إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / أقاليم وظواهر جغرافية / قناة السويس




القناة عند الإسماعيلية
بنيامين دزرائيلي
رحيل القوات البريطانية
قناة السويس
قناة السويس بالقمر الصناعي
قاعدة تمثال دي لسبس


قناة السويس



الفصل الثالث

افتتاح القناة

          نظراً إلى أن دي لسبس أصبح من أصدقاء إسماعيل باشا المقربين، فقد نصحه بأنه يمكنه أن يكون ملكاً لمصر مُسْتَقلاً عن تركيا إذا استغل فرحة افتتاح قناة السويس، ودعا ملوك أوروبا وأصحاب التيجان فيها إلى حفلة الافتتاح. فسافر إسماعيل باشا إلى أوروبا في موكب شبه ملكي، وعيّن سفراء له من دون أن يكون له الحق في ذلك، واستضاف سبعة آلاف من الأوروبيين لحضور حفل الافتتاح على نفقة مصر ذهاباً وإياباً وإقامة وهدايا.

          كما استضاف ملوك أوروبا ومنهم الإمبراطورة أوجنيى، وفرنسوا جوزيف إمبراطور النمسا، وفردريك غليوم، ولي عهد التاج الروسي وزوجته، وابنة الملكة فكتوريا، وولى عهد الأراضي المنخفضة ـ هولندا حالياً ـ الأمير هنري والأميرة قرينته، وولى عهد هانوفر، وغيرهم. ولم يحضر السلطان العثماني لعدم توجيه الدعوة إليه.

          أمر الخديوي بإقامة السرادقات والزينات والترتيبات والاستعدادات، التي يقال أنها استمرت حوالي 40 يوماً استعداداً للحفلة العظيمة، ويقال أن الخديوي دفع مبلغ مليون ونصف المليون جنيه، نفقات هذا الحفل، مما زاد من ديون مصر. كما أمر بحشد الآلاف من أبناء الشعب المصري للترحيب بضيوفه. وأقام الخديوي ثلاثة سرادقات للضيوف، السرادق الأول وهو أكبرهم في الوسط وخصص للملوك والأمراء وكبار المدعوين، والسرادق الثاني خصص لعلماء الدين الإسلامي ومنهم شيخ الأزهر، الشيخ مصطفى السقا، ومفتي الديار المصرية، الشيخ محمد المهدي العباسي، والثالث لرجال الدين المسيحي ومنهم السنيور بوير الرسول البابوي وبطريرك كنيسة القصر الإمبراطوري، الذي حضر ليعقد قران دي لسبس على هيلين دي براجار، وكانت تبلغ من العمر 21 سنة، بينما يبلغ دي لسبس 64 سنة.

          وقد اصطفت ثلاثون سفينة حربية وثلاثون سفينة تجارية على هيئة قوس داخل ميناء بورسعيد وفي الساعة الثامنة وقفت (المحروسة) تطلق طلقة مدفع كل فترة، تحيةً وفي آخر طلقة تم إنارة ميناء بورسعيد وكانت الموسيقى تعزف والجماهير تصيح حيث تجمع أكثر من أربعون ألف من كبار رجال مصر والأعيان والعمد والمشايخ ورجال الإدارة ومشايخ القبائل والأغنياء.

          وفي ليلة الافتتاح انتشرت إشاعة تقول بأن صخرة هائلة سدت القناة ولن يستطيع الموكب مواصلة سيره فيها، واتضح أن سبب هذه الإشاعة هو أنه أثناء عمل المقاييس لقاع القناة صادفتهم صخرة تم إزالتها من الفور.

          وفي ليلة الافتتاح، كذلك، جنحت السفينة الحربية (لطيف) عند القنطرة، وقد أمر الخديوي بإرسال 1000 جندي بحري لتجنيب السفينة بحذاء الساحل الشرقي للقناة، إذ استعد المجرى الملاحي للموكب وعند وصول الموكب إلى منطقة جنوح السفينة الحربية التي كانت تقف محاذية للشاطئ أطلقت السفينة عدة طلقات وظن الضيوف أن هذه السفينة وقفت في هذا المكان بالذات لتحية الموكب.

