إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / أقاليم وظواهر جغرافية / شبه الجزيرة العربية





التوزيع النسبي لمساحات الدول
التوزيع النسبي للسكان

وادي الدواسر
وادي الرمة
مظاهر السطح
الموقع الجغرافي
الأمطار السنوية
الوحدات السياسية
الدرع العربي



ثانياً: الجيولوجيا

ثانياً: الجيولوجيا

         كانت شبه الجزيرة العربية، في العصر ما قبل الكامبري، قبل أن يتكون البحر الأحمر، متصلة بإفريقيا، كجزء من الدرع الإفريقي النوبي. وفي هذا العصر، تحول السطح إلى سهول مستوية، شبه خالية من المناطق الجبلية؛ وذلك نتيجة لعوامل التعرية، التي عملت لمدة زمنية طويلة، من دون أن يعتريها عمليات رفع بانية للجبال. ثم بدأ تكون حوض رسوبي كبير، منذ بداية العصر الكامبري، يسمى تيثس Tethys؛ وذلك إلى الشمال والشرق من شبه الجزيرة العربية، في المناطق المعروفة، حالياً، بتركيا وشمالي العراق وجنوب غربي إيران؛ وقد ترسب فيه آلاف الأمتار من الرواسب. في المنطقة الواقعة بين بحر تيثس وشبه الجزيرة العربية، كان هناك عدة بحار ضحلة epicontenatal، تمتد فوق الأجزاء الشرقية من شبه الجزيرة العربية، وتترك فيها رواسب متعاقبة، مكونة طبقات أفقية.

         وفي أواخر العصر الطباشيري، بدأت حركات تكوين الجبال تزيل بحر تيش، وتشكل سلسلة جبال الهملايا ـ الألب مكانه. كذلك نشطت حركات تكوين الجبال، في أواخر العصر الثلاثي، مرة ثانية، وأسفرت عن تكوين جبال طوروس، وجبال زاغروس، في ايران؛ وجبال عمان، في جنوب شرقي شبه الجزيرة العربية. إضافة إلى انفصال الصفيحة، المكونة لشبه الجزيرة العربية، عن الدرع الإفريقي، في أواسط العصر الثلاثي، وذلك على طول ما يعرف، الآن، بالبحر الأحمر؛ والناجم عن عملية تقبب الدرع العربي ـ الإفريقي، وتكوّن شقوق على طول قمة القبة الطولانية، الممتدة من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي.

         تلا ذلك عمليات شد، في العصر الفجري ـ الضحوي Eocone-oligan، أسفرت عن تصدع متدرج. ثم انخفض الوسط المتصدع، واستمر في تعميق الانخفاض. ومع استمرار هبوط منطقة الانهدام بين الجانبين الصاعدين، انخفض سطح منطقة الانهدام إلى ما دون مستوى سطح البحر، فدخلت المياه إليه، مكونة البحر الأحمر. وزحفت صفيحة شبه الجزيرة العربية، ببطء، نحو الشمال الشرقي، حيث اصطدمت بالصفيحة الآسيوية، وربما انزلقت أسفل منها. ولا شك أن انفصال صفيحة شبه الجزيرة العربية عن الصفيحة الإفريقية، كان مصحوباً بنشاط بركاني، أدى إلى تكوين العديد من الحرات، في غربي شبه الجزيرة العربية.

         وتتركب شبه الجزيرة العربية، جيولوجياً، من كتلتيَن عظيمتَين، هما:

1. الدرع العربي

يقع الدرع العربي في غربي شبه الجزيرة العربية، ويغطي ثلث مساحتها، (انظر خريطة الدرع العربي) يتكون من:

أ. صخور متحولة metamorphic rocks كانت في الأصل صخوراً، رسوبية وبركانية، قديمة؛ ثم جعلها الضغط والحرارة العاليَين صخوراً متحولة، تشمل صخور النيس والشست والسلات.

ب. صخور جوفية اندساسية plutonic، أي صخور، تجمدت من الصهير، داخل القشرة الأرضية، من دون أن تصل إلى السطح، ولذا، تكون البلورات المكونة لها كبيرة الحجم، نسبياً، لأنها بردت ببطء. وقد كان تكوّن هذه الصخور الاندساسية مصاحباً لعمليات تكوين الجبال، في الغالب؛ لكن بعضها كان سابقاً، والبعض الآخر كان لاحقاً لعمليات تكوين الجبال. ومع استمرار التعرية، عبر العصور الجيولوجية، أزيلت الصخور، التي كانت تعلوها، وأصبحت هذه الصخور الجوفية ظاهرة على السطح. ويشمل هذا النوع من الصخور الجرانيت والدايورايت والجابرو.

جـ. صخور بركانية، تكونت، في العصرَين: الثلاثي والرباعي، من اللافا، التي سالت على سطح الأرض، خارجة من البراكين؛ ولذا، كان تجمدها سريعاً وحجم بلوراتها صغيراً، مثل صخور البازلت (دكناء اللون، لاحتوائها على معادن قاعدية، أي تحتوي على نسبة كبيرة من عنصرَي الحديد والمغنيسيوم)، والرايولايت (فاتحة اللون، لأنها حمضية، أي أن المعادن المكونة لها غنية بعنصر السليكون، وقليلة الاحتواء على عنصرَي الحديد والمغنيسيوم). وهي تكون مناطق ما يعرف، محلياً، بالحرّات.

2. الرف العربي

يقع الرف العربي إلى الشرق من الدرع العربي. ويشكل نحو ثلثَي مساحة شبه الجزيرة العربية. وقاعدته هي صفيحة الدرع العربي نفسها، التي ترجع إلى زمن ما قبل الكامبري. والرف العربي هو تتابع من الصخور الرسوبية، التي ترسبت على اليابسة والمياه الضحلة، وتراوح أعمارها بين الزمن الكامبري والبلايوسين. وبصفة عامة، يكون ميل هذه الطبقات الصخرية في اتجاه الشرق، بعيداً عن الدرع العربي، ويكون ميلاً خفيفاً، ويراوح سمكها بين الصفر في الطرف عند الدرع العربي، و6 آلاف متر في حوض الخليج العربي والربع الخالي. وتتكون الصخور الأقدم، التي ترسبت خلال حقب الحياة القديمة، أي بين عصرَي الكامبري والبرمي ـ من الحجر الرملي والطفل. أما الصخور، التي ترسبت في الحقب المتوسطة والحديثة، فتتألف، إجمالاً، من الحجر الجيري. وقد تكون النفط في الطبقات الرسوبية العميقة، بفعل الحرارة والضغط الواقعَين على الرواسب المطمورة، الغنية بالمواد العضوية. ثم انتقل إلى طبقات أخرى، من خلال الصخور المسامية، حيث انحبس في مكامن، مثل الطبقات المحدبة، التي تعلوها صخور غير مسامية، مثل الطفل. وإضافة إلى النفط، فإن طبقات الصخور المسامية، في الرف العربي، تحتوي على مكامن مهمة للمياه الجوفية، أهمها مكمن الوسيع، في المنطقة الوسطى من المملكة العربية السعودية؛ ومكمن أم رضمة، في الجزء الشرقي من شبه الجزيرة العربية؛ ومكمن ساق، في وسط شبه الجزيرة العربية وشماليها.