إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









القسم الأول: الجغرافيا الطبيعية

هـ. مستقبل الأنظمة الأيكولوجية

الأنظمة الأيكولوجية مجموعات من النباتات، والحيوانات، والميكروبات، وبيئتها الطبيعية. ويمكن أن تصنف الأنظمة الأيكولوجية، تبعاً لغناها أو فقرها؛ أو بمقدار تدفق الطاقة والمادة بين أعضائها وبيئتها الطبيعية؛ أو بحجم تفاعل تلك الأعضاء وأدوارها، بين فريسة Prey، ومفترس Predator؛ ومنافس Competitor، ومعايش Symbiotic.

يصنف الأيكولوجيون، عادة، النظُم الأيكولوجية، بالنظر إلى النبات السائد Dominant Vegetation: نظام غابات الأشجار النفضية، ونظام السهوب والحشائش القصيرة، والنظُم الأيكولوجية الصحراوية... ولكن مصطلح النظام الأيكولوجي، لا يطلق على النظُم الطبيعية فقط (الغابات، نظُم الشعب المرجانية...)؛ بل يشمل النظُم الزراعية (الحقول الزراعية، الغابات المستنبتة)، وذلك على الرغم من أن تلك النظُم تختلف اختلافاً بيناً عن النظُم الطبيعية المدمرة، والتي حلت محلها.

وتنبع أهمية الأنظمة الأيكولوجية من مخرجاتها، والخدمات التي تقدمها. وجميعها، على اختلاف أنواعها، سواء النظُم الطبيعية الخالصة، أو تلك التي يتدخل الإنسان في إدارتها تدخلاً كبيراً ـ تنتج سلعاً تجارية تسهم إسهاماً مباشراً في الاقتصاد. لذا، فالغابات، وهي مصدر الأخشاب؛ والأنظمة الزراعية وهي مصدر للغذاء؛ لها أهمية كبيرة. وللأنظمة الأيكولوجية فوائد، لا تباع في الأسواق، ولا تقدر بثمن؛ إذ الغطاء النباتي، وخاصة الغابات، يسهم في تنقية الهواء، وضبط التدفق النهري، وحماية التربة، والحماية من الفيضانات. وللنظم الأيكولوجية أهمية كبيرة، لا يمكن تحديد قيمتها النقدية، في استخدامها أماكن للتنزه والاستجمام.

النظام الأيكولوجي كلٌّ مترابط، من الجماعات الحية، والعناصر الطبيعية الأخرى، من طاقة شمسية، وهواء، وماء، وتربة، وكربون، ومعادن. والغلاف الحيوي كلُّه، ليس إلا عدداً من الأنظمة الأيكولوجية المترابطة، التي يؤثر بعضها في بعض. إن التغير في أيِّ عنصر من العناصر الفاعلة، في الغلاف الحيوي، أو في أيِّ نظام أيكولوجي، سيقود إلى سلسلة من التغيرات في النظام نفسه؛ فأيُّ تغير في معدل تدفق الطاقة، مثلاً، أو في العناصر المناخية، أو في كمية الكربون المتاحة للتمثيل الضوئي (انظر شكل التغير في مصادر الكربون)، أو في التربة ـ سيسفر عن حالة من عدم التوازن، تنجم عنها سلسلة من التغيرات الداخلية في النظام، للتأقلم مع المعطيات الجديدة. وغالباً ما ينجح النظام في الحفاظ على توازنه، والتغلب على محفزات التغيير، من خلال آلية التغذية السلبية الراجعة، في حالة الذبذبات الفصلية، أو حتى التغيرات الطفيفة.

ولكن التغير، قد يكون كبيراً، بقدر يتجاوز القِيم الحرجة للنظام، فيعجز هذا عن المحافظة على استقراره، وخاصة إذا كان التغير في مدخلاته. فتظهر آثار التغذية الإيجابية الراجعة، في سرعة تدهور بعض عناصر النظام، الذي قد يستقر، لاحقاً، وإنما في وضع جديد، مغاير للوضع السابق؛ وقد يكون أقلّ فاعلية، وأقلّ إنتاجية منه. وغالب التغيرات، التي شهدتها النظُم الأيكولوجية، في الأعوام الأخيرة، مرتبطة بالأنشطة البشرية. وعلى المقياس الزمني الأطول، فإن بعض التغيرات، التي شهدتها الأنظمة الأيكولوجية، كانت نتيجة للتغيرات المناخية.