          قدم الخديوي إسماعيل لضيوفه 8000 صنف من صنوف الطعام وأنواع الخمور المعتقة على أضواء الشموع وعزف الموسيقى وروائح الزهور، والقهوة العربية، ثم تقدم الخديوي إسماعيل من الإمبراطورة أوجيني لترأس حفل الرقص، وأذنت في بدء الحفل، ورقص الجميع. رقصت أوجيني بفستانها الموف (الزهري) المرصع بالجواهر واليواقيت، ورقص الإمبراطور، ورقص الخديوي، كما رقص دي لسبس وجميع الضيوف غير مبالين بالتقاليد الشرقية، ولم يرقص الأمير عبدالقادر الجزائري[10]، بقي متفرجاً بزيه الأبيض محتفظاً بوقاره وهيبته. وقُدَر عدد المدعوين لهذا الحفل ما بين 6 إلى 8 آلاف مدعو من كافة أنحاء العالم، وأقيم لهم مائتي خيمة ملكية نظراً لأن قصر الخديوي ومباني القناة لم تكفي لإقامتهم.

          وفى مدن القناة أقيمت حفلات صاخبة لم يشهد التاريخ مثلها من قبل، وأريقت الخمور ودقت أنغام الموسيقى، وقد حشد رجال الإدارة الفلاحين ليرقصوا طرباً تكريماً للضيوف، وهم يتضورون جوعاً. وافتتحـت القنـاة، في 17 نوفمبر 1869م، وكـانت التهاني كلهـا لدي لسبس، ولم تُذكر مصر ولا شعبها بأي كلمه شكر أو خير، على الرغم مما بذلوه من دم وعرق. ويقال أن تكاليف حفلة افتتاح قناة السويس بلغت ستة ملايين جنيه.

          وكان طول القناة عند افتتاحها 164 كيلومتر، وعرضها عند مستوى سطح الماء 52 متراً، وأقصى غاطس مسموح به للسفن العابرة 22.25 متراً.

وقدرت تكاليف حفر قناة السويس في 31 ديسمبر 1869م من واقع ما أذاعته شركة قناة السويس في نشرتها الدعائية كما يأتي:

219   مليون فرنك ذهباً لأعمال الحفر والنقل والردم.

14   مليون فرنك ذهباً لحواجز الأمواج ببورسعيد.

مليون فرنك ذهب لحاجز الأمواج بالسويس.

مليون فرنك ذهب لقواعد الضفتين الصخرية.

2 مليون فرنك ذهب لملئ البحيرات المرة.

4 مليون فرنك ذهب للأعمال التكميلية.

_______

241  مليون فرنك ذهباً مجموع نفقات الأعمال الخاصة بشق القناة.

46   مليون فرنك ذهباً مصاريف عمومية لإدارة الأعمال العامة.

_______

287  مليون فرنك ذهب المجموع

          ومن ذلك يتضح أن مصر دفعت لشركة قناة السويس أكثر مما أنفقت الشركة في حفر القناة، وخسرت مصر نحو ضعف ما أنفقته هذه الشركة، ناهيك عن الأراضي وما إلى ذلك.

          أصدر المسيو دارفييه، أحد رجال المال الأجانب الذين كانوا يقيمون في مصر، نشرة طبعت في سنة 1871م، وقد أوردت بياناً بالأموال التي دفعتها مصر في قناة السويس، والتي تكون جزءاً هاماً من الدين المصري. وهذه هي الأرقام التي سجلها المسيو (دارفييه)

