصحيفة من علوم ورياضة بدنية، وموضة، وبورصة، وفنون، وموسيقى، وقضاء وإدارة وهلم جرا، وعلى الصحفي أن يخلق من اللغات لغة واحدة سهلة يفهمها جمهور القراء، ويلعب الصحفي هنا دور الوسيط بين هذه المجموعات وبين الجمهور. وللصحافة، إضافة لما سبق، لغتان يشترط فيهما الوضوح والبساطة. لغة موضوعية لتحرير الأخبار والتحقيقات والأحاديث، وأخرى خاصة (أو ذاتية) لكتابة المقالات بأنواعها المختلفة.

ويمكن حصر مكونات الأسلوب الإعلامي البليغ بعامة وأسلوب التحرير الصحفي بخاصة في المكونات الأربع التالية:

المكون الأول

يتصل بالصحة النحوية والصرفية وهي تحديد أبنية الكلمات من حيث ما طرأ عليها من تغيير أو تبديل من طرف، وضبط العلاقات التي تربط بينها من خلال حركات الإعراب وعلامات البناء في طرف ثاني، وأصول النطق أو الهجاء السليم لأنه يحدد المعنى ويجلوه من طرف آخر.

المكون الثاني

ويتصل بالصحة المنطقية، وهي ضرورة ترتبط بالبناء الفكري للنص الصحفي بعامة، والجملة بصفة خاصة، بحيث تأتى النتائج والأحكام، متفقة مع المقدمات، وأن تنتظم الفكرة الواحدة في عقد منظوم مع الأفكار، المرتبطة بها، أو المكملة لها خلال السياق أو المضمون الواحد، وتتضمن الصحة المنطقية أن ينتظم الكلام إيقاعاً فكرياً داخلياً، لا تتناقض فيه المعاني مع بعضها البعض ولا تتعارض مع ما ينشد الكاتب من دعوة إلى رأي أو قيمة من القيم الإنسانية من ناحية ولا تتناقض مع الحقيقة من ناحية أخرى سواء كان ذلك في ميدان العلم أو التاريخ أو الحياة أو الطبيعة.

المكون الثالث

يتصل بالصحة الأسلوبية العامة أو البلاغة: ويعني بها أن ينحت الأسلوب وفقاً لمتطلبات الأساليب العربية الفصيحة ويحقق شروط البلاغة، ولا تناقض هنا بين هذا المطلب أو هذا المكون وطابع البساطة واليسر والوضوح في لغة الإعلام.

المكون الرابع

يتصل بالصحة الأسلوبية الخاصة أو الصحفية: والمقصود بذلك محاولة لغة الصحافة إلى جانب المحافظة على المكونات الثلاثة السابقة، أن تحافظ على خصائص أخرى في الأسلوب من أهمها: البساطة والإيجاز والتأكيد والأصالة والاختصار والصحة.

ويمكن ترجمة الصحة الأسلوبية الخاصة للصحيفة في الجوانب الأسلوبية، أو المعايير التالية التي ينبغي أن يراعيها المحرر الصحفي، عند كتابة مادته الصحفية، في نصوصها المختلفة الإخبارية وغير الإخبارية، وهي:

1.   الاستغناء عن الكلمات الزائدة كأدوات التعريف التي لا لزوم لها، وظروف المكان والزمان وأحرف الإضافة وحروف الربط التي لا ضرورة لها، كما يجب الاستغناء عن الجمل الطويلة وكل تكرار.

2.   استخدام الألفاظ البسيطة الصحيحة الواضحة، وهنا يجب الإشارة إلى ضرورة تفضيل الكلمات القصيرة المألوفة، كما يجب عدم استخدام صفة أو صيغة أفعل في التفضيل لأنها تقلل من دقة الخبر. فعبارة "مثير" أكثر دقة من "أكثر المباريات إثارة". كما ينبغي العناية في استخدام الفعل المضارع، ولا سيما في العناوين، وتجنب استخدام الألفاظ والعبارات التي تحمل معنيين أو التي تنطوي على تنافر لفظي ويفضل المبنى للمعلوم على المبنى للمجهول عند التحرير الصحفي، إلاّ أن استخدام المبنى للمجهول في بعض الأحيان يضيف إلى الأسلوب قوة. وينبغي تجنب استخدام الجمع المركب "فالطريق" يجمع على "طرق" لا طرقات. لأن طرقات هنا جمع للجمع. ومن الضروري تجنب جمع أسماء الجنس. لأن مفردها يؤدي الجمع مثل المطر بدلاً من الأمطار. كما يجب استعمال التثنية في مواضعها الصحيحة، فمن الخطأ القول سار على أقدامه إلى المعهد ولكن يقال سار على قدميه.

