إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / أقاليم وظواهر جغرافية / قناة السويس




القناة عند الإسماعيلية
بنيامين دزرائيلي
رحيل القوات البريطانية
قناة السويس
قناة السويس بالقمر الصناعي
قاعدة تمثال دي لسبس


قناة السويس



الفصل التاسعنبذة مختصرة عن قناة السويس

الفصل الثامن

نبذة عن حكام مصر الذين عاصروا أحداث قناة السويس

محمد علي باشا (1769م ـ 1848م)

حكم مصر من عام 1805 إلي عام 1848

محمد علي باشا بن إبراهيم أغا بن علي. والمعرف بمحمد علي الكبير، مؤسس آخر دولة ملكية بمصر، والتي حكمت مصر من عام 1805 إلي عام 1953م، ولد عام 1769م الموافق عام 1183هـ من سلالة ألبانية ببلدة (قولة) أحد المواني الصغيرة التي على الحدود بين ترافية ومقدونية. والسنة التي ولد فيه (محمد علي) هو نفس العام الذي ولد فيه (ولنجتون) القائد الإنجليزي العظيم و(نابليون) الفاتح الكبير، وتوفي والده إبراهيم أغا وهو في سن الطفولة فتولى أمره عمه (طوسون)، غير أن هذا وافته المنية بعد مدة وجيزة فقام بأمر تربيته أحد أصدقاء والده وقد تبناه وعُني به حتى بلغ الثامنة عشرة من عمره، فتعلم طرفاً من الفروسية واللعب بالسيف، وكشاب صغير التحق محمد على بالخدمة في الجيش، وتزوج إحدى قريباته وكانت من ذوات اليسار وأنجبت له أبنائه (إبراهيم، وطوسون، ومحمد سعيد)، وخدم حاكم قوله واكتسب رضاه بما كان يأتيه من ضروب المهارة والحذق في جباية الأموال من القرى المجاورة التي كانت لا تؤدي ما عليها إلا بالشدة واستعمال القوة الجبرية، وأعانته ثروة زوجته على الاتجار في الدخان وكون منها ثروة جيدة، واستفاد من مرافقة تاجر الدخان (ليون) واكتسب منه كثير من العادات والآداب الفرنسية. وبلغ محمد علي الثلاثين من عمره عام 1798م وكان لا يزال في مسقط رأسه بين أولاده إبراهيم وطوسون وإسماعيل.

وعندما بدأ الباب العالي حشد جيوشه لمهاجمة الجيش الفرنسي بقيادة (نابليون بونابارت) انضم محمد على مرة أخري للجيش، ورافق فرقة من الجنود بقيادة (علي أغا) ابن حاكم قولة (الشوربجي) ووصل إلى ميناء أبو قير والتحم بالجيش الفرنسي، وقد أشرف (محمد علي) على الغرق في البحر لولا أن قيض الله له (السير سدني سميث) بانتشاله من الماء بيده وأنزله في سفينته، ثم عاد إلى بلدته، ثم عاد إلى مصر عام 1801م كمعاون لرئيس كتيبة قولة مع جيش (القبطان حسين باشا) الذي جاء ليساعد القائد الإنجليزي (أبركرومبى) على إجلاء الفرنسيين، ولكونه متميز ترقي إلي رتبة أعلي، وعندما غادر الجيش الفرنسي مصر بقى محمد على في مصر وكان علي علاقة جيدة بالقائد المصري الجديد (خسرو باشا)، وبمساعدة المصريين أصبح محمد على نائب للسلطان العثماني ثم عين والياً عليها في 17 مايو 1805م، وكان له خلال ولايته إصلاحات كثيرة في مجالات مختلفة منها:

في التعليم أنشأ كثير من المدارس وأرسل البعثات لتلقي العلم في أوربا، وكان يحتم علي من يدخل في خدمته من الأجانب، أن يلبسوا الزي المصري، ويتكلموا اللغة العربية، ويؤلفوا بها أو ينقلوا كتبهم مترجمة إلي اللغة العربية، وأنشأ جريدة الوقائع المصرية.