132.021.940.46  فرنك  ما تكلفته مصر في شراء نصيبها من الأسهم حتى 1871م

115.359.528.63  فرنك  الغرامة التي فرضها نابليون الثالث وفوائدها

21.500.000.00   فرنك  إنشاء الترعة الحلوة من القاهرة إلى الوادي

10.000.000.00   فرنك  ثمن تفتيش الوادي

9.000.000.00    فرنك  تكاليف الحوض بالسويس

23.395.000.00   فرنك  ميناء السويس

1.250.000.00    فرنك  فنارات في البحر الأبيض المتوسط

40.300.628.00  فرنك مشترى بعض الامتيازات التي كانت مخولة للشركة(اتفاق 23 أبريل 1869)

_____________

325.827.097.09  فرنك المجموع 

          وأضاف أنه إذا حسبنا فوق ذلك ما تكلفته رحلة نوبار إلى باريس وما أنفق في القسطنطينية ثم في حفلات افتتاح القناة فإن ما أنفقته مصر على هذه القناة لا يقل بأية حال عن أربعمائة وخمسين مليون فرنك.

          وفي عام 1870م، ساءت الحالة المالية للشركة، وأوعزت بريطانيا لسفنها بعدم استخدام قناة السويس لكي تظهر القناة كمشروع استثماري خاسر، وتتمكن من شراء أسهم الشركة بثمن بخس.

تلاحقت الأزمات وفي 26 يونيو 1879م، أُبلغ الخديوي إسماعيل ببرقية الصدر الأعظم ـ السلطان العثماني ـ بعزله، وتولي ولده محمد توفيق حكم مصر من بعده.

قناة السويس في عهد محمد توفيق

          تولى محمد توفيق باشا الحكم في 26 يونيو 1879م، وبدأ عهده بتنازل مصر عن حصتها في الأرباح السنوية للشركة، وقدرها 5% من صافي الأرباح. وكان ذلك التنازل مقابل 850 ألف جنية دُفعت للدائنين الأوربيين.

الأزمات المالية التي تعرضت لها مصر بسبب قناة السويس

1. في عام 1870م، عبرت قناة السويس 486 سفينة، وبلغ إجمالي حمولتها 654.918 طن، دفعت مبلغ 5.159.327 فرنك للشركة رسوم عبور، بينما بلغت مصروفات القناة في هذه السنة 13.827.976 فرنك، بعجز حوالي 10 ملايين فرنك.

2. وفي العام التالي 1871م عبرت القناة 765 سفينة، دفعت 8.993.723 فرنك، وتناقص العجز في هذا العام إلي 2.650.000 فرنك.

وكانت هذه المشاكل التي واجهت الشركة خلال هاتين السنتين من أخطر العقبات، إذ كانت الشركة تأمل في سد العجز من دخل القناة في عام 1871م، إلا أن الإيرادات لم تحقق هذا الأمل.

3. وعلى الرغم من ترحيب بريطانيا بافتتاح القناة، إلا أنها حتى عام 1888م، كانت توصي سفنها بتجنب عبور القناة، وتحثها على استعمال طريق رأس الرجاء الصالح، وطريق السكة الحديد داخل مصر، حتى تضعف اسهم قناة السويس، مما أدى إلى سوء الموقف المالي للشركة، وعجزها عن صرف الأرباح، وهبوط قيمة الأسهم في سوق الأوراق المالية لأقل من نصف قسمتها.

4. حصل دي لسبس علي موافقة الخديوي لفرض رسم إضافي على رسوم المرور، مما أدى إلي زعزعة الثقة في المركز المالي لشركة قناة السويس، وزاد من انخفاض أسعار الأسهم، وبدأت مسألة بيع شركة قناة السويس تطفو على السطح لعلاج إفلاسها. وفي عام 1872م،حصل دي لسبس على 12 مليون فرنك من قرض الـ20 مليون فرنك، مما ساعد الشركة على عبور الضائقة المالية، واستطاعت دفع متأخرات الفوائد عن السنتين الماضيتين، كما زادت الحمولة المارة بالقناة حيث بلغت 1.044.000 طن، وبلغت الإيرادات 16.407.591 فرنك وتحسن المركز المالي للشركة.

