إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / أقاليم وظواهر جغرافية / شبه جزيرة سيناء




أثر النبي صالح
محمية سانت كاترين
نخيل شاطئ العريش
مسجد وكنيسة داخل الدير
نقوش معبد سرابيط الخادم
الشعب المرجانية
دير سانت كاترين
فندق طابا
قلعة صلاح الدين
قاع البحر


المدن في سيناء
التقسيم الإداري لسيناء
استراتيجية سيناء العسكرية
توزيع القوات المصرية
تضاريس سيناء



ا

ا. السكان

من أهم المشكلات التي تواجه الباحثين عند الحديث عن سكان شبة جزيرة سيناء وغيرها من المحافظات الصحراوية هي عدم توافر بيانات تفصيلية عن السكان وأعدادهم. ومع ذلك فقد بلغ عدد سكان شبة جزيرة سيناء طبقاً لآخر تعداد عام 1986 أكثر قليلاً من مائتي ألف نسمة (200493 نسمة) يسهمون بنحو 0.5% من سكان مصر. ويقدر عددهم في أول عام 1994 بحوالي 270 ألف نسمة. موزعين بين المحافظتين على النحو التالي:

  • 213 ألف نسمة بمحافظة شمال سيناء.
  • 34 ألف نسمة بمحافظة جنوب سيناء.
  • 23 ألف نسمة بقسم القنطرة شرق ـ محافظة الإسماعيلية، وقسم الشط ـ محافظة السويس.

وعلى الرغم من مساحة سيناء تبلغ 61 ألف كيلو متر مربع ـ وهي تمثل 6% من جملة مساحة الأراضي المصرية. بذلك تصل كثافة السكان إلى 3.3 نسمة/ كم2 وقد تأثر معدل نمو السكان بها بعدة عوامل في مقدمتها العوامل العسكرية والسياسية، فقد كانت سيناء أكثر مناطق مصر تعرضاً للحروب طوال التاريخ. ولقد تدفقت أعداد غير قليلة من الفلسطينيين على شبه جزيرة سيناء بعد حرب 1948.

غير أن عدوان يونيو سنة 1967 قد أدى إلى هجرة الكثيرمن أبناء سيناء والعاملين فيها. وبعد حرب 1973 عاد بعضهم إليها ثم ازداد أعداد العائدين بعد توقيع اتفاقية السلام المصريةـ الإسرائيلية.

وإذا كانت العوامل العسكرية والسياسية قد أثرت على نمو السكان في شمال سيناء بصفة خاصة فإن العوامل الاقتصادية قد تركت بصماتها على معدل نموالسكان في جنوب سيناء. وتتمثل هذه العوامل في وجود حقول البترول ومناجم المنجنيز التي اجتذبت الأيدي العاملة ومعظمهم من أهالي الصعيد. كما تتمثل في التنمية السياحية التي شهدتها محافظة جنوب سيناء في السنوات القليلة الماضية.

ويمكن إيجاز نمط توزيع السكان في سيناء في وجود تركيز نسبي في شمال شبه الجزيرة، وتخلخل في الوسط، وتناثر في توزيع السكان في نقاط صغيرة في الجنوب. ويرتبط ذلك إلى حد كبير بالزراعة والإدارة والطرق في الشمال. ثم البداوة والجفاف في الوسط أما في الجنوب فيرتبط التوزيع المشتت بتوزيع الثروة  المعدنية وبخاصة البترول. ثم بمراكز السياحة في سانت كاترين وشرم الشيخ وطول الساحل الغربي لخليج العقبة.

تعتبر مدينة العريش أكبر مدينة صحراوية في مصر على الإطلاق وهي تستأثر بنحو ثلث مجموع سكان سيناء، وتتضاءل إلى جوارها المدن الأخرى من حيث حجم  السكان مثل رفح، والشيخ زويد، وبئرالعبد، والحسنة، في شمال سيناء، والقنطرة شرق في محافظة الإسماعيلية، والطور، وأبو رديس، ورأس سدر، وشرم الشيخ، في جنوب سيناء. وتضمن شبة جزيرة سيناء أكبرعدد من بدو مصر.

يوضح جدول تطور سكان سيناء خلال مائة عام تطورعدد السكان في سيناء منذ عام 1882 وحتى عام 1982(خلال مائة عام)، وذلك حسب الإحصائيات التي تمت.