وفي مجال الصناعة، أقام المصانع، والمعامل لكي يستغني عن الدول الأجنبية في سد احتياجات الجيش والأسطول، ويسيطر بنفسه علي جميع الموارد، وساعده علي ذلك وجود المواد الخام ورخص أجور العمال.

أما في مجال الزراعة أعاد تقسيم الأراضي، إلي مناطق، يخصص كل منها لزراعة محصول معين ووزعها علي الفلاحين لزراعتها ورعايتها والاستفادة بغلتها نظير دفع الأموال الأميرية، وأدخل تحسينات في طرق الزراعة، والاستعانة بالآلات الحديثة في الزراعة، وأدخل زراعات جديدة لمصر مثل القطن وقصب السكر، وعمل علي إصلاح نظام الري، وأنشأ كثيراً من الترع والجسور والقناطر،

وفي مجال التجارة عمل علي الاستفادة من موقع مصر بين القارات الثلاث وباعتبارها حلقة اتصال بين الشرق والغرب. وعني بالمواني وأنشأ الطرق لتسهيل انتقال التجارة.

وبالنسبة للمجال العسكري جند المصريين في الجيش، وأنشأ المدرسة الحربية، ووضع النواة الأولي للبحرية، وأنشأ الأسطول المصري. مما ساعد هذا الأسطول علي الاشتراك في عدة حروب والانتصار فيها، ومن أهمها حرب المورة، التي خاضتها القوات المصرية لمساعدة قوات السلطان ضد الثوار، وأنشأ دار الصناعة البحرية في الإسكندرية (الترسانة البحرية حالياً)، وذلك لتلبية احتياجات الأسطول المصري من السفن، وأنزلت أول سفينة من الأسطول الجديد في 3 يناير 1831

كما أجري عدة إصلاحات إدارية بمصر ، فأنشأ مجلس الدواوين ، والديوان العالي وكان مقره القلعة ويرأسه الوالي، وله فروع في الحكومة، مثل ديوان المدارس، وديوان الحربية، كما أنشأ مجلس المشورة سنة 1829، ويتكون من كبار رجال الحكومة والأعيان والعلماء. وأمر بمسح أراضي القطر ثم قسمها سبع مديريات، يحكم كلا منها مدير، ثم قسم كل مديرية إلي مراكز يحكم كلا منها مأمور، وقسم المركز إلي نواح يرأس كلا منه شيخ بلد، وأنشأ وظيفة الصراف لجمع الأموال والضرائب ، وأنشأ الشاهد وهو ما يعرف حاليا بالمأذون.

وأباد محمد علي، المماليك في الحادثة المشهورة بمذبحة القلعة سنة 1811م، وكان لمحمد على باشا الكثير من الحملات الحربية خارج مصر وداخلها، وقد حقق فيها كثيراً من الانتصارات العسكرية.

وحققت الميزانية المصرية في عهده فائضاً، فعلي سبيل المثال كانت ميزانية مصر في عام 1821م يقدر فيها الدخل بمبلغ 1.200.000 جنيه والمصروفات بأقل من ذلك بقليل، أما عام 1833م فكانت الإيرادات فى الميزانية تقدر بمبلغ 2.500.000 جنيه والمصروفات بمليوني جنيه، كما كان الدخل في ميزانية عام 1838م يقدر بمبلغ 4.500.000 جنيه والمصروفات 3.500.000 جنيه.

ونتيجة لانتصارات وفتوحات محمد على، وخشية الدول الأوربية والسلطان من توسع هذه الفتوحات، اتفق السلطان العثماني مع الدول الأوربية، علي حرمانه من الفتوحات التي اكتسبها، فانكمش محمد علي في ولاية مصر، وحصل علي حق وراثة حكم مصر والسودان حتى آخر شخص ذكر في عائلته. وفي عام 1843، في أواخر أيام محمد علي، انتشر الطاعون بالماشية في البلاد، وتبعه هبوط النيل، فأصبحت البلاد على حافة الخراب، وفي نفس العام اجتاح الجراد زراعة البلاد، فقرر محمد علي اعتزال الحكم 1847م، وفي عام 1848م مرض محمد علي، وتوفى بالإسكندرية في 2 أغسطس 1849م، ودفن بمسجده بالقلعة.