تعديل رسوم المرور وأسلوب احتساب الحمولة:

          في 24 مارس 1872م، قرر مجلس إدارة شركة قناة السويس تعديل رسوم المرور، واحتساب الحمولة الكلية للسفينة العابرة للقناة كأساس لتحصيل الرسوم بدلاً من الحمولة الصافية السابق اتخاذها، نتيجة لذلك ثارت مشكلة بين الشركة وشركات الملاحة بسبب هذه التعديلات، وتطورت الأمور وتحت ضغط بريطانيا دعا الباب العالي في يناير 1873م الدول المعنية إلى عقد مؤتمر دولي في الأستانة لمناقشة موضوع احتساب الحمولة. انتهى المؤتمر من دراسة المشكلة في 18 نوفمبر 1873م، وقرر اتخاذ طريقة (مورسوم)[11] وهي احتساب حمولة السفينة الكلية ثم يخصم منها حمولة الفراغ الذي يشغله الجهاز المحرك وغرف الطاقم، ويكون الباقي هو الحمولة الصافية التي تتخذ أساساً لتحصيل رسوم المرور. أصدر الباب العالي مرسوما بالتعديلات وأرسله الخديوي الذي أرسله بدوره إلي (دي لسبس) للتنفيذ. إلاّ أن دي لسبس رفض ذلك، وأصر علي موقفه، مما دفع الخديوي إسماعيل إلى حشد القوات بمدن القناة لتنفيذ أوامر الباب العالي والاستيلاء علي القناة بالقوة، وامتثل دي لسبس لتنفيذ الأمر على أثر ذلك.

          في 21 فبراير 1876م، وُقّعت اتفاقية بين (دي لسبس)، عن شركة قناة السويس، و(ستانتون) قنصل بريطانيا العام في مصر عن الحكومة البريطانية أطلق عليها دي لسبس "اتفاقية السلام" وأهم نقاطها:

1.   قبول دي لسبس لقواعد احتساب الحمولة، المقررة في مؤتمر القسطنطينية الدولي، في 15 ديسمبر 1873م.

2.   تخفيض الرسوم الإضافية اعتبارا من سنة 1877م علي دفعات.

3.   على شركة قناة السويس تنفيذ مشاريع تحسين القناة وتعميقها.

4.   على دي لسبس سحب الاحتجاجات المقدمة إلى الباب العالي.

          وبعد أن اشتعلت الحرب بين فرنسا وروسيا، واحتلال الجيوش الألمانية باريس، والإطاحة بعرش نابليون الثالث عام 1871، وهزيمة فرنسا، عرض (دي لسبس) شركة قناة السويس كلها للبيع.

الديون والمرابين

          نتيجة لما تحملته الخزانة المصرية، من أموال صرفت على أعمال الأبحاث والحفر والمنح والهدايا والرشاوى، إضافة إلى ما أنفق، ببذخ، في حفلة افتتاح القناة، ازدادت الديون على مصر، فبينما كانت الديون عند وفاة (محمد سعيد باشا)، إحدى عشر مليون ونصف مليون من الجنيهات، أصبحت في عهد إسماعيل ابن شقيق محمد سعيد أكثر من 90 مليون من الجنيهات الإسترلينية، وازداد ضغط المرابين الأجانب على مصر، حتى عرضت مصر أسهمها في سوق المرابين، وحاولت أن ترهنها مقابل قرض ينقذها من إشهار إفلاسها.

          وتألفت، عام 1875م، هيئة المرابين الفرنسيين، لمساومة مصر شراء أسهمها التي بلغ عددها 642 176 سهماً. تردد إسماعيل باشا وأصر على الرهن، إذ سبق له رهن مرافق الدولة واحدة بعد الآخر. أرسل اليهودي بنيامين دزرائيلي (Benjamin Disraeli)[12]، رئيس حكومة بريطانيا، إلى خديوي مصر عن طريق نوبار نورباريان وإسماعيل صديق وزير مالية مصر، عارضاً شراء حصة مصر في أسهم قناة السويس. وتمت الصفقة، واشترت الحكومة البريطانية الأسهم، في مساء 18 نوفمبر 1875م، مقابل ثمن بخس وهو 4 ملايين جنيهاً. كتم دزرائيلي الخبر عن الجميع فيما عدا وزير خارجيته، وتوجه إلى بنك روتشلد اليهودي وحصل منه على المال، ودفعه للمرابين الأجانب سداداً للفوائد الربوية، من دون أن يدخل خزانه مصر شيئاً منه.

