إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









5

5. المناخ القطبي

يتمثل المناخ القطبي في مناطق المناخ البارد، المتاخمة للقطبَين (انظر شكل سيادة المناخ القطبي). ويشكل خط الحرارة، المتساوي عشر درجات مئوية، في أحر شهور السنة، الحدود الجنوبية لهذا الإقليم في نصف الكرة الشمالي، والحدود الشمالية في نصفها الجنوبي. يماشي ذلك الخط، إلى حدٍّ كبير، درجة العرض 50 جنوباً، في نصف الكرة الجنوبي، حيث يكون في عرض المحيط، بعيداً عن القارات؛ باستثناء قارة أمريكا الجنوبية التي يمر بطرفها الجنوبي. أمّا في نصف الكرة الشمالي، فيكثر تعرُّجه جنوباً وشمالاً، من درجة العرض 60 شمالاً.

ولا ترتفع درجة الحرارة عن الصفر المئوي، في أجزاء كثيرة من المناخ القطبي، مثل: القارة القطبية الجنوبية (إنتاركتيكا)، وأواسط جزيرة جرينلدا، والقطب الشمالي. إلاّ أن أجزاء منه، ترتفع فيها درجة حرارة الأشهر الحارة إلى ما فوق الصفر المئوي، ولاسيما المناطق الساحلية الغربية، القريبة من التأثيرات البحرية، مثل: جزيرة فرانجل، والمناطق الساحلية من جزيرة جرينلدا، وأوراسيا القطبية (انظر جدول المتوسط الشهري لدرجات الحرارة، في عَيِّنات من المناخ القطبي). وقلّما تتساقط الأمطار، في المناخ القطبي، إذ تقتصر على بعض أماكنه، حيث تراوح كميتها بين 20 و30 سنتيمتراً؛ بيد أن الثلوج، تتساقط على معظم أجزائه؛ إضافة إلى اتسام بعض الشهور بالجفاف النسبي (انظر جدول متوسط الأمطار الشهري،  في عَيِّنات من المناخ القطبي). ولذلك، يقسم المناخ القطبي إلى إقليمَين ثانويَّين يفصل بينهما خط الحرارة، البالغ صفر درجة مئوية، في أحر شهور السنة، وهما: إقليم مناخ التندرا، وإقليم مناخ الصقيع الدائم.

ويتمثل مناخ التندرا في مناطق المناخ القطبي الساحلية، حيث الصيف قصير، ترتفع فيه درجة الحرارة عن الصفر المئوي؛ ما يذيب الثلوج فترة كافية لنمو نباتات التندرا. ولا يصل متوسط أحر شهور السنة إلى عشر درجات مئوية فوق الصفر. خريف هذا الإقليم أكثر دفئاً من ربيعه، الذي يؤخر حلوله الغطاء الثلجي.

أمّا مناخ الصقيع الدائم، فيسود معظم نطاق المناخ القطبي، ولا تتجاوز درجة الحرارة فيه الصفر المئوي، في أيٍّ من شهور السنة؛ فهو، إذاً، بلا صيف، ولا يمكن النباتات أن تنمو فيه.

أ. الحرارة

يتسم إقليم المناخ القطبي بالمدى الحراري السنوي الكبير، الذي يزيد على 30 درجة مئوية؛ إذ يصل إلى 36 درجة مئوية، في القطب الشمالي، وفي جرينلاند؛ ويطاول 44 درجة مئوية، في يوريكا، في شمالي كندا.

وتتأثر درجة حرارة الشتاء، جزئياً، بتوزُّع اليابس والماء. وتواطئ نهايتها الصغرى شهر مارس؛ فتبلغ خمس درجات مئوية تحت الصفر، في جزيرة ماين، المتأثرة بتيار الأطلسي الشمالي؛ و38 درجة مئوية تحت الصفر، على الساحل السيبيري، الذي لا يتأثر بالتيارات البحرية؛ و47.2 درجة مئوية تحت الصفر، في أواسط جزيرة جرينلاند؛ و85 درجة مئوية تحت الصفر، في فوستك.

ب. التساقط

قد تهطل الأمطار، إبّان الصيف، في المناخ القطبي؛ إذ إن معظمها تتساقط على مناطقه ثلوجاً، يصعب قياس كميتها الفعلية؛ لِلَّبْس في تساقطها من السحب، أو ذَرْو الرياح إياها من الثلوج الموجودة من قبل على سطح الأرض. ويُعَد التساقط ضئيلاً جداً، يراوح بين 20 و30 سنتيمتراً، سنوياً، في معظم أجزاء الإقليم. وقد تزداد كمية التساقط السنوية، في  بعض المناطق المتأثرة بالمنخفضات الجوية، فتناهز 90 سنتيمتراً في جنوب شرقي جزيرة جرينلاند، و73 سنتيمتراً في جزيرة جان ماين. وتقلّ في مناطق أخرى عن 20 سنتيمتراً، فتطاول 104 مليمترات في بحر بورفورت، و146 مليمتراً في الجزر الكندية، و109 مليمترات في أواسط جزيرة جرينلاند. وتواطئ النهاية العظمى للتساقط فصل الشتاء، في المناطق الساحلية، حيث المنخفضات الجوية أكثر عمقاً وتكراراً؛ وفصل الصيف، في المناطق القارية، المتأثرة بالضغوط القارية المرتفعة.