3.   على المحرر أن يحترم قدسية الخبر ويسوق أخباره خالية من كل رأي، وذلك بالتزامه الموضوعية عند التحرير واستخدامه للعبارات والألفاظ بدقة.

4.   ألاّ يزيد عدد كلمات الفقرة الواحدة عن 75 كلمة، وألاّ تزيد الفقرة عن أربعة جمل. وقد ينقص عدد الجمل إلى جملة واحدة في الفقرة، والجمل الطويلة تسوق القارئ إلى الملل الأمر الذي يجعله يترك الخبر مكتفياً بالعناوين، ويشمل السطر على 30 ـ 35 حرفاً وتقسيم الموضوع إلى فقرات ينبغي ألاّ يطغى على وحدة الخبر ولا على ما فيه من تجانس وتأكيد، وتفضيل الجمل البسيطة القصيرة لا يعني تهلهل الأسلوب وتداعيه.

5.   أن يتضمن الخبر بياناً سافراً أو مضمراً للمصدر الذي استقى منه. فعلى المحرر أن يذكر مصدر المعلومات صراحة أو أن يدع المصدر مضمراً في الخبر، أو يتعمد إخفاء مصدر الخبر ليحمي فرداً معيناً أو لتكون له مزية إخبارية. ولكن عند ذكر مصدره، في جميع فقرات الخبر، الذي يرويه عليه أن ينقل كلام المصدر بنصه بين قوسين أو أن ينقل فحوى هذا الكلام دون حاجة إلى إيراده بين قوسين. كما أنه من المستحسن التغيير في الأسلوب عند نقل بعض الآراء باستعمال الكلمات: قال، صرح، أعلن، أذاع، أصر، أشار، وغيرها.

6.   ترتيب الخبر ترتيباً حسناً منطقياً كان أو زمنياً. ويجب على المحرر أن يحلل الأحداث وأن يربط بينها ليجعل منها قصة إخبارية مترابطة تدور حول محور رئيسي.

7.   استخدام الألفاظ المعربة الأكثر استعمالا من الألفاظ العربية مثل:

8.   الديموقراطية والديكتاتورية والأرستقراطية والإستراتيجية والدبلوماسية والحرب الباردة والتكتيك الحربي، إلى غير ذلك.

9.   استخدام الألفاظ المستحدثة حتى ولو ظهرت غريبة بالنسبة للقارئ في بادئ الأمر.

10. استخدام علامات الوقف "الترقيم" ضرورة لوضوح الأسلوب ولسهولة فهم القارئ له كالنقطة، الفاصلة، علامات الوقف الاستدراكي (:)، الفاصلة المنقوطة (؛) الشرطة (-)، أقواس الاقتباس المزدوجة " " والمفردة ( ) ولكل منها وظيفة وأسلوب في الاستخدام.

11. الحرص على إيراد الاسم الكامل للشخص في أول الخبر، ولا مانع بعد ذلك من ذكر جزء من اسمه كما يجب الحرص على الألقاب العلمية والمدنية أو غيرها. لأن هذه الألقاب تصبح مع الوقت جزءاً من شخصية حاملها ـ وإذا كان الشخص لا يحمل لقباً فيمكن وصفه بالسيد إذا كان عربياً (مثلما تفعل بعض الصحف) وإذا كان على الصحفي أن يتحرى الدقة في الخبر، فعليه أن يقوم بذلك بالنسبة للأسماء والألقاب والمناصب، لأن الخطأ فيها قد يسبب خلطاً بين شخصيتين.

12. مراعاة النصائح الخاصة بالأرقام، لتسهيل القراءة. ويحسن كتابة الأرقام من واحد إلى تسعة بالحروف، وفيما عدا ذلك يكتب بالأرقام، ويكتب كل رقم تبدأ به الجملة وكذلك أرقام القرون وبعض الجمل مثل واحد في المائة أو خمسة في كل عشرين بالحروف. أما الأرقام فتكتب للدلالة على مبالغ المال ونتائج المباريات وللتعبير عن الوقت وفي الإحصائيات وعند استخدام الكسور الصحيحة مثل 5.7 وكذلك في ذكر التواريخ أو عند التعبير عن 20 مليوناً أو 15 ألفاً. إلاّ أنه يستحسن هجاء الكسور إذا لم يأت بعدها عدد.