إبراهيم باشا (1789 - 1848م):

حكم مصر من 1848 إلي نوفمبر من نفس العام 1848

وهو الابن الأكبر لمحمد على باشا والى مصر. ولد إبراهيم باشا عام 1789م في تركيا، وقدم مصر مع شقيقه طوسون بن محمد علي عام 1805، فتعلم بها، وعين دفترداراً (بمثابة وزير مالية) في عام 1807، حيث أشرف علي مسح الأراضي الزراعية، وتولي حكم صعيد مصر وقاتل المماليك هناك، ويعتبر المؤسس الفعلي للجيش المصري، ونفذ سياسة أبيه في بنائه بالاستعانة بالخبرة الأوربية، كان يعرف الفارسية والتركية والعربية وعلي إلمام بتاريخ البلاد الشرقية. أرسله أبوه محمد علي باشا في حملة علي الحجاز ونجد عام 1816، ضد الوهابيين فهزمهم. وقاد الجيش المصري في حرب المورة سنة 1831، ضد الثوار اليونانيين المطالبين بالاستقلال عن تركيا فقضي عليهم، كما قاد الجيش المصري ففتح فلسطين والشام وضمهم لمصر، وعبر جبال طوروس ما بين عام 1832 وعام 1833م، وحقق انتصاراً باهراً في المعركة التي دارت بين الجيش المصري والتركي في معركة نصيبين عام 1839م، حتى وصل قرب الأستانة. ولكن الدول الأوربية خوفاً علي مصالحها في حالة سقوط الدولة التركية في يده، تدخلت ضده، وأجبرته علي الانسحاب من كل المناطق التي فتحها. تميز إبراهيم باشا بشعوره العربي رغم جذوره الأجنبية، واتبع سياسة لا طائفية أثناء حكمه للمشرق العربي. وعندما قرر محمد علي اعتزال الحكم في عام 1847م، ونظراً لمرض ابنه (إبراهيم باشا) قرر إسناد الحكم إلى حفيده (عباس باشا الأول)، إلا أن الباب العالي أصدر أمراً لتولي إبراهيم باشا حكم مصر في مارس 1848م، فذهب (إبراهيم باشا) إلى الباب العالي في القسطنطينية لتقديم ولائه، إلا أنه بعد عودته بزمن يسير جداً عاوده المرض فقضى عليه. وتوفي في 10 نوفمبر 1848م، حيث لم يستمر في الحكم إلا لمدة 7 أشهر ونصف فقط، وبموته رجع (عباس باشا) وتولى الحكم.

عباس باشا الأول (1813-1854م)

حكم مصر (من عام 1848م إلي عام 1854م):

وهو (ابن طوسون بن محمد علي باشا)، ولد في عام 1813م في جدة ونشا قي القاهرة، وتولى عباس باشا الأول حكم مصر في 10 نوفمبر 1848م وكان عمره 36 سنه، ومضى معظم حكمه بمعزل عن الناس، وفي خلال حكمه سادت الفوضى وفسد النظام بكل من الجيش والبحرية وأغلقت المدارس والمعاهد التعليمية، ولقد عاش حياة رغد وبذخ، وظل بالحكم حوالي 5 سنوات، وقتل في قصره ببنها في 13 يوليه 1854م، ولقد كثرت الإشاعات عن سبب قتله.

سعيد باشا حكم مصر (من عام 1854م إلى عام 1863م):

وهو ابن (محمد على باشا) والى مصر، وكان سعيد باشا في حداثته محبوباً من والده محمد علي فرباه تربية عالية في مدارس فرنسا أهلته لتولي زمام الملك، حيث تولى الحكم في عام 1854م وكانت البلاد خالية من الديون الأجنبية، وكان دخل مصر السنوي وقتها 3 مليون جنيه وكان كافياً لسد كل حاجات البلاد، وكانت التجارة متقدمة، والأراضي الزراعية آخذه في الازدياد، وفي عهده أذن (لدى لسبس) بحفر قناة السويس، وفي عام 1862م وقع عقد قرض في لندن مع (فرهلنج غوش) بمبلغ 3.292.800 جنيه، ولما توفى في عام 1863م في حادثة كفر الزيات، كانت الديون التي على مصر قد بلغت 10 مليون جنيه تقريباً.

