إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









الانتفاضة الفلسطينية

4- الزمن

يعتمد مقدار التجوية ونوعيتها ومدى تأثيرها على طول المدة الزمنية، التي انتابت فيها المعادن في التربة. وبشكل عام، يختلف طول المدة المطلوبة لتكوين بعض الخصائص في التربة؛ إذ نجد أن الخصائص المرتبطة بتراكم المادة العضوية، تتطور سريعاً؛ بينما تجوية المعادن، خاصة شبه المستقرة منها، تحتاج إلى فترات زمنية طويلة.

أ- تأثير الزمن في المادة العضوية

يصل محتوى التربة، من المادة العضوية، إلى حالة من التوازن المستقر Steady State، في فترة، هي أقلّ مما يتطلبه تحقق أي من خواصّها الأخرى. وتراوح تلك الفترة بين مائتَي عام وعشرة آلاف عام.

ب- تأثير الزمن في تطور الأفق الطيني Bt

يتطلب تكوين الأفق الطيني Bt زمناً طويلاً؛ لأن العمليات المسؤولة عن تكوينه، مثل: تجوية المعادن الأولية، وتبلور معادن الطين من محلول التربة، ونقل بلورات معادن الطين من الآفاق العلوية إلى الأفق B ـ هي بطيئة جداً. ويختلف معدل تراكم الطين في الأفق B، من إقليم إلى آخر؛ فهو بطئ جداً في الأقاليم الصحراوية، وسريع، نسبياً، في الأقاليم المعتدلة الرطبة إلى درجة أن ترباً، يرجع عمرها إلى العصر الحديث Holocene، قد تطور فيها الأفق Bt إلى حدِّ كبير. لكن متوسط عمر التربة، اللازم لتطور أفق Bt، يراوح بين 40 ألف سنة، في المناطق المعتدلة، مثل ولاية بنسلفانيا Pennsylvania، في شرق الولايات المتحدة الأمريكية، وبين 140 ألف سنة، في المناطق شبه الصحراوية، مثل منطقة جبال الروكي Rocky mountains، في غرب الولايات المتحدة الأمريكية.

ج- تراكم كربونات الكالسيوم، مع الزمن

يتوقف معدل تراكم كربونات الكالسيوم CaCO3، في قطاع التربة، على عمليات التكون، ومعدل الغسل في التربة. وإذا كان الكالسيوم المطلوب، يستمد من تجوية المعادن الأولية، فإن معدل تراكم كربونات الكالسيوم، سيكون محكوماً بمعدل تجوية المعادن الأولية، المحتوية على الكالسيوم. أما إذا كانت كربونات الكالسيوم موجودة، أصلاً، في المادة الأم، فإن معدل تراكم كربونات الكالسيوم، سيكون محكوماً بمعدل نقلها، بالماء المتسرب في قطاع التربة. وعندما يكون مصدر كربونات الكالسيوم، هو الإضافة الهوائية، بالغبار المتساقط، والمطر المحتوي على أيونات الكالسيوم؛ فإن معدل التراكم في قطاع التربة، سيعتمد على تركيز أيونات الكالسيوم في المطر، ونسبة الكربونات في الغبار المتساقط؛ إضافة إلى كمية المطر، اللازم لإذابة كربونات الكالسيوم ونقلها في الأجزاء العليا من قطاع التربة. وتعد دراسات جايل Gile وآخرين، في منطقة لاس كروسز Las Cruces، في ولاية نيو مكسيكو New Mexico، في جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية ـ نموذجاً لدراسات تراكم كربونات الكالسيوم في قطاع التربة، مع الزمن؛ إذ وضعوا تعريفاً لمرفولوجية الكربونات ومراحل تطورها، مع الزمن (انظر شكل تراكم كربونات الكالسيوم في قطاع التربة).

د- تغير نوع معادن الطين، مع الزمن

تتغير نوعية معادن الطين في التربة، مع الزمن؛ لأن المعادن، التي كانت مستقرة Stable جيوكيماوياً فيها، في مرحلة من مراحل تطور هذه التربة، تصبح غير مستقرة، في فترة لاحقة لتغير بيئة التربة الداخلية، وكيماوية محلولها. ولو أن تجوية المعادن الأولية، مثلاً، كانت شديدة، في البداية، حتى إن الأيونات كانت مركزة في محلول التربة إلى درجة تشبعه ببعض معادن الطين، التي رسبت فيه؛ ثم استهلكت المعادن الأولية، بالتجوية، مع الزمن، حتى فُقِدت الأيونات، التي تكوّنها؛ ما يجعل كيماوية المحلول المائي، تتغير كثيراً؛ فإن معادن الطين، التي كانت قد رسبت سابقاً، تصبح غير مستقرة مع كيماوية محلول التربة الجديد. أما إذا كانت معادن الطين موجودة، أصلاً، في المادة الأصل، التي تكونت منها التربة، فإن بعضها قد يكون مستقراً، في بداية الأمر، بسبب تركيز الأيونات المكونة لها في محلول التربة؛ ثم تصبح غير مستقرة، مع تغير تركيبة ذلك المحلول؛ ما يجعلها غير مستقرة، فتتحول إلى أنواع أخرى من معادن الطين. ويستمر التتابع هذا، حتى يغسل أغلب الأيونات من قطاع التربة، مع الزمن، فيقتصر على أكاسيد الألمنيوم، مثل الجبسايت، في مراحل متقدمة من التطور (انظر شكل تطور معادن الطين في التربة).