إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / أقاليم وظواهر جغرافية / الشرق الأوسط









التاريخ القديم للمنطقة وامتزاجه بالأساطير

التاريخ القديم للمنطقة وامتزاجه بالأساطير

   امتزج التاريخ القديم، لمنطقة الشرق الأوسط، بكثير من الأساطير، التي ذاعت وانتشرت، بل غزت فكر الشعوب المحيطة، وتركت أثرها الدائم في أساطير العالم القديم. ويبدأ هذا التاريخ الممتزج بالخرافات والأساطير مع بداية الخليقة، أي منذ عهد آدم عليه السلام؛ فقد جعل بعض شعوب المنطقة، وخاصة إيران، آدم أقدم ملوكها؛ فقد ذكرت المصادر العربية، مثل تاريخ الرسل والملوك لابن جرير الطبري، ومُروج الذهب للمسعودي، والكامل لابن الأثير، والأخبار الطوال للدينوري، والمصادر الفارسية، مثل روضة الصفا لمير خواند، وحبيب السير لخوندمير، أن الفرس أو العجم قد زعموا أن گيومرث أول ملوكهم هو آدم عليه السلام. وذهب الطبري إلى أبعد من ذلك، عندما أكد أنه جامر بن يافث بن نوح عليه السلام، في حين أكد خوندمير أنه قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام، وأكد الطبري، أيضًا، أن فريدون، سادس ملوك إيران والشرق، هو نوح عليه السلام، وأنه قسم ملكه على أبنائه الثلاثة: سلم وتور وإيرج، الذين هم سام وحام ويافث.

   وقد ساق هؤلاء المؤرخون أقوالهم، من خلال روايات شفوية سمعوها، والتزموا الأمانة في سرد هذه الروايات. ولكن لا سبيل، أمام المحقق المنصف، إلى تحقيق الصدق في هذه الروايات واستخلاص الحقائق منها.

   ويمتلئ التاريخ الأسطوري، للشرق الأوسط، بملاحم قصص بطولات الأقدمين، في صراعهم ضد الشر، والذي كان يتمثل، غالباً، في الجن والشياطين، الذين كانوا يتلبسون صورة البشر، أحياناً، وصور الحيوانات، أحياناً أخرى، أو صوراً خرافية مخيفة. وتعد قصص ألف ليلة وليلة صدى لهذا التاريخ الأسطوري، الذي رددته شعوب المنطقة، وعدته جزءاً من تراثها الحضاري، حيث تتدرج فيه مراحل التقدم الحضاري، من اكتشاف النار، إلى اكتشاف الحديد، ومن جمع الثمار إلى الزراعة، ومن حفر الكهوف إلى بناء المنازل، ومن استخدام الحربة إلى الخطط الحربية. ويلاحظ على شعوب المنطقة جميعها اشتراكها في تراث أسطوري متشابه، على الرغم من اختلاف أجناسها.