إسماعيل باشا (1830-1895م)

حكم مصر (من عام 1863م إلي عام 1879م):

وهو ابن (إبراهيم باشا)، وولد في عام 1830م، ولم ينل حظاً وافراً من التعليم، ولكنه أرسل في الخامسة عشر من عمره إلى فرنسا ليتعلم اللغة الفرنسية حتى صار يتكلمها بطلاقه، وعندما واستلم حكم مصر في 19 يناير 1863م وكان عمره وقتها 32 سنة، وأظهر بعض حماس جده محمد على في استمرار الحياة المدنية والعصرية، وحاول أن يكون مستقلا بقدر إمكانه عن الإدارة العثمانية من خلال رشوة وتملق أصحاب النفوذ، وحصل علي استحسان السلطان وموافقته سنة 1867م على الحصول علي لقب (الخديوي) وهى كلمة فارسية ترتفع بالملقب إلي مرتبة الملوك وهي أقل من الخلافة وأعلي من الوزارة. وكان له بعض الإصلاحات الإدارية والقضائية والتعليم العام، ومنع الرق، وتشكيل مجلس شورى النواب، وتنمية الزراعة، وإتمام مشروع قناة السويس وافتتاح القناة في 17 نوفمبر عام 1869م، وعدل نظام الحكم بالوراثة لأكبر أبناء الخديوي بعد وفاته.

وقد ازدادت الديون السائرة في عهده وذادت فوائدها، وفي يونيو 1873م، وعقد قرض بمبلغ 32 مليون جنيه ليسدد جميع ديون مصر، ولم يقبض الدين فعلاً إلا في مايو 1874م، وكان مجموع ما قبضه من القرض 20.062.000 جنيه فقط، أي بنقص 37 % عن مقدار ما حسب ديناً على الحكومة المصرية، ولم تقبض الحكومة نقداً من هذا المبلغ سوى 9 مليون جنيه فقط.

في عام 1875م عرض أسهم القناة للبيع وكان عددها 176.602 سهم، واشترتها الحكومة الإنجليزية بثمن بخس يقل عن 4 مليون جنيه، وأنشأ صندوق الدين ووحد الديون لها بدين واحد مقداره 91 مليون جنيه بفائدة 7 % وينتهي سداده في 65 سنة ولم يرضى ذلك الإنجليز.

وازدادت المشاكل المالية في مصر، وضغطت كل من بريطانيا وفرنسا لعزله ، وأدي ذلك إلى إصدار الباب العالي (السلطان عبد الحميد الثاني) أمراً بعزل (إسماعيل باشا) في 26 يونيو سنه 1879م، وعهد بأمر البلاد إلى (ابنه توفيق باشا)، وخرج (إسماعيل باشا) من مصر في 30 يونيو 1879م وأبحر من الإسكندرية على سفينة المحروسة إلى إيطاليا، وتوفي إسماعيل سنة 1895م بالأستانة ودفن بالقاهرة.

توفيق باشا (1852-1892م)

حكم مصر (من عام 1879م إلي عام 1892م):

وهو ابن (إسماعيل باشا) والي مصر، وولد في عام 1852م، وتولى (توفيق باشا) حكم مصر في 26 يونيو عام 1879م، واستلم الحكم والمصاعب تحيط بالبلاد من كل جانب، فالخزانة خالية، والجيش معتل النظام، والأهالي الفقراء ساخطون والأغنياء خائفون أن يفقدوا ما نالوه من المزايا في عهد إسماعيل، والأوربيون ناقمون لأن أموالهم لم تدفع إليهم، والاضطرابات السائدة جعلت التجارة في كساد وحاول العمل على إصلاح حالة البلاد وأهلها ولكن الصعاب كانت كثيرة من الداخل والخارج، ووافق علي المراقبة المالية لمصر من ناحية فرنسا وإنجلترا. وبعد جهد ومفاوضات تم حل مشكلة الدين عن طريق صدور أمر عالي في 17 يوليه 1880 حدد كيفية التصرف في ميزانية الدولة وسداد الديون. كما بذل جهود في تنمية موارد الدولة وإجراء إصلاحات الطرق والترع والقناطر والجسور.

