إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / أقاليم وظواهر جغرافية / الشرق الأوسط









أولا: التاريخ السياسي والحضاري للمنطقة

أولاً: التاريخ السياسي والحضاري للمنطقة

   تشير الوثائق والآثار إلى أن منطقة الشرق الأوسط، قد ضمت مجموعتين من الشعوب:  الأولى مجموعة الشعوب الداخلية، التي تكون قلب الشرق، والتي توحد بينها مجموعة عوامل، وتشتمل على عرب شبه الجزيرة العربية، وشعوب المنطقة السورية مثل الفينيقيين، والآراميين، والأموريون، والعبريين، وبعض الجماعات العربية الصغيرة كالمؤابيين، والأدوميين، واليبوسيين، وغيرهم، فضلاً عن سكان بلاد النهرين، كالأكديين، الذين انقسموا، فيما بعد، إلى البابليين والآشوريين.

   المجموعة الثانية: وهي الشعوب الخارجية، وتشمل مصر غرباً، وإيران شرقاً، وشعوب الأناضول شمالاً.

   وكانت هناك، علاقات طبيعية بين شعوب المجموعتين، سياسية، واقتصادية، وعسكرية، وثقافية، سلباً وإيجاباً، على الرغم من تباين اللغات، والعقائد، والإمكانات الطبيعية، والبشرية.

   يؤكد علماء الأجناس وجود وحدة جنسية بين شعوب المنطقة؛ يقول سباتيني موسكاتي: "إن الصحراء العربية هي قلب الشرق، وهي موطن الساميين، والعرب الذين اشتغلوا بالرعي منذ البداية، وقد أجبرهم قحط بلادهم على الهجرة، مرات متتالية، إلى الأقاليم الخصبة المحيطة." وتمكن العرب من فرض سيادتهم على هذه المناطق كلها. وقد رصد علماء الحضارة الهجرات العربية القديمة، وأهمها الهجرة إلى وادي النيل، نحو 3500 ق.م. والهجرة إلى وادي الرافدين، في الفترة نفسها تقريباً، والهجرة إلى سوريا، نحو 2500 ق.م. وكان لهذه الهجرات أثرها الكبير في تحقيق الاندماج بين شعوب المنطقة الداخلية، والاحتكاك الإيجابي، مع شعوب المنطقة الخارجية، فتوحدت منطقة الشرق الأوسط، حضارياً وثقافياً، بسبب ظهور قوى سياسية ذات حضارة قوية، تمكنت من نشر ثقافتها وحضارتها، وفتحت فرص الاحتكاك الثقافي والحضاري، بين شعوب المنطقة. وظلت هذه الوحدة الحضارية الثقافية، حتى زمن الغزو اليوناني للمنطقة، والذي تميز بأنه كان غزواً فكرياً؛ فقد عمد الإسكندر الأكبر وأتباعه، إلى استغلال الفتوحات العسكرية، في نشر الثقافة اليونانية، واستمر التأثير الثقافي اليوناني، فترة طويلة من الزمن، لم تنجح المسيحية في محوه، في حين استطاع الإسلام استعادة الوحدة الحضارية الثقافية للمنطقة، مرة أخرى.