إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









القسم الأول: الجغرافيا الطبيعية

(2) أثر المناخ في صافي الإنتاج

تحدد الظروف المناخية للأحياء، من نبات وحيوان، أماكن نمّوها وتكاثرها. فأنواع النبات والحيوانات، الموجودة في الغابات الاستوائية الحارة الرطبة، مثلاً، تختلف عن تلك الموجودة في الغابات النفضية المعتدلة؛ وكلتاهما، تختلف، عن أنواع نباتات الصحاري الحارة الجافة وحيواناتها. ولكن بعض المخلوقات الحية، في بعض الأنظمة، تتأثر بالمتغيرات المناخية تأثراً كبيراً؛ ما يجعلها أشد تأثراً من غيرها. ولبعض المخلوقات لها خصائص مميزة، تساعدها على تحمل ظروف مناخية متطرفة، سواء في الأقاليم الباردة، أو في الصحاري، حيث الصيف الطويل، والحرارة والجفاف الشديدان؛ حتى إن نبات الغابات الاستوائية، تأقلم مع الحرارة المرتفعة، والرطوبة العالية، في التربة والهواء، ومع غزارة الأمطار.

على الرغم من أن الكتل المائية، على سطح الأرض، أقل تأثراً بالتقلبات المناخية، اليومية والفصلية؛ إلا أن الظروف المناخية، تسهم إسهاماً كبيراً في تحديد أماكن العيش والنمو والتكاثر، للأحياء المائية. فهناك أنواع كثيرة من الأسماك، لا تتكاثر إلا في مياه، لا تتجاوز درجة حرارتها مدى حرارياً ضيقاً؛ ولا فرق في ذلك، بين المياه العذبة والمياه المالحة.

والمناخ من أهم العوامل المؤثرة في إنتاج المواد العضوية، في الأنظمة الأيكولوجية؛ فإلى جانب كثافة الضوء، والحرارة، فإن توافر الماء من العوامل المهمة، في هذا المجال؛ إذ إن نقصه في التربة، قد يكون أكثر العوامل المرتبطة بالمناخ تأثيراً؛ ولكن بياناته، ربما لا تتوفر. لذا، يلجأ الأيكولوجيون إلى الربط بين صافي الإنتاج الأولي السنوي Net annual primary production ومتوسط التساقط السنوي. في (انظر شكل صافي الإنتاج الأولي ومتوسط التساقط)، يبدو أن قِيم صافي الإنتاج الأولي، تزداد ازدياداً سريعاً بازدياد التساقط، بدءاً من الأقاليم الصحراوية، وشبه الصحراوية، حتى المناطق الرطبة. ولكن الزيادة في صافي الإنتاج الأولي، تتناقص إلى أن تستقر قيمته في درجة عليا، لا ترتفع فوقها، على الرغم من ارتفاع كمية التساقط. وربما يكون ذلك راجعاً إلى الفائض الرطوبي الكبير، في التربة، والذي صاحب غزارة الأمطار فيها؛ ما يؤدي غسل العناصر الغذائية، اللازمة للنبات. وبالنظر إلى أثر عوامل طول النهار، وكثافة الإشعاع الشمسي، ودرجة الحرارة والتساقط، مجتمعة، فإن المرء، يمكن أن يخمن، أن المناخ الاستوائي الرطب، هو الأعلى إنتاجية، على مدار السنة، إذ إن رطوبة التربة متوافرة، بكميات ملائمة، طوال العام. كما يمكن أن يستنتج، أن المناخات الصحراوية، ستكون إنتاجيتها منخفضة. والحقيقة، أن الإنتاجية تتناقص، بالاتجاه من خط الاستواء نحو العروض العليا، حتى تتدنّى إلى الصفر، في المناطق المتجمدة؛ إذ يكون لعاملَي قصر فترة النمو النباتي، وانخفاض درجات الحرارة، أثر فعال في خفض معدل النمو (انظر جدول صافي الإنتاج الأولي، في الأقاليم المناخية).

أمّا المناخ المداري الرطب، الجاف، فيقع في منطقة انتقالية، بين نطاقات الإنتاجية المرتفعة جداً، وتلك المنخفضة الإنتاجية. لذا، فإن بعض نطاقاته هي عالية الإنتاجية، وتصنف ضمن النطاقات "المرتفعة جداً" في إنتاجيتها؛ وبعضها الآخر، تصنف ضمن النطاقات المرتفعة الإنتاجية. والمناطق الانتقالية، مثل هذه، شديدة التأثر بالدورات المتعاقبة، من الجفاف والأمطار الزائدة.