وخلال حكمه قامت الثورة العرابية بقيادة أحمد عرابي الضابط المصري، وتعتبر هي أول ثورة في مصر في العصر الحديث وقد بدأت الثورة في فبراير عام 1881م، وفي عهده احتلت بريطانيا مصر عام 1882م، واحتلت مصر السودان عام 1884م وتوفي عام 1892م.

الخديوي عباس حلمي الثاني حكم مصر (من عام 1992م إلي عام 1914م) :

هو ابن (الخديوي توفيق) وولد عام 1874م، وحكم مصر في 8 يناير 1892م وحتى 19 سبتمبر 1914م. وعزلته إنجلترا نتيجة لسياسة الإصلاح التي اتبعها واتجاهه لمعاداة الاحتلال الإنجليزي، وذلك في ديسمبر 1914م، وبعدها أعلنت إنجلترا الحماية على مصر.

السلطان حسين كامل (1853-1917م):

حكم مصر (من عام 1914م إلي عام 1917م) :

هو ابن (الخديوي إسماعيل)، وولد في عام 1853م وقد كان الابن الثاني (لإسماعيل) وحكم مصر من 19 ديسمبر 1914م حتى مماته في أكتوبر 1917م، وعينته إنجلترا سلطان لمصر، بعد هذا الإعلان أصبحت مصر رسمياً تحت الحماية البريطانية. وبعد مماته في أكتوبر 1917م، تنازل ابنه الوحيد الأمير (كامل الدين) عن الحكم.

الملك فؤاد (1868-1936):

حكم مصر (من عام 1917م إلي عام 1936م):

وهو إبن الخديوي إسماعيل، وولد في سنة 1868م، وحكم مصر من 9 أكتوبر 1917م كسلطان ثم كملك حتى 28 إبريل 1936م، وكان الأخ الأصغر (للسلطان حسين) وجعلت منه بريطانيا الوريث للسلطان (حسين). وفي خلال حكمه قامت ثورة 1919م بقيادة (سعد زغلول)، وبعدها بسنوات وبعد إعلان 28 فبراير 1922م اضطرت بريطانيا إلى إعلان مصر كدولة مستقلة ذات سيادة مع بعض التحفظات، وعندها أعلن فؤاد نفسه ملكاً على مصر سنة 1922م وأصدر الدستور في إبريل 1921م، وفي خلال حكمه تألفت وزارة شعبية برئاسة سعد زغلول. وتوفي في 28 إبريل1936.

الملك فاروق الأول (1920م ـ 1965م):

الملك فاروق بن الملك أحمد فؤاد بن الخديوي إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي. والملك فاروق هو آخر من حكم مصر من أسرة محمد على، وآخر من لقب بالملك فيها. ولد في القاهرة في 1920، وكان هو الابن الوحيد لأبيه فؤاد، تعلم في القاهرة ثم أرسل إلي لندن لاستكمال دراسته بمصاحبة أحمد حسنين وعزيز المصري عام 1935، وعندما توفي والده في أبريل 1936، عاد إلي مصر، وخلف آباه ملكاً على مصر، وهو في السادسة عشرة من عمره، وعُين ابن عمه الأمير محمد علي، وصياً على العرش، حتى بلغ فاروق سن الرشد في 29 يوليه 1938.

تزوج فاروق من صافيناز ذو الفقار، التي سميت بعد الزواج الملكة فريدة، وأنجب منها ثلاث فتيات، وطلقها عام 1950، ثم تزوج من ناريمان صادق، وأنجب منها الأمير أحمد فؤاد في عام 1951 وهو الابن الوحيد للملك فاروق وولي عهده.