          وعندما حضر القنصل الإنجليزي إلى بيت المال في مصر لاستلام الأسهم، وجد أن عددها ينقص 1040 سهم، ولعل نوبار ومعه إسماعيل صديق هما اللذان اقتسماهما، وأصر القنصل على خصم ثمنهما من الأربعة ملايين جنية، والأخطر من ذلك أن إسماعيل وافق علي أن يدفع للحكومة البريطانية 5% من قيمة الأسهم لمدة 25 سنه، بدعوى أن الحكومة المصرية كانت تنازلت من قبل عن أرباح الأسهم طوال تلك المدة. وبلغت الأرباح التي قبضتها إنجلترا من أرباح الأسهم ما يزيد عن 100 مليون من الجنيهات.

          وفى سنة 1878م، فرضوا على الحكومة المصرية أن تقبل قيام اللجنة المسماة بـ "لجنة التحقيق العليا الأوروبية" برئاسة فرديناند دي لسبس، لتحقيق العجز في الإيرادات وأسبابه وأوجه النقص في القوانين واللوائح، وكان للجنة حق الاتصال بمختلف المصالح الحكومية. وبعد هذه الوصاية، التي فرضوها على الخديوي إسماعيل وحكومته، توجه القناصل إلى إسماعيل باشا، ومعهم دي لسبس مساء 26 يونيو 1879م، ليبلغوه مضمون برقيه الصدر الأعظم بعزله وتولية ابنه محمد توفيق باشا والياً على مصر، الذي وصفه أبوه (إسماعيل) بأنه معتوه. وفى عهد محمد توفيق أضاع نسبة الـ 15% التي كانت تحصل عليها الحكومة المصرية كإتاوة من صافي أرباح القناة، وذلك مقابل ثمانمائة وخمسين ألف جنيهاً قبضها الدائنون الأجانب ولم يدخل منها شيء للخزانة المصرية. وساءت الحالة المالية في مصر، وتدخلت بريطانيا، وهاجمت الإسكندرية بالمدافع في يوليو 1882م، بداية احتلال مصر .

خداع دي لسبس

          حاول دي لسبس أن يخدع بريطانيا، بأن عرض عليها شراء قناة السويس كلها مقابل مبلغ 12 مليون جنية على أن تدفع له الشركة الجديدة مبلغ 10 ملايين فرنك سنوياً ولمدة 50 سنة، ولما علم أصحاب أسهم شركة قناة السويس وأعضاء مجلس الإدارة بذلك حاولوا الفتك به.

          وقد حاول دي لسبس أن يكرر ما فعله في قناة السويس عند إنشاء قناة بنما، فأسرع بتكوين شركة لها وجمع الأموال لتنفيذ مشروع قناة بنما، وبنفس الأسلوب الذي أتبعه في قناة السويس، إلا أنه فشل وضاعت أموال المساهمين الفرنسيين، وقدم دي لسبس للمحاكمة أمام محكمة السين حيث حكمت عليه بالسجن بتهمة النصب والاحتيال، ونظراً لكبر سنه حيث كان وقتها يبلغ من العمر 87 عام أطلق سراحه.

أسباب الأزمة المالية في عهد إسماعيل

1.    الأموال الطائلة التي أنفقت لعلاج الكوارث الطبيعية مثل وباء الكوليرا عام 1865م، وانخفاض أسعار القطن.

2.    نفقات مشروع قناة السويس.

3.    حب الخديوي للمظاهر والتمتع بملذات الحياة.

4.    ارتفاع سعر الفائدة علي القروض.