السكان الحضر في سيناء

تحتل محافظة شمال سيناء الترتيب السادس بين محافظات مصر من حيث نسبة الحضر والتي تبلغ نحو 61.6% من جملة السكان، على حين تحتل محافظة سيناء الجنوبية الترتيب العاشر حيث تصل نسبة الحضر بها إلى نحو 44.5% من جملة سكانها.

يعتبر سكان مدينة العريش بشمال سيناء هم تقريباً السكان الحضر المقيمون في شبة الجزيرة. فبالرغم من وجود عدة مدن في سيناء إلا أن مجموع السكان بالعريش يشكل ثلث مجموع سكان سيناء، وتتضاءل إلى جوارها المدن الأخرى من حيث عدد السكان، وهي رفح، والشيخ زويد، وبئر العبد، والحسنة، في شمال سيناء. والقنطرة شرق، في محافظة الإسماعيلية. والطور وأبو رديس، ورأس سدر، وشرم الشيخ، في جنوب سيناء.

على حين يغلب على سكان باقي المدن في سيناء صبغة البداوة عن صفة الحضر برغم إقامتهم في مدن ثابتة وتتوافر بها الخدمات المختلفة.

ومدينة العريش هي عاصمة محافظة شمال سيناء وأكبر مدن شبة الجزيرة، وتقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط باتجاه الشرق عند نهاية وادي العريش وفي اتجاه مصبه عند البحر، وهي مصيف سياحي جميل على ساحل البحر تزينه غابة كثيفة من النخيل تمتد بمحاذاة الساحل لمسافة 30 كيلومتر تقريباً وهي ميزة عالية لا يدانيه فيها أي ساحل آخر.

تعتبر العريش هي المدينة السياحية الوحيدة في شمال سيناء فقد كان بها في الماضي بعض الكبائن والشاليهات والكازينوهات، أقامها الأهالي بالجهود الذاتية. وازدهرت كمنتجع سياحي عام 1985 مع افتتاح فندق أُبردي، أمّا الآن فان بها حوالي 556 غرفة في الفنادق التي تشمل 5 نجوم ، 4 نجوم ، 3 نجوم.

وسكان مدينة العريش كانوا يشكلون 24 قيراطاً. لكل قيراط أو أكثر (شيخ) خاص به، والقيراط يمثل عائلة واحدة أو مجموعة من العائلات التي ترتبط فيما بينها برباط الدم.

وأكثر أهالي مدينة العريش عدداً هم عائلات "الفواخرية" أوقبيلة الفواخرية، ولهم ستة قراريط، ويليهم قبيلة "الأغوات"، ولهم أربعة قراريط، ثم "أولاد سليمان"، ولهم ثلاثة قراريط، ثم عائلة "الكاشف"، ولهم ثلاثة قراريط، ثم "الشرابجة"، ولهم قيراطان، أهلي أبو صقل، ولهم قيراطان. ثم أستجد قيراط آخر ليجعل سكان العريش 25 قيراطاً وهو قيراط "النخالوه"، نسبة إلى (نخل).

وينحصر سكان مدينة العريش بصفة دائمة في أولاد سليمان. كما يعتبر سكان مدينة القنطرة شرق حالياً بعد تبعيتها إلى محافظة الإسماعيلية هم من الحضر بعد أن أقام بها العديد من العائلات من خارج سيناء نظراً لقربها من مدينة القنطرة غرب والإسماعيلية.

كما يعتبر سكان مدينة الطور في جنوب سيناء من السكان الحضر في الوقت الحالي نظراً لاتساع المدينة وانتشار الخدمات المختلفة بها واستقرار الأهالي هناك، سواء من قبائل سيناء أومن خارجها.

أصل قبائل شبه جزيرة سيناء

السكان الأصليون في سيناء هم من سلالة المصريون القدماء. بالإضافة إلى البدو الذين نزحوا إليها من شبه الجزيرة العربية نتيجة لظروف البيئة الصحراوية الطاردة بها.

