إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









2

2. تصنيف الدول حسب مستوى التقدم

أصبح من المألوف في عالم اليوم تقسيم الوحدات السياسية حسب عدة معايير، تؤلف في النهاية المستوى الحضاري والاقتصادي لهذه الوحدات. وأبسط تقسيم لهذه الدول ما يعرف بالدول المتقدمة والدول النامية، أو الدول الغنية والدول الفقيرة، أو الدول التي تملك Haves، والتي لا تملك Have Nots. وقد درج العالم الغربي على تسمية الدول الأقل تقدماً بالدول المتخلفة، في حين استخدمت هيئة الأمم المتحدة تسميات مرادفة مثل الدول غير المتقدمة Undeveloped، أو الدول الأقل نمواً Underdeveloped، أو الدول النامية Developing. وتعد تسمية دول الشمال ودول الجنوب أحدث تسمية مرادفة، حيث إن معظم دول الشمال غنية ومعظم دول الجنوب فقيرة.

وتصنف دول العالم إلى دول متقدمة وأخرى نامية حسب المقاييس التسعة التالية:

o   نصيب الفرد من الناتج القومي.

o   التركيب المهني للقوى العاملة.

o   نصيب الفرد من استهلاك الطاقة.

o   إنتاجية العامل.

o   مدى ممارسة الزراعة التجارية والاعتماد عليها.

o   استهلاك الفرد من المعادن.

o   وسائل النقل والمواصلات.

o   نسبة المدخرات المحلية إلى جملة الدخل القومي.

o   نسبة إنفاق الأسرة على الغذاء.

ويبدو من المقاييس السابقة أن كلاً منها مستقلّ عن الآخر، إلاّ أنها في النهاية تتشابك لتحدد مظاهر التركيب الاقتصادي، بمعنى أن هذه المقاييس ترتبط ببعضها ارتباطاً وثيقاً لتكون مستوى التقدم والتنمية.

وعلى ضوء هذا التقسيم ومن (خريطة مستوى التقدم)، يمكن تقسيم دول العالم حسب التنمية الاقتصادية إلى ثلاثة أنماط هي:

أ.  دول متقدمة Advanced

وتضم الدول المتقدمة[1] في قلب أوروبا وفي أمريكا الشمالية واستراليا، واليابان. وتتصف هذه الأقاليم بارتفاع نصيب الفرد من الدخل القومي، ومن استخدام الطاقة، وتنوع التركيب المهني في النشاط الاقتصادي، وتسهم دول هذه المجموعة بنحو خُمس سكان العالم.

ب. دول متوسطة Intermediate

وتتمثل في الدول ذات المستوى المتوسط في أوراسيا، ودول أمريكا الجنوبية، وبعض دول البحر الكاريبي، وتمثل جمهورية جنوب أفريقيا قارة أفريقيا في هذه المجموعة. وهذه المجموعة غير متجانسة، بعكس المجموعة الأولى التي تتميز بتجانس كبير، ونصيب الفرد من الدخل القومي في بعضها متواضع كما هو الحال في دول جنوب وشرق أوروبا، وبعضها الآخر مثل فنزويلا، وكوبا، وبنما، والمكسيك، يمثل مرحلة انتقالية بين الدول النامية والدول المتوسطة. ويمثل سكان هذه المجموعة نحو 15% من سكان العالم.

ج. دول نامية Developing

وتمثل هذه المجموعة غالبية دول العالم، ويتميز بعضها بارتفاع كبير في متوسط نصيب الفرد من الدخل القومي، مثل الدول النفطية، التي يعتمد اقتصادها على عوائد النفط كدول الخليج العربي، وليبيا، وفنزويلا، وهي أمثلة لدول تؤدِّي الموارد الطبيعية المستغلة دوراً حاسماً في اقتصادها، وتسهم في تحقيق تنمية اقتصادية كبيرة، وإن كانت لا تُدخلها في الوقت الحاضر في عداد الدول المتقدمة، بل تعيش مرحلة انتقالية بين عهد تقليدي، كان يعتمد على حرف أولية إلى اقتصاد حديث، يعتمد على عوائد النفط والتكنولوجيا المستوردة والأيدي العاملة المهاجرة.

والمتتبع للعلاقات بين الدول المتقدمة والوسطى من ناحية والدول النامية من ناحية أخرى يلاحظ أن الفجوة تزداد بينها، ويرجع ذلك لعدة أسباب، من أبرزها أن معظم الدول النامية تعيش فيما يُعرف بالحلقة المفرغة Vicious Circle، التي تجعل الجميع يعيش في مستويات دنيا من التنمية الاقتصادية. ومن ثم فإن الدول المتقدمة تزداد غنى وتقدماً بسرعة أكبر بكثير من الدول النامية التي تزداد فقراً وتخلفاً، وذلك في ضوء مواردها الحالية ونمط استغلالها.

ولعل من أبرز عوائق التقدم في الدول النامية أن معدلات نمو السكان فيها تفوق معدلات التنمية الاقتصادية، بل إن كثيراً من الدول النامية تئن تحت وطأة التزايد السكاني في غياب خطط علمية للتنمية من ناحية وتقليل معدلات النمو السكاني بها من ناحية أخرى[2].

ومن الإنصاف في القول أن المجتمعات الصناعية المتقدمة لم تكن مجتمعات مثالية، بل أن مشكلاتها عديدة خاصة ما أحدثه التقدم من استنزاف للموارد، وتغير في مظاهر البيئة، ومن التلوث الذي أصبح واحداً من اكبر مشكلات هذه الدول.

 



[1]    أحياناً تُضاف إسرائيل إلى هذه المجموعة.

[2]  يُصبح في ضوء ذلك القول الشائع: "أن الأغنياء يزدادون غنى والفقراء يزدادون أطفالاً"، Th Rich Get Richer, The Poor Get Children، قولاً واقعياً إلى حد كبير.