5.    سياسة الخديوي إسماعيل التوسعية في أفريقيا لمد حدود الدولة المصرية.

6.    رغبته في توسيع الاستقلال الداخلي لمصر، برشوة السلطان وحاشيته بالأموال والهدايا.




[1] وهو مهندس فرنسي، يعمل رئيس مهندسي الطرق والكباري، وكان من ضمن المهندسين الذين رافقوا بونابرت أثناء حملته على مصر عام 1798م.

[2] في 16 مارس 1807م استطاع ضابطان بريطانيان رشوة محافظ الثغر – وهو تركي يسمى ( أمين أغا) – فسمح لهم بالنزول إلى البر من غير مقاومة، ودخلوا الإسكندرية في 21 مارس دون أن تطلق رصاصة واحدة، وأخذوا أمين أغا أسيراً صورياً.

[3] وهي بلدة عند مدخل وادي طوميلان ( بمحافظة الشرقية حالياً غرب قناة السويس).

[4] وهي بلدة في ( محافظة الشرقية) غرب قناة السويس.

[5] وهو حفيد محمد علي باشا وابن طوسون، وولد في عام 1813م، وتوفى والده بعد ولادته بقليل، ونشأ في القاهرة، فحباه جده محمد علي باشا بعنايته وأعده لمنصب ولاية مصر في المستقبل باعتباره أكبر أفراد أسرة محمد على سناً وأحقهم بولاية الحكم بعد إبراهيم باشا إبن محمد علي باشا، وتولى حكم مصر في 10 نوفمبر 1848م، بعد وفاة عمه إبراهيم باشا، عاش بمعزل عن الناس حياة رغد وبذخ، وفي خلال حكمه سادت الفوضى، وفسد النظام، أغلقت المدارس والمعاهد التعليمية، وظل في الحكم لمدة 5 سنوات، حتى قتل في قصره ببنها في 13 يوليو 1854م.

[6] وهي أوجيني دي منتيجو، التي تزوجت الإمبراطور نابليون الثالث في أواخر يناير 1853م وأمها هي الكونتيسة دي منتيجو.

[7] بيوس التاسع ( 1792 ـ 1878م) تم تعينه بابا للكنيسة الرومانية الكاثوليكية عام 1846، وتمتع بأطول فترة حكم في التاريخ البابوي، وولد بيوس في سينياليا في إيطاليا، وكان اسمه الأصلي جيوفاني ماريا ماستاي فيريتي، وتم تعينه كاهناً عام 1819، وأقام أبرشية عام 1827، وأصبح كاردينالاً عام 1840م.

[8] كان وزيراً للحربية الإنجليزية، ثم بعد ذلك رئيس لوزراء بريطانيا، وكان شديد الاهتمام بمشروع إنشاء خط سكك حديد بين البسفور والخليج الفارسي، باعتباره مشروعاً تجارياً، وكانت إحدى الشركات الإنجليزية قد تعهدت بإنشائه،كما كان يعارض مشروع قناة السويس، وكان يؤمن بتفوق إنجلترا، كما كان من أكبر دعاة الإمبراطورية، والمنادين بضرورة حماية مواصلاتها.

[9] اُنظر في الملاحق، اتفاقية 22 فبراير 1866، وكذلك اتفاقية 30 يناير 1866.

[10] وهو أمير جزائري حارب فرنسا في الجزائر وقد استقدمه دي لسبس وهيأ له محل إقامة في صميم تفتيش الوادي وضعاً تحت تصرفه ما يقرب من ستمائة فدان، ولما احتدم الصراع بينه وبين إسماعيل روجت معامل الدعاية أن عبد القادر هو الذي نِيط به استلام الأراضي تنفيذاً لحكم نابليون الثالث، وذلك نيابة عن الشركة، وقصد الدعاة أن يقولوا أن هذا أمير عربي تستطيع فرنسا أن تضعه على عرش مصر، ولم يفطن لمناورات دي لسبس ومؤامراته، ولذلك لما ظهر استياء إسماعيل من وجود عبد القادر هذا، سافر الرجل إلى سوريا.