تمتع فاروق في بداية حكمه بشعبية كبيرة. استغل حادث 4 فبراير 1942 في الظهور كمقاوم للنفوذ الأجنبي، إلاّ أنه تخلى عن مسؤولياته وانغمس في حياة الترف واللهو، وكثرت الخلافات بينه وبين حزب الوفد، الذي كان وقتها يمثل أغلبية الشعب، بزعامة مصطفى النحاس. كما استغل سلطته في زيادة ثروته الزراعية بضم كثيراً من أراضي الأوقاف، وبدأ الهتاف بسقوطه في الجامعة عام 1946، في عام مايو 1948 أعلن الصهاينة قيام دولتهم إسرائيل، وفي 15 مايو دخل الجيش المصري إلي جانب الجيوش العربية الأخرى الحرب ضد الصهيونية، لكن عَجْز القيادة وفساد الأسلحة كانا سببا في اندحاره، وهنا تكونت فكرة الثورة علي النظام الملكي في رؤوس الضباط، وفي 15 أكتوبر 1951 أعلن مصطفي النحاس إلغاء معاهدة 1936، وتلي ذلك اشتعال المقاومة الوطنية في منطقة قناة السويس، كانت من نتيجتها أن انْقَضَت القوات البريطانية علي رجال البوليس المصريين، وأوقعوا فيهم مذبحة كبيرة، وانتهت المقاومة بحريق القاهرة يوم 26 يناير 1952م. كل هذه التطورات والأحداث أسفر عنها قيام ثورة 23 يوليو.

قامت جماعة الضباط الأحرار بثورة 23 يوليو 1952، بقيادة اللواء محمد نجيب، والبكباشي جمال عبد الناصر وأجبرت الملك فاروق على التوقيع على وثيقة التنازل عن العرش لابنه أحمد فؤاد يوم 26 يوليه 1952. ووجهوا له تهماً بالفساد، إلاّ أنه لم يُحاكم. وطلب منه مغادرة البلاد، فغادر فاروق هو وأسرته قصر رأس التين بالإسكندرية إلى المنفى في أوروبا مساء يوم 26 يوليو 1952، وهناك طلقت منه ناريمان وعادت إلى مصر.

ثم أُلغيت الملكية وقامت الجمهورية في 18 يونيه 1953.

وتوفي فاروق في عام 1965، في روما (في إيطاليا)، ودفن في القاهرة بناءً على وصيته وموافقة الحكومة المصرية على ذلك.

محمد نجيب "اللواء" (1901 ـ 1984):

عسكري وسياسي وطني مصري. رئيس جمهورية مصر العربية (1953 ـ 1954)، ولد في الخرطوم، من أب مصري وأم سودانية، ونشأ في السودان.

التحق بالمدرسة ‎الحربية في مصر عام 1917، وبعد تخرجه فيها عُين في السودان، ثم نقل بعد ذلك ضابطاً في الحرس الملكي في القاهرة. حصل على ليسانس الحقوق عام 1927. تدرج في العمل العسكري، واشترك في حرب فلسطين عام 1948، وأصيب بثلاث رصاصات، وكان مشهوداً له بالشجاعة، ورقي إلى رتبة اللواء عام 1950، وعُين مديراً لسلاح الحدود، ثم مديراً لسلاح المشاة. عرض عليه منصب وزير الحربية قبل الثورة بوقت قصير فرفض، وفضل البقاء في منصبه، وكان يتمتع بشعبية لدي رجال القوات المسلحة فتقرب منه الضباط الأحرار، فاز في انتخابات رئاسة نادي الضباط عام 1952، واختاره الضباط الأحرار ليكون على رأس حركتهم في 23 يوليه 1952. وباسمه أذيع بيان الحركة الأول. ورأس الوزارة من 7 سبتمبر 1952 حتى 18 يونيه 1953، حيث أعلنت الجمهورية. واختاره مجلس قيادة الثورة رئيساً له. اختلف مع أعضاء مجلس قيادة الثورة، فقدم استقالته في 5 مارس 1954. وعاد تحت ضغط جماهيري، ولكن ما لبث جمال عبد الناصر ومجلس القيادة أن استردوا سيطرتهم في 25 مارس، وجرد محمد نجيب من سلطته مع استمرار وجوده الاسمي، ثم جرد من سلطته ومنصبه في نوفمبر من العام نفسه. واعتقل بناحية المرج في شمال القاهرة. وبعد وفاة جمال عبدالناصر، أفرج خلفه ـ محمد أنور السادات ـ عن محمد نجيب. كتب مذكراته بعنوان (كنت رئيساً لمصر). توفي محمد نجيب عام 1984.