إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









(6) التوزيع الأفقي لدرجات الحرارة، على سطح الأرض

(6) التوزيع الأفقي لدرجات الحرارة، على سطح الأرض

إن التفاوت في درجات الحرارة على سطح الأرض، ناتج من تفاوت كمية الإشعاع الشمسي، الواصلة إليه، وارتفاعه عن سطح البحر. تزداد كمية الإشعاع الشمسي، كلما كانت زاوية سقوط الأشعة أقرب إلى العمودية. وهذا مرتبط باختلاف مطالع الشمس، وتنقل هذه المطالع بين المدارَين، شمالاً وجنوباً. يكون أقصى هذه المطالع نحو الشمال، عندما تتعامد الشمس على مدار السرطان (23.5 درجة شمالاً)، عند الانقلاب الصيفي، في 22 يونيه، حين يبدأ فصل الصيف، في نصف الكرة الأرضية الشمالي. وتعود مطالع الشمس، بعد ذلك اليوم، إلى التزحزح نحو الجنوب، فتتعامد على خط الاستواء، في الاعتدال الخريفي، في 21 سبتمبر، حين يبدأ فصل الخريف. وتستمر مطالع الشمس في التزحزح، جنوباً، إلى أن تصل إلى أقصى ابتعاد لها في هذا الاتجاه، بتعامدها على مدار الجدي، في الانقلاب الشتوي، في 21 ديسمبر؛ إيذاناً ببدء فصل الشتاء، في نصف الكرة الأرضية الشمالي، وفصل الصيف في نصفها الجنوبي. تعود بعدها مطالع الشمس للتزحزح، ناحية الشمال، فتتعامد على خط الاستواء، مرة أخرى، في الاعتدال الربيعي، في 21 مارس. وتستمر في تزحزحها شمالاً، حتى تتعامد على مدار السرطان، مرة أخرى، بعد عام كامل (انظر شكل انخفاض كثافة الهواء).

يوضح العرض السابق، أن المنطقة المحصورة بين المدارَين، تستقبل أكبر قدر من الطاقة الشمسية، خلال العام؛ ويتناقص هذا المقدار، بالاتجاه نحو القطبَين، شمالاً وجنوباً. وتنقل الرياح والتيارات المائية، الفائض من الطاقة، من المناطق المدارية إلى النواحي القطبية. لذا، فدرجات الحرارة على سطح الأرض، تكون مرتفعة، في المناطق المدارية بعامة؛ منخفضة في تلك القطبية.

تتباين تضاريس سطح الأرض، في قدرتها على امتصاص الإشعاع الشمسي؛ بل إن صخور اليابس، تتباين في ذلك؛ فضلاً عن تباين اليابس والماء. فالصخور المكونة للقارات، وهي مركبات معدنية ـ هي أسرع من مياه المحيطات، في امتصاص الحرارة وافتقادها؛ لسعتها الحرارية المنخفضة، مقارنة بالسعة الحرارية العالية للماء. لذا، فالمسطحات المائية، من بحار ومحيطات، هي أدفأ، في الشتاء، من اليابس المجاور لها، وأبرد منه، صيفاً. ويوضح هذه الحقيقة (انظر شكل درجات الحرارة في يناير، وشكل درجات الحرارة في يوليه)، اللذان يمثلان خريطة العالم، متضمنة بعض خطوط الحرارة المتساوية[1]، في شهرَي يناير ويوليه. في الشكل الأول متوسط درجات الحرارة على سطح الأرض، في شهر يناير. وقد وقع عليه خطّا الحرارة المتساويان 15ْ مئوية، و25ْ مئوية، في نصف الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي. ويلاحظ أن خط الحرارة 15ْ مئوية، في النصف الشمالي، منحرف إلى الأعلى، فوق المحيطات؛ وذلك ناتج من برودة فصل الشتاء، على اليابس، في النصف الشمالي؛ بينما لا تنخفض درجة حرارة مياه المحيطات، بالقدر نفسه. أما في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، فإن شهر يناير من أشهر الصيف؛ إذ ينحرف خط الحرارة 25ْ مئوية نحو القطب الجنوبي، على اليابس؛ وذلك لأن المياه المحيطية أبرد من اليابس المجاور لها. كما يلاحظ، في النصف الجنوبي، قلة تعرج خطوط الحرارة المتساوية، وذلك لسيادة المسطحات المائية، وقلة اليابس.

وخط الحرارة 25ْ مئوية، يمتد، على شكل حلقة متصلة، من وسط أمريكا الجنوبية، عبر الأطلسي، نحو وسط أفريقيا، والجزء الجنوبي من المحيط الهندي؛ شاملاً الجزر الأندونيسية، وشمال أستراليا. ويلاحظ انحناؤه نحو الشمال، عند مروره فوق مياه المحيط الأطلسي الجنوبي، جنوب خط الاستواء؛ ثم انحناؤه الشديد، مرة أخرى، نحو الجنوب، عند مروره فوق الأراضي الأفريقية؛ نتيجة لارتفاع درجات الحرارة فوق اليابس، في فصل الصيف، في نصف الكرة الجنوبي، مقارنة بالعروض المقابلة لها على المحيط.

في (شكل درجات الحرارة في يوليه)، يتعرج خط الحرارة 15ْ مئوية، بشدة، في نصف الكرة الأرضية الشمالي؛ فهو ينحرف إلى الجنوب، بشدة، عند مروره فوق المسطحات المائية؛ وينحرف إلى الشمال، عند مروره فوق اليابس؛ وذلك نتيجة للتباين بين درجة حرارتَي اليابس والماء. وعند مقارنته بمساره هو نفسه، في (شكل درجات الحرارة في يناير) يلاحظ فارقان رئيسيان:

ـ أولهما: تزحزحه نحو الجنوب بشكل عام، في الصيف.

ـ ثانيهما: انعكاس تعرجاته. ففي حين كان ينحني نحو الشمال، فوق المسطحات المائية، في شهر يناير، أصبح ينحني فوقها نحو الجنوب، في شهر يوليه.

إن التوزيع المكاني لدرجات الحرارة، على سطح الأرض؛ على الرغم من النمط العام، الذي يشير إلى انخفاض الحرارة عموماً، بالاتجاه من المنطقة المدارية نحو القطبَين ـ هو نتاج تفاعل عدد من العوامل المتداخلة، التي تؤثر في ذلك النمط العام، على المستويَين، العالمي والمحلي. ويبدو الأمر، على المستوى المحلي، أكثر تعقيداً؛ إذ تتداخل عوامل محلية عدة، إلى جانب العوامل المذكورة أعلاه، مثل: الارتفاع عن سطح البحر، والقرب أو البعد من المسطحات المائية، واتجاه الرياح السائدة.

 



[1] خطوط الحرارة المتساوية: هي خطوط ترسم على الخريطة، توصل بين المحطات المناخية التي تتساوى فيها متوسطات درجات الحرارة في وقت معين.