[11] طريقة مورسوم Moorsom وهو نظام قياس إنجليزي، وطبق في فرنسا اعتباراً من 24 ديسمبر 1872م، و(مورسوم) هو ضابط بحري إنجليزي، رأى أن الحمولة تشمل القياس الدقيق لكل الفراغات الداخلية في السفينة سواء تحت السطح أو فوقه، واستبعد كل اهتمام بالوزن

[12] بنيامين دزرائيلي سياسي بريطاني، زعيم حزب المحافظين، رئيس وزراء بريطانيا ( 1874 ـ 1880م). ولد في لندن عام 1814 لأب يهودي إيطالي، واختلف والده مع الجماعة اليهودية السفاردية في لندن حول مقدار الضرائب المقررة عليه فاعتنق المسيحية عام 1817 عندما كان ابنه بنيامين في الثالثة عشر من عمره، فتلقى ابنه بنيامين نشأة مسيحية إلا أن أصوله اليهودية تركت أثرها على شخصيته وتفكيره، وكان دزرائيلي وكان في مستهل حياته معيناً ببلاد الشرق، فزار منطقة الشرق الأوسط، ويقال أنه زار محمد على الكبير في قصره بشبرا، وكان تشوقه الدائم لأورشليم ( القدس ) التي حارب اليهود من أجلها كثيراً، فزار فلسطين مما ترك أثراً كبيراً في مواقفه السياسية وأطماعه الاستعمارية. ويقال أنه عرض خدماته على الباب العالي وطلب أن يُوظف في إحدى بلاد الإمبراطورية العثمانية، ولما عين رئيساً لحكومة إنجلترا أُغرم بقناة السويس وأراد أن يجعل منها مفتاح إمبراطورية لا تغرب عنها الشمس، ولذلك قرر أن تشتري حكومة إنجلترا شركة قناة السويس، وقد تمكن دزرائيلي بدعم من آل روتشيلد الأثرياء اليهود من شراء أسهم إسماعيل في شركة قناة السويس عام 1875، وتوفى دزرائيلي عام 1881.

[13] قائد الثورة العرابية التي كانت تهدف إلى صالح الشعب والحرص على استقلال البلاد بجرأة منقطعة النظير. ولد أحمد عرابي في 31 مارس 1841 في قرية ( هرية رزنة) بمحافظة الشرقية من عائلة بدوية، ودرس في الأزهر عام 1849، لمدة أربعة سنوات، ودخل الجندية عام 1854 وتدرج في رتب الجيش إلى أن رقي لرتبة العقيد عام 1860، كان يصحب الوالي سعيد باشا في كثير من رحلاته وحفلاته. وفي عهد إسماعيل باشا شعر عرابي بكثير من الظلم في الجيش وخارجه، وأحس أحمد عرابي بالعنصرية في الجيش لأن السيادة كانت للأتراك والشراكسة، دون الفلاحين ضباطاً وجنوداً وعندما أبدى أحمد عرابي اعتراضه على هذه الأوضاع، حوكم بوحي من وزير الحربية، وطرد من الجيش، ثم أعيد للخدمة بالجيش بعد ثلاث سنوات. أخذ يدعو الضباط إلى الالتفاف حوله، وفي عام 1875 بدأت دعوة عرابي الوطنية، وتكون تنظيم الضباط الأحرار، وفي 9 سبتمبر 1881 تزعم أحمد عرابي عدداً كبيراً من الضباط في مظاهرة عسكرية إلى الخديوي وتقدم له بطلبات الأمة، وهي عزل رياض باشا رئيس الوزراء، وتشكيل مجلس الشورى، وزيادة عدد أفراد الجيش، فرد الخديوي توفيق بأنه الخديوي ويفعل ما يشاء وقال لعرابي: ` ما أنتم إلا عبيد إحساناتنا` فرد عليه عرابي بحزم رده المشهور: ` نحن لسنا عبيداً فقد ولدتنا أمهاتنا أحراراً، ولن نورث ولا نورث بعد اليوم`، فأثار الرعب في نفس الخديوي وأجاب عرابي لطلباته، وتشكلت وزارة شريف باشا وتدخل عرابي في تشكيلها. وعندما هاجمت بريطانيا مصر وتصدى لهم أحمد عرابي بقواته في التل الكبير عام 1882، ولما هُزم عرابي، تم القبض عليه وحكم عليه بالنفي هو سبعة من زملائه إلى جزيرة سيلان في 27 ديسمبر 1882، وقضى في المنفى تسعة عشر عاماً، ثم عاد للوطن في أكتوبر 1901، وتوفى أحمد عرابي في أكتوبر 1911م.