وحياة البدو هي الصفة الغالبة على السكان في محافظتي الشمال والجنوب. ويرجع نسب قبائل سيناء إلى سيدنا إسماعيل علية السلام. أي إلى شمال بلاد الحجاز، فالعرب عامة، حسب رأي المؤرخين، ينقسمون إلى قسمين هما:

1. العرب العاربة أو عرب قحطان أو اليمنيين

هم الأكثر مدنية لانتسابهم إلي بلاد اليمن، التي عرفت حضارات قديمة وعريقة قبل الإسلام واتصلت ببلاد الحبشة. وكان لها اتصالات تجارية ببلاد فارس والمحيط الهندي، وأول من تكلم اللغة العربية منهم "معرب بن قحطان" وأشهرهم "عبد شمس" الملقب "بسبأ". ثم تعرضت اليمن لأزمة اقتصادية وسياسية قوية عندما تهدم "سد مأرب" في القرن الرابع قبل الميلاد، فتفرق عرب اليمن، وخرجت هجرات عديدة إلى وسط شبه الجزيرة العربية وشمالها والي الحبشة، كما هاجرت بعض القبائل إلى مصر وأقامت في شبه جزيرة سيناء وبعض محافظات وادي النيل.

ومن أهم قبائل قحطان التي وصلت مصر هي قبيلة "جهينة"، و "بلى"، وقد اتجهت "جهينة" إلي صعيد مصر وسهول السودان الشمالي ويطلق عليهم حتى الآن "عرب جهينة". أما قبيلة "بلى" فقد انتشرت في الصحراء الشرقية حتى مشارف القليوبية.

2. العرب المستعربة، أو "عرب عدنان" أو "عرب القيسيين"

ويرجع نسبهم إلى سيدنا إسماعيل علية السلام ـ أي إلى شمال الحجاز ـ وقد سموا كذلك لأنهم أصبحوا عرباً بعد أن كانوا في عداد العجم، وهم أحفاد السيدة ـ "هاجر"، المصرية، الزوجة الثانية لسيدنا  إبراهيم الخليل.

ويقال إن "الجرهميين" أقاموا مع السيدة ـ "هاجر"، و"سيدنا إسماعيل"، حول الكعبة وبئر زمزم، وتعلم إسماعيل عنهم العربية بعد أن كان يتحدث السريانية ثم تزوج منهم وكان من نسله "عدنان" الذي هو أول نسب صحيح للنبي صلى الله علية وسلم، ثم أنجب "عدنان"، "معد" ثم "نزار" وأنجب "نزار"، أربعة هم "مضر" و "ربيعه" و "أياد" و"انمار" وقد تفرع من "مضر" كل من "هوازن"، و"غطفان"، و"تميم"، و"كنانة"، وهي التي تفرع منها قريش. أما "ربيعه" فقد تفرع منها  "بنو عطية" وقبائل سيناء كلها مثل "التياهه"، و"الترابين"، و"الأحيوات"، و"معازة"، ويقال إن هناك 75 قبيلة على الأقل من عرب نجد والحجاز قد هاجرت إلى مصر وجنوب فلسطين نتيجة للحروب التي نشأت بينهم  بسبب الجفاف.

ويلاحظ في توزيع قبائل سيناء امتداد بطون القبائل وعشائرها عبر الحدود إلى جنوب فلسطين وجنوب الأردن وشمال الحجاز، بل امتددت حتى عبرت قناة السويس إلى محافظة الشرقية والقليوبية، وعبر خليج السويس وساحل البحر الأحمر.

وفي شبة جزيرة سيناء سكان من البدو وآخرون يمكن أن يطلق عليهم اسم "أنصاف بدو". لاسيما في "وادي فيران" حيث الاستقرار النسبي.

أسماء وأماكن تمركز قبائل سيناء

تضم شبة جزيرة سيناء أكبر عدد من بدو مصر. ويقيم بها نحو 26 قبيلة موزعة على شمال ووسط وجنوب سيناء. منها 12 قبيلة هي أقدم القبائل بسيناء على الإطلاق وأكثرها عراقة.

ويراوح تعداد كل قبيلة ما بين 500 إلى 12000 نسمة. عدا القبائل الصغيرة التي لا يتعدى تعدادها 250 نسمة. وتتركز القبائل الأكثر عدداً في المناطق الساحلية من محافظة شمال سيناء، وفي المناطق الواقعة شرق قناة السويس، وخليج السويس.

ويمكن تقسيم القبائل حسب أماكن  تمركزها في شبه جزيرة سيناء، إلى ثلاث مناطق بصرف النظر عن التقسيم الإداري والحدود بين محافظتي شمال سيناء، وجنوب سيناء (لمزيد من المعلومات عن قبائل سيناء، انظر ملحق قبائل سيناء).