إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









القسم الأول: الجغرافيا الطبيعية

2. نشأة البحار والمحيطات

تضاربت آراء الباحثين في تفسير كيفية توزيع اليابس والماء وتصور بداية ميلاد الأحواض المحيطة ثم امتلائها بمياه البحر، ويعزى هذا التضارب إلى أن نشأة الأحواض المحيطية ترجع إلى أزمنة فلكية بعيدة، تصل إلى اكثر من 1300 مليون سنة، في حين لا يتجاوز عمر الإنسان على سطح الأرض المليون سنة الأخيرة.

واُقترحت حتى اليوم عشرات النظريات التي تحاول تفسير نشأة الأحواض المحيطية من جهة وكيفية توزيع اليابس والماء بصورته الحالية من جهة أخرى. ويدل تعدد هذه النظريات على انه لم تُعرف بعد الصورة الحقيقية، التي تكونت بها قشرة الأرض الخارجية التي ساهمت في تشكيل ظواهرها الكبرى.

ومن أهم النظريات التي قيلت في هذا الشأن

نظرية زحزحة القارات Continental Drift Theory

رجح الفريد فاجنر Alfred Wagner سنة 1914، أن قارات العالم اليوم كانت خلال العصر الكربوني كتلة واحدة متماسكة تعرضت للتصدع والانشطار، ونتج عن ذلك وجود قارات جديدة، أخذت هذه القارات تتحرك أفقياً في عدة اتجاهات إلى أن استقرت في أماكنها المعروفة الآن. وقد اعتمد فاجنر عند بناء هذه النظرية على تطابق الطبقات الجيولوجية لليابس وتطابق الحفريات على كل من الساحل الشرقي والغربي للمحيط الأطلسي. وتشابه الشكل بين الساحل الغربي لأفريقيا والساحل الشرقي لأمريكا الجنوبية مما يوحي بأنهما كانا متلاصقين. ومع ذلك لم يشر فاجنر إلى طبيعة العوامل التي أدت إلى تزحزح القارات في نهاية العصر الكربوني (انظر ملحق الأحقاب والعصور الجيولوجية)، وعدم تزحزح قارات العالم الحالية بنفس الصورة التي حدثت في الماضي.

وقد أكد الجيولوجيون أن القارات الحالية كانت خلال العصر الكربوني Carboniferous، عبارة عن كتلة كبرى هي كتلة بنجايا Pangaea، كما يوضح.

وعندما اقترب العصر الترياسي Triassic من نهايته، بدأت كتلة بنجايا في التمزق وأخذت أجزاؤها في الابتعاد عن بعضها بعضاً بصورة تدريجية وبطيئة. وأدى هذا التمزق إلى ظهور قارتين عظيمتين، كما يتضح من (شكل نظرية زحزحة القارات).

أ. لوراشيا Laurasia، وكانت تضم قارات آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية.

ب. جندوانا Gondwana، وكانت تشتمل على قارات إفريقيا وأمريكا الجنوبية واستراليا.

وبنهاية الزمن الثاني الميزوزوي Mesozoic (المتمثل في عصر الكريتاس Cretaceous) وبداية الزمن الثالث (الكاينزوي Canozoic واصلت القارات تباعدها عن بعضها بعضاً، حتى أخذت وضعها الحالي[1] كما يوضح (شكل نظرية زحزحة القارات).

وبظهور الأحواض المحيطة بدأت تمتلئ بالمياه الأولية Juvenile Water، ويقصد بها تلك المياه، التي ظهرت لأول مرة في قاع البحار والمحيطات ومصدرها باطن الأرض أو الصخور البركانية التي تُقذف مع انبثاق المصهورات البركانية[2].

 



[1] يتكون العالم من سبع قارات، هي آسيا، ومساحتها 45 مليوناً و600 ألف كيلومتر مربع؛ وأفريقيا، ومساحتها 30 مليوناً و600 ألف كيلومتر مربع؛ وأمريكا الجنوبية، ومساحتها 24 مليوناً و300 ألف كيلومتر مربع؛ وأمريكا الشمالية، ومساحتها 17 مليوناً و900 ألف كيلومتر مربع؛ وأوروبا، ومساحتها 9 ملايين و800 ألف كيلومتر مربع؛ وأستراليا، ومساحتها 8 ملايين و500 ألف كيلومتر مربع؛ والقارة المتجمدة الجنوبية (انتاركتيكا)، ومساحتها 11 مليوناً و400 ألف كيلومتر مربع. وبذلك يبلغ مساحة اليابسة 148 مليوناً و100 ألف كيلومتر مربع.

[2] يُقدر حجم مياه البحار والمحيطات بنحو 1.3 مليار كيلو متر مكعب.