إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / فنون وإعلام / السيناريو الفني





مفهوم الشخصية
بناء وخلق الشخصية
حل العقدة




الفصل الأول

المبحث الثامن

الحوار

أولاً: أنواع الحوار

هناك أربعة أنواع من الحوارات:

1.   حوار العرض: ويستخدم بشكل خاص في التمهيد، وهدفه تقديم المعطيات الأولية للفعل إلى المشاهد، وشرح حالة معينة، وعرض أسباب تحديد هدف ما.

2.   حوار الطبع: تعبر الشخصية من خلاله، بشكل مباشر أو غير مباشر، عن طبعها، وتعرض غاياتها، وتكشف عن نفسها، وعن فكرها ومشاعرها ونواياها.

3.   حوار السلوك: ويسمى أيضاً حوار الحالة، ويرتبط بمظهر الشخصية وأفعالها واهتماماتها، وهو حوار عادى. ومن حيث المبدأ لا دلالة له،إنه يؤسس الصمت، ويؤدي الدور نفسه الذي يؤديه الضجيج، وهو يصاحب الحالة دون الإفصاح عنها، والعقل دون أن يُسهم في فهمه.

4.   حوار الفعل: وهو الحوار الذي يؤدي أساساً دوراً درامياً، وهو يحرّض على الفعل ويجعله يتطور، ويوجد التوتر، ويحدد الآثار العنيفة. وهو حوار التطورات، وحوار الحب والنزاع.

وفي جميع الحالات، ينبغي على الحوار أن يخضع لقاعدة الممكن والضروري، وينبغي أن يكون ممكناً، أي أن يعطي انطباعاً عمّا هو طبيعي، وعن الحياة المعاشة، وعليه أن يكون مطابقاً لقانون التكثيف، الذي يسعى إلى تقديم الحد الأدنى للكلمات.

ثانياً: التتابع الحواري:

يمثل التتابع الحواري المرحلة النهائية من مراحل السيناريو، ومعالجته الأكثر اكتمالاً، ويقدم السيناريو على شكل تتابع حواري، قبل التقطيع الفني والإخراج.

وعرض السيناريو على هذا الشكل، نمط متفق عليه من قبل السينمائيين، وبالفعل فإن التتابع الحواري يشكّل الوثيقة التي ينتظم حولها ـ على الأقل من حيث المبدأ ـ تمويل وإنتاج الفيلم، ومن ثم فإنها تُكتب على عدة نسخ، وتبلّغ لجميع الأشخاص القادرين على المساعدة في إنتاج الفيلم وتصميمه، وعلى أثر قراءة التتابع الحواري يتحدد المنتجون والموزعون، للاتفاق على التوزيع والحصول على ضمانة الحد الأدنى.

إذاً فالتتابع الحواري يُشكل مفتاح التصور الاقتصادي والفني للفيلم، مثلما يشكل التقطيع الفني مفتاح تحضير التصوير، والعمل في موقع التصوير.

ينجم عما سبق أن على التتابع الحواري (ت. ح)، أن يخضع لقواعد ومعيار الكتابة، التي يكون هدفها تسهيل قراءته. وحتى يكون مقروءاً من قبل الجميع، ينبغي أن يكون السيناريو مكتوباً بشكل واضح، وعبارات في متناول الجميع، وأن تكون نوع عرضه وتحريره وكتابته ذا طبيعة تسهل التواصل مع "أصحاب القرار"، الذين يتعلق بهم تمويل الفيلم.

وخلافاً للمعالجات السابقة للسيناريو، التي هي عبارة عن مخططات وحالات تحضيرية للتتابع الحواري، فإن هذا الأخير يكون بمثابة أكبر عملية وصف متطور ممكن للفعل، وللديكور، وللشخصيات ولبيان الإكسسوارات. كما يتضمن الحالة النهائية للحوارات. وهناك استخدام قديم كان يرى ضرورة تقديم التتابع الحواري، وفقاً لنموذج التقطيع الفني على عمودين متساويين، ويخصص العمود اليسار لوصف الصورة، والعمود اليمين لشريط الصوت Son-Bande. إلا أن هذا العرض قد أُهمل، لأنه يجبر القارئ على ذهاب وإياب مستمرين.