[14] ولد بطرس غالي في 12 مايو 1846، في محافظة بني سويف، تعلم في مصر وأكمل تعليمه في أوربا، شغل عدة مناصب، ففي عام 1881 عُين في منصب وكيل وزارة الحقانية ( العدل)، ثم سكرتير مجلس الوزراء، وفي عام 1883 أشرف على المحاكم الأهلية، وعين وزيراً للمالية عام 1893، ثم وزيراً للخارجية في أبريل 1894 في وزارة نوبار باشا، واستمر في منصبه حتى عام 1908، وفي خلال هذه الفترة وقع على اتفاقية السودان في يناير 1899، التي أخضعت السودان للسيطرة البريطانية باسم الحكم المصري الإنجليزي. رأس المحكمة التي حاكمت الفلاحين المصريين في حادثة دنشواي عام 1906، رأس الوزارة في نوفمبر 1908، وقيد حرية النشر وتصدى للحركات الوطنية. وفي يوم 20 فبراير عام 1910م، قام شاب من صعيد مصر اسمه ( إبراهيم ناصف الورداني) باغتيال بطرس غالي رئيس وزراء مصر أثناء خروجه من مكتبه برئاسة الوزراء، وذلك بإطلاق الرصاص عليه.

[15] سعد باشا زغلول زعيم مصري، ولد في محافظة كفر الشيخ في يوليو 1857، درس في الأزهر، أسهم في تحرير جريدة الوقائع المصرية، واشترك في الثورة العرابية، فصل من وظيفته فعمل في المحاماة، ثم انخرط في سلك القضاء حتى عام 1906، وفي هذه الأثناء حصل على ليسانس الحقوق من فرنسا عام 1897، وشغل منصب وزير المعارف، ثم وزيراً للحقانية ( العدل ) عام 1910، انتخب رئيساً للجمعية التشريعية عام 1914، كان بيته مقصد كل المصريين الوطنيين المطالبين باستقلال البلاد، وسماه الشعب المصري بيت الأمة، ومازال هذا البيت قائماً حتى اليوم. رأس الوفد المصري في 11 نوفمبر 1918 للمطالبة باستقلال مصر، نفي خارج البلاد، فقامت ثورة 1919م التي عمت جميع البلاد واشترك فيها جميع فئات الشعب ضد الاستعمار البريطاني وأعوانه، ثم عاد سعد زغلول لمصر عام 1921، فاستقبلته الأمة المصرية. رأس الوزارة في يناير 1924 وكان من ضمن ما يطالب به تنازل بريطانيا عن دعواها في حماية قناة السويس. وتوفى سعد زغلول في 23 أغسطس 1927م.

[16] علي شعراوي، و عبد العزيز فهمي كانا من الوطنيين الثوريين برفقة سعد زغلول أثناء الثورة مطالبين بما يطالب به سعد زغلول.

[17] الدكتور مصطفى الحفناوي كان يشغل منصب عضو مجلس إدارة هيئة قناة السويس بعد التأميم، ومستشاراً قانونياً لهيئة قناة السويس. ألف العديد من الكتب والمراجع عن قناة السويس.

[18] مساحة قطاع القناة وهو ( عرض القناة عند سطح الماء + عرض القناة عند قاع القناة ÷ 2 